بقلم : زهير دعيم
أفّ من مجتمعٍ سواده الاعظم قتّال ، عنيف، مُنافق ، مُتلوّن ، يتظاهر بالتقوى تظاهرًا.
مجتمع يقتل ويطعن ويروح يُدحرج المسؤولية على الشُّرطة !!! وأنا لا أبرّىء الشرطة ولكنها ليست بيت القصيد وليست المشكلة كلّها .
حقًّا لقد أضحى الأمر مكشوفًا ، فالعيْب فينا، والنقائص تُغطينا الى أخمص القدميْن، والأخلاقيات تبرّأت منّا منذ سنوات …
والكل يملأ فمه بالماء حتى نوّاب الكنيست!!!
حان الوقت ان نغرس الاخلاقيات من جديد في نفوس اطفالنا ، و” ندسّها” لهم مع الحليب …ونزرعها في كلّ تلّة ومفرق طرق ووادٍ، فلقد أضحى الأمر مخجلًا ، مخزيًا ، مفضوحًا ، مؤلمًا.. فما ان يرخي الليل سدوله حتى يعربد المُسدّس والخنجر والسّكين وتشتعل النيران وتدوّي القنابل وتكون النتيجة قتلى وجرحى وخراب وعداوة تضرب أطنابها في بلداتنا..
ونروح نصرخ لنعود بعد يوم واحد وكأن شيئًا لم يكن ، لنستفيق بعد ليل أسود آخر على ضحيّة أخرى وجريح يصارع الموت.
نعم الاخلاقيات والقيم والخصال الحميدة طارت الى غير رجعة، وحلّ محلها العنف و” البلطجيّة” وخفافيش الليل ، والسوق السوداء ، والسلاح غير المشرعن والمشرعن والذي تجده تحت كلّ وسادة وفي كلّ حقيبة!
والذي يؤسف له ان الحلول وقتيّة ، ” بنج ” موضعيّ ليس إلّا… فينادينا اعضاء الكنيست بعد كلّ موجة عنف وقتل _ وما أكثرها من موجات !_ يدعوننا الى التظاهر والامتعاض والتذمّر ونفعلها وفعلناها فلم تُجدِ نفعًا ، فقد وصل ” السمّ” الى الجذور وليس من حلّ إلّا قلع السنّ ووجعه كما تقول الحكمة الشّعبيّة ، فالحل في زرع الاخلاقيات والقيم في نفوس الصغار … في الحضانات والمدارس والأهم في البيوت ، فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة في السلوك الحسن والمحبة والرحمة والمسامحة.
صدّقوني لو عاد بي الزمن عشرين سنة الى الوراء لطلّقت هذه ” البلاد المُقدّسة” !!! وهاجرت … تركتها غير نادم .
أفٍّ ومليون أفّ… اعذروني فقد وصل السيل الزّبى