أسباب إنفصام شخصية المُسلم / 7

حول الإقتصاد الإسلامي , ومفاهيم الربح والربا والفائدة !

القيادي الإخواني عاصم عبد الماجد في أحد فنادق قطر

القيادي الإخواني عاصم عبد الماجد في أحد فنادق قطر

مقدمة :
في الاجزاء الستة السابقة ذكرتُ بعض أسباب ومظاهر إنفصام شخصية المُسلم العادي .وقبلها بالطبع إنفصام شخصية رجل (أو تاجر) الدين .
الذي نصّبَ نفسهُ مُمثلاً وحامي حمى الإله على الأرض ,ليقوم بجلدِ الناس بسوط الرب إذا حادوا عن مشيئتهِ . وكأنّ الإله نفسه عاجز عن عقاب العُصاة والمتجبرين وعلى الفور لو شاء .
هكذا نجد مجتمعاتنا البائسة تئّن تحت وطأة سياط هؤلاء المُشتغلين بالدين
( القرضاوي ,الخامنئي ,محمد بديع , حسن نصرالله , وأمثالهم )
بينما هم أنفسهم وأولادهم يتنعّمون بكل مَباهج الحياة ومُخترعاتها الغربية الكافرة , بدءً من سفرهم بالطائرات الخاصة وفي أحضانهم اللابتوب , وإنتهاءً بما يملكون من ثروات خيالية أدخلت العديد منهم في قوائم أثرياء العالم !
***
الجزء الأوّل / من هذه الورقة , سأذكر فيه مُلخّص لما سبق من أسباب إنفصام شخصية المُسلم , وهي كما يلي :
أولاً : تناقض النصوص الدينية مع بعضها ( سوبر ماركت متنوّع ) .
هناك مئات الأمثلة التي لا أوّد الإقتراب منها , كي أتجنّب إثارة الأخوة المؤمنين . لكن مثل واحد يكفي في هذهِ العُجالة .
فكلّنا يعرف حديث تحريم المسلم على المسلم / دمهُ ومالهُ وعرضه .
لكن من جهة اُخرى , فإنّ حديث الفرقة الناجية :
(ستتفرق الأمة الى بضعٍ وسبعينَ فرقة كلّها في النار ,إلاّ الفرقة الناجية) يقود عملياً الى كراهية الفرق الإسلامية لبعضها , والى حدّ القتل .
وهذه النقطة بالذات تخلق إنفصام في القاعدة الفكرية للمسلم !

ثانياً : تناقض مطالب وأوامر رجال الدين / فيما بينهم من جهة .
مع ما يطلبونهُ من الناس , ويقومون هم بهِ / من جهة ثانية .
فهم يتحدثون ويأمرون الناس بالبّر والفضيلة والتسامح ,حيناً
وينسون أنفسهم وأولادهم , في أحيان اُخرى .
فترى منهم الفساد والكراهية الى حدّ الحثّ على القتل , فيحير المرء بأيّ شيخ يقتدي , ونصيحة مَنْ يتبع ؟
وبما أنّ (الصورة فجر الكلام ) وهي خير مُعبّر عن الأفكار , فقد إطلعتُ بالأمسِ على صورة إنتشرت على الفيس بوك للقيادي الإخواني (عاصم عبد الماجد ) وهو يتناول طعامه في أحد فنادق قطر , الفاخرة .
بينما أتباعهِ من العوام المُغيبين والشباب الغضّ يقبعون في السجون والزنازين .
وقد علّقَ صديقي الأستاذ ( هشام حتاته ) على الصورة التي وضعها كما يلي:
عندما تتصارع الأفيال يتكسّر العُشب / الأفيال في فنادق قطر ,والعشب داخل السجون ! …… ( الرابط الأوّل )

