من القيم التي يعرضها القرأن ، والتي يبين بها أنفراد الدين الأسلامي ووحدانيته لدى الله كدين ، هي النصوص التالية : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ / 19 أل عمرن ) ، والقرأن بهذا يبين أن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله من عباده ولا يقبل منهم سواه ، إذ ما عداه من الدين باطل وضلال ، وقوله أيضا وبنفس الصدد ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ / 85 آل عمران ) ، وقد جاء في تفسير ماسبق ، نقل بتصرف من موقع / مركز الفتوى ، ما يلي : (( فإن ترك دين الإسلام واعتناق المسيحية ردة يستحق فاعلها القتل بعد أن يستتاب ، فإن تاب ورجع إلى دينه الحنيف سقط عنه الحد ، ودليل قتل المرتد قول النبي : ” من بدل دينه فاقتلوه ” / رواه البخاري و أحمد ، وليعلم السائل أن الإسلام نسخ جميع الرسالات السابقة وأبطل العمل بأحكامها ، وغير ذلك من الآيات التي تدل على أن الله لا يقبل غير هذا الدين من أحد مهما كان ، وأن الله دعا أهل الكتاب إلى ذلك ، فأهل الكتاب مأمورون بترك دينهم واعتناق دين الإسلام ، ومن لم يفعل ذلك منهم فهو من أهل النار ، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن الرسول أنه قال : ” والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” )) . وهذا يذكرنا بمقولة ” إنّ الإسلام في أزمة اليوم “ ، التي أطلقها محمد مجتهد شبستري ، أستاذ الفلسفة في كلية أصول الدين في جامعة طهران –
أيران ، ويضيف : ” إن دينًا لا يستطيعُ أنْ يعرض قِيَمَه بصورة سليمة هو دين يعيش في أزمة “ ، وبالرغم من تعجبي عن أي ( عرض قيم ) يتكلم عنها ” شبستري ” ، قيم .. القتل والسبي وجهاد النكاح وقطع الرقاب والأيدي .. ، ولكن ذكره وجود أزمة ، جملة يستحق التوقف عندها . أن القرأن أختصر أجمالي الرسالات والرسل به ، وبه فقط ، والقرأن بهذا وضع قالبا واحدا في الأسلام كفكر ، وهو أن الأسلام دين الله ، ولا يقبل غيره ، والرسول خاتما للرسل ، ويجب أتباعه ، والقرأن ككتاب و دستور ألغى ما قبله من رسالات ، وهذا يوقعنا في مأزق فكري وعقائدي ، وحتى مأزق أجتماعي وأنساني ، وأرى أن كل التطرف والتزمت والتكفير وألغاء الأخر ، ينبع من عرض هذه القيم ، لأن القرأن صور للمسلمين ، أن الأسلام كدين فوق كل الأديان والمعتقدات ، والرسول أعظم الخلق ، ومن أنحرف عن الأيمان به ، مصيره النار ، وأن كل الرسالات الدينية التي سبقت القرأن : الزبور – داؤود ، وكنزاربا – يوحنا المعمذان ، التوراة – موسى ، الأنجيل – المسيح .. ، كلها نسخت وألغيت ! . وحل محلها الأسلام كدين ومحمد كرسول والقرأن ككتاب ، أذن نحن أمام أيقونة واحدة منفردة ، ومن هنا تنبع الأزمة ! وهذا الوضع يستوجب تحرير العقل من الأصل ، الأصل الديني المتحجر ، وهذه هي أزمة الأزمات ، كما أنه ليس من المنطق تغيير أصل بأصل أخر .. لأن النتيجة ستكون نفسها ، أي تقييد أخر للفكر ، أننا بحاجة الى تفكير منطقي عقلاني يبعدنا عن الماضوية ، التي تقدس النص دون وعي ، فالأنفتاح على الثقافات والعقائد والمذاهب الأخرى ، ينور الجمود الذي أصاب الأسلام طيلة 14 قرنا الماضية ، والتي جعلته مصدرا لكل الأزمات الفكرية و العقائدية دينيا ! بل أصبح رحما ولادا للأزمات ! .