وانا ابحث في تاريخ مدينة الدير السومرية (بدرة ، بيت دير) صادفت علاقة مهمة بين الافاعي في بلاد الرافدين وقصة النبي موسى وعصاه امام فرعون مصر حسب تعبير الرواية الدينية .
يظهر الإله نيراخ وهو احد اهم آلهة مدينة الدير بشكل افعى أو تنين وعلامته المسمارية هي
( d)MUŠ) )
وتقرأ (الاله موش) ، بينما يرتبط هذا الإله ايضاً بالاله ستران وهو إله مدينة الدير ، وتقام له نفس طقوس الإله ننكشزيدا الذي يظهر كافعى تلتف حول عصى كما ظهر منذ عهد الملك السومري كوديا .
وعلى بوابة عشتار يظهر رمز الاله مردوك وهو كائن اسطوري يدعى ( (موشـ)ـخوشو) برأس افعى واجزاءه الاخرى من بقايا حيوانات اخرى .
فنلاحظ انه ربما كلمة (موسى) لها علاقة بكلمة (موش) والتي تعني (الافعى) ، فعندما سألوا موسى عن عصاه، قال: “هيَ عصايَ، أتوكأ عليها، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى” ، ثم ألقاها على الأرض فإذا بها حيةً تسعى ، اما عن
السيرافيم عند اليهودية فهو صيغة جمع مفردها (سرف) وهي “الحيات المجنحة” ، ويقول بعض الباحثين أنها كلمة أكدية ، وأيضاً قام اليهود بإقتباسها من تراث بلاد ما بين النهرين ولم يرد السيرافيم الا في نبوءة أشعياء ، والسيرافيم هي تسمية للأرواح التي كانت تخدم عرش الرب ، وكما إدعى أشعياء فكانت قد ظهرت له في رؤياه ، حيث جاء في (أشعياء 2:6): “السيرافيم واقفون فوق ، لكل واحد ستة أجنحة ، بإثنتين يغطي وجهه ، وبإثنتين يغطي رجليه ، وبإثنتين يطير” ، كذلك جاء في (أشعياء 6.7.6): “فطار إلي واحد من السيرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح ووضعها على شفتي وقال: إن هذه قد مست شفتيك فإنتزِعَ إثمُكَ وكَفَرعن خطيتك” ، وقد قال أشعياء في وصفهم: (أنهم لامعون ساطِعون) ، وكان النبي موسى قد قام بتعليق شعار السيرافيم على راياتهِ أثناء خروجه من مصر: “فصنع موسى حية نحاسية ووضعها على الراية” (عدد 21-5-9) ، مع الإشارة إلى ان السيرافيم في النص المسيحي والإسلامي لا ذكر له .