في عيد الحب وفي هذه المرحلة المصيرية التي تجتازينها؛ اهديكِ يا مصر بلدي الجميل، اجمل الزهور وأرق المشاعر الصادقة، اهديكِ حبي، فأنتِ حبيبة القلب، والروح ؛ اتألم لألمك وأبكي لجرحك، خاصة تلك الجروح التي تأتي من الأبناء والأحباء فهي أقسى وأدمى انواع الجروح، لا تحزني يامصر فالأم قد تتعرض للأذى من بعض ابنائها، الذين أعمتهم السلطة فتآمروا عليها، فيكون أثر الصدمة اشد من الم الجرح وإزهاق الروح ، ولكن ثقي يا حبيبة القلب ان لكِ ابناء اوفياء، يعشقون ترابك ويتنفسون هوائك، فتنتعش قلوبهم بالحياة، يمشون في شوارعك، ينطقون بأجمل مشاعر الحب على ضفاف نيلك، فيعزفون بقصص حبهم اروع السيمفونيات، وتحكي أشعارهم ملحمة عشقك. لكِ ابناء يبذلون دماءهم وأرواحهم رخيصة من أجلك محتسبين أن ذلك واجب لا يستحقون عليه ثواب أو شكر.
لاتحزني يا مصر ، ستُزهر حدائق عمرك من جديد، وستداعبك نسمات الربيع سريعا. فالحياة مستمرة والأشخاص زائلون ، فسُّنة الحياة أن يُعزل ملوك ويُنصَب ملوك، يرحل سلاطين ويحضر سلاطين والوطن باقِ والبلد شامخ، لا تستسلمي يامصر بل قومي واستنيري لانه قد جاء نورك ، أنفضي عنك التراب، حتى يخفق قلبك ويتسع، ويضم ليس أبناؤك فقط بل كل انسان يلجأ الى حضنك بحثا عن الأمان ،ستكونين يامصر اكليل جمال وبهاء مجد، وسيحفظ ابناؤك الحق ويجرون العدل، ارفعي رأسك يامصر وانظري؛ سيأتي بنوكِ من بعيد ليحفظوا اسوارك، ولا يُسمع بعد ظلم في أرضك ولا خراب في أرجائك.
هل ستسامحين يامصر ؟ هل ستغفرين لكل من امتدت يده ليُخَرِب ويُدمر في ارضك وممتلكاتك، هل تستطيعين العفو يامصر يا وطني الغالي لكل من اساء لإسمك ولشعبك، بعلم او بجهل؛ بالقول أو بالفعل، اعترف لكِ يابلدي الجميل انني أحيانا كدت أشك في صدق انتماء بعض اولادك الشباب لكِ، وتصورت لبعض الوقت انهم أوشكوا أن يكونوا ضدك، وكنت التمس لهم الأعذار بسبب معاناتهم من سوء الأحوال، حتى جاء الوقت الذي رأيت حبهم لكِ ودفاعهم عنكِ، وتمسكهم بكِ ومطالبتهم بحقوقهم ليظلوا تحت جناحيكِ بدلا من البحث عن فرص الهجرة الى بلاد يجدون فيها بعض حقوقهم. جاء الوقت ليحققوا رغبتهم في أن ينعم بدفء الوطن كل ابنائه من كافة الطبقات والأطياف والطوائف والأعراق.
أجمل وردة وأجمل تهنئة ياوطني بعيد الحب، ولكِ يامصر سلاما
محبتي للجميع
أحسنت كعادتك يا وردة مصر
شكرا استاذي
محبتي