آل كابوني العراق-مزعطة

ropiraqueلماذا يزيد رجال حماية المسوؤلين هم المواطن العراقي فوق همه؟.
ولماذا هذا التعدي الصارخ على احساسيهم وضمائرهم؟.
رغم ان اوامر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي واضحة بعدم قطع الشوارع خلال سير مواكب المسوؤلين بالشوارع أو إشهار السلاح، ما تزال العديد من المواكب غير آبهة بذلك، ما يربك حركة السير ويلحق الضرر بعشرات المواطنين يوميا.
سيارات فارهة،نظيفة من الخارج بل تلمع،بداخلها رجال يلبسون نظارات سوداء وبعضهم لايريد الا ان يمد فوهة سلاحه قبل رأسه من نافذة السيارة المضببة ولسان حاله يقول ،نحن هنا ابتعدوا عن الطريق والا س”نثرمكم”كما نثرم البصل.
رجال الحماية هؤلاء يجدون غرورهم وهم يقودون موكب المسؤول الفلاني،انهم بايجاز مرضى لأنهم يجدون قوتهم امام هذا المواطن الذاهب الى عمله والذي لايجد غير الدعاء الى رب العزة بان يراويهم نجوم الظهر
هذا المواطن ينتظر بالساعات لأن سيادته يريد المرور من هذا الشارع او ذاك،وربما لايوجد سيادته داخل احدى هذه السيارات وربما ايضا ان مسوؤل الحماية بعث سيارات الموكب ليشتروا له سندويج فلافل.
الامر لايقف عند سرعة سيارات الموكب الرهيبة ولا باشهار السلاح امام انظار اولاد الخايبة ولكن يصاحب ذلك صراخ رجال الحماية عبر مكبرات الصوت مما يوقع العديد من السائقين في حالة ارباك قد تؤدي بحياتهم.
لماذا هذه “العنطزة” ايها المرضى؟اذا كنتم حريصين على حياة المسوؤلين حفظهم الله ورعاهم ذخرا للعراق ومعه فلسطين السليبة اما كان الاجدر ان تمروا بالشوارع بهدوء حتى لاتثيروا انتباه داعش والغبراء؟.
لايمكن ان يحدث ذلك لأن بعض العراقيين سامحهم الله تراهم في سالف حياتهم هادئين واصحاب اخلاق رفيعة حتى اذا مااتيحت لهم فرصة ركوب الموجة انقلبوا الى اعضاء عاملين واساسيين في منظمة آل كابوني وسرعان ماتنقلب تلك الشخصية الرائعة في الطيبة وحسن المعشر الى غول او طنطل يبحث عن فريسة ليفرغ بها كل كبته المرضي.
وياويل من يتلكأ في افساح الطريق امام هذا المسوؤل او ذاك فرجال الحماية يحملون قاموس يضم كل انواع الشتائم التي لاتسمعها حتى من رجل الامن في حي نهر مجنون.
الغريب ان معظم رجال الحماية ان لم يكن كلهم يحافظون على الظهور في صلاة الجمعة وربما يستغفرون ربهم ليكتب لهم حسنات لهذا الجهد الذي يبذلوه في حماية قادة العراق.
ومادروا ان اولاد الملحة يقولون دائما لكم دينكم ولي دين.
استحوا ايها البشر فما طار طير وارتفع الا كما طار وقع والتاريخ يشهد على ذلك.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.