ما علاقة سورة الفيل بالقرآن بحضارة بابل !!
في البداية اود الاشارة الى ان هذا الموضوع هو افتراض لا اكثر .
في العهد الكاشي في بابل ظهرت اول المعاملات العقارية بالتاريخ ، وسجلت على احجار او انصاب عرفت باللغة الاكدية باسم (الكودورو) ، والكودورو هو حجر الحدود لتسجيل منح الاراضي او الاعفاء من الضرائب على الارض ، مع تدوين كافة التفاصيل مثل مساحة الارض واوصافها واسماء الشهود ، وتنتهي الكتابة بصب اللعنات على كل شخص يعترض عليها في المستقبل او يدمر حجر الحدود او يخفيه ، وتظهر عليه رموز الالهة ايضاً وخاصة الاله مردوك (كبير الهة بابل) والالهة عشتار والشمس والقمر اضافة الى السلحفاة ، الحلزون ، الهلال ، المجرفة ، المذراة ذات الشعبتين (ومعناها البرق) ، وهذه الرموز توضع منحة الارض تحت حمايتها .
في الرواية الإسلامية التي تضع تفسير متأخر لسورة الفيل وخاصة ما وضعه ابن هشام في السيرة النبوية ، ان ابرهة الحبشي وهو في الطريق الى مكة لهدم الكعبة فيها ، انه قد استولى على بعض الجمال المملوكة لزعيم مكة (عبد المطلب/جد النبي محمد) ، ووصلت تلك الأخبار إلى عبد المطلب الذي ذهب للقاء أبرهة ، وطلب منه ترك جماله ، وهو الأمر الذي أدهش القائد الحبشي ، إذ تعجب كيف يفاوضه كبير قريش في أمر الجمال ، ولا يحدثه فيما اعتزم عليه من هدم الكعبة ، فرد عليه عبد المطلب بجملته الشهيرة “للبيت رب يحميه”.
ان هذه العبارة الاخيرة تشير بشكل واضح الى تقليد بابلي في القصة ، حيث ان البيت مخصص للرب وممنوح له ، والتقليد الاسلامي يشير الى ذلك بعبارة (بيت الله) ، وان من يتجاوز على ملك الله سيلقى مصيره بالموت ، وكما في نظام احجار الكودورو البابلية التي تصب اللعنات والموت على كل شخص يتعدى على املاك غيره .
لو رجعنا لسورة الفيل : ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ، تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)) .
في فترة نشوء الإسلام لا يمكن ان تكون القصة ان تتحدث عن صراع في الجزيرة العربية الحالية بسبب اشكالية مسير الفيل كل هذه المسافة في الصراع بدون علف وماء ، ولذلك انه من الثابت ان اصحاب الفيل في تلك الفترة هم الفرس الساسانيين ومن قبلهم السلوقيين هم من استخدموا الفيلة في حروبهم ، وربما وبشكل واضح ان السورة تتحدث عن احداث معركة ذي قار عام 624م .
ان طيور الابابيل على الاغلب المقصود بها هي طيور مدينة بابل ، لأن اسم ابابيل يشابه صيغة اسم مدينة بابلية باللغة الاكدية وهي (باب ايلو) وتعني بوابة الاله ، او يمكن ان نفترض ايضاً كائن الابكالو (الحكماء السبعة) في الميثولوجيا العراقية القديمة .
اما عبارة (حجارة من سجيل) ، نجد ان كلمة سجيل وردت بالنقوش الحضرية (مملكة عربايا) وكانت تعني (المذبح او المعبد) ، ومعبد الاله مردوك في بابل يعرف باسم (الايساجيل) ، وكلمة ايساجيل تعني (البيت الذي يرفعون فيه الرؤوس) ، ولذلك فإن المقصود بعبارة (حجارة من سجيل) هي (الحجارة من معبد الايساجيل في بابل) وربما المقصود منها هي احجار الكودورو .
الصور لبعض احجار الكودورو