القامشلي… اليوم الثلاثاء 24 نيسان 2018 تحت شعار” نتذكر و نطالب” أحيت (الكنيسة الارمنية) في القامشلي السورية، الذكرى الثالثة بعد المئة، لـ”الإبادة الارمنية” على يد “دولة الخلافة الاسلامية العثمانية” عام 1915. بمشاركة الفوج الكشفي الارمني وجمهور غفير من الارمن ورجال الدين الارمن يتقدمهم المطران. عزف الكشافة معزوفة الشهيد والنشيد الارمني. كما اقيمت الصلاة وفرعت التراتيل الدينية على ارواح الشهداء، ضحايا الابادة الارمنية. اختتمت الفعالية بوضع اكليل من الورد على النصب التذكاري لشهداء الارمن المقام في بهو مطرانية الارمن ومن ثم إيقاد شعلة الشهداء بجانب النصب التذكاري. كان لي شرف مشاركة الأشقاء الارمن هذه المناسبة وتصوير جانب من الفعاليات. إنها مناسبة واحدة للشعبين الأرمني والشعب الآشوري(سرياني/كلداني)، حيث امتزج الدم الارمني بالدم الآشوري على ارضهم التاريخية(ارمينيا – بلاد ما بين النهرين). الابادة الجماعية المحفورة في الذاكرة التاريخية للشعبين الآشوري والارمني. المجرم المسلم وهو يرتكب ابشع الجرائم ضد الانسانية، من قتل وذبح وحرق وتغريق الأحياء، بوحشية قل نظيرها، لم يميز بين الارمني والآشوري(سرياني/كلداني) فجميعهم بالنسبة له” مسيحيون كفرة، يجب إبادتهم ، محلل للمسلم قتلهم وسبي نسائهم وبناتهم والسطو على كل ممتلكاتهم”. لكن للأسف، البطريرك السرياني(افرام كريم)، القائم حالياً على راس (الكنيسة
السريانية الارثوذكسية الانطاكية) في العالم ومقره العاصمة السورية(دمشق)، بخطوة أقل ما يقال عنها “غبية و مشبوهة، غير بريئة ” اقدم على التفريق ليس بين الدم الارمني والدم السرياني(الآشوري) فحسب وإنما للتفريق بين دم الشعب الآشوري (السرياني – الكلداني) الواحد. ذلك باعتماده يوم 15 حزيران من كل عام ، يوماً لأحياء الابادة السريانية “سيفو” بدلاً من يوم 24 نيسان. البطريرك افرام، المعادي للفكر القومي الآشوري، اراد بقراره المشؤوم والمشبوه ، ابعاد الكنيسة السريانية عن الأحزاب والمنظمات والحركات القومية (السريانية الآشورية)، وحصر قضية الابادة السريانية بالكنيسة وجعلها مناسبة دينية بإفراغها من بعدها القومي والسياسي. لهذا، في الوقت الذي كان صدى ( الموسيقى والاناشيد والتراتيل ودقات اجراس الكنائس الارمنية) يخترق سماء القامشلي، احياءً لذكرى الابادة ، كانت الكنائس السريانية منها (كنيسة العذراء) الملاصقة للكنيسة الارمنية، غارقة في صمتها القاتل المهين و المخزي،(صمت القبور). تحية إجلال وإكرام لشهداء وضحايا الابادة (الارمنية – الآشورية).
سليمان يوسف