ثالثاً : حقوق المرأة / يتحدثون دوماً عن رعايتها وصيانتها وتكريمها . بينما عملياً تسود الثقافة الذكورية الأبوية التسلطيّة .
حتى التحرّش الجنسي وإغتصاب المرأة يعتبرونها هي المسؤولة عنه .
وأحد الدُعاة السعوديين ( عبدالله داوود ) طالبَ الشباب بالتحرّش بالعاملات والكاشيرات لأجلِ ردعهم عن الخروج من بيوتهم .
وتسائل بصوتٍ صاخب / كيف تطالبون بالإختلاط , وقوانين منع التحرش فى ذات الوقت ؟ ( الرابط الثاني )
وصورة (اُخرى ) معبّرة وجدتها على الفيس بوك , بشأن نساء وفتيات الإخوان المُعتقلات مؤخراً في مصر على قانون التظاهر , كُتِبَ تحتها
( وتلك الأيام نداولها بين الناس .. يا سُبحان الله , الإخوانجية كانوا يقولون إنّ السيّدة التي تتعرض للتحرش والإغتصاب في التظاهرات تستحق ما يحدث لها .. مالَها ومال التظاهرات ؟ لكنّهم بعد طردهم من جنّة السلطة يدفعون بفتياتهم في مقدمة أعمالهم الغوغائية العدائية , فأين شرف الخصومة والمباديء ؟ )

رابعاً : إزدواج المعايير/ حول بعض المفاهيم , الحرب مثلاً !
إذ لا يفتأ المؤرخون المسلمون يعتبرون حروب الآخر علينا غزواً أو إستعماراً أو إحتلال .
فيقولون الغزو الصليبي أوالإستعمار الحديث أو الإحتلال الأمريكي .
بينما يقولون عن حروبهم ضدّ الآخر ,أنّها فتحٌ من الله ونصرٌ مُبين .
كفتح الأندلس وفتح مصر , وماشابه .
وبالطبع أسوء وأقبح إستعمار في هذا الكوكب (وهو الإستعمار العثماني ) للبلاد العربية وسواها .لا يعتبره الأشياخ إستعماراً , بل إمتداداً لدولة الخلافة الإسلاميّة التي يُحاول أردوغان العصمنلي (عبثاً) إحيائها اليوم .

خامساً : الحلال والحرام !
في هذا الباب نسمع العَجب العُجاب من تحليل أنواع غريبة من المتعة والجنس ,بينما تحريم أشياء وأفعال طبيعية وإنسانية .
فيكثر في بعض البلدان (اليمن مثلاً) الزواج بالقاصرات ,وفي مصر ختان الإناث ,(وفي السعودية) يجوز مفاخذة الأطفال ونِكاح الزوجة المتوفية حديثاً .
وأفتى بعضهم بجهاد النكاح حتى (مع المحارم ) للثائرينَ على الظُلم .
ناهيك عن زواج المتعة ( بأنواعهِ ) والزواج العرفي , وغير ذلك كثير ممّا يشيب لهُ رأس المرء .
لكن من جهة ثانية فالمشايخ يُحرمون إنفراد الرجل بإبنتهِ البالغة كي لا يلعب بهما الشيطان .ويحرموّن لعب الطفلة الفتاة مع صديقها أو جارها
[ هناك شريط لسعودي ضرب إبنتهِ ( 5 سنوات ) حتى الموت وإتهمها بالفجور ! ]
ويحرّمون كذلك إراتداء لاعب كرة القدم للشورت كي لا تُثير سيقانهِ شهوة المشايخ .
وبعضهم حرّم حتى وضع الطماطة قرب الخيار , كي لا توحي للشباب (لا أدري بماذا ؟) . فهل سمعتم عن كبت وغرائب أكثر من تلك ؟
والتناقضات تصل قمتها في هذا الباب . فحتى المثليّة الجنسية وهي مُحرّمة في الإسلام دون أدنى شكّ .لكنّ شيخاً إسلامياً في أمريكا ( إسمهُ عبدالله ) أعلن أنّها حلال . بل تفاخر بأنّهُ مثلي , وأنّهُ يقوم بتزويج المثليين المسلمين . وإستشهد كدليل على صحّة رأيهِ , بأنّ المؤمنين يوعدون ( بالغلمان ) في جنّةِ الخُلد .( الرابط الثالث )
أفلا يُثير ذلك إنفصاماً في الشخصية المسلمة , حتى لو كانت فولاذية التكوين ؟

