كنت فى زيارة الى بريطانيا و التقيت بصديق و دار حديثاً عن بلداً أُخرِج من التاريخ و توقف الزمن به فى ملحمة إلغاء هوية وطن, فالمؤامرة تدور رحاها منذ ما ولد هذا البلد, فبقائه يعنى اعتدال الكون و زواله يعنى السيطرة على الكون فهو خاصرة الكون. قال العراقى الصديق و بعد ان اصبحت حدود معرفته لا تتجاوز شارع “أجورد روود” فى لندن حيث يلتقى العرب لالتهام الطعام و معاكسات الفتيات بدلاً من التجول فى متاحف لندن التى عجت بآثار الدول التى نقلتها (وهذه كلمة مهذبة) الى متاحفها رغم انه يوجد جانب ايجابى لسرقة آثار العراق و بقائها فى متاحف اشهر عاصمة فى العالم, فبريطانيا ام المكتبات و الجامعات حفظت تاريخ العراق و مصر وبقية الشعوب و منعتها من الزوال! تصور إذا اليوم و بعد قدوم الغزاة, ماذا كان مصير الآثار؟ الم يكن سرقة كل شىء؟ فشكراً بريطانيا على سرقة آثارنا.
قال لى الأخ العراقى ان العراق أنشأته بريطانيا بقرار سياسى و هذا ترويج فارسى ,مارينزى, جزيرى, فقلت له لنذهب الى المتحف الذى مديره العلامة كولون ويلسون الذى بكى عندما سرقت العراق بالغزو الأخير و قال باكياً على الشاشة الصغيرة, “لقد سرق التاريخ .. لقد سرق التاريخ .. لقد سرقت حضارة العالم”. “إن العراق ليس فطراً خرج من تحت الأرض او كماه بقرار بريطانى” و هذه مقولة (برنار هنرى ليفى) قائد ربيع العرب. وللأسف لم نجد كولون ويلسون فسئلنا و عرفنا انه قد احيل للمعاش (التقاعد) و لم نحظوا به, وحاولت الاتصال به آنذاك بالهاتف و لكنه كان خارج لندن.
القصة هى كيف استطاع الإعلام الغربى من خلق ثقافة يتفوه بها العراقيين و بعض العرب و كل الفرس بأن العراق انشىء فى القرن الماضى, فكيف يستطيع طفل خلق أبوه؟ قبل ان تخلق هذه الجزيرة سياسياً علماً اصلها نزوح الهاربين من اوروبا عندما اعجبتهم فكرة العيش فى الضباب و هل تعلمون بأن العائلة الحاكمة “لعاصمة الدنيا” هم المان (جرمن), فأين هى هوية لندن الإنكليزية؟ و كذلك للعلم يوجد 10000 مصطلح لاتينى فرنسى فى اللغة الإنكليزية و هذا يعنى انها ثقافة هجينة, و طلبت الإذن من السلطان لفتح باب التحقيق فى جريمة التزوير.
1. فى نهاية المقال لوحةللدكتور بهنام نيسان السناطى و هو عالم عراقى مشهور فى عالم الآثار.
2. الم تكن اللغة الاكدية شجرة اللغات والتى ظهرت منها اللغة العربية و الآرامية (لغة المسيح) و العبرية. و أَكَد و بابل كلكم تعرفونه فى العراق, اما اسم ميزوبوتميا فهو ليس عربى و ليس عراقى, فالعراق و اسمه ازلى ولم يطرأ عليه تغيير بغض النظر عن البحوث التى تبحث عن معنى اسم العراق وهذا اثبات آخر على وجود العراق قديماً, فالبحث يأتى بعد الولادة و ليس قبلها “علم المنطق” و انى أؤمن بان اسم العراق جاء من طيب الأعراق.
3. ألم تكن حليمة السعدية مرضعة الرسول من قرية السواعد من منطقة الأهوار و هى عراقية و لماذا اختيرت من العراق؟ لأن ضرع العراق هو ضرع العطاء.
