في ذكرى نكاح الدعاوشة، دخل دعوش إلى بيته متغزلا في دعوشته القبيحة في ذكرى نكاحهما وقد أحضر لها هدية:
خذي يا دعوشتي.. خذي هديتك، في يوم ذكرى نكاحنا الأول.. قتلنا اليوم عشرين طفلا بعد أن فخخنا معتوها من رأسه حتى فتحة شرجه وأرسلناه كي يقتلهم جميعا…. وأحضرت لك هذه المزهرية:
جمجمة طفل وقلمي رصاص كان يكتب بهما.. فوضعتهما وسط عينيه المجرمتين، وعلى جبينه دفتره الصغير الذي وجدته ملتصقا في صدره الأجوف بفعل التفجير.
وأستمر في حديثه وهو يقدم لها الهدية متأملا في عينيها الجاحظتين يتطاير منهما الشر الأحمر:
أما هذه العلبة الصغيرة فليست سوى ألوان الرسم التي كان يرسم ويلون بها الطفل الكافر المجسمات ويحاكي الطبيعة.. هي لك يا قبيحتي لوني بها هذه الجمجمة كي تزيني بها بيتنا في ذكرى فرحنا الخالد… وهذا الكأس الأحمر بعض من دمه المسفوح على طاولته وسط الفصل الذي تحول الى بركة دماء لكل الطلاب الصغار الكفار.
شكرته دعوشه.. وهويقبلها بفم تبرز منه ثنيتان متسختان خارج شفتيه المنتفختين وقد منحته فما تتآكل آسنانه بفعل التسوس… وسكب الكأس الأحمر في جوفها وهو يقول:
إسكري يا دعوشتي إسكري من دم هذا الكافر.. في ذكرى أول يوم تعانق فيه الحقد.. والكراهية.
ضحكت دعوشة بغنج عبر صوت يزمجر كصوت وحش في غابة وقالت: ما رأيك لو نغير أسماءنا فنسميك حقدا.. وأنا.. كراهية؟!
دعوش: لا فرق يا قبيحتي بين الحقد ودعوش.. ولا بين دعوشة والكراهية.. كل زوجين ينتجان بعضهما البعض ، ويكفينا فخرا أن نستمتع بهذه الدماء وهي تسيل من جماجم الأطفال في فصولهم الدراسية لتسقي التراب الخالي من عشب أخضر.. كي تنبت لنا الأرض الدامعة مزيدا من الشوك الدامي.
سرحت دعوشة قليلا حين عادت بها الذاكرة قبل أن تأتي مناكحة.. تنهدت بعمق وقالت:
أتذكر تلك الأيام التي علمتني كراهية الحياة والناس.. لا أتعلم شيئا مفيدا.. وممنوع علي أن أفكر أو أحب حبا عذريا بريئا.. حتى تحجر هذا القلب وأصبح متعطشا لشرب الدماء، فحمدت الله أنني أشبع نهم القتل وأنا في طريقي الى الجنة.. وأشرب الدماء في الدنيا حلالا زلالا ، فأنتقم لشبابي المهدر في الضياع والكراهية وأرضي ربي وقد أفتاني كل شيخ مزيف يعشق القتل مثلي لكنه لا يملك الشجاعة ولا المقدرة .
دعوش: ولم لا يجد الشيوخ المزيفون فرصة لممارسة القتل مثلنا وقد أفتوا لنا بالقتل الحلال.. لماذا لا يودون الذهاب معنا الى الجنة ؟!
دعوشة: لأنهم يملكون المال والصبايا وكل شيء.. لكنهم يعوضون شهوة القتل بإرسالنا بدلا منهم.
الجنة بالنسبة إليهم: التمتع بملذات الدنيا بما فيها ملذات التمتع بآلاف الجثث وهي تتطاير بفعل خناجرنا وأحزمتنا المفخخة… بتأثير فتاويهم.
مهمتهم أولا: أن يفخخوا عقولنا بفكرهم الخطير وقمعنا بقسوتهم المفرطة وعندما تحين الفرصة التي يبيعون فيها أمثالنا مقابل شيء من المال، يبدأ النواح منهم ليرسلونا وقد أشبعونا بالضغينة كي نكون الوسيلة والقنبلة لتحقيق غاياتهم بإسم الله الذي لا يحبونه وقد كرهونا فيه… ثم يقول الناس أننا إرهابيون!
بل أن هؤلاء الشيوخ المزيفين:هم إرهابيون حقيقيون ونحن بالنسبة إليهم أبرياء نستحق الشفقة.
هؤلاء القتلة المتسترون بالدين: أخبث أنواع المخلوقات.. شياطين في صورة بشر.. يؤلفون الكتب لقتل الناس ويرتقون المنابر لإثارة البغضاء والكراهية وشحن الأنفس المريضة والضعيفة والمجهلة.. وعندما يستشعرون خطرا بسبب ما عملوه من مكر وفتنة يتباكون ويسيرون في مواكب عزاء الذين أفتوا بقتلهم… يتلون الواحد منهم كالحرباء.. ولا يستحي وهو يناقض نفسه ويعريها تحت ضوء الحقائق.
