آ لأن الأسد ظلم و قمع يحق لداعش والنصرة الاجرام؟

عندما ننتقد في فرنسا ممارسات فرنسا العنيفة في الجزائر و حتى عندما ننتقد كون فرنسا كانت دولة مستعمرة يقر الجميع بانها اخطاء تاريخية خجولين بتاريخهم و يعلن هولاند في الجزائر اعتذاره للشعب الجزائري عن ممارسات فرنسا رسميا .. الفرنسيون و الغرب عموما يدينون اجدادهم و يعتبرون ممارساتهم في المستعمرات اجرام و يعلنون خجلهم من مرحلة الرق و الغبودية و التمييز و يصيغون قوانين جديدة اكثر فاكثر لادانة العنصرية و التمييز و انهاء العنف و احترام السجين و المتهم و حتى المجرم لدرجة منع حكم الاعدام.. و عندما ننتقد الالمان الذين انتخبوا هتلر يوما ما يعلنون تنكرهم و خجلهم من اجدادهم و ينتقدون تاريخهم و يعتذرون و كذلك فيما يخص العبودية و الاجرام الذي تم بحق الافارقة و شعوب المستعمرات .. الحقيقة انهم عندما يطرح لديهم في الغرب مواضيع نقد عام و تجريم حقيقي لافعالهم الناريخية لا يفكر احد من مثقفيهم بنكران الحقائق و لا يفكر احد بقول ” و لكن الفرس و الروم كانوا ايضا مجرمين عبر الناريخ ..” و لا يدخل في باب مقارنات .. لا يفكرون بموضوع المقارنة كرد كما نرى في الشارع السوري ، لان على الاجرام و التجريم و الاعتراف بالمظالم لا يوجد رد اخر سوى الاعتراف و الاقرار بحق المظلوم .. المقارنة ليست رد و لا جواب منطقي بل عذر اقبح من ذنب لانه تثبيت للجرم دون الاعتذار عنه ..
الان هولاكو كان مجرم يحق لهتلر ان يبيد البشر؟ … الان الغرب كان ظالم يحق للقاعدة تفجير اميركا ؟ …الان الاسد ظلم و قمع يحق لداعش و النصرة الاجرام؟
عندما نطالب اعادة النظر و نقد الموروث يجيبنا البعض و “لكننا لم نكن اكثر عنفا من غيرنا”! هذا ليس جواب هذا اقرار بانك لست قوي و لست واثق من نفسك لدرجة الاعتراف بالغلط و تصحيحه فالقوي هو من يستطيع مواجهة ذاته و مراجعة اخطائه و تصحيح مساره التاريخي و القوي و الشجاع لا يبحث عن مبررات عبر مقارنات لا مكان لها و لا معنى… القوي هو من يجيد الاعتذار .