بيوت بدون سرقفلية..هلهولة

هل نحن مجانين الى الحد الذي يكلمنا المالكي بلغة”الواق واق”.dhayehh
ثم كيف يمكن لمجلس الوزراء ان يسلّم مفاتيح البيوت الجديدة للمواطنين دون ان يعرف من هم الاصلاء ومن هم الوكلاء؟.
هل نسي مجلس الوزراء كيف تم توزيع الاراضي السكنية في الناصرية قبل اقل من شهرين؟.
منذ سنوات وانتم تنادون بتنفيذ التعداد السكاني وهو خطوة ليست مهمة فقط وانما تدخل في صلب مجالات التخطيط والاقتصاد والتنمية و..و..وغيرها.
ومع هذا فقد “نكعتوا” هذا المشروع وشربتوا”مايه”. مرتكنين الى ان هذا الشعب سريع النسيان مثلما هو طيب الى حد السذاجة ويمكن ان يسامح الد اعدائه.
هل ورقة الانتخابات جعلت من المسؤولين “الهة” للرقة والحنية على هذا الشعب بحيث قال رئيس الوزراء امس “أن مبادرة السكن ماضية في طريقها لتشمل جميع الفقراء والمحتاجين ولن تكتفي بتوزيع قطع أراضي بل “سنسلم المواطنين مفاتيح بيوت جاهزة دون تمييز أبناء مذهب او دين”.
تخيلوا ان لجنة من اعضاء مجلس الوزراء زارت مستشفى الامراض العقلية والتقت بعدد من المرضى هناك،فماذا سيقولون لهم؟.
وهل سيصدق هؤلاء ،المجانين طبعا،ان البيت المجاني سوف يمنح الى كل عراقي محتاج بدون “منية”؟.
وهل يمكن تصديق المالكي صاحب ال 100 يوم الكهربائية في أن “مبادرة السكن لن تكتفي بتوزيع قطع الأراضي، بل سنسلم المواطنين مفاتيح بيوت جاهزة دون تمييز بين أبناء مذهب عن أخر وأصحاب دين عن دين آخر؟.
سؤال من الصعب الاجابة عليه خصوصا ونحن بحاجة الى 6 آلاف مدرسة نموذجية،وليس سجنا نموذجيا يضم 50 ألف سجين كما قال السيد وزير العدل امس، كما اننا بحاجة الى مجاري لتصريف مياه الامطار والمياه الثقيلة من مئات الاحياء العراقية، بحاجة الى بطاقة تموينية غير مزورة،بحاجة الى كهرباء لاتنقطع لأن اصحاب المولدات يريدون ذلك، بحاجة الى الضرب على يد الراشي والمرتشي في دوائر الخدمات بالدولة.
لسنا بحاجة الى البيوت بقدر ما نحن بحاجة الى كرامتنا التي نهبت من شذاذي الآفاق واصحاب الكراسي الذهبية في قبة البرطمان العراقي وغيرهم.
بحاجة الى ثقة غير ناقصة من عودتنا سالمين الى بيوتنا لنلعب مع اطفالنا و”نكرز”الحب امام التلفزيون.
امنيات بسيطة جدا لاترتقي الى مستوى التنظير والتأليه، انها تتحقق بقليل من الشعور بالمسؤولية.
ماعلينا..
الذي حالفه سوء الحظ وشاهد عبر اليوتيوب ماقاله مدير التخطيط في وزارة التربية والتعليم قبل يومين سيصاب باللوثة الدماغية و”رجة” في المخيخين الايسر والايمن اضافة الى ارتفاع فجائي بسرعة التنفس.
فاذا كان هذا هو مستوى مدير تخطيط في اهم وزارة تعليمية فاقرأ على المناهج الدراسية السلام والفاتحة على ما تبقى من “قف للمعلم ووفه التبجيلا”.
فالسيد نايف سامر المدير المبجل لأدارة التخطيط لم يفرق بين رجل الطين والمعلم.
للوزير مكانة مؤسسية تفوق بدرجات ودرجات مكانة المعلم الذي وصفه سيد نايف،حفظه الله وابقاه، بـ[الاعمى وعامل الطين].
هذا المخطط العظيم الذي لايعرف ان يصوغ جملة واحدة مفيدة حين قال” “لدينا معلمون يتسلمون رواتب جيدة تصل بعضها الى نحو 3 ملايين دينار، ولا يستوي الاعمى ولا الضرير، وهل نريد ان نساوي الوزير مع عامل طين؟ كيف يحصل ذلك؟”.
لا خويه مايصير ..مساواة غير عادلة .. الم يكن جدك وجدي وجد معظم العراقيين عمّال طين ام ان بدلتك السوداء التي باتت ليست على قياسك هي التي دفعتك الى هذا القول.
لايكفينا رد عضو اللجنة برهان محمد فرج حين قال ان “هذه التصريحات غير مسؤولة ولا يجوز النطق بمثل هذه الاوصاف على المعلم والمدرس، وهذا ايحاء غير مقبول ويجب محاسبة اي مسؤول يتحدث مثل هكذا كلام”.
و”اننا في لجنة التربية سنبحث الامر والتحقيق في القضية”.
ولانكتفي بمطالبة نقابة المعلمين وزارة التربية بفتح تحقيق عاجل مع مدير التخطيط فيها بشأن هذه التصريحات التي اساءت للمعلم ومكانته في المجتمع وعلى “الوزارة التعامل بحزم وجدية تجاه مثل هكذا تصريحات غير مسؤولة تصدر عن مسؤولين فيها لعدم تكرارها مستقبلا”.
قبلك ياسيد نايف اطلق وكيل الوزارة علي الابراهيمي صفة “مطايا” على المعلمين وكنت ارفع منه قليلا حين قارنتهم بعمّال الطين.
بارك الله فيك واسعدك في قولك هذا وادخلك فسيح جناته قبل اعلان نيتك العودة الى بلد المهجر.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.