كل يوم كنّا نجلس في منزلنا باللاذقية، نشرب القهوة و نشعل السيجارة بالسيجارة التي سبقتها، نراقب ما يحدث في ميادين مصر بأعين حاسدة حالمة مترقبة متأملة ..
خرجت أمي عن صمتها يوماً و سألتني :
هل ممكن ان نشاهد في دمشق ما نراه اليوم في القاهرة !!!
لم أكن في يوم من الايام على يقين بشيء اكثر من يقيني ان تلك اللحظة قادمة، فأجبتها بكل ثقة:
نعم يا أمي سنشهدها.. و سيأتي اليوم الذي سنرى فيه ابناء سوريا في ميادينها ينادون باسقاط نظامها ..
رأيت الخوف في عيونها كما لم أراه من قبل.. خوفها لم يمنعها من سؤالي مجدداً : و هل سيخرج الاسد من سوريا كما فعل مبارك !!!
فأجبتها لا يا أمي فالوضع مختلف في سوريا..
فأكبر احلام السوريين حالياً بأن نصبح كمصر في عهد مبارك ، و أكبر أحلام الاسد بأن يركع السوريين على طريقة شعب كوريا الشمالية ..
لم تفهم إجابتي .. و اكتفت بالقول : الله كريم و أشعلت سيجارة جديدة..
………….
لمن يعتقد ان الثورة انهزمت ..
صورة بألف صورة..