أمريكا تنصب علينا صغراءنا (قطر) كقادة لعقلنا العربي والإسلامي !!!! (قطر) هي المرشح الأمريكي منذ عدة عقود لقيادة عقلنا كعرب ومسلمين عبر قوتها المتمثلة ( بالجزيرة ) ….!!!
قطر منذ علاقتها المميزة مع إسرائيل ديبلوماسيا وإقامة القاعدة الأمريكية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط على أراضيها، وهي تتنطع لقيادة العالم العربي والإسلامي رغم أنها أصغره على الإطلاق جغرافيا وسكانيا، من خلال تكليفها أمريكيا بصناعة العقل العربي عبر قناتها ( الجزيرة )، التي كلفت اليوم باستفرادها عالميا لإدارة حوار المرشحين الخمسة لمنصب الأمانة العامة للأمم المتحدة لأول مرة في تاريخ العالم وأممه المتحدة … !!!
الولايات المتحدة من خلال هذا التتويج لقطر (الجزيرة ) تريد أن تفهم العالم، أن صوتها هو الأقوى حتى ولو كان التعبير عنه صغيرا جدا كقطر ….ولعل لهذا ما يفسر لنا التكليف الأمريكي لتنحية الأسد ( اوباواميا ) إلى قطر، واعتبارها هي المكلف بقيادة الثورة السورية وفق المنظور الأمريكي الذي لا يريد أن يستبعد الأخوان المسلمين من لعبة التغيير، حتى ولو كان هذا التغيير في حدود الزعامة القطرية القابلة للتعديل بسهولة أمريكية فائقة كما حدث في مصر !!! …
ولعلي بذلك أضيء للأخوة اللبنانيين الوسطاء لقطر برعاية حوارنا مع وفد المعارضة الرسمي ( الإئتلاف) ، سبب عدم استجابتي لوساطتهم في جنيف منذ أربع سنوات، عندما اتصلوا بي بعد منتصف الليل لكي لا أنسحب مع الوفد المفاوض من أجل (إعادة هيكلة المعارضة )، وفق توجيهات أمير قطر الذي وعد بالتدخل صباحا لحل استعصاء الحوار بيننا …
كنت أحتمل الرعاية القيادية اللبنانية لحواراتنا حتى من قبل (14 )آذار) على مضض، رغم قناعتي بأن مستقبل حرية لبنان متعلق مباشرة بمستفبل الثورة السورية، لكن أخبار زعامة القيادة اللبنانية ( معارضها ومؤيدها مع عنجر المخابرات الأسدية )، كانت تحيل دون منحي الثقة لهم بلا حدود….لكن مع ذلك لم أستطع أن أفهم ما هي المصلحة المميزة لقطر خليجيا في الحماسة للثورة السورية، الذي كان متوقعا من دولة خليجية أكثر ليرالية وانفتاحا وعولمة ثقافية كالإمارات …
مع ذلك تفهمت هذا الأمر، وهو أنه بسبب أن قطر هي المكلفة أمريكيا بقيادة حركة الأخوان الإسلامية عربيا، من منطلق الغطرسة والعنجهية الأمريكية في تأمير صغارنا علينا لتتفيه قضايانا، وتتفيه مفهوم الأكثرية الديموقراطية عربيا وإسلاميا، وذلك في أن تعهد لقطر بقيادة الأخوان عربيا وربما دوليا سياسيا، حتى ولو كان بدخولها في خصام مع مصر التي لا تشكل قطر في حجمها أكبر من أصغر أحياء مصر …لكن تلك هي الإرادة الأمريكية في تتفيهنا وتحقيرنا عربيا وإسلاميا كما نشاهد اليوم في سوريا …!
!!
حيث الأمريكان يلعبون بالأوراق الدولية، لتتفيه دماء مئات آلاف السوريين، ومئات آلاف المساجين المحكوم عليهم بالقتل ذبحا وجوعا، واحتقار ملايين المهجرين بما فيه ما نسمعه من تسريب لأخبار عن الشقيقة تركيا بأنه بدأت تتقبل فكرة بقاء التمساح الأسدي الصغير لفترة معينة بعد المصالحة بين السلطة الأسدية والمعارضة السياحية، وأنها تقبل بل وتساهم بتكوين الجيش الطائفي بقيادة (حبيب ) ..
.
، لكني مع ذلك ورغم ذلك لا زلت أعتقد أن الأصدقاء والحلفاء الأكثر قربا وصدقا وإخلاصا لثورة الشعب السوري، هم الحكومة الديموقراطية التركية (أردوغان )، ليس بسبب هويتها كدولة مسلمة، فليس هناك في العالم الإسلامي مؤيد إسلامي كدولة للثورة السورية كتركيا، بل بسبب أنها تعرف حقيقة قيمة ومعنى الديموقراطية فعلا وممارسة، وأثر ذلك على نجاحاتها الاقتصادية والتنموية والسياسية والثقافية والحضارية بسبب خيارها الديموقراطي المدني الحديث وليس بسبب هويتها (العثمانلية العتيقة )، ونتائج ذلك على استهدافها عدوانيا دون العالم الإسلامي من أمريكا والغرب الذي يؤذيه استراتيجيا نجاح تجربة التعايش سياسيا وحضاريا بين الإسلام والديموقراطية …الأمر الذي لا يزال يزعج معظم الدول العربية والإسلامية أيضا !!! …
بل الأمر بلغ حد أن هناك من (المعارضين ) الذين طالما حذرنا من أنهم ألغام أسدية صريحة في جسم المعارضة الملتبسة المشتبهة بالأصل، والتي طالما نقدنا البعض على شدتنا في كشفها وتعريتها فضحا، أصبحوا لا يترددون بإعلانهم عن قبول دور ما للأسد بعد التسوية الدولية، بل وحتى بدور ما بديل لأخيه الأصغر (ماهر) الأكثر زعرنة ووساخة وأكره رائحة مزبلية أسدية قرداحية، دون أن أن يخافوا من لعنة الخيانة، بل وبصاق الشعب السوري عليهم من رأس قمتهم الأسد الجد (الأصل)، حتى أصغر ما يمكن ان تسفر عنه جيناتهم الخنزيرية القذرة …