طلال عبدالله الخوري 11\6\2015 مفكر دوت اورج
ظن الكثيرون ان بعد الانتصارات التي حققتها فصائل المعارضة السورية المسلحة متحدة مع جبهة النصرة, قد تجبر الولايات المتحدة الاميركية على اعطاء الضوء الاخضر لسقوط الاسد, وبالتالي القبول بالمعارضة المسلحة كبديل له كامر واقع, ولكن كما قلنا بأكثر من مقالة بأن اميركا تنظر الى الحرب في سوريا على انها كر وفر بين الطرفين, وبالتالي هي لا تشتر اي انتصار عسكري لاي منهما بقشرة بصلة, لأنه بالأصل اي انتصار لاي طرف اوتراجعه يتم فقط بموافقة اميركية, والانتصارات الاخيرة للمعارضة ليست استثناء كما ذكرنا بمقالنا السابق ( إغناتيوس اميركا ترى الحل بسوريا بأن يقتنع النظام بالحل الدبلوماسي ), وهي جائت نتيجة توسل السعودية وتركيا وقطر والاردن لاميركا لكي تسمح بها, فحتما اي انتصار هي سمحت به لن يغيير سياستها ابداً نقطة ع السطر انتهى.
الآن, وبعد مراجعة ما تسرب اليوم عن المصادر الدبلوماسية الاميركية ومراكز الابحاث وصنع القرار, فنحن نؤكد على أن السياسة الاميركية لم تتغير قيد انملة ولن تتغير قط لا في المدى المنظور ولا المتوسط حول الأزمة السورية منذ انطلاقتها وحتى تاريخ كتابة المقال, ونعيد تلخيصها هنا لعل المعارضة السورية الرسمية والنظام يستوعبوا شيئا ما ولو بالقليل بعد خمس سنوات, فالتكرار يعلم الغزال.
اولاً: اميركا لا تشتر اي كيان سياسي معارض بقشرة بصلة اذا لم يكن لديه حاضنة شعبية على الارض, اي المعارضة التي لها وزنها بالنسبة لأميركا هي الاخوان المسلمون السوريون ومجموع الفصائل الاسلامية المسلحة مع النصرة, اما القوميون واليساريون الفاشلون اصلا فهي تجاملهم ولكن لا تقيم لهم وزناً لان ليس لهم اثر على الارض.
ثانياً: لكي تعطي اميركا الضوء الاخضر لسقوط الاسد يجب على المعارضة السورية المعتبرة: اي الاخوان والفصائل المسلحلة, أن يجثوا على ركبهم امام صناع القرار الاميركي في البيت الابيض, ويتعهدوا بان يكون الشعب السوري بكل اطيافه الاثنية والدينية وكل اقلياته مع الاكثرية بحالة افضل مما هم عليه مع نظام الاسد, ويقدموا الدليل المقنع على ذلك, وإلا سيبقى الاسد طالما ليس هناك بديلا مناسبا له.
ثالثا: بشار الاسد فقد صلاحيته ولن ترض عنه اميركا قط لانه مجرم حرب قتل الشعب السوري, ولكن سيبقى هو ونظامه طالما لم يجدوا البديل.
رابعا: اولوية اميركا بالشرق الاوسط هي مكافحة التنظيمات الارهابية مثل داعش والنصرة, وترى ان سقوط الاسد من دون البديل المناسب, سيكون في صالح التنظيمات الارهابية التي ستستغل الفراغ وبالتالي ستتقوى وتتمدد, وهذا اخر ما تريده اميركا.
خامساً: هناك سبب اضافي يمنع اميركا من محاربة نظام الاسد وهو عدم الاستطدام مع الولي الفقيه بسوريا لان اوباما لا يريد اي شئ ان يعيق الاتفاق النووي مع طهران.
سادساً: هناك تسريبات جديدة تقول بان بسبب الضغط الفرنسي والسعودي والقطري والتركي قد تقبل اميركا بحل سياسي في سوريا لا يستبعد الأسد في مراحله الأولى, وهذا الحل يرضي كل الانظمة العربية الخليجية والملكية والجمهورية الاستبدادية, والتي تريد ان تعود ساعة الزمن الى الوراء اي الى ما قبل بداية ثورات الربيع العربي.