الثائر الحقّ

الثائر الحقّ
الثائر الحقيقي يهدف إلى التغيير للأحسن والأرقى ويبغي رفاهية مجتمعه وسلامه. الثائر الحقيقي لا يهدف إلى غرض شخصي، فهو يثور ليحقق المُثل العليا للإنسانية مثل العدل والديموقراطية والحرية فلا يمنعه ولاؤه الأيدلوجي أو العقيدي عن ولائه لوطنه فهو يدرك جيدا معنى القول: اعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله.
الثائرالحقيقي يقوم بثورته ضد الأخطاء التي تسببت في تخلف المجتمع حتى لو كانت هذه الأخطاء قد اكتسبت حصانة أو قداسة بمرور الزمن فيثور على من يستغلون أماكن العبادة في البيع والشراء، ويقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام ، ويكون هدفه أن يعود لمكان العبادة قدسيته واحترامه. هذا تغيير وتعبير عن ثائر يرفض وضعا مغلوطا.

الثائر الحقيقي هو من يثور على الجمود والسجود امام تقديس لا معنى له أمام القيم الإنسانية فيصبح كسر هذا التابوه ومخالفة ذلك التقديس ضرورة عندما يتعلق الأمر بانقاذ حياة شخص او تقديم مساعدة ضرورية لا يمكن تأجيلها، ويكون لسان حال الثائر؛ أيهما أهم الانسان ام التابوه.
الثائر الحقيقي هو من يجعل الإنسان هو المحور، وأن تكون المبادئ والقيم والتابوهات لصالح الإنسان ولرفاهيته وتقدمه. ويمكن وضع هذه القاعدة في عبارة محورية: جُعل السبت لأجل الانسان وليس الانسان لأجل السبت. ويمكن ان نضع مكان كلمة السبت أي كلمة مرتبطة بالإنسان مثل: الحكم، النظام، الطقس، الدستور، القانون.. إلخ.
الثائر الحقيقي هو من يطالب بحفظ كرامة الانسان في تعاملاته مع الآخرين، حتى انه يصف من يقول لاخيه الانسان بكلمة (احمق) او من يبغض اخاه بأنه قاتل نفس. وهو بذلك يقوم بثورته ضد الكراهية وضد عدم قبول الآخر. لا يمكن تقليص مبادئ الثورة في مجرد كلمات ولكن بصبها في مواقف حقيقية يُظهر فيها الثائر محبته وقبوله للمختلف عنه في الرأي أو الهوية أو العقيدة أو منهج الحياة؛ وعلى الثائر أن يدعو لمبادئه بصورة تطبيقية وبشكل سهل الفهم: فمن يقول انه يحب الله وهو يبغض اخاه الإنسان فهو كاذب، لأن من لا يحب اخاه الذي يراه ، فكيف يقدر أن يحب الله الذي لا يراه ؟
الثائر الحقيقي هو من يثور على كل من يريد ان يجعل نفسه حاكما وقاضيا وديكتاتورا بل مندوبا عن الله في حكم الناس ؛ فيحاسبهم على اخطائهم التي قد تكون اقل كثيرا من اخطائه الشخصية. هذا الحاكم الثيئوقراطي (الذي يحكم باسم الدين) أخطر من الديكتاتور (الحاكم الفرد). هذه النوعية من البشر تعطي نفسها حقا غير مقبول لأنه حق الله، فمن يحاكم الزانية ويريد رجمها وهو يغض الطرف عن شريكها يخطئ في حق الإنسانية جمعاء لأن حكمه حكما ظالما والظلم مثل الكفر.
الثائر الحقيقي يواجه الجميع بقوله: من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر.
الثائر الحقيقي هو من يثور على السلوكيات و المواقف الخاطئة مهما كان مركز مرتكبها أو منصبه الديني او السياسي، فيثور على رجال الدين اذا كانوا يضعون احمالا عسرة الحمل على اكتاف الناس فيئنون تحتها؛ ويكون غرض رجال الدين هو الرياء فينظر الناس ويمدحونهم ويكون اهتمامهم الأول هو أنفسهم ومصالحهم باستعراض بطولاتهم الظاهرية، لكسب المديح والمال.
الثائر الحقيقي لابد ان يغير ليس فقط شكل الحياة من الخارج، بل بالأحرى هو يجعل داخلها كما خارجها بنفس النقاء والروعة.
محبتي للجميع