سادساً : العلم والدين !
التناقض بين هذين الطريقين معروف وملموس منذُ الأزل . ولا سبيل لإلتقائهم يوماً ما .
مع ذلك نسمع (علماء) الإعجاز العلمي رفقاء ( زغلول النجار) يملؤون رؤوس مستمعيهم بأنواع الأكاذيب والتناقضات التي تزيد في إنفصام شخصية المسلم البسيط .
وأنا دائم التكرار لمثال قضية تأجير الأرحام في حالة السيّدات اللواتي لا يقدرنّ على الإنجاب لأسباب خَلقيّة ,كيف يوائم الشيخ بين العلم والدين ؟

سابعاً : الطائفية والعنصرية !
من جهة , الإسلام دين عالمي يتوجّه بالدعوة لجميع البشر ,أليس كذلك ؟
لكن من جهة اُخرى ,لا نقبل من الآخرين أن يفعلوا ما نفعلهُ بهم .
معناها بمفهوم المشايخ , يحّق للمسلم ( حتى اللاجيء أو المهاجر ) الى الغرب الكافر أن يستفيد من قوانينهم وإنسانيتهم فيقوم بدعوتهم للإسلام .
ومؤخراً تطوّرت الأمور في هذا المجال في بريطانيا الى حدّ إعتبار بعض المتشددين , الملكة الإنكليزية كافرة يجب خضوعها للإسلام أو قتلها .كما شاهدنا ذلك في الأشرطة العديدة على اليوتيوب .
لكن لو سمعنا عن ( مُبشّر غربي ) قادم الى بلادنا بداعي مساعدة الفقراء والأطفال والنساء , فالقتل والسحل سيطالهُ حتماً عندما يقع في أيدي المتطرفين .
أمّا الطائفية بين المسلمين أنفسهم فحدّث ولا حرج , كما شاهدنا من جرائم في العراق ,وفي الأحداث السورية ( من الطرفين ) يندى لها جبين البشرية .

