ألهة الظلام

abdelrahmansharafفي الإنتظار بالجرح الطويل فمازلنا نحيا في هذه الحياة وأسال قلبي وانا أكابر وأكتوم بشحابة القدر
والأطفال نيام في الليل والأسياد كالكلاب يتسكعون على حقوق الشعوب . ورجال الدين ينامون بالجحيم قبل القيامة .
والمراة ترضع زوجها من حليب نهدها ليسكر بغمرات الليل وأستعمار الهوى له وعبودية الحياة به .
والشاعر أصبح يحاكي الحجر بدل أن يحاكي الأنسان وظلام الليل والكاتب ينتظر لتنما جوارحه به وهو يقلب الكتب ويكتب عناوينه بالخبز السماوي وبالألم وفقر القلم في أمة العرب .
والعواصف تبددنا وتهدمنا . ونحن غرباء عن هذه الحياة لا نفرح كما يجب بل نفرح كما يحلو لنا ونحن نمزق أجوافنا ونلهو بمعتقداتنا
فلا ندرك معنى العاصفة ونلهو بالنهار والليل بأفكارنا وشتاتنا وسباتنا في رحلتنا السوداء بذواتنا .
لنجعل العاصفة تمضي بدلا من ان تنبت البذور في أجزائنا المحطمة وتبقى تقودنا إلى الوراء وعدمية الوجود
ونحن نعشق أصنامنا ومنحدراتنا وخزينا وغبائنا بين الأمم وفي التاريخ ونحن نردد أسفارنا وأحمالنا بوسط أنهار الدماء وكلنا أعداء لبعضنا البعض نبتعد عن الأنسانية ونسير نحو القبور والكهوف ونبتعد عن الحقيقة وجمالها وتختفي عن قلوبنا .
لا نفهم سقراط ولا نفهم يسوع ولا كل الذين أوصونا بمعرفة أنفسنا وبمحبة الحياة والأنسانية ونبتعد عن قوة الله التي تفتح لنا السماء والحياة وتيقظ حياتنا .
فماذا نصنع في سكرتنا وأصنامنا وبخورنا هل نبددها بألهة الظلام ونبقى في ذاكرة الظلام وجحيمها أم نصنع ألهة الحياة وأنفسنا وجنتنا .

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.