مصطفى راشد
عبر موقعنا على الإنترنت يصلنى مئات الأسئلة تسالنى عن أحاديث نبوية وأحياناً يكون السائل غير مقتنع بفحواها لمعارضتها المنطق أو العلم وأحياناً لتعارضها مع نصوص القرآن القاطعة ذلك لان تراثنا من الأحاديث حوالى 600000 ستمائة ألف حديث وهو أكبر تراث دينى بين جميع الآديان ومالا يعرفه الكثير من الناس وحتى الكثير من المشايخ أن هذه الكمية من الأحاديث أحيانا تكون منقطعة السند أو منتفية المصدر إلا القليل وهو مايساوى تقريبا 2000 ألفى حديث فقط نستطيع نسبتهم لسيدنا النبى – لذا سنعرض فى فتاوى متتالية أعداد من الأحاديث المشهورة التى يظنها الناس والكثير من المشايخ أنها من صُلب العقيدة والشرع رغم أنها قد تكون منقطعة السند أو منتفية المصدر أوتخالف صراحةً القرآن أو المنطق والعلم والضمير الإنسانى وسنعرض كل مرة عشرة أحاديث من تلك الأحاديث المزورة على سيدنا النبى ص – لتصحيح صورة شرعنا الحنيف التى أساء إليها الجهلاء سواء بقصد أو بدون قصد فكلاهما لا يعفى صاحبه من أنه يكذب على الله ورسوله ومن الأحاديث العشرة المزورة التى نذكرها اليوم هى :-
1 : – رواه أبو داوود (4104) عن الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ خَالِد بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا ) – وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ –
2 :- روى أبو داود (495) وأحمد (6650) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) .
3 :- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ ؛ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً وَالْأُخْرَى شِفَاءً ) رواه البخاري (3320) .
4 : – عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
( لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ . قَالَ : لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ : لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً )
رواه البخاري (4425)، ورواه النسائي في ” السنن ” (8/227) وبوب عليه النسائي بقوله : “النهي عن استعمال النساء في الحكم “
5 : – حديث «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل» رواه البخارى ومسلم
6 : – وروى البخاري (6878) ومسلم (1676) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم -يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله- إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)).
7 : – روا البخاري في باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم برقم (6922): حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: أُتي على رضي الله عنه بزنادقة، فأحرقهم؛ فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تعذبوا بعذاب الله))، ولقتلتهم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بدَّل دينه فاقتلوه)).
8 :- روى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الصيام جنّة وحصن حصين من النار.
9 : – روى الإمام البخاري من حديث سَهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في الجنّة ثمانية أبواب ، فيها باب يُسمى الريّان ، لا يدخلهُ إلا الصائمون و زاد عليه النسائي رحمه الله : فإذا دخل آخرهم أُغلق ، من دخل فيه شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً.
10 :- روى الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان.
هذه الأحاديث السابقة مزورة على سيدنا النبى ص ونحن على إستعداد لمناظرة أى احد فى سند ومصادر هذه الأحاديث المكذوبة — وإلى لقاء أخر مع عشرة أحاديث أخرى مزورة من أجل تنقية وتصحيح الخطاب الدينى ووقف الإرهاب الذى يستند إلى الأحاديث المزورة .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى مصرى مفتى استراليا ونيوزيلاندا ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام وعضو الإتحاد الدولى للمحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان