( ردًّا على مقال لأحمد حازم )
زهير دعيم
فكّرت كثيرًا وترددت … هل اردّ وهل يستحقّ هذا الحازم الردّ؟
فقد نشر المدعو أحمد حازم مقالًا في عدة مواقع الكترونيّة مقالًا بائسًا بعنوان :
هل يفعلها الرئيس الفرنسيّ ماكرون ويعتنق الاسلام ؟!! كما فعلها نابليون بونابرت ؟
فقّعتني من الضحك هذا الحازم !
وكلّ ما في الامر أن الرئيس الفرنسي المتنّور الشّاب ماكرون ، والذي ينادي بالمحبّة ؛ محبّة كل البشر كما يدعوه لها سيّد الأكوان السيّد المسيح ، هذا الرئيس نادى ودعا الى احترام كلّ الأقليّات في فرنسا ولم يبعد كثيرًا فالعدالة والتسامح والمحبة انبثقت كلّها من الثورة الفرنسيّة والتي استمدت روحها من الموعظة على الجبل ( أنصحك اخي حازم ان تقرأها ) خاصّة وهو يرى الدماء تسيل دون هوادة في الشرق باسم الله !!! حتّى أنّها خرّبت البلدان وهدّمت العمران وقتّلت الانسان ولم يسلم منها السمك والحيتان، فأراد ان يقي شعبه وخاصّة الاقليات منهم وهج هذا الاسلوب العنيف والقريب من الجاهلية والهمجيّة ، إنّه يريد نهجًا صحيًّا ، سليمًا كما كلّ الساسة في اوروبا الذين يستضيفون المهجّرين من منطلق الانسانيّة في حين تلفظهم وتطردهم بلاد العربان والخليج وشيوخ القبائل..
لقد آمن معظم الساسة الغربيين بِ: أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم ،فكيف لا يهبّوا الى مدّ يد العون لاخوان لهم ولنا في البشرية – المسلمون_
اتق الله يا احمد حازم ودعك من زرع الاوهام في النفوس وتلوين الكوابيس في العقول فلا ينقصنا في الشرق!
ثم من اين لك أن نابليون بونابرت قد أعلن اسلامه ؟
ان القاء الكلام على عواهنه لهو شرّ مستطير وتضليل وزيف وكذب يأباه التاريخ ويمقته الضمير الانسانيّ وتتقياه البشرية المتنوّرة .
من هنا ومن هذا التضليل وحتى منطق المنطق واحترام الغير والاقليّات مسافة ما بين الثرى والثُّريّا ، فهل كلّ من نادى بمحبة المسلمين اضحى مسلمًا ؟ وهل اذا نادى زعيم ما بمحبة البوذيين اضحى بوذيًّا؟
هل تفكيرك ايّها الألمعي كلّه ينصبّ في هذا المنحى المسمّى المعتقد؟!
دعك .. اكتب شيئًا يفيد ؛ شيئًا يمكن لعقل سليم ان يهضمه ويقبله.. انت تكتب دون أدّلة.. تخربش ، تُموّه ، تُضلّل .أقرأ معي ما كتبه نابليون بونابرت في أواخر أيامه … أقول في أواخر أيامه وهو منفيّ في جزيرة سانت هيلانة :
ماذا قال نابليون بونابرت عن الرب يسوع ؟”
قال نابليون بونابرت: “عرفت رجالاً كثيرين.. أناسًا من كل نوع وشكل.. لكننى أقول لكم.. يسوع المسيح لم يكن إنسانًا عاديًا”.
ما الذى يدعو رجلاً مثل نابليون الذى غزا العالم واستولى على معظم البلاد.. الذى هزم الملوك والرؤساء.. الذى أسقط الممالك والامبراطوريات.. ما الذى يدعو نابليون لأن يقوم بذلك؟
في منفاه.. بعيدًا عن العالم الذى تربّع على قمته بعد هزيمته في وترلو وطرده إلى جزيرة سانت هيلانه النائية. جلس وحده وقد تخلّى عنه الجميع يتأمل ويفكر في حياته الماضية وموته الوشيك.. وكتب إلى صديقه الجنرال برتراند وكان لا يؤمن بلاهوت المسيح – يقول:
“كل ما يتصل بالمسيح يدهشني.. روحه ترهبني.. إرادته تذهلني.. هو كائن بذاته.. متفرّد نادر وحيد ليس له مثيل.. فكر المسيح.. الحق الذى ينادى به.. قدرته على الاقناع.. كل ذلك لا يمكن أن يصدر من بشر عادى مثلنا، ولا من طبيعة مخلوقة كطبيعتنا.
ويضيف نابليون بونابرت قائلاً:
“الاسكندر الأكبر.. قيصر العظيم.. شرلمان القوى وأنا.. أقمنا الامبراطوريات اقمناها بقدرة وعبقرية وأسسناها على القوة والبطش والسلاح.. أما المسيح فقد أقام امبراطوريته وأسسها على الحب.. وحتى الآن وبعد هذه السنوات الطوال ما يزال الرجال مستعدون للموت لأجله”.
وأخيرًا كم ارجو ان يزيل احمد حازم هذه المقالة البائسة من مواقعنا …