أمة إسلامية مريضة، مستنكفة على العلاج ورافضة الشفاء، ومصرة على الانتحار عبادة لروح الأجداد !!! حرصا على المدنس المغطى الراس بعمامة المقدس !!
لقد ذكرت للقراء أني تلكأت طويلا قبل أن أعلن موقفا صريحا معلنا بتأييد الخط الفكري التنويري العقلاني ، بل (الرحماني الصوفي الفلسفي الكوني الرفيع ) لمولانا جلال الدين الرومي المعلن من قبل المفكر الاسلامي العالمي النزعة الدكتور عدنان ابراهيم …رغم أني لست معه في اذاعة الأسرار الصوفية (الأربعينية ) لأنه ستلحقه من ذلك صفة (الممخرق الهرطيق) …لكن -ربما- سرا داخليا أوحى له بالتصريح دون التلميح، وهذه ليست مسألتنا مع الوظيفة الدعوية للمشروع التنويري للرجل ..
لقد سررت أن هناك المئات من الأصدقاء على صفحاتي المتعددة على الفيسبوك، من الذين ايدوا قراءتي للمشروع التنويري للرجل …لكن لا يقل –بالمقابل- عنهم من شككوا بمصداقية قراءتي، بل وبمصداقية الرجل ….فأحالوني إلى حوار له مع القناة الطائفية الإيرانية الحزب اللاتية (الميادين )، التي فوجئت بقبوله للحوار معها من قبل شخصية فكرية فذة مثله، رغم أني قد سبق لي ورفضت عددا من دعوات الحوار على شاشتها، فرفضت ذلك وببساطة لأني أحتقرها، واحتقر ما تمثله من بوق إعلامي للمحور الطائفي (الإيراني –الأسدي –الحزب اللاتي الشيطاني) المغطى بالشرعية الإسرائيلية –الأمريكية بقتل الشعب السوري وذبح ثورته على طريق حرب (الألف عام ) الجديدة بين السنة والشيعة …
بعد مشاهدتنا للمقابلة على (الميادين)، علقنا على الحلقة، بأن تساؤلات الدكتورعدنان تساؤلات مشروعة،بسبب غموض مستقبل الحالة السورية التي تخضع اليوم للتلاعبات الاسرائيلية الأمريكية …ونظن أن خطأه الكبير في هذه الحلقة يتأتى من كونه مفكرا لكنه غير سياسي فتورط بالموقف الحماسي الذي يعتبر أن النظام الأسدي يحتضن القضية الفلسطينية !!!
فقد اعتمد القراءة الفلسطينية (الفتحاوية أو الحمساوية ) بالنظرة إلى الثورة السورية وكأنها قرار سياسي رسمي للمعارضة .حيث كان يمكن تأجيله ….وليست ثورة شعبية تلقائية تمثل امتدادا لتلقائية ردة الفعل الثوري الشعبي في العالم العربي بدون إذن أحد من المعارضة في الداخل أو الخارج أخوانيين أو شيوعيين …إنها تعين وتجسيد لروح العصر (الانترنيتي ) وفق مصطلحات (هيغل ) الذي يعرفه ويحترمه الدكتور عدنان، وهذه أعجوبة أو كرامة لمفكر إسلامي أن سمع بهيغل الألماني ناهيك أن يستشهد به بوصفه فيلسوفا عظيما … لكن سوى ذلك فقد كان خطاب الأخ الدكتور عدنان يلتقي مع الخطاب الثوري السوري والعربي الشعبي العقلاني والنزيه .. بيد أنه عبر كل المقابلة لم يتمكن المرتزق الجزائري (الإيراني) أن يستدرجه إلى أي تقرب أو تودد وتلاقي مع ايران العدو الأول للثورة السورية …
وبسبب تلاقي الجميع على اتهام الشيخ عدنان، أنه عميل إيراني رافضي شيعي، فقد اضطررنا أن نرد بحدة عن طريق (آدمن الصفحة ) قائلين :
أيها الجهلاء الذين تتهموا الدكتورعدنان بالعمالة لإيران …فالرجل ينكر وجود الأساس التاريخي للروافض، حيث ينكر وجود المهدي المنتظر ذاته …أي الامام الثاني عشر للمذهب، وهو ابن الامام العسكري …ويعتبر أن وجوده فرية (كذبة) كبيرة …اتقوا الله أيها الجهلاء العملاء للروافض ولإيران ..