**********************
الجزء الثاني / الإقتصاد الإسلامي
مقدمة : هل هناك فرق بين الربح من البيع .. والربا ؟
في الظاهر / نعم الفرق كبير جداً عند المسلمين , رغم أنّ الفارق هو حرف واحد بين الكلمتين .
لكنّنا سنجد لا فرق يُذكر عملياً وباطنياً في التصرفات اليوميّة .
نظرياً / الربا حرام والربح حلال بدليل الآية التالية :
[ الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ , ذلك بأنهم قالوا إنّما البيعُ مثلُ الربا ,وأحلَّ الله البيعَ وحرّمَ الربا ]
البقرة / 275
والآية التي بعدها 276 , تقول
[ يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيم ]
وتفسير ذلك , هو أنّ الربا لا يأتي من خلال جهد أوعمل أو تجارة .
بل من إقراض المال وإستلام الفوائد أو الأرباح عن ذلك المال بعد فترة من الزمن .معناها إستغلال الثري لثروتهِ في حاجات الآخرين .
بينما الربح في البيع ,يأتي عن طريق المتاجرة والمخاطرة بالمواد أو الجهود أو الممتلكات .
في الغرب ( وكونهم متصالحين مع أنفسهم ) ,لا يعرفون فرق بين المعنيين .فمن يريد إستغلال أموال الآخرين لابّدَ له من دفع فائدة معيّنة .
والفرق الوحيد / هو عندما يعمل المرء بنفسهِ سيربح أو يخسر حسب إمكانياتهِ ومجازفاتهِ والظروف التي تواجهه والمساعدات التي تقدّم له .
بينما صاحب المال الذي لايعمل بنفسه ويُفضّل راحة البال (أو التقاعس) و عدم أخذ المبادرة والمُجازفة , هذا سيقبل بربح أقلّ ( أو محدود ) وثابت تقريباً وحسب فائدة البنك الذي يتعامل معهُ .
وبما أنّ أعمال البنوك مُربحة غالباً حيث أنّ لها تعاملات متنوّعة في التسليف والعقار والإستثمار وما شابه . فإنّ المودع للمال سيصيبهُ ربح معين في نهاية العام .
مع ذلك نشهد أحياناً إعلان إفلاس بعض البنوك الغربية , ما يعني تعرّض المستثمرين في هذه البنوك الى خطر الخسارة .
كما شهدنا ذلك مع الأزمة العالمية الأخيرة عام 2008 والتي إبتدأت مظاهرها مع إعلان إفلاس مصرف ليمان براذرز , وغيره !
*************
والآن سأوجز مقاطع لمقالٍ بجزئين للدكتور كامل النجار حول الموضوع
يقول في الجزء الاول ( الرابط الرابع ) مايلي:
[ لقد وردَ ذكر الربا في القرآن خمس مرّات , لكن دون تحديد نسبة الربح التي تُعتبر ربا . ونحنُ نعلم أنّ كلّ المعاملات المالية لا بّد لها من نسبة ربح معين لتُغطي نفقات التوظيف والصرف على إدارة البنك وما يحتاجه من أدوات ومعدات . ثمّ أن الدائن قد يخسر ماله إذا توفي المدين أو عجز عن سدادِ دينه , فلا بّد له من دافع يدفعه لتسليف أمواله ] .
وفي الجزء الثاني ( الرابط الخامس ) يقول مايلي :
[ الإسلام حرّم الربا . لكن بعد وفاة نبّي الإسلام قام المشايخ بالتحايل على هذا التحريم . فإخترعوا طرقاً وكتبوا كتباً في ذلك . ومنهم أبو بكر أحمد الخصاف وأبو حاتم القزويني ومحمد الشيباني وغيرهم . وحتى الفقهاء الكبار تحايلوا على النص الإسلامي والتشريع , فكتب البخاري عن كلّ الحيل التي يمكن للناس إستعمالها للتهرب من الزكاة ] .
وعن بداية إنشاء البنوك الإسلامية , يقول في / ج 1 ما يلي :
[ بعد حرب 1973 , قفزت أسعار البترول إلى أرقام خيالية . فوجدت المملكة العربية السعودية ودول الخليج فائضاً من موازناتها يفوق جميع أوجه الصرف . فقاموا بتحويل جزء كبير من هذه الأموال لجماعة الإخوان المسلمين , الذين أصبحوا بفضلها رجالات أعمال ناجحين وفكروا في إستغلال هذه الأموال في العمل السياسي عن طريق بنوك إسلامية . وأول مَنْ إفتتح بنك إسلامي كان المصري السيد أحمد النجار ,الذي تدرب على أعمال البنوك في ألمانيا ] .
