أستهلال :
كنت قد ألزمت نفسي أن لا اكتب في الشأن العراقي ، وذلك لأن هذا الشأن سرقه رجال الدين المسلمين – بعد سقوط الحكم في بغداد في 2003 ، وأستخدمه مطية لأغراضه ، وأصبحت العمائم / فيما بعد ، هي التي تقرر وهي التي تشرع ثم تنفذ وتطبق ما قررت !! ، فبئس دولة وبئس نظام يحكمه رجال لا زالوا يتبعون ويؤمنون بتطويل اللحى وبالمتعة والتقية ، ويعتمرون العمائم / بيضاء كانت أو سوداء ..
النص :
1 . كيف لشعب كان له صولا وجولات في وجود الحرف والكلمة للوجود ، أن يخضع ، بين ليلة وضحاها ، لشلة من رجال الدين / شيعة وسنة ! ، كيف يستغفل ويستجهل هكذا شعب ! ، لتحكمه عصابات من العمائم ، موجهة ومسيرة أغلبها من خارج الحدود ، كيف ينقلب تحضر شعب الى درجات مقيتة من التعصب والتخندق الطائفي والمذهبي ، ماذا فعل رجال الدين بالعراق !! ، وما الذي جلب رجال الدين من مسخ رجال للحكم !! ، كي يحطمون العراق دولة وأرضا وشعبا .. 2 . أن ما يحصل في العراق أكبر دليل وبرهان ، على أن ” الأسلام ” هو ليس الحل ، وأن الأسلام لا يصلح لكل زمان ومكان ، لأن الأسلام حتى في بداياته كان محط تساؤلات وشكوك ! كأسلوب ونظام حكم ، وكما قلت في مقالات سابقة ، أن بموت الرسول أنتهى الأسلام كدين دعوي ، وبدأ عصر الحكم والسلطة ، وهذا جلي وواضح منذ
سقيفة بني ساعدة / 11 هجرية ، التي أحسبها أولى القمم العربية الأسلامية لتحديد أول حاكم بعد الرسول ، تاركين صاحب الدعوة مسجى دون دفن ! ، بمعنى أخر ، أن العرب يتركون كل القيم والمقدسات في سبيل السلطة ! . 3 . لأول مرة في التأريخ يكون الحكام / تحت مظلة الدين وبمباركته ، خونة للوطن ، وقتلة لشعوبهم ، فهم يشكلون المليشيات والعصابات لأرهاب الشعب وأغتياله ! ، ونشر الفوضى ، ومن ثم سرق قوته ، وهذا تفرد في النهج ، وذلك لأن الطبقة الحاكمة ليست من الشعب ، بل أنها أدات لتصفية الشعب ، خاصة العلماء والأطباء والضباط .. خدمة لأجندة خارجية ! . ويحدثنا التأريخ العربي الأسلامي عن خونة الوطن ك ” أبن العلقمي / المتوفي 1258 ميلادي ، وزير الخليفة العباسي المستعصم ، رتب مع هولاكو بمعاونة نصير الدين الطوسي قتل الخليفة واحتلال بغداد ، على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة ، إلا أن هولاكو قام بقتله بعد تدمير بغداد “. فما أشبه الماضي بالحاضر ! . 4 . أما بالنسبة لمظاهرات العراق أحتجاجا على الوضع المعيشي والخدمي – من تموز 2018 ، فأن المرجعية الشيعية صامتة بالعراق ممثلة بالسيستاني ، بالرغم من تصريحها الأخير في 27.07.2018 – الذي تلي في خطبة الجمعة بالنجف ، ولكن الخطبة لم تكن بالمستوى المطلوب ، لأنها ساوت بين الضحية والجلاد ! ، وكما أن المظاهرات خرجت أساسا ضد رجال الدين وأحزابهم ومليشياتهم وعصاباتهم ، وما يساندون من رجال الحكم والسلطة ، ومن جانب أخر ، أن جل ما يهم رجال الدين هو مصالحهم وليس مصلحة الشعب ! . 5 . أنه من المعلوم أن دور ومكان رجال الدين هو الجامع والحسينية ، وليس ادارة الحكومة والبرلمان ، فأذا كان كذلك ، فأنهم سينقلبون الى ذئاب تسرق حتى اللقمة من أفواه الفقراء . 6 . هل المظاهرات ستنتصر ! ، وهل ستسقط الحكومة ، ويسقط رجال الدين معها ! ، وهل ستأتي حكومة تحقق للشعب الخدمات الأساسية ، وهل سيبتعد رجال الدين عن دفة الحكم ! ، أم سيذهب معمم ويأتي أخر ! .
7 . هل بأستطاعة المظاهرات أن تقوض دور أيران في السياسة العراقية ، وهل هذا الأمر باليسير ! هذا مجرد تساؤل ، وهو أساس المعضلة .
8 . هل لقوة المظاهرات أن ترسل رسائل موجهة للأسلام ورجال كهنوته ملخصها ” أن الحكم للشعب وليس للأسلام ” .