بشارة عبد الله الخوري
يا أمة غدت الذئاب تسوسها
غرقت سفينتها، فأين رئيسها؟
تتمرغ الشهوات في حرماتها
وتعيث في عظماتهاوتدوسها
اتعساً لها من أمة… أزعيمها …. جلادها وأمينها جاسوسه
رُشيت مآذنها، فلم تغضب لها …. غضب الكرام، وباعها ناقوسها
أبناء احمد والمسيح ألا انهضوا …. أتباح حرمتها وأنتم شوسها
؟ليست من الأشبال فتية أمة …. إن ساد أحمقها وعزَّ خسيسها
أيُحَكَّمُ الغوغاء في أدبائها …. ويذود عن سفهائها “بوليسها”
ومتى تؤيد بالرعاع حكومة …. كانت أحطَّ من الرعاع نفوسها
وعصابة، ملأ المناخر نَتْنُها …. خضعت طوائفكم لها وطقوسها
من دمع بائسكم وقوت فقيركم …. تجبى ضرائب ظلمها ومكوسها
أتموت من فرط الهزال صغاركم …. لتعزّ شوكتها ويسمن كيسها
لو حاق مكرهم بأجهل أمة …. برمت محاكمها بهم وحبوسها
هبطوا الجحيم فردهم بوابها …. إذ خاف من إبليسهم إبليسها
أشبال ذا الوطن الجريح، إلى متى؟ …. أنتم سيوف بلادكم وتروسها
موتوا كراماً، أو فعيشوا أمة …. تهوي على يدها العلى وتبوسها
بشارة الخوري (مفكر حر)؟
Related
About بشارة الخوري
هو بشارة بن عبدالله بن الخوري المعروف بـ (الأخطل الصغير).
ـ ولد في بيروت عام 1885، وتوفي فيها عام 1968.
ـ تلقى تعليمه الأولي في الكتذاب ثم أكمل في مدرسة الحكمة والفرير وغيرهما من مدارس ذلك العهد.
ـ أنشأ جريدة البرق عام 1908، واستمرت في الصدور حتى بداية عام 1933، عنما أغلقتها السلطات الفرنسية وألغت امتيازها نهائياً. وكانت قد توقفت طوعياً أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى.
ـ حياته سلسلة من المعارك الأدبية والسياسية نذر خلالها قلمه وشعره للدفاع عن أمته وإيقاظ هممها ضد الاستعمار والصهيونية.
ـ كانت لغة القرآن الكريم ـ اللغة العربية ـ ديدنه ومدار اعتزازه وفخره.
ـ اتسم شعره بالأصالة، وقوة السبك والديباجة، وجزالة الأسلوب، وأناقة العبارة، وطرافة الصورة، بالإضافة إلى تنوع الأغراض وتعددها.
ـ وقد تأثر الأخطل الصغير بحركات التجديد في الشعر العربي المعاصر ويمتاز شعره بالغنائية الرقيقة والكلمة المختارة بعناية فائقة. ـ صدر له ديوان (الهوى والشباب) 1953، وديوان (شعر الأخطل الصغير) 1961.
ـ طارت شهرة الأخطل الصغير في الأقطار العربية، وكرم في لبنان والقاهرة. وفي حفل تكريمه بقاعة الأونيسكو ببيروت سنة 1961 أطلق عليه لقب أمير الشعراء.