وعن سلوك البنوك الإسلاميّة وتلاعبها بالألفاظ وبعقول المسلمين يقول د. كامل النجار في ج / 2 , ما يلي :
[ .. البنوك الإسلامية الحالية تستعمل عدّة حيل حديثة حسب مكان البنك. ففي دول الغرب تستعمل حيلاً غير تلك التي تستعملها في الدول ذات الأغلبية المسلمة ] .
ثمّ يضيف شيء مهم هو التالي :
[ البنوك الإسلامية في الدول الغربية لا تقوم بأي تجارة ,إنّما تعطي ملايين الدولارات إلى البنوك الغربية الربوية لتتاجر بها ثم تتقاسم معهم الأرباح بنسب متفق عليها. والبنوك الغربية طبعاً تمارس نشاطها التجاري الربوي العادي ثم تعطي البنوك الإسلامية ربحها الذي تعتبره تلك البنوك تجارةً وليس ربا. ثم أن البنوك الإسلامية في البهاما وغيرها كانت تغسل الأموال الطائلة لمهرّبي الأفيون وتأخذ حصتها أو أجرها على هذا الغسيل القذر ] .
وركزوا جيداً على أعمال البنوك الإسلامية داخل البلاد الإسلامية نفسها وكيف تخدع الناس وتتلاعب بهم والنتيجة واحدة , لا فرق بين الربا والربح !
يقول نفس الكاتب :
[ أمّا البنوك الإسلامية في البلاد العربية فتفعل الآتي :
1- يخصم البنك 10% من أرباح ودائع المستثمرين لحساب الاحتياطي الاختياري , و 10% اُخرى , تُخصم للإحتياطي الإجباري .
وتُعتبر هذه ال 20% من الأرباح , بمثابة أجر البنك على الأعمال التي يقوم بها إنابةً عن المستثمر
2- حسابات الودائع المربوطة لأقل من سنة. يتفق البنك مع المستثمر أن يودع أمواله بالبنك لمدة ستة أشهر مثلاً دون أن يسحب منها في هذه الفترة. وعند نهاية الستة أشهر يستطيع المستثمر أن يأخذ رأس ماله لكن لا يدفع له البنك الربح إلا بعد نهاية السنة .ويستثمر البنك هذا الربح لكنه يعطي المستثمر الربح الذي تقرر عند نهاية الستة أشهر الأولى فقط ويحتفظ بالباقي .
3- إذا أراد الشخص شراء سيارة مثلاً بسلفة من البنك ,فالبنك يشتري السيارة المطلوبة ثم يبيعها للشخص بأكثر من السعر الذي أشتراها به ويدفع المستدين الأقساط الشهرية إلى أن يكتمل سعر السيارة .
وقد قرأتُ عدة شكاوى من أشخاص (في بريدة ) بالسعودية ,عن الإجحاف الذي أصابهم نتيجة هذه المعاملة .
4- إذا أراد شخص أن يستلف مثلاً عشرة آلاف ريال من البنك فإن البنك يوقع الأوراق الرسمية بعشرة آلاف ولكنه يعطي المستلف 9500 ريال وعلى المستلف أن يسدد عشرة آلاف. و يبرر البنك هذا الخصم بما يسمّيه عمولة البنك . ( أموت وأفهم الفرق بين العمولة والربا في هذهِ الحالة )
5- إذا أراد مزارع مثلاً سلفية من البنك لشراء البذور وبعض المعدات الزراعية , فالبنك يعطيه المال اللازم لكن يشترط عليه أن يبيعه نصف أو ثلاثة أرباع المحصول بسعر يقل كثيراً عن السعر المتوقع للمنتوج الزراعي . ( شوفوا الصدق والأمانة الحقيقية ؟ ) , ثمّ يقوم البنك ببيع ما تحصّل عليه بسعر السوق ويحتفظ بكل الربح على أساس أن هذه تجارة وليست ربا .
و البنوك الإسلامية في البلاد العربية لا تُسلّف إلا الأشخاص المنتسبين إلى الحركات الإسلامية .
وبهذا العمل تصبح طبقة المنتسبين للإخوان بعد فترة وجيزة من أغنى طبقات المجتمع وعليهم أن يتبرعوا بجزء من ثروتهم إلى جماعات الإخوان المسلمين ] .
فنلاحظ من قراءة هذهِ المقاطع , أنّ النتيجة العملية هي لا فرق بين الربا والربح حسب المصارف الغربية او الإسلامية , فكلاهما شيء واحد !

