( هناك مثل شعبي يقول ” عرب وين طنبورة وين ” ) …
هذا المثل ينطبق على جميع تيارات الإسلام السياسي والذين يرفعون شعار ” الإسلام هو الحلّ ” كيف يكون هو الحل في ظل ظروف ومعطيات ومتغيرات ومستجدات الحياة وديدنهم الحجاب والنقاب وقتل المخالف والأذان في البرلمان والصلاة في المساجد والزواج من 4 نساء الخ …… ؟
في كتابه ” الحقيقة والوهم في الحركة الإسلامية المعاصرة للكاتب فؤاد زكريا يقول ” :
“ إن العقل الذي اعتاد أن يسير في اتجاه واحد , والذي يعجز عن فهم حقيقة النسبية وتعدد طرق الوصول إلى الحقيقة , لابد أن يوصل أصحابه , دون أن يشعروا , إلى هذه النتائج الخطيرة. وهكذا يصبح من بديهياتهم التي لا تناقش , الاعتقاد بأن الشك خطيئة , والنقد جريمة , والتساؤل إثم وجريرة” ………….
“فإن ما بين الحكم العسكري والتطرف الديني ليس إلا شعرة ، ففي الحالتين نجد تفكيرا سلطويا ، وطاعة عمياء ، واعتقادا بامتلاك الحقيقة المطلقة ، ورفضا للرأي الآخر ، بل معاملته علي إنه خيانة أو كفر ، وفي الحالتين تسود القوة على المنطق ، وتحسم المعارك بالتصفية لا بالحوار ، ويصادر حق العقل في الاعتراض واتخاذ موقف مستقل ، وتختفي المنابر الإعلامية التي تنمي في الناس ملكة التفكير النقدي” ………………………………
“إن دعاة تطبيق الشريعة يرددون عبارات ذات تأثير عاطفي هائل على الجماهير ، ونتيجة لهذا التأثير العاطفي تمر هذه العبارات دون أن يتوقف أحد لمناقشتها ، وتتناقلها الألسن محتفظة بمحتواها الهلامي، حتى تشيع بين الناس و كأنها حقائق نهائية ثابتة ، مع أنها في ضوء التحليل العقلي عبارات مليئة بالغموض والخلط ” ………………………………..
“هل سمع قارئ واحد عن برنامج لأية جماعة دينية اشتمل علي خطط محددة لمواجهة الأزمة الاقتصادية تعمل حسابا لمواردنا و مصروفاتنا و ميزان مدفوعاتنا والعلاقة بين القطاعين العام والخاص و التزاماتنا تجاه البنوك الدولية وأعباء القروض التي تثقل كاهلنا ” ………………………………
“انقياد الجموع الكبيرة من الناس إلى التيارات الدينية التي تركز جهدها علي الجانب الشعائري من الدين وعلى التحريمات الجنسية وشكل الملبس , الخ .., وتتصور أن أول جوانب تطبيق الشريعة وأهمها هو تطبيق حدود الخمر والسرقة والزنا وتتجاهل كلية مشكلات الحياة الاقتصادية والسياسية بتعقيداتها التي لا تنتهي – هذا الانقياد لا يمكن أن يكون علامة صحة وإنما هو حالة شاذة طارئة لم تعرقها مصر إلا في ظل عهود الحكم الفردي المتلاحقة وفي العهد الذي فتح الباب لتسرب الفكر “المتخلف” الوافد من مجتمعات بترولية تستخدم الدين أداة للحفاظ علي مصالحها في الداخل ونشر أيديولوجيتها “الهابطة” في الخارج .”