إن شاغل الإعلام السياسي المصري هي اعتقال عبد المنعم أبو الفتوح المنشق تنظيميا وسياسيا وليس قكريا عن الأخوان المسلمين بسبب مقابلة له على قناة (الجزيرة القطرية ) ، التي تتبنى مقولة أن الربيع العربي هو انتاج ( اخواني ) لتصغير هذا الربيع على حجم قطر وقيادتها للاسلام السياسي بما فيها محاولتها للانضمام إلى المعسكر الإيراني تحت اسم ( المقاومة والممانعة ) ، ومن ثم انشقاقها على الاجماع العربي حول قيادة السعودية لأول مرة شعبيا عربيا بما فيها تأييدالقوى الديموقراطية العلمانية واليسارية، باحماع شعبي وحكومي للتحالف العربي ضد الحوثيين ورفض( ايرنة اليمن كما تأيرنت لبنان ) …
وقد توجت قناة الجزيرة اليوم هذا الانحياز الإيراني في برنامج ( الاتجاه المعاكس) عبر ممثل الفساد اليمني القبلي الأكبر للمقبور علي صالح ، وذلك ضد شاب لبناني يستشعر خطر الحوثيين الإيراني القادم على اليمن من خلال تجربته اللبنانية كمواطن مع تسلط حزب الله الطائقي الإيراني على لبنان كدولة داخل الدولة، وذلك من خلال برنامجها الشعبوي الشهير (الاتجاه المعاكس ) العروبو –إسلاموي- المتأيرن مع قناته الجزيرة ( المماتعة التي قادت الثورة الشعبية السورية إلى ( العسكرة والأسلمة ) وفق الفلسفة الأمريكية لتفخيخ منطقة الشرق الأوسط بالفوضى الخلاقة، عبر تحويل الثورات ضد الأنظمة الديكتاتورية التي صنعتها أمريكا والغرب إلى حروب طائفية تستند إلى فلسفة ولاية الفقيه
الذي خطفته أمريكا من فرنسا كعادتها بعد أي نجاح لأحد الأطراف الدولية ( كما خطفت الخميني من فرنسا)، وكما كان المثال في حصادها لنتائج الحرب العالمية الثانية التي خسرت فيها أطراف الحرب أكثر من ستين مليونا دون أن تخسر أمريكا أية خسارة جدية …. وذلك كما تستخدم دم الإكراد اليوم في سوريا لإقامة منطقة نفوذ أمريكية دائمة،مصريةبعد انتهاء الحرب للسيطرة على أكبر حصة من سوريا بعد أن تتم خسارة الجميع بما فيها روسيا وإيران وعصابات الاستيطان الطائفي الأسدي التي فتحت أبواب سوريا للجميع لهزيمة قوى الشعب السوري في ثورته الوطنية من أجل الحرية !!!
لا نستطيع أن نفهم قبول الرعاية القطرية لقائد سياسي مصري (إسلاميا كان أم علمانيا )، وكأن أبو الفتوح لايجد منبرا ديموقراطيا للاحتجاج على الانتخابات المصرية سوى قناة (قطر) المشيخة الديموقراطية الانتخابية التعددية الحزبية، التي لا يبلغ تعداد سكانها نسبة الواحد على خمسة التي بلغها أبو الفتوح في انتخابات الرئاسة المصرية السابقة، دون ضروة الحاجة إلى الجزيرة كما يدعي أبو الفتوح، ليصغر نفسه ومعه مصر لصالح المشيخة القطرية الوراثية بما فيها قتل الأب ، والتي تريد أمريكا أن تقدمها كمثل سياسي أعلى للعربان بيمينهم ( القرضاوي ويسارهم عزمي بشارة) ، حيث هي السقف الأصالوي لثلاثية الراحل محمد عابد الجابري حول تشخيصه النقدي للمثال السياسي العربي ( القبيلة- الغنيمة – العقيدة )،التي يريد لها الأمريكان التسيد حتى على ( السعودية ومصر) بوصفهما الأكبر عربيا، وحبس الإسلام المدني الحداثي التركي في حدود مشيخة قطر، لتكون أمريكيا هي الحليف الوحيد العربي المتبقي لتركيا لتصغير وتتفيه مشروع الحداثة الإسلامية المرفوض غربيا، لصالح الإسلام السلفي الضروري بشكل دائم ليكون وسيلة للفتن والتوتر والصراعات الأهلية والطائفية التي تجبر الأمريكان على ضرورة التدخل … وفق ما تمت به صناعة داعش القابلة للتجديد وإعادة الانتاج ….
سيما مع ظهور تيار متأسلم سياسيا وأخوانيا مؤيد قطريا وهو تكفير السيد فطب ، وتكفير أستاذه العقاد ، لأن السيد فطب تجرأ على نقد بشرية الأنبياء اليهود ( داوود وسليمان وموسى) وهو ما يتنافض مع الإسلام القطري السلفي الرسمي ممثلا بالقرضاوي ( العلاقة المميزة مع إسرائيل وفق فلسفة المماتعة الخمينية – الداوودية ) حيث هذا الاسلام الرسمي يقدسهم كأنبياء أكثر من كتب اليهود أنقسها التي تحدثتا عن زنى داوود بزوجة قائد جيشه (أوريا )الذي أرسله لقيادة الحرب والاستمرار الطويل حتى قتله ليستفرد بزوجة قائده العسكري خلال غيابه في الحرب وفق إيحاء لبسيد قطب … وينجب منها ابنه سليمان، وكان ذلك مؤشرا على تخالط المنظور الديني لدى قطب مع المنظور القومي الذي قاده لاتهام موسى بالعصبية القومية ، مما يتناقض مع الاسلام الرسمي الفقهي المتأسلم النصال ..