4. ألم يقل الخليفة عمر ابن الخطاب ان العراق جمجمة العرب وكنز الايمان , ومادة الأمصار و رمح الله فى الأرض فأطمئنوا, فإن رمح الله لا ينكسر وهذا قول قبل اكثر من الف سنة.
5. ونرجع للوراء قليلاً فنجد العاشق الولهان فى حب ليلى قيس و قوله ليلى فى العراق مريضة و ليتنى كنت الطبيب المداوى فهو تحدث عن العراق و لم يقل السويد مثلاً و هذا قبل نشوء مكتبة بريطانيا العظمى و هذه قبل مئات السنوات.
6. ألم تكن الحاضرة العربية (الحضر) فى العراق و ملكها اليزن بن معاوية بن العبيد بن الأجرام و هو عربى من قفاعة, اذ لم تصدقونى فاسألوه.
7. لقد سقطت بابل فى 539/10/29 و كان حاكمها نبونيد و لقد تعاون الفرس مع يهود السبى البابلى فى الداخل و الكوتين بقيادة غوبرياس ألم تكن بابل فى العراق فأسم ميزوبوتميا جاء مع الإغريق و الإغريق غزو العراق و لم يخلقوه.
8. الرحالة المستكشفين و اذكر منهم جيمس ديمون و لستيد 1840 رحلات الى مدينة الخلفاء (رغم حبهم لتشويه الحقيقة و دس السم بالعسل) و المستكشفين جاءوا ليجدوا ان العالم القديم كان ارقى منهم فأصيبوا بخيبة الأمل و الحسد فقلبوا الحقائق و نقلوا صور مزورة للتاريخ.
9. و نرجع الى مدارس عبد الله ابن سبأ الذى عمل على زرع الفتن فى العراق و مصر و الشام و كان قاصداً العراق حصراً و هو معروف (برنار هنرى ليفى) العصر القديم. وهنا اذكر قوله تعالى <<و يسعون فى الأرض فسادا>>.
10. كذلك ثقافة ألمولدين اب عربى و ام فارسية “فتذكروا ان العرق دساس” فلقد كان الدولار الصفوى الأصفر يلعب دوراً من البرامكة بتشويه صورة هارون الرشيد عندما دسوا قصص فى الف ليلة و ليلة عن هارون الرشيد و تبلوا عليه بالأكاذيب فهو كان قائداً حكيماً و صاحب ديوان ثقافى و ابنه المأمون الذى حمى الثقافة العالمية و اليونانية من التبخر فى مكتبة المأمون التى منها خزنت و نقلت حضارة اليونان الإغريقية و لهذا نجد نفس الأساطير فى حضارة الاغريق موجود فى حضارة بابل و منها حصان طروادة تلك الأسطورة العسكرية التى حدثت قبل ذلك فى بابل فى يوم سقوطها فكان نفس هذا الحصان حاضراً فى بابل.
هى مقدمة لفكرة بسيطة, نحن امة خلقنا التاريخ و غيرنا كتب و اصبحنا نكتب و غيرنا يُزَوِر.
الطفل لا يخلق ابوه, فأبو الإنسانية (أبرم) ولد فى شنعار, وكذلك اكد وبابل و نقل الى مثواه الأخير بسقوط العباسيين و عاصمتهم بغداد عاصمة الرشيد. بيد التوراتيين الصفر القادمين من منغوليا, فالطفل المنغولى مسكين يولد معوق و هكذا هم الغزاة ارادو قتل التاريخ فقتلهم التاريخ.
الدكتور بهنام نيسان السناطي
الطول : 16.5 سم، العرض : 12,5 سم، السُمك : 2,5 سم
حقبة السلالة البابلية الاولى : اواخر الالف الثاني قبل الميلاد
العراق – بلاد الرافدين
6102 خانة متحف اللوفر الفرنسي الاثار الشرقية رقم اللوح