طلال عبدالله الخوري 7\2\2018 © مفكر حر دوت اورج
قلنا بمقالاتنا السابقة بأن العقيدة الإسلامية النصرانية السورية الموحدة بالله والمسلمة له سبحانه وتعالى, هي اقدم بكثير من الديانة المسيحية الهيلينية (الحالية) التي أسسها الإمبراطور البيزنطي ” قسطنطين” والذي أضاف لها عقيدة التثليث والوهية المسيح لأسباب سياسية من اجل تثبيت عرشه, ولكي تواجه العقيدة النصرانية الموحدة والتي تؤمن بأن ” المسيح المخلص محمد” ليس الا رسولا من عند الله وليس الله كما في المسيحية, (لمزيد من التفاصيل راجعوا ملف الكاتب بموقع مفكر حر)
وقلنا بأن الصلاة الربانية هي نفسها صلاة الفاتحة النصرانية الإسلامية والموجودة أصلا بكتاب النصارى “القريانة الآرامية” والتي هي “القرآن المكي” الحالي بعد ان تم تعريبه بالعصر العباسي, وتم ايضا نسخه بفقه “الناسخ والمنسوخ” الذي وضعه العباسيون ايضا لأسباب سياسية, أهمها عداء الفرس, الذين كانوا مسيطرين على الحكم العباسي, للأموين السوريين اللذين اذلوهم سابقا واخضعوهم لحكمهم.. ( للمزيد من التفاصيل عن الفاتحة باللغة الآرامية على هذا الرابط: قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام)
ومن الطبيعي ان تكون الفاتحة او الصلاة الربانية هي اقرب للعقيدة الإسلامية النصرانية منها للعقيدة المسيحية الحالية, فهذه الصلاة تخاطب الله وتطلب منه : “ولا تدخلنا في التجارب الصعبة” لأنه حسب العقيدة النصرانية فإن كل شيء بمشيئة الله بمافيها الخطيئة, ولا شئ من دون إرادة الله, وهو يضل من يشاء ويهدي من يشاء, بينما في العقيدة المسيحية الله لا يغوي الناس الى الخطيئة والتجارب الصعبة, ولهذا السبب دعا بابا الفاتيكان ” فرانسيس” الى تغيير صيغة الصلاة الربانية لأنها توحي بأن الله “يحث على الغواية” ..
وكان الحبر الأعظم قد قال في تصريحات للتلفزيون الإيطالي ان هذه الصيغة يجب ان تُعدَّل لتقول بشكل أوضح إن الله ليس هو الذي قاد البشر الى الخطيئة, وأضاف “انها ليست ترجمة جيدة لأنها تتحدث عن الله وكأنه يحث على الغواية .. الرب لا يفعل ذلك ، الرب يساعدنا على النهوض فوراً. والشيطان هو الذي يقودنا الى الغواية، وهذا هو اختصاصه”, وأضاف البابا فرنسيس بأن الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا عدلت صيغة الصلاة وتستخدم عبارة “لا تدعنا نسقط في التجارب الصعبة” بدلا من العبارة الحالية:” “ولا تدخلنا في التجارب الصعبة””….
والصلاة الربانية ليست الشئ الوحيد الذي يطالب بتغييره رجال الدين المسيحي , وانما يطالبون ايضاً بإعادة ترجمة كاملة للإنجيل من جديد, لأنه يحوي الكثير من العقيدة النصرانية الإسلامية المأخوذة من القريانة الآرامية, والتي مازالت باقية حتى الآن, كما رأينا بمثال الصلاة الربانية.