عبد الرزاق عيد : الحوار المتمدن
أخي السوري العزيز …تحية طيبة، فوجئت برجل أكاديمي وفي جامعات بريطانية محترمة مثلك يأخذ موقفا أخلاقيا وإيديولوجيا معاديا من تيار معرفي فكريي عالمي كالعلمانية!!! فكيف إذا كان الأمر يتعلق بموقف من أقلية دينية أو مذهبية !!!
حيث تضع العلمانية بمرتبة (عدم الشرف)، بينما العلمانية تشكل الخلفية الفكرية والمعرفية لنصف العالم، وهو النصف المتقدم (الحداثي )، والذي لا أظن أن الالتزام بالشرف في منظورنا الشرقي الجنسي يتفوق على معنى الشرف الإنساني في مجتمع كالذي تعيش فيه أنت في ( بريطانيا )، وذلك من حيث (الصدق والأمانة وعدم الرياء واحترام فكر وعقل ورأي الآخر وحريات وكرامة وحقوق الإنسان …وذلك حتى ولو كانت في حدود تعاملهم مع شعوبهم ..!!)
هذا رغم شدة غضبي على المجتمعات الغربية في عدم وقوفها الموقف المنتظر منها نحو قضية شعبنا السوري في معركته من أجل الحرية …
إن ردة فعلك أخي السوري على العلمانية بوصفها مرادفا (لقلة الشرف ) وأنت من النخبة السياسية العلمية السورية، ومن ثم التعبير بهذه الطريقة العنيفة العدائية، لا يمكن أن يفهمها المجتمع الغربي والبريطاني إلا أنها (سلفية ظلامية مقيتة مفعمة بثقافة الكراهية) لا تخدم قضية شعبك الوطنية في الحرية والكرامة، وذلك لانها تعزز وتؤكد مزاعم وادعاء (علمانية ) نظام عصابات طائفي تشبيحي همجي قاتل كنظام العصابات الأسدي الإجرامي، في أنه يخوض حربا ضد الإرهاب الأصولي، هل يعقل وأنت وطني تريد الحرية لسوريا كمجتمع للمواطنة والحقوق أن تشتم الفكر السياسي (العلماني) الذي يشكل المرجعية الفكرية والثقافية للمجتمعات الأرقى كونيا، والأكثر تقدما علميا وتكنولوجيا وحقوقيا وسياسيا والتي تتطلع كل شعوبنا لفك ارتباطهامع النظام الفاشي الأسدي، ومن ثم الوقوف إلى جانب شعبنا انسجاما مع مبادئ الغرب الداعية لحقوق إنسان وسيادة الشعوب في الحرية والكرامة كما كان يحرجها غاندي، وكما كان يحرجها المفكر والسياسي البوسني الإسلامي الليبرالي الراحل محمد عزت بيغوفيتش وهو يدعوها إلى احترام مبادئها ..
إن رأيك هذا وأمثاله سيزيد من بلبلة الموقف الغربي، ويعزز موقف التيارات الأوربية المعادية لإرادة شعبنا بالحرية، والمؤيد لمواقف نظام عصابات الإجرام الأسدي بوصفها أنظمة مدنية ،حداثية، علمانية، -وهي مدعاة كاذبة- وبوصفها هي أقرب إلى الديموقراطية من أعدائها الذي يتهمون العلمانية العالمية (الأوربية والأمريكة ) بـ|(عدمية الشرف ) ..
مع التحية المفعمة بالحزن والأسف أخي الوطني السوري : (المسلم أوالمسيحي أو من أي مذهب ديني كنت ) متدينا ملتزما، ممارسا للطقوس كنت، أم علمانيا حياديا غير ممارس لأية طقوس دينية كانت ….لكنا لا نتوجه في خطابنا هذا إلى ( عدماء الضمير والشرف)، إن كانوا متدينين أم علمانيين …