جوزيف شلال
2013 / 1 / 17
أكثر من 45 مليون نسمة ينتمون الى القومية الكردية , وهم مشتتون في مختلف اصقاع الدنيا ودول العالم , يتم تقرير مصير الاكراد من قبل انظمة دول شرق أوسطية , منها , عربية كالعراق وسوريا , وفارسية كايران , وعثمانية كتركيا .
القاسم المشترك بين جميع هذه الدول وشعوبها هو الاسلام , لهذه الدول كما هو معروف للجميع عدم وجود وافتقادها للمرجعية الواحدة الاسلامية , يمكن الاعتماد او الوثوق بها بانها سوف تحكم وتقول الحق وتنطق بالعدل على الاقل انطلاقا من قولهم / لا فرق بين اعجمي وعربي وتركي واي انسان خلقه الله ألأ بالتقوى ! .
جميع الدول العربية ومعها أيران وتركيا لا بل حوالي 56 دولة اسلامية التي تنطوي تحت المؤتمر أو المنظمة الاسلامية العنصرية الخاصة بالشعوب الاسلامية فقط , ماذا لو كل امة أو دين أو عرق أو قومية خصصت لها مثل هذا التقوقع الفاشي , كالبوذيين أو المسيحيين أو الهندوس والخ , كيف سيكون حال الكرة الارضية من هذه التفسيمات النازية ?, على كل حال , انها تكره وتحارب وتضطهد الاكراد بالرغم من اعتناقهم الدين الاسلامي .
كل الدول تلك تقف بقوة وحائل ضد قيام وطن ودولة كردية لهذا العدد الكبير من الشعب الكردي , الاكراد يشكلون أحد الشعوب التاريخية في هذه المنطقة . نجزم ونقول / لو كانت هذه الملايين من البشر قد تواجدت وخلقت في مكان آخر كاميركا الجنوبية مثلا أو في اصقاع افريقيا أي جنوبها لا شمالها او في اوربا او اية منطقة اخرى باستثناء هذا المكان المغضوب عليه بسبب الشعوب وعقولهم وافكارهم , لوجدنا لديهم دولة وكيان مستقل ومعترف به عالميا منذ مئات الاعوام حالهم كحال اشباه الدويلات والامارات والسلطنات كالكويت وسلطنة عمان وجزر القمر والبحرين والخ .
العرب والاتراك والفرس العجم ثلاثة في واحد لا يجمعهم فقط قاسما واحدا الا وهو الدين ! , بل قواسم عدة مشتركة وعوامل منها على سبيل المثال لا الحصر / العنصرية , الكراهية والحقد , تكفير الغير , التعصب الديني الطائفي والمذهبي والقومي , اخيرا وليس آخرا عامل التشتت الديني اي الانتماء للمرجعية الواحدة والاختلافات في كل شيئ , طبعا يقولون كالمعتاد أن في الاختلاف والاجتهاد وتعدد ألآراء نعمة , ونحن نقول انها نقمة وأحد اسباب الفشل وعدم التيقن والله اعلم وهو خير العارفين والماكرين .
عام 1920 جاءت اتفاقية سيفر لكي تعطي للاكراد حق انشاء دولتهم المنشودة منذ مئات السنين , لكن تلك الدول لم ترى النور الى هذا اليوم للاسباب التي ذكرناها وغيرها من الاسباب التي لا مجال لذكرها الان جميعه ا , الذي يحول دون قيام الدولة الكردية هم , العرب بالدرجة الاولى , والاتراك والفرس بالدرجة الثانية لكراهيتهم الشديدة للعرق ألآري والقومية الكردية .
الاكراد منهم سنة ومنهم شيعة , واعداد قليلة جدا من المسيحيين وهناك بلا دين , الزرداشتية , والايزيديين يقولون بانهم اكراد . الانتماءات هذه تحاربها الشعوب المسلمة من العرب والفرس والاتراك ومن خير أمة أخرجت للناس , وارسلت رحمة للعالمين . بالرغم من ان الاكراد فيها تشكيلة من الطوائف والمذاهب الاسلامية الا انه نرى لا حقوق ولا وطن اي دولة يتم الاعتراف بها , ألآ ياتي الاسلام كما يقولون وقال القذافي سابقا باعتباره صار أماما للمسلمين وكان يصلي بهم في مالي والنيجر وتامبوكتا ! للامم كلها , أم الخلافة والولاية والهيمنة محصورة بيد شيعة ايران وولاية الفقيه , وسنة تركيا والخلافة الاسلامية العثمانية , وسنة العرب وشيعتها والخلافات السابقة كالاموية والعباسية وغيرها , ويريدون الان احيائها من جديد ! .
قدر الاكراد وحالهم حال القوميات الاخرى وقدرها التي تعيش بين هذه الامم المختلفة عن شعوب الارض في كل شيئ والآ شبيه لهم , ولله في خلقه شؤون وحكم وعجائب وحوائج الانسان وغرائزه . . . , قدرها انها عاشت على هذه الارض قبل ان تاتي العرب والاتراك والفرس وتشكيلاتها المنوعة من القوميات الاخرى , اتفقت على ان تتنكر لحقوق الاكراد وغير الاكراد , لا تعترف بلغتهم وقوميتهم ومعتقداتم وتراثهم .
