أنا ليس لدي شعور بالإمتنان لسوريا على الإطلاق

هذه البلاد لم تعطيني شيء
والدي هو من صرف علي عندما كنت طفلة
و أنا أكملت عندما كبرت
بالعكس تماماً كوني سورية الولادة أورثني التأخير الدائم في كل المطارات
و أدخلني في حروب نفسية مع غالبية عظمى ترتضي الذل والظلم والهوان
هذه البلاد أورثتني أن أدافع عن نفسي لأجل البقاء
و أنا أكون الأكثر شراسة في القتال
أن البقاء للأقوى
و أن عليك أن تتجاوز الكل و تنجو بنفسك
و هذا ما فعلته
فعليه أنا غير ممتنة للنظام الدستوري المستمد من الشرعية الإسلامية أو القانون الفرنسي
ولا التعليم الحكومي
ولا لقوانين العمل
هذه البلاد عليها أن تشكرني أنا وأمثالي لاننا نجونا منها بإعجوبة
كل يوم أشعر بالإمتنان أنني لا أعيش هناك اليوم
لا أتنفس الهواء الملوث بالنفايات النووية سابقا و الكميائية اليوم
لا أتناول الطعام الذي لا يخضع للرقابة الصحية و هو مسرطن بنسب مخيفة
لا أعيش تحت رحمة جلادين بشر لا يخافون القانون تحت اسم اطباء
الشوارع هنا حيث أعيش ..

لا أطفال في الشوارع ولا في أمكان العمل
النظافة رائعة
النساء محمية من العنف
المجانين والفقراء لا أراهم في الشارع
أنا أشكر نفسي فقط على تحمل بلد كسوريا لمدة 22 عاماً
وعلى كفاحي وحدي
وعلى اصراري ومثابرتي
و على كل بلد استضافني وكان محطة عبور للوصول إلى وجهتي الأخيرة ….
أشكر نفسي فقط
و أحب نفسي فقط و أتمنى للجميع أن يخرج من هذا الوطن
إنه مكان خطر حقا
لا أعرف حقا من عرف الأواطن بهذا الشكل
لكن أنا اشعر بالشفقة في أن معاً على كل من يعيش فيه اليوم
و ما أفعله اليوم هو مد يد العون لهم ليحسنوا من فرص بقائهم بحالة لا بأس بها في هذا المكان الخطر
جود عقاد
#بصراحة

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.