ايليا الطائي
اصل اسم امرؤ القيس في الثقافة المشرقية القديمة
كثيرة هي المصادر العربية التي تتحدث عن اسم (امرؤ القيس) ، والخطأ الشائع هو ان يتم اعتباره اسم بدوي ، بدليل ما سنثبته بأنه اسم جاء من ثقافة المشرق .
يتكون اسم امرؤ القيس من هما (امرؤ + قيس) :
– المقطع الاول (امرء) : بالأصل ان هذا المقطع هو (مار) ، وهو مشترك باللغات المشرقية القديمة ، فيظهر بالاكدية بصيغة (مار) ويعني (ابن) كما في اسم الاله البابلي ( ماردوكو ) الذي يعني (ابن الاله دوكو) او (عجل الشمس) ، وكذلك يظهر هذا المقطع باللغة الارامية بصيغة (مار) ايضاً ولكنه يختلف بالمعنى ، حيث يعني (سيد) بالارامية ، وربما الاختلاف هذا جاء من تأثير بابلي ، حيث كما لاحظنا ان هذا المقطع جاء في اسم الاله (ماردوكو) ولقب ماردوكو عند البابليين هو (بل) ، وكلمة (بل) تعني (السيد) ، وربما لذلك اصبحت (مار) بالارامية تعني (السيد) .
في ثالوث مملكة الحضر (عربايا) والتي تقع شمال العراق ، ظهر الثالوث الحضري وجميعهم يحمل صيغة اسم (مار) ، وهذا الثالوث هو : الاله مرن والالهة مرتن وابنهم الاله (بر مرن) ، واسماءهم تعني حسب الأتي :
مرن : سيدنا . مرتن : سيدتنا . بر مرن : ابن سيدنا .
– المقطع الثاني (قيس) : عرف (قيس) في الميثولوجيا المشرقية كاسم اله الجو ، وربما كانت اصوله ترجع الى الاله انليل ، بدليل ارتباط عبادته بالجو ورمزه القوس الذي يظهر عند انليل في الاختام السومرية القديمة ، وعرف (قيس) كاسم علم عند العرب فظهر في نصوص الملك الاشوري اشور اخي ادن (اسرحدون) اثناء كلامه على حملته على بلاد العرب ، حيث يرد ذكر شخص يدعى (قيس) كحاكم على مدينة خالديسي في بلاد العرب . اما عند الاراميين فعرف هذا المقطع بصيغة (قس) ويعني (الكاهن) .
عرف العديد من ملوك مملكة الحيرة باسم (امرؤ القيس) ، ومنهم (امرؤ القيس) صاحب نقش النمارة ، مع الاشارة الى الشاعر الذي ظهر بالروايات العربية (امرؤ القيس) ، اما في المصادر الارامية والمسيحية بالخصوص فعرف هذا الاسم بصيغة (مرقس) ، اما عند اليونانيين والرومان فعرف هذا الاسم بصيغة (ماركوس) .
ولذلك فإن اسم (امرؤ القيس) واسم (مرقس) يعني (السيد الكاهن) .