قيام دولة كردية سيحدث عاجلا ام آجلا وفي اقرب فرصة , انطلاقة الدولة الكردية ستكون من العراق خاصة وبعد مجيئ الحكومات القرقوزية القرقوشية منذ عام 2003 بعد سقوط النظام الفاشستي الصدامي القمعي , لم نرى ونشاهد سوى الاحزاب العنصرية الدينية سواء كانت سنية او شيعية , العراق يفتقر هذه السنوات الى احزاب شريفة وحقيقة تعترف بالانسان والمواطنة دون النظر الى خلفياته الاثنية والدينية والقومية والطائفية والعشائرية والقبلية , لم نرى ونسمع في التاريخ مثل احزاب اليوم في العراق أو مصر او المغرب او تونس ودول اخرى , هذه ليست احزاب بل افكار واحزاب اسوا من النازية والفاشية , ليس لها هم وغم سوى المتاجرة والمزايدة في الدين ورموزه الرجعية كاللحة والعمامة والزبيبة والبسملة والخ .
من مصلحة العراق اولا قيام الدولة الكردية , وان عدم قيامها سيشكل عبئا كبيرا وثقيلا على عملية استقرار العراق سياسيا واستنزافه ماديا من موارده واقتصاده وخاصة النفطية ونسبة 17 % , واقتضام المزيد من الاراضي والمدن والقرى وما الى ذلك .
الاحزاب الدينية الخائنة والعميلة للسعودية وايران تفتقر الى الخبرة والحنكة والممارسة في العمل السياسي وادارة الحكومات والدول , ماذا تتمنى من جماعة البسملة , مثال واحد فقط , كان الناطق باسم الحكومة الطائفية لا يتكلم في وسائل الاعلام دون الاستفتاح ببسملته وهو شعار التدين والتقوى والايمان والخ , اتضح في النهاية بانه من كبار الفاسدين والسراق حاله كحال الاخوة في الايمان , والآن نجد سباق محموم ما بين فريق الشيعة وفريق السنة في وسائل الاعلام بالنطق بالبسملة قبل الكلام لكي يبين تقوته وايمانه المزيف .
الاكراد في العراق يقفون جميعم مع حق تقرير المصير واعلان دولتهم المنشودة , السيد مسعود بارازاني لمس وتاكد بطرقه الخاصة وانه واثقا من ان 99 % من الشعب الكردي يقف معه ومع اعلان الاستفتاء وحق تقرير المصير , على الاقل الذين انتخبوه ومن انصار واعضاء حزبه وهم الاغلبية , حتى اتباع وجماعة الطالابانيين مع هذا التوجه , وهناك قوميات واديان اخرى تعيش في شمال العراق يؤيدون هذا التوجه , وهذه النسبة زادت لدى المسيحيين خاصة بعد ان تم القضاء عليهم في بغداد والدورة ومناطق اخرى كانت غالبيتها مسيحية وفي البصرة والموصل . . . وتم تهجير اكثر من 750 ألف مسيحي خارج العراق بواسطة السنة والشيعة .
قيام الدولة المنشودة الكردية الان هو افضل ملايين المرات من قيامها بعد عدة اعوام , ربما العراق في ذلك اليوم سوف يخسر كركوك واراضي ومدن وقرى والمناطق المتنازع عليها كما يسمونها واطلقوا عليها , استنزاف للموارد العراقية وهو كالسرطان الذي ينخر في خلايا الجسم , في حالة قيام القيادات الكردية باجراء استفتاء من جانب واحد وهذا من حقها وبالتعاون مع المنظمات الدولية والامم المتحدة وممثليها حول حق تقرير المصير والانفصال لقيام دولة كردية , سوف تكون له عواقب وخيمة على الدولة العراقية والحكومة , لان هذه الدولة وبعد النتائج سوف تفرض بالقوة كما حصل في السودان وتيمور الشرقية واسرائيل طبعا مع الفارق بينها وبين حال الاكراد , ودول اخرى .
منذ 2003 وزوال النظام المجرم الصدامي لا وجود للدولة والحكومة في العراق , النظام السابق كان ارهابيا وقاتلا ومجرما وسارقا وفاسدا و و و الخ , أما هؤلاء الموجودون في الحكم قد سبقوه بمئات المرات في كل شيئ , اذا كان لصدام لديه عصابات الفدائيين وجيش الشعبي وفرق الاغتيالات السرية , فلدى هؤلاء الخارجون عن القانون لديهم عصابات وفرق موت وميليشيات وحزب حاكم وغيرها من الافعال الشنيعة والمخزية .
اذن من الطبيعي ان تطالب القومية الكردية وقوميات اخرى بالانفصال والاستقلال من هذه الحكومات والانظمة والاحزاب الاسلامية الدينية الفاشية والنازية , قيام دولة الاكراد هي بداية قيام دول اخرى تنفلق من الدول العربية والاسلامية , واخيرا نتمنى قيام دولة شيعية في السعودية وتلك المعاناة من الحكم الوهابي الاسلامي المتطرف , وفي مصر قيام دولة قبطية بعد مجيئ الارهاب الاخواني الفاشستي , وهكذا , ونقول لهؤلاء القتلة والمجرمين وعديمي الاخلاق والرحمة والضمير وفاقدي القيم الانسانية / لو كنا نعامل كبشر ولدينا صفة المواطنة والحقوق ويطبق مبدأ الدين لله والوطن للجميع , ولا وجود للتفرقة على اسس القومية والدين والعشيرة والمذهب والطائفة . . . لكنا من الاوائل وفي المقدمة نحافظ على وحدة هذه الدول وتقدمها واستقرارها ونهضتها كما كنا سابقا وفي الماضي , كل هذا الاخلاص والوطنية والتعامل السلمي وعدم لجوءنا الى القوة وحمل السلاح يوما . . . عوملنا بهذه الطرق الوحشية والحيوانية والغير شريفة , ما ذا تتوقعون منا او من الاكراد او من اي انسان مضطهد ومقموع وقد انتهك عرضه وشرفه وكرامته وتم تهجيره من وطنه وارضه التي عاش فيها آلآف السنين وبنى تلك الحضارات القديمة التي هي فخر لهذه الدول وشعوبها ! . . . جوزيف شلال