طلال عبدالله الخوري 20\9\2015 مفكر حر
كنا قد فصلنا في مقال سابق بعنوان:”أميركا وسياسة “لا تقاطع عدوك اذا كان يدمر نفسه”؟” سياسة اميركا الجديدة ضد أعدائها والتي تتلخص بعدم مقاطعتهم اذا كانوا يدمرون انفسهم ذاتياً, فكل ما يفعله بوتين في أوكرانيا وسوريا, والولي الفقيه في سوريا واليمن والخليج ولبنان, وما تفعله النصرة وداعش, هو بالواقع تدمير بطئ لأنظمتهم الشمولية البائدة, لذلك اميركا لا تفعل لهم شيئا, فقط تستمتع بمراقبتهم يدمرون انفسهم ذاتياً, والاكثر من هذا هي بين الحين والآخر تشجعهم لإتخاذ خطوات أكثر جرأة لزيادة وتيرة دمارهم الذاتي, وما سياستها الأخيرة تجاه خطوة بوتين بزيادة انغماسه في المستنقع السوري وبناءه للقواعد العسكرية في الساحل السوري, وإرساله لجنوده ودباباته الى هناك, تؤكد مرة ثانية صحة تحليلنا للسياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط, وفي هذه المقالة نريد فقط ان نقرأ بين سطور اخر التحركات الاميركية لندعم تحليلنا السابق.
جميعنا يذكر كيف ورطت السفيرة الاميركية في بغداد الديكتاتور البائد ” صدام حسين” بإحتلال الكويت, وشجعته على خطوته عندما قالت له بما معناه بأن اميركا تعتبر ان المشاكل بين الدول العربية شأن عربي داخلي لا تتدخل به أميركا! ففهم من هذا صدام حسين بانه ضوء أخضر أميركي لخطوته باحتلال الكويت.. والتي كانت بداية تدميره الذاتي له ولبلده, وكلنا يعرف بقية الحكاية التي يعيش العراق مآسيها حتى الآن.
نحن رصدنا مؤخراً تصريحين من هذا القبيل, قام بهما وزير الخارجية الأميركية جون كيري ليشجع بهما بوتين على مزيد من الغوص بالمستنقع السوري وبالتالي زيادة وتيرة ندمير لنفسه ولنظامه ذاتياً
الاولى عندما مرر رسالة مفادها عدم ممانعة اميركا للوجود الروسي بسوريا شريطة استهدافه لداعش, وليس استخدامه لدعم النظام؟.. ونحن نتسآل: اليس هذا تشجيعا لبوتين بنفس الطريقة التي فعلوها مع صدام حسين؟
الثانية عندما قال جون كيري إن الرئيس باراك أوباما يعتقد أن المحادثات العسكرية مع روسيا بشأن سوريا خطوة تالية مهمة ويأمل في أن تنعقد قريبا .. لاحظوا هنا بان روسيا ترسل قواتها بينما الرد الاميركي مجرد محادثات … اليس هذا ايضاً تشجيعا لروسيا لزيادة غرقها في المستنقع السوري؟
لمقارنة هذه السياسة مع سياستها القديمة قبل اوباما, فكانت العادة ان ترسل تصريح شديد اللهجة مع اقلها ارسال بوارجها الحربية الى المنطقة والتهديد … بينما في سياستها الجديدة فهي باختصار: اذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه ولا مانع حتى من تشجيعه.
من المؤكد بان أميركا ستستخدم نفس اسلوبها بأفعانستان وتحارب روسيا بالجهاديين الاسلاميين, وكما سببت افغانستان بانهيار الاتحاد السوفييتي ستسبب سوريا بإنهيار البوتينية الروسية بكل تأكيد وهذا ما سيحدث ايضا لنظام الولي الفقيه.