العالم يسير حتما إلى الهاوية _ فيدل كاسترو_
حمراء كانت عيون الأسماك الصغيرة التي تمارس حياتها بهدوء وبلا تطلعات
أمواج عالية، موجة على إثر موجة. اختنق من اختنق والبقية فرت هاربة
البحر هاج مرغمًا حين فاجأه هذا الرتل من الجثث المتوسطية التي صعدت إلى سطحه كموجة ثقيلة غاضبة.
البحر ألقى بالسفن الجانحه وبالقواعد المرابطه وخرج يطيح بالميادين يطرد البيوت ويمسح الشوارع مصدرا ذلك الإيقاع. إيقاع الحرب.
عمال النار حاصروا البحر فكان عدد الجثث يزداد طافيا. البحر كان معذبا وكان غاضبا لأن الرجال كانوا يتهمونه بأشياء غير حقيقية. كما أن نساء الموانئ انشغلن عن الغناء له, انشغلن بجز شعر رءوسهن عل الصياد يعود.
يعود بصيد
يعود بكفاف اليوم
يعود وحسب
ابتلع البحر موجه وعاد مخلفا الفوضي. لم يكن هناك شيء في موضعه
الملح والشمس والرياح الساخنة والتغير المناخي لم تمنع الأسماك الصغيره. عادت كالحه وشقيانه, تدرك أن القروش تتربص بها فاصطفت علي امتداد الساحل تحرك ذيولها بانتظام
استعدادا للموجة القادمة.
*القصة من مجموعة تصدر للكاتبة قريبا.