طلال عبدالله الخوري 9\7\2015 مفكر دوت اورج
مقدمة: من دون ادنى شك بان لإسرائيل والانظمة العربية ولنظام الولي الققيه الايراني ولتركيا الاردوغانية ومعه التنظيم العالمي لجماعة الاخوان المسلمين مصلحة استراتيجية حيوية عليا بخلق ودعم تنظيمات اسلامية متطرفة من طراز داعش والقاعدة, وذلك لكي يرسلوا رسالة لاميركا الدولة العظمى وللغرب معها بانكم يجب ان تقبلوا بنا, كما نحن من دون اي تغيير كامر واقع, لان بدلائنا هم بمنتهى السوء لكم ولمصالحكم فنحن نمثل الاسلام المعتدل بالمقارنة مع بدلائنا الدواعش والقاعدة, اما اسرئيل فمن مصلحتها ان تقول لأميركا والغرب باننا نعيش بين وحوش من الانظمة الشمولية العربية التي لا تؤمن بالقيم الغربية من حرية وديمقراطية وبدلائهم من الدواعش والقاعدة الاكثر همجية, وان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تحترم القيم الغربية من حرية ودمقراطية وهي الاقرب لكم ولقيمكم فادعمونا ضد هؤلاء الاوباش.
فكل الانظمة العربية قاطبة من دون استثناء من المحيط الى الخليج ومعهم ايران وتركيا واسرائيل والاخوان المسلمين, يساهمون بدعم القاعدة وداعش تمويلاً وتسهيلا وتدريبا عسكرياً وعقائديا وبنية تحتية وطاقات بشرية, ولكل منهم دوره ونسبة مساهمته في كل حقل من اوجه الدعم لهذين التنظيمين الاصطناعيين.
قال لي احد اساتذه الجامعة ويعمل بمركز للابحاث بشمال اميركا, ويعرف باهتمامي بما يجري بوطني سوريا, بان مسؤول بالخارجية الاميركية قال له بان احد كبار مسؤولي المعارضة الرسمية السورية ومحسوب على الاسلاميين والنصرة طلب مقابلته, فرد عليه بالقول بانه قبل قليل قد بهدل وطرد وزير خارجية الدولة التي تموله وارسلته, فما حاجته لمقابلته وهو يعرف ما يريد قوله؟
كان لا بد من هذه المقدمة لننثقل الى فحوى هذه المقالة التي نريد ان نعرف من خلالها ماذا يريد ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة بعد خمس سنوات من القتل والتدمير في سوريا؟ وهو مجرد العوبة بيد من يمول تنظيم القاعدة, اي الانظمة العربية وايران وتركيا واسرائيل؟ وكما قلنا في مقال سابق (هذا رابطه: فقه ورق التواليت والجماعات الإسلامية) بانه الجولاني وامثاله عبارة عن ” ورقة تواليت” بالنسبة للانظمة العربية, يستخدمونها وعندما تفقد صلاحيتها يرومونها في القمامة ويشدون السيفون! فما فائدة دولته الاسلامية السلفية اذا لم يبق بسوريا اي مسلم وحتى غير مسلم على قيد الحياة؟ ولنفترض جدلا بان الاسد سقط اليوم, فما الذي سيحدث بسوريا في اليوم التالي؟ ببساطة سيتحول ضباط النظام لامراء حرب بمناطقهم وسيستمرون بتلقي نفس الدعم والتمويل الذي كان يتلقاه النظام, وستستمرون انتم بتلقي الدعم من مموليكم, وكذلك الامر بالنسبة لداعش, وستتقاتلون فيما بينكم حتى اخر مواطن سوري على قيد الحياة, وعندها فقط ستنتصرون كلكم بتحقيق اهدافكم, وهذا ما نسميه فقه نجحت العملية ولكن المريض مات.
من هنا نرى بان المشكلة السورية هي مع الانظمة العربية وايران وتركيا والتنظيم العالمي للاخوان المسلمين, وسيستمر القتل والتدمير بسوريا حتى تنجح الانظمة الشمولية بالشرق الاوسط باقناع اميركا والغرب بانهم هم امر واقع ويمثلون الاسلام المعتدل وان بدلائهم هم ارهابيو القاعدة وداعش, وان لا مكان للدولة المدنية الديمقراطية الحرة في الشرق الاوسط, وللاسف فان هذه الانظمة الشيطانية اختارت الضحية ان تكون سوريا لاسباب جيو سياسية ولان يكون القتل من ابنائها والتدمير من بنيتها لكي ترسل رسالتها هذه لاميركا,… ولكن السؤال الحيوي هنا هل ستقتنع اميركا بذلك, وهي التي تعرف كل هذه الحقائق؟ ام انها ستنظر الشعب السوري لكي يعود الى ثورته المسروقة الاصلية وهي ثورة الحرية والكرامة.