هناء العطار
…لم تعد أوضاع و ظروف سکان مخيم ليبرتي بخافية على أحد و يوما بعد يوم تزداد و تتواتر التقارير التي تتحدث عن تزايد الضغوط عليهم و تشديد الحصار أکثر فأکثر الى جانب عدم التحرك ولو خطوة واحدة للأمام بإتجاه تحسين ظروفهم و أحوالهم ولاسيما من حيث ضمان أمنهم و حمايتهم، على الرغم من أن الدعوات و المناشدات الدولية مستمرة في الطلب من الحکومة العراقية بإحقاق حقوق سکان ليبرتي و ضمان أمنهم و حمايتهم.
ماورد خلال اليومين الماضيين بشأن تحرکات و نشاطات مريبة و مشبوهة حول مخيم ليبرتي تشبه تلك التي جرت حول معسکر أشرف قبل هجوم الاول من أيلول/سبتمبر2013، صار يبعث على الريبة و التوجس من إحتمال وقوع هجوم جديد على مخيم ليبرتي، وان هذا الامر يدعو للقلق أکثر بشأنهم، ويدفع للإعتقاد بأن وراء التجاهل المقصود لمطالبهم و حقوقهم الاساسية الکثير من النوايا السيئة والشريرة، وانه لمن المثير للسخرية انه وفي الوقت الذي لايتم إنصاف السکان و إعطائهم ولو الحد الادنى من حقوقهم، فإنه تجري الاستعدادات لتوجيه المزيد من الضربات إليهم.
الاوضاع المستجدة في ليبرتي من جراء الاستعدادات المشبوهة الاخيرة و التي توحي بإحتمال قيام هجوم جديد ضدهم يضاف الى الهجمات التسعة الاخرى التي وقعت سابقا، أثارت سخط و قلق الکثير من المنظمات و الاوساط الاقليمية والدولية التي بدأت الواحدة تلو الاخرى الى إصدا بيانات تشجب هذه الاستعدادات و تدينها، وبطبيعة الحال فإن موجة هذه البيانات التحذيرية التي بدأت تتصاعد عقب البيان الخاص الذي أصدرته المقاومة الايرانية، من شأنها أن تکون بمثابة رسالة مفهومة و واضحة للحکومة العراقية و من خلفها النظام الايراني من أن سکان ليبرتي ليسوا لوحدهم وان هناك الکثيرون من الذين يناصرونهم و يؤيدونهم و يقفون الى جانبهم و يفضحون المخططات الاجرامية ضدهم و يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن تنفيذها.
حکومة حيدر العبادي التي أعقبت الحکومة الفاسدة و الفاشلة من کل النواحي لنوري المالکي، عليها أن تحذر من السير على نهجها و طريقها الخاطئ و المعادي لآمال و تطلعات و طموحات الشعب العراقي وان تفکر کثيرا قبل أن تقدم على تنفيذ المخططات الاجرامية للنظام الايراني ضد سکان ليبرتي و التي ليس فيها من أية فائدة للشعب العراقي بل وحتى تضر سمعته و إعتباره الدولي بشأن تمسکه بالقوانين الدولية.