والتصحر العقلي والنفسي أن الجميع راحوا يكفرون الرجل بناء عن العنوان الاعلامي للحلقة (عائشة في النار) فهبوا جميعا ليدافعوا عن ام المؤمنين دون أن يقرؤوا مضمون المنشور ، ومن هو الذي يضعها في النار …!!!
بل والأكثر جهلا وضحالة نكراء أن أحد القراء يضع لنا تسجيلا يرد فيه (سدنة هياكل الوهم الفقهي) على الشيخ عدنان بأنه سمى عائشة بـ (بالمرأة الرجلة )، وذهبوا بتهوساتهم الجنسية وعقدهم الكبتية المرضية …أن الدكتورعدنان عنا بذلك (المرأة المسترجلة التي تتشبه بالرجال) وفق (الصور السكسية البورنو في محلات السكس) عن لبس بنطلون وسترة الجلد للظهور بمظهر ذكوري عنفي سادي ،حسب ما يشاهدون في شوارع أوربا وامريكا وفق سياحاتهم الجنسية …
منذ خمس وثلاثين سنة، منذ كنا في سنواتنا الجامعية الأولى، كان يقول لنا أستاذنا وشيخنا في النحو والصرف، أنه لا تأنيث لمفردة (الرجل) فلا يقال (الرجلة ) …ولقد استثنيت من هذه القاعدة اللغوية السيدة أم المؤمنين عائشة ، فهي الوحيدة الموصوفة بالرجلة باللغة العربية …فإذا قلنا : (الرجلة) فهذا يعني السيدة (عائشة )لا أية امرأة أخرى …ويسهب شيخنا الشاعر الحموي الرقيق العذب (عمر يحي ) ساردا علينا غزلياته (الثمانينية ) ونحن نراقب حركاته ولواعجه ونتابع عيونه إلى من يتوجه بإلقائه غزلياته من بين زميلاتنا، ونحن نخشى غضبه المفاجيء من اية نأمة لا تعجبه في حركاتنا ….وإلا حلف بالطلاق وغادر القاعة والدرس، ونحن نلحقه معتذرين منه ..رحمه الله ما أجمل غزلياته وغضباته الطفولية !!!!
كان من الطبيعي لشيخنا الشاعر الأستاذ عمر المشبع بالفروسية والفقه والعلم ، أن لا يخطر على باله أن معنى (الرجولة ) لدى السيدة عائشة، بأنه قد يؤدي إلى دلالة (التخنث) ، كما يذهب اليوم (فقهاء التخنث )، لقد كان مشبعا بصورة المرأة الفارسة التي تقود الجيوش لتدافع عن قضية بغض النظر عن موقفنا اليوم من عدالة هذه القضية أو تلك، أي قيادتها للجيوش تظلما لعثمان ضد علي ليكفرها الروافض على ذلك …
لكن لم يكن يخطر على بال شيخنا أستاذنا فحل اللغة والشعر سوى معنى (رجولة الفعل والفروسية …رجولة القول واللفظ وفحولة المعاني، بل والجرأة والشجاعة في القول والمحاورة والمناجزة حتى مع زوجها النبي ) ….
يمكن العودة إلى كتابنا (سدنة هياكل الوهم – نقد العقل الفقهي =ج1 –البوطي نموذجا )حيث عقدنا فصلا خاصا عن السيدة عائشة (ورجولتها الفروسية والعقلية ،سيما في تفسيرها لحكاية الاسراء والمعراج )، حيث يكفيها أنها من القلائل إن لم تكن الوحيدة، التي قدمت تفسيرا عقلانيا شجاعا لقصة ( الإسراء والمعراج )، وهي أن النبي لم يعرج ببدنه ، بل سلك بروحه، لأنه ما غادر فراشه ابدا …وإنما هي رؤية اراه الله إياها …هل فهمتم معنى (رجولة القول ….!!!؟؟؟
مواضيع ذات صلة: الامراض النفسية الإسلامية المقدسة