تركيا ( دولة إسلامية أخوانية ) ؟؟؟ .. أم دولة مسلمة الهوية الثقافية المدنية ، ديموقراطية عالمية حديثة !!! ؟؟؟ من سوء حظ (أردوغان) ان يهبط من مستوى قائد مشروع إسلامي مدني دولي ديموقراطي …إلى مستوى (داعية اخواني!!! )
كنا نتفهم بعض الاستعراضات ( الشعبوية الإسلاموية لأردوغان على أن لها شرعيتها (التحشيدية التعبوية) عربيا وإسلاميا، منذ حادثة (مرمرة ) التركية، التي انتهت بفاجعة فقدان حوالي عشرة من الأتراك والعرب والمسلمين المتضامنين مع فلسطين وغزة في عرض البحر ..!!
ومن ثم جاءت حادثة ( تصادم أردوغان مع بيريز) ممثل الكهنوت الصهيوني لتاريخ الدولة الإسرائيلية عبر تاريخ قيامها، ومن ثم انسحاب اردوغان ، من الحوار على مرأى من الفضائيات العالمية إعلاميا لتضعنا امام تساؤل ، هل أردوغان رئيس حكومة دولة إسلامية كبرى امام العالم، أم ممثل حزب سياسي إسلامي يريد كسب جماهير المؤمنين عربا وأتراكا ّلكسب الشعبية ؟؟ !!! …
لكن مع ذلك ..تفهمنا حينها بإيجابية بل وتعاطف ( وجداني)، مواقف حكومة أردوغان، مادام يرشح بلده تركيا لتمثل قيادة ( مستقبلية حديثة ) للعالم الإسلامي! وهي تستحق ذلك على أرض الواقع (تنمية واقتصادا وديموقراطية سياسية مدنية شعبية)، في مواجهة قطب الديماغوجيا التضليلية الطائفية (القروسطية –الثيوقراطية الإيرانية ) في العالم الإسلامي بل والعربي..
ولهذا قلنا لأنفسنا : لا بأس في قليل من (الشعبوية التحشيدية التي يقوم بها أردوغان عربيا وإسلاميا) ، في سبيل قدر ولو قليل من الديموقراطية والحداثة للعالم العربي والإسلامي التي يحق لتركيا ان تكون رائدتها ليس شعاريا وتضليلا أيديولوجيا على الطريق الإيرانية (طائفيا )، أو الطريقة ( القوموية البعثية و الأسدية ) الملتحقة بإيران ..بل بعقلانية مدنية حداثية تركية …!!
كان هناك الكثير من المواقف (الأردوغانية ) ،التي ننقده عليها نحو الديموقراطيات الداخلية في تركيا كموضوع التضييق على الانترنت مثلا ! لكن مع ذلك كنا نتفهم هذا الأمر في سياق الصراع الداخلي في تركيا …!!!
لكن المفاجأة بالنسبة لنا، كانت بهذا الهجوم الساحق سياسيا على مصر، من قبل أردوغان، وكأنه رئيس فصيل أخواني وليس رئيس حكومة تركيا …أي لو كان (اخوانيا درويشا)، كان يمكن أن يفهم صراعه مع نظامه، لكن أن تضع تركيا كل ثقلها المراهن عليه فكريا وسياسيا وحضاريا على المستوى العربي والإسلامي ..نقول: إن وضع تركيا ثقلها الكبير عربيا وإسلاميا وتركيا ودوليا في خوض معركة (حزبية اخوانية فصائلية داخلية ) مع مصر!!!؟؟
فهذا ما كان يفاجئنا ويحزننا ويخيبنا حقيقة بالمشروع الذي كنا نراهن عليه حول تركيا التي يمكن أن تؤسس لنموذج االديموقراطية الإسلامية )، كمعادل وموازي كوني وعالمي ( الديموقراطية المسيحية ) وفق المتعارف عليه عالميا بعالم المجتمعات الدولية الحديث …فتتعامل كدولة مع دول ، فتؤسس لتحالفاتها ليس على أساس (ايديولوجي حزبي ) ،بل على أساس المصالح الاستراتيجية العليا الدولية ( الوطنية والقومية ) وليس السياسية والفكرية …حيث عندما ظهرت النوايا الاستعمارية التوسعية (القروسطية ) لإيران، سارعنا كديموقراطيين سوريين لنوقف تناقضنا وصراعنا مع ( مصر- مبارك)… فتعاملنا مع مصر بوصفها الدولة العربية الشقيقة الأكبر، بغض النظر عن أنظمتها (يمينية كانت أم يسارية …علمانية كانت أم إسلامية ..)
ولم ننخدع وننساق –كأفراد- بالانحيازات السياسية وراء الصراعات الايديولوجية والسياسية في داخل مصر ، كما ينخدع اليوم ، رئيس الوزراء التركي ( أردوغان) الذي طالما راهنا ان يكون الزعيم التاريخي الثاني لتركيا، التي يؤسس لها كدولة ( مدنية ديموقراطية –إسلامية حداثية ) ،بعد المؤسس الأول لها (أتاتورك) كدولة علماينة متصالحة مع العصر والعالم الحديث وقيمه المدنية الدستورية الكونية …
كنا نطمح لأن تكون تركيا (قطبا ثلاثيا مع مصر والسعودية ) قيدايا في العالم العربي ولإسلامي، في مواجهة القطب الطائفي الإيراني – الأسدي العميل الطائفي لإيران –الحزب اللاتي الإيراني – المالكي (الأقلوي المستقوي بالأجنبي)، هذا ما كنا ننتظره من تركيا أردوغان، وليس بالبحث عن حلفاء (صغار كقطر ) لاستتباعهم والحاقهم بهامشها كدول صغيرة (قطر)، تابعة للاستخدام الإعلامي ، بوصفها دولة تقوم على قناتها الفضائية ( الجزيرة – اللهلوبة)، على حد تسمية الأخوان المصريين لها دون خوفهم منها كقناة ( دولة عظمى) ..
بينما هناك الكثيرون من الأصدقاء السوريين الذين يعاتبونا أن لا نخسر موقف قطر نحو الثورة السورية ….التي نستها ونست شهداءها ودمارها، منذ انخراطها في المعركة السياسية في مصر …ومن ثم تكليفها منذ أسبوعين حتى اليوم بالملف (الإسرائيلي) الاستيطاني في غزة، بدلا من الملف الأسدي الاستيطاني في سوريا …