هؤلاء الخبثاء: يسري العهر في دماءهم، و يستحقون منا أن نشرب دماءهم ونعلق جماجمهم في كل مكان!
دعوش: لكن القطعان تنزههم.. وتثق فيهم. دعيهم يكذبون كي نجد من يحلل لنا جرمنا وقد أدمنا خمر الكراهية!
ثم جلسا وسط صالة منزلهما المفروش بالحجارة المدببة تتزين جدرانه بالسكاكين والحراب والسيوف، وتتدلى من سقفه القنابل وعلى أطراف الصالة تتوزع الجماجم والأجساد المقطوعة.. ضغطت دعوشة زر المسجل الذي تتوزع سماعاته في زوايا الصالة وكل سماعة ملبسة بجلد آدمي مسلوخ من جسد طفل تتوسطه أذن آدمي قطعت من جسد صاحبها كي تعطي إيحاءً سمعيا ذا دلالة للمستمع..
رقصت مع قبيحها وقد أسكرها كأس الدم على أنغام أغنية تتغنى بقطع الرؤوس.. ورقصا وسكرا حتى ثمالة الفرح وهما يرددان معا أغنيتهم الأقبح:
دعوشة: إذبح إذبح يا قبيحي.. إقطع إقطع جمجمة
بصحتك.. نشرب ونسكر من دمه.
دعوش: كلما جاعت قبيحة.. نقطع أحلى جمجمة
بصحتك.. نشرب ونسكر من دمه.
توقف الغناء.. وأرتخت الأجساد وقد أنهكهما الرقص وأتجها الى مطبخ الشقة ليطبخا صدر طفل مخمرا بالملوخية وبعض الأصابع..
تقول دعوشة لقبيحها وهي تمص أصابع الطفل المطبوخة بعناية: ما ألذ هذه الأصابع يا قبيحي.. كأنها شوكولاته سويسرية.
يعلق دعوش ساخرا: وهل ذقت الشوكولاته السويسرية ذات يوم يا دعوشة وأنت التي لم تغادري أوكارك المظلمة ؟!
ترد ضاحكة وقد نشبت أظافر الطفل وسط أسنانها المتسوسة: أليست الشوكلاتة أصابع طفل سويسري ؟!
يضحك دعوش ويلتهم إصبعين ويقول: كلا يا مجنونة إنها كتف طفل عربي تم مزجه بشيء من السكر والنبيذ في المصانع السويسرية.
تقول دعوشة: وأي لحم طفل ألذ من وجهة نظرك.. لحم الطفل السوري أم العراقي؟!
دعوش: لحم الطفل السوري أكثر طراوة.. ولحم الطفل العراقي أكثر ملوحة.. وقد أخبرني أبو الجماجم الشيشاني أن لحم أطفال العرب ألذ لحما في الدنيا.. يوافقه الرأي أخونا أبو الكراعين الباكستاني وكذلك أبو العربجي الصومالي… وجميعهم يتمنون أن تحين الفرصة لتجربة لحوم كل الأطفال العرب وسبي نساءهم.
دعوشة : وهي تضرب صدر دعوش بكف كل أصبع فيه تزن نصف كيلو قرام وقد تقوس حاجباها كالسكاكين: فما بالك بلحم الصبايا يا دعوشي.. هاااه ؟!
دعوش: أكرمنا الله يا قبيحتي بهؤلاء الصبايا السبايا في الدنيا، وسوف نجد أجمل منهن في الآخرة.. يقول مولانا أبو الجحش : لم أكن يوما أحلم أنني سآكل لحم فأر وأعاشر جحشة، فإذا بي آكل لحم طفل عربي وأعاشر صبية سبية عربية.. وأنا القبيح الذي رفضنني كل قبيحات العالم لولا نعمة جهاد النكاح والسبايا في بلاد العرب.
وتتغير ملامح دعوشة فجأة.. لتفغر فاها وكأنه صندوق قمامة لتصرخ في وجه دعوش: إياك أن تناكح سبية ؟!
ويرد دعوش مرتعدا: ألم تناكحي ألف شخص قبل أن تكوني معي ؟!
وفجأة تقفز دعوشة قفزة بهلوانية وتهجم عليه بقوة لتمزق جسده بكل أظافرها وأسنانها قبل أن تطلب النجدة من جارها الساكن في الشقة المجاورة.. أبولبؤة، الذي جاء إليها مسرعا ليشاركها تقطيع جسد قبيحها دعوش ويكملان السهرة بعد أن ذبحاه وشربا دمه ثم طبخاه فوق نار هادئة على صوت أنغام طبول داعشية صاخبة!
المصدر ايلاف