***********
الخلاصة :
كما هو معلوم , إذا كانت غالبية الأفراد في مجتمعٍ ما , مصابة بالإنفصام فمعنى ذلك أنّها ظاهرة إجتماعية تستحق الدرس والعلاج .ولن ينفعنا التلاعب بالكلمات والرقص على الحبال , بل مواجهة النفس والمعضلة هو الأفضل والأعقل .
وأغرب قول نسمعهُ من المشايخ في هذا المجال , هو أنّ فشل المسلمين في حياتهم لا علاقة لهُ بالدين إطلاقاً . وأنّ الإسلام خير دواء وعلاج لمشاكلنا وعللنا ,لكنّنا تركناهُ لعلّة فينا .
فكيف نصدّق هذا الكلام والفرد المُسلم يخضع لتعاليم ووصايا الدين منذ إستيقاضه صباحاً حتى نومهِ ليلاً , وربّما حتى في أحلامه .
ثمّ يا إخوان / كيف ولماذا تركنا الإسلام ؟
وهل يكون المرء والمجتمع طبيعي عندما يترك ما ينفعهُ ؟
أم أنّ هذا (الترك) يحدث لصعوبة في التطبيق العملي مثلاً , ونحتاج الى تبسيط مفاهيم وشعائر الدين لتسير الحياة في طريقها ؟
***
كتب (فاروق جويدة) مؤخراً مقال بعنوان / أنكولا وخطايا المسلمين
( الرابط السادس ) جاء فيه :
[ تقوم الحكومة الأنجولية بهدم 60 مسجداً مرة واحدة .
ثم تمنع المُسلمين من إقامة شعائرهم تحت دعوى محاربة التطرف الإسلامي .ولم يتردد رئيس أنجولا (سانتوس ) بأن يعلن نهاية النفوذ الإسلامي في بلاده .
لا شكَ أنّ هذا الحدث الرهيب يُمثل تحولاً خطيراً في التأريخ الإسلامي في العقيدة والأثر والقيمة .
وقد يقول البعض ان الإسلام ليس في حاجة الى 90 ألف مسلم يعيشون في أنجولا , بينما ينتشر في ربوع الأرض أكثر من مليار ونصف المليار مسلم .
لكن هذه الآلاف التي فرضت عليها السلطات في أنجولا أن تخرج عن دينها وتمنعها من ممارسة شعائره , تُمثل حدثا رهيبا في تأريخ المسلمين يُعيد الي الأذهان طردهم من الأندلس بعد قرون طويلة .
هناك غموض شديد يحيط بما يجري للمسلمين في أنجولا .
هناك من ينفي ما حدث وهناك من يؤكده .
لكن في كل الحالات نحن أمام واقع يفرض نفسه وهو أنّ المسلمين في محنة وهم أنفسهم يتحملون مسؤوليتها .
وقبل أن نتحدث عن نتائج هذا الموقف الغريب من الدولة الأفريقية يجب أولا أن نتوقف عند الأسباب التي شوّهت صورة الإسلام أمام العالم وما هي مسؤولية المسلمين أنفسهم عن ذلك ] .
ويضيف جويدة في نهاية مقاله ما يلي :
[ .. على نخبة الإسلام السياسي أن تُراجع تأريخها المعاصر , فقد أساءت كثيراً لشعوبها , وأساءت أكثر لدينها حين تحوّلت الدعوة من السماحة الى الإرهاب , وتحوّلت العقيدة من رسالة سماوية عظيمة الى أحزاب وفصائل سياسية أغرقت نفسها وشعوبها في بحار من الدم والفتن ] إنتهى

*****
الروابط
الأوّل / صورة القيادي الإخواني عاصم عبد الماجد في أحد فنادق قطر
https://www.google.se/search
الثاني / صاحب فتوى التحرّش بالكاشيرات
http://www.january-25.org/post.aspx?k=260331
الثالث / إمام مسجد أمريكي يزوّج المثليين على الشريعة الإسلامية .
http://www.almasryalyoum.com/node/1873376
الرابع / د. كامل النجار, البنوك الإسلامية / ج 1  البنوك الإسلامية

 الخامس / البنوك الإسلامية / ج 2   البنوك الإسلامية 2-2

 السادس / مقالة فاروق جويدة / أنجولا وخطايا المُسلمين
http://www.egynews.net/wps/portal/articles?params=267922

تحياتي لكم

رعد الحافظ
30 نوفمبر 2013

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.