Posted in فكر حر | Leave a comment

أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر

أنا مسيحية، علمانية، ليبرالية وأفتخر
أنا مسيحية أحب الله وأؤمن به وأعبده ولا أفرض إيماني على أي انسان ولا أؤذي أي إنسان بعبادتي لله بل أن حبي لله يملأ قلبي الصغير حباً للآخرين وعبادتي له تُخرج أحسن مافي داخلي وأفضل مايمكنني تقديمه لكل إنسان، أحب الإنسان تاج الخليقة، أحبه عندما يفكر وعندما يحب وعندما يعبرعن مشاعره، وأحبه عندما يكون رجلا شهماً يتميز بأخلاق رفيعة، أحبه عندما يكون رقيقا ً مفكراً مهذباً ، أحبه عندما يكون مسئولا وقادراً على تحمل تبعات اختياراته، أحبه عندما يُكرم المرأة ويفتخر بها وبنجاحها وعندما يحثها على التقدم والإنجاز حتى لو تقدمته في الدرجة العلمية أوالمستوى الإجتماعي، وأحب الإنسان امرأة رائعة الجمال والإبداع والعطاء والذكاء، امرأة تهتم وتقدر قيمة نفسها، ترفض المهانة والضعف، وترفض أن تكون تابعة أو ناقصة، أحبها عندما ترفض الإستسلام لكل مايجعل منها عورة.أحب الإنسان طفلا بريئاً تلقائياً يضحك من كل قلبه ويبكي بكل جوارحه. انا اؤمن أن العلم هو بوابة التقدم وأقدر وأحترم كل من يعطي وقتاً أو جهدا ًأو طاقة أو مالا لكي ينشئ مشروعاً أو يقدم بحثاً أو يخترع إختراعا ًينهض بالإنسان ويحقق للإنسانية
رقياً وتقدما ً.
أنا علمانية واؤمن أن فصل الدين عن السياسة يحقق العدالة لكل مواطن ولا أجد تتاقضاً بين علمانيتي وإيماني المسيحي، لأن عبادة الله علاقة شخصية لا تقننها قوانين ولا دخل لسياسة الدولة بها، عبادتي لله أمارسها في كل لحظة في حياتي الخاصة وهي لا تمنعني أو تعوقني عن أداء وظيفتي وإتمام عملي بأمانة، وإيماني بوطني وإنتمائي له لا يتعارض مع إيماني المسيحي، أنا أحترم وأخضع للقوانين كمواطنة مصرية، واؤيد حرية الإنسان بكل ماتعني الكلمة، واؤمن أن التزامه كمواطن هو الدليل الأكيد على أنه يعي ويدرك تماماً معنى الحرية والمسئولية، أنا أرفض أن تُعتبرالعلمانية كفراً، وأرفض ماقاله السيد عبد المنعم الشحات عندما فاز السلفيون ببعض مقاعد المرحلة الأولى- لقد إنتصر الإسلام فهل إنهزم الإسلام بعد هزيمة السيد الشحات في الإعادة؟ أنا أرفض تسييس الدين فالسياسي يكسب ويخسر يصيب ويخطئ، فلماذا توضع الأديان في كفة ميزان مع السياسة؟ إن إحترام الأديان يدعو بالأحرى لإبعادها عن
السياسة.وليكن الوطن لكل من ينتمي إليه وليكن لكل مواطن إيمانه وعقيدته التي يمارسها بحرية ومسئولية شخصية، وليكن خليط المعتقدات تشكيل وتنويع للمجتمع بدون فرض عقيدة على أخرى وبدون أن يكون أي إنسان رقيبا ًعلى علاقة آخر بالله، وبدون محاكمة من لا يصلي أو يصوم. أنا اؤمن بحرية الفكر وبالمساواة أمام القانون وأنه يجب على الدولة أن تقف على الحياد من جميع أطياف الشعب.وانه لا تدخل للدولة في العلاقات الإجتماعية بين الأفراد الا لمساندة مواطن في الحصول على حق من حقوقه.
أنا ليبرالية، اؤمن ان لكل فرد الحق في التعبير عن الإنسان داخله بحيث لا يتعدى حدوده الخاصة من حقوقه وحريته وبحيث لا تؤذي حريته الآخرين، وان لكل انسان حق الحياة والفكر والمعتقد، وان لكل إنسان الحق في الحياة وفق قناعاته دون أن يُملى عليه بماذا يؤمن وبالكيفية التي يعيش بها هذه القناعات ، أؤمن أن التنوع والإختلاف ثراء في أي مجتمع إذا أدرك كل فرد أنه ليس وصياً على الآخرين وأن له الحق أن يقبل أو يرفض أي فكر بدون إتخاذ العداء رداً على إختلاف الآخر عنه.
لماذا يصعب علينا التوافق معاً، لماذا نكفر ونسيس ونراقب ونحاكم الآخر، لماذا لا يعيش كل انسان حياته كما يشاء هو وليس كما يشاء له الآخرون؟ لماذا يضيع العمر في مجادلات هزلية ليس لها أي هدف، وفي تكفير وإقصاء ومراقبة يقوم بها إنسان ضد آخر؟
أيها الإنسان في كل مكان: فقط كن إنساناً
محبتي للجميع

Posted in فكر حر | Leave a comment

فيروز … أغرودة الشّرق

 

فيروز … أغرودة الشّرق

زهير دعيم

في مثل هذا اليوم قبل 76 من السنين وفي الحادي والعشرين من تشرين الثاني من عام 1935، صرخت الحياة صرختها الهادرة في حيّ زقاق البلاط في بيروت، تحت كنف بيت بسيط وفقير ، ولم يدرِ احد آنذاك أنّ هذه الصّرخة الطفوليّة البريئة تحمل في طيّاتها صوتًا ولا اجمل ، صوتًا يموج بعبق المشاعر ويمور بالحياة ، صوتًا يغرّد على شرفة الصّباح وكلّ وقت فيفرحك تارةً ويشجيك أخرى ، ويُهدهد بالكرى جفنيْك ثالثة ، ويطير بك ويُحلِّق رابعة الى الأعالي.صوتًا مخمليًا ، كريستاليًا ، أرجوانيًا تتناغم وتتمازج فيه الألوان والأحاسