أجهزة المخابرات هي التي تقود سياسات دول العالم

Abdulrazakeidأجهزة المخابرات هي التي تقود سياسات دول العالم وليس مؤسساته السياسية الحاكمة أو المعارضة !!!!! النموذج السعودي الحاكم … والنموذج الأسدي (المعارض) !!

كنا من قبل نتساءل عن مدى عقلانية السياسات الدولية في انتاج التوازن بين المصالح القومية للدول والمثل العليا الإنسانية للعالم الغربي الديموقراطي الذي يعلن دائما تبنيه لها، فأتتنا ثورتنا السورية بالأمثلة الفاضحة والمخجلة عن هذه الازدواجية في الممارسات السياسية بين المصالح الدنيئة والمثل العليا في العالم الغربي الأوربي والأمريكي …مما يتطلب البحوث والدراسات للكشف عن مدى بيرغماتيته المخجلة على مدى زمن إعلانه للنظام العالمي الجديد بعد سقوط حلف وارسو …
.
لكن هذه الازدواجية تبلغ حد الصفاقة في درجة الممارسة البديهية لها، في صناعة سياسات الدول في بلداننا العربية والشرق الأوسطية، تبلغ حد التخريب الممنهج للمصالح الوطنية والقومية للدول والشعوب للاعلاء من شأن الحاكم ولو كان أبلها كنموذج القذافي، حيث يتم ذلك بكل بجاحة ووقاحة دون خجل أو حياء ..!!!

نبدأ بالمثال العربي السعودي الأهم عربيا ، حيث الشعوب العربية نظرت بعين التفاؤل والأمل لزيارة الملك السعودي لتركيا ، وأهمية هذه الزيارة في ترميم تداعي الجبهة العربية والإسلامية وضعفها وهزالها بل وغيابها أمام الهجوم السياسي والعسكري الإيراني الذي لا يخفي عنجهيته وغطرسته بإلحاق الهزيمة بالعرب وسيطرته على أربع دول عربية، ,تهديده باكتساح الخلييج، بل واكتساح الرمزية الاسلامية المتمثلة بمكة والمدينة …فإذا بنا نسمع اليوم محلل سياسي سعودي يدعى (الشمري) في برنامج (بانوراما)على قناة العربية (السعودية )، يقول أن تركيا اليوم بزيارة العاهل السعودي لها ( تعلن مبايعتها للسعودية ولقيادة السعودية !!!؟؟) ..

نحن نشك أن يكون في السعودية ثمة أحمق أو جهة سياسية خرقاء تبلغ حد هذه التفاهة والغباء ان تتحدث عن (تركيا) وكأنها (الصومال) التي نشك انها تعلن مبايعتها للسعودية حتى ولو بايعتها !!! …
.
الأمر لا يحتاج إلى ذكاء لنتحدث عن اختراق تخريبي (مخابراتي داخلي سعودي) ستيح المجال لاختراق خارجي إيراني، يهدف إلى تخريب سيرورة علاقة التقارب هذه بين السعودية وتركيا كأكبر دولتين اسلاميتين، لا تسمح موازين القوى بينهما أن يتحدث أحد الأطراف على أنه يبايبع الطرف الآخر على الاقرار بتبعيته لقيادته ….سوى أن يكون في الأمر ثمة دسائس مخابراتية ( داخلية وخارجية ) متلازمة تم تنفيذها عن حسن نية أو عن سوئها ، لكن شدة غبائها توميء إلى سوء النية أكثر من حسنها …!!!

اللعبة المخابرلتية الثانية كانت من المخابرات الأسدية التي تعودنا على خبرتها الثقافية الباطنية المذهبية في ادارتها واجادتها الوحيدة لهذا المجال المخابراتي، إذ أنهم قدموا في ذات برنامج (بانوراما ) على العربية ، ممثلا للمعارضة ( جورج صبرة ) تحدث عن كل المعوقات التي تقف أمام التفاهم والاتفاق مع النظام الأسدي:(عدم الالتزام بالهدنة – عدم الافراج عن المعتقلين السياسيين …الخ ) إلا موضوع ( المرحلة الانتقالية وجوهرها عدم وجود الأسد أو الأسدية الملوثة يدها بالدماء )، حتى اضطرت مديرة برنامج (بانوراما ) أن تذكره بالموضوع الأساسي (عدم مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية )، على أنه يفترض أن يكون الموضوع الوحيد المطروح على جدول الأعمال غدا في جنيف …!!!

هذا الرجل المتحدث باسم المعارضة اليوم (صبرة )، حدثنا القراء منذ سنوات عن أنه كان يقود انشقاقا في حزبه بدعم المخابرات الأسدية، عمادها أطروحة أن النظام الأسدي وطني وممانع ويجب التحالف معه ودعمه وعدم عزله دوليا، وقد نجح في السيطرة على حزبه، وأخضع معلمه وقائده التاريخي (رياض الترك ) لبرنامجه المخابراتي منذ سنوات في التوافق على عدم عزل النظام ودعوة الغرب الأوربي لمساعدته وفك عزلته، تحت عنوان برنامج (وطنية وممانعة وصمود النظام الأسدي، وأن حزب الله هو حزب مقاوم ) ….

وعلى كل حال لن نتظر طويلا لتقديم البراهين على صحة وجهة نظرنا ليس حول (صبرة ) فحسب ، با إن جميع المشاركين في مؤتمر جنيف منذ البداية وحتى اليوم وليس هناك جديد سوى موافقة جميع المعارضين، إلا بعض الممسكين على الجمر من خارج الأحزاب المعروفين من الذين يراد طردهم وإلا القبول بشرط بقاء ابن الأسد !!!، حيث تم إعدادهم منذ سنوات على قبولهم كمعارضين (مخابراتيا دوليا وعربيا ومحليا ) تحت شرط ( لا غالب ولا مغلوب )، وترجمته وقبول المشاركة في حكومة في ظل حكم الأسد,….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.