محمد طعيمة: المصري اليوم
المناسبة، ذكرى مولد النبى، بطقسها المصرى، الخميس 19 نوفمبر 1953. تفتح الصبية (سيدة)، شقيقة سيد فايز، المتمرد على الإخوان، الباب ليهديها من قال إنه صديق شقيقها علبة الحلوى التقليدية. حين عاد سيد، فتح العلبة، انفجرت وقتلته هو وشقيقه الطفل وطفلا آخر انهار فوقه حائط المنزل، وأصيبت سيدة.
فى اليوم التالى، يروى عباس السيسى، من مؤسسى الجماعة، بكتابه (فى قافلة الإخوان): «شيعوه باكين، تبادلوا اتهام عبد الناصر، لأنه يستحيل أن يقوم بهذا الإجرام إخوانى، فى قلبه ذرة إيمان». لكن سرعان ما ثبت باعتراف مؤسسين تاريخيين، منهم محمود عساف، مسؤول مخابراتها، أن «المجرمين الذين ليس فى قلبهم ذرة إيمان» أقطاب بالجماعة، عادى جداً.
المناسبة، اعتصام معارضين أمام الاتحادية، 6 ديسمبر 2012، تهاجمهم ميليشيات «دينية»، يقترب أحدهم من الصحفى الحسينى أبو ضيف، الذى فضح عفو مرسى عن شقيق زوجته، المُدان بالرشوة. صوب خرطوشه على رأسه، ضغط على الزناد، ثم توجه لمهام أخرى، عادى جدا.
جريمتان يفصل بينهما 60 عاما، شهدت عشرات من الجرائم نفذها عناصر الإخوان بدم بارد. ولمن يريد أن يرى بعينيه، على يوتيوب، دمويات مما فعلوه فى غزة، بعد انقلابهم يونيو 2007. إلقاء رفقاء مقاومة من فوق العقارات، كما حدث لبعض ضحايا مذبحة بورسعيد. سحل جرحى حتى الموت. فى غزة، تدربت أغلب ميليشياتهم، سواء (فرقة 95 إخوان)، أو (مجموعات الردع)… إلخ. تجمع المتدربون والمدربون معا، خلال ثورة يناير. أصبح من «العلم العام» أنهم من اقتحموا السجون، وقتلوا من قتلوا، وهربوا قياداتهم، وخلايا حزب الله وحماس. الآن ثبت أن عناصر حماس عبرت الأنفاق، قبل وبعد الثورة، طوال عامين، دعما لإخوانها.
أمام القضاء، شهد عمر سليمان بأن عناصر خارجية قتلت الشهداء، سخر الجميع منه. مع «موقعة كشف الحساب»، ثم «مذبحة الاتحادية»، توقف كثيرون عند أجواء «التنظيم الميليشياوى»، و«عفوية» عنف عناصره، و«استعداده النفسى للقتل»، استدعيت الجمل ثانية، و«حدوتة» الطرف الثالث كلها. وطالت التساؤلات «وقائع» لم نهتم بها، مثل اتصال محمد مرسى بالجزيرة، فور هروبه من السجن، رغم تعطل شبكة الاتصالات، ورواية اللواء حسن الروينى، عن تمركز عناصر إخوانية فوق العمارات، وإجباره لمحمد البلتاجى على إنزالهم، «بدل ما ننشهم احنا». وتفاخر أسامة ياسين بقيادته 95 إخوان بالميدان. وحديث مشابه لصفوت حجازى، عن تمركز قيادات من الجماعة فى مقر (سفير) بالتحرير.
شهادة أخرى، مصورة، قدمها علاء شتا، قيادى الجهاد، عن تعاون بين تنظيمه والفرقة 95. قال لجريدة (الوطن): «طحنا البلطجية»(..) «رأيت قيادات إخوان تقود المعركة»،(..) «كان عمر سليمان، يرسل لنا عناصر نعرفهم، يأخذون الناس لتعذيبهم بالمتحف» (..) «الأمن كان مرعوبا، لاعتقاده بوجود سلاح معنا».
يؤكد ثروت الخرباوى: «الفرقة 95 مسلحة، أنشئت عام 1995، مع تصاعد الضربات الأمنية». عناصرها تدربت بغزة، بعد معسكرات «جهاد النفس»، التى نُظمت فى عهد مبارك، وتضاعفت بعده، ومن يقرأ شهادات شبابها عنها، وعن قتالهم مع «الجيش السورى الحر»، سيدرك أن الجماعة ربت «مقاتلين».
مع تدريبات غزة، والطرف الثالث، يقفز اسم (خليل أسامة العقيد)، حارس خيرت الشاطر. تحرك، خارجياً، تحت غطاء اتحاد الأطباء العرب، بقيادة عبد المنعم أبو الفتوح. أول يناير 2003، تقدم محمود على عبدالحميد، بالمعاش، ببلاغ لنيابة عابدين، يتهم فيه حارس الشاطر بقتل متظاهرى محمد محمود، ضمن مجموعة اعتلت سطح الجامعة الأمريكية، وعندما حاول مع آخرين ضبطهم، هددهم بطبنجة، إلا أنهم أمسكوا به فى اليوم التالى، وسلموه للشرطة.
هل كان أخوان (العقيد) هم قناصة يوم الجمل؟ هل هم الطرف الثالث، الذى اختفى مع خطف مرسى للرئاسة، حتى عاد، سافرا، فى مذبحة الاتحادية وغيرها؟
الآن كثيرون يجيبون: غالباً، لكن ننتظر تقديم الأجهزة الأمنية أدلتها ليُحسم الاتهام.