طلال عبدالله الخوري
مثل كل المتدينين تناقل اليساريون مقالة المتدين اليساري عصام عبدالله بعنوان: كيف تلعب الأحداث بالكلمات, ولقد طرب اليساريون لهذه المقالة وتناقلوها في ندواتهم وفيسبوكاتهم ومجوعاتهم وكأنها أيات من الذكر الحكيم اليساري.
ملخص مقالة عصام عبدالله : كيف تلعب الاحداث بالكلمات: تنحصر بالمقطع التالي ونقتبس
أن الأمريكان (ورثة بريطانيا العظمي) في الشرق الأوسط: في البداية ينشئوهم (الإخوان المسلمين – حماس والقاعدة) ثم يمولوهم ثم يدعموهم للوصول للحكم ثم يتركوهم يمارسون عنصريتهم وتطرفهم ثم يتهموهم بإضطهاد الأقليات ثم يجدون المبرر القوي لغزو بلادنا حماية للأقليات والشعوب (بالقانون) وليس خارج القانون.. كما يحذر “بوتين”! انتهى الإقتباس.
هذا يعني بأن أخر نظريات المؤامرة اليسارية التي اتحفنا بها اليساري عصام عبدالله , هو أن الأميركان ( وهم ورثة بريطانيا العظمى) قد ورثوا من بريطانيا جماعة الاخوان المسلمين, حيث ان ادبيات اليسار تقول بأن بريطانيا هي التي انشأت جماعة الإخوان المسلمين ( مع ان كل الأبحاث والدلائل التاريخية بينت بأن جماعة الأخوان المسلمين هي صناعة وتمويل سعودي, وذلك لوقف المد الناصري والقومي الذي هز عروش الممالك النفطية), وهم انشؤا حماس والقاعدة, ثم قاموا بتمويلهم ثم دعموهم للوصول للحكم ثم يتركوهم لكي يضطهدوا الأقليات, لكي يجدوا المبرر لغزو بلادنا قانوناً بدعوى حماية الأقليات من الاضطهاد؟؟
اي حسب فهم اليساري عصام عبدالله (وهو فهيم جداً) بأن بريطانيا انشأت الاخوان المسلمين، ولم يقل لنا ماذا استفادت بريطانيا من انشاء الاخوان المسلمين؟؟ وبعد ذلك ورثتها لاميركا، التي انشأت حماس والقاعدة ، والان تتركتهم لكي يضطهدوا الناس فتقوم باحتلال بلادنا بذريعة حماية الأقليات؟
لم يقل لنا الفهيم اليساري عصام عبدالله ما هي الفائدة التي تجنيها اميركا من غزو بلادنا؟
اذا قال من اجل المواد الأولية! فكل المواد الأولية موجودة بالأسواق العالمية وبلادنا بحاجة لاميركا لكي تشتري موادنا الأولية اكثر من حاجة اميركا لبلداننا لكي تبيعها موادها الأولية.
وهل تقوم اميركا بحرب ستكون كلفتها باهظة جداً على الأميركيين بالأرواح والممتلكات لكي تكسب مواد اولية قيمتها اقل بكثير من كلفة الحرب؟
من المعروف بأن الاحتلال العسكري لاي بلد هو غير مجدي اقتصاديا, وسيخسر البلد الذي قام بالاحتلال اقتصاديا اكثر من البلد الذي تم احتلاله بآلاف المرات؟ لذلك نحن نطلب من اليساري عصام عبدالله ان يقول لنا ما هي الجدوى الاقتصادية لاحتلال بلادنا؟
ما هي الجدوى الإقتصادية من احتلال العراق وافغانستان والخروج منها؟
فعلاً مثل هذه الطريقة بالتفكير لا يستطيع تجميعها الا دماغ اليساري.
قال وزير الدفاع الاميركي, في الكونغرس الاميركي, ان اي رئيس للولايات المتحدة الأميريكة سيرسل الجنود الأميركيين للخارج مثلما حدث في العراق وأفغانستان, يجب فحص قدراته العقلية.
ما يقصده الوزير الأميركي بأنك عندما تدخل حرب, فإن كل منافسيك وأعدائك سيدخلون الحرب ضدك بطريقة غير مباشرة, وسيغرقوك بمستنقعها, وستكون كلفتها باهظة عليك بالممتلكات والارواح لذلك يجب عدم الدخول بحروب مباشرة على الإطلاق!
أي ليس لاميركا او أي بلد بالعالم أي مصلحة من احتلال اي بلد بالعالم، فعهد الاستعمار القديم قد ولى، والان العالم عبارة عن مجتمع مفتوح يتنافس من خلال الاقتصاد التنافسي الحر, ومن يثبت جدارته يستطيع ان يرفه شعبه وليس هناك حاجة لاحتلال البلدان.
ان أخطر ما توصل اليه اليساري عبدالله هو ان في الشرق الاوسط تعاد صياغة موازين القوى بالعالم, حيث يقول ونقتبس:
”ما لم يذكره “بوتين” ولا “كيسنجر” هو أن حركة الأحداث في الشرق الأوسط تعيد صياغة موازين القوي في العالم بالمثل. أن هذا ما يخشاه الأمريكيون كما يخشاه الروس والصينيون بالمثل، وهو ما يفسر حالة الفوضى العالمية وعدم اليقين الدولي التي زادت في العامين الأخيرين 2011 – 2012 إلى حد الإنذار بفوضى عارمة. القوي العظمي تخشي الفوضى بينما تراهن القوي الإقليمية على هذه الفوضى لإرباك الأقوياء على أمل تحقيق مكاسب من التغييرات التي تموج بها المنطقة” انتهى الاقتباس.
ونحن نسأل اليساري عبدالله ما هو وزن الشرق الاوسط لكي تعاد صياغة موازين القوى به؟
ما هي قوة روسيا الان اذا كان يحكمها ديكتاتور من وزن صدام حسين والقذافي والاسد؟
ما هي قوة اقتصاد روسيا؟
ما هي قوة اقتصاد الصين؟
اين هي الفوضى وعدم اليقين، وكل شئ مدروس علميا في معاهد الابحاث العلمية.
كيف يمكن للصين او روسيا ان يغيروا موازين القوى, باقتصادياتهم الضعيفة اذا كان الصينيون والروس يستثمرون ثرواتهم بالغرب ويتسابقون للهجرة الى اميركا؟
هذا غيض من فيض من هراءات اليساري عبدالله، والذي يجد بمقاله جملة مفيدة واحدة ليأتينا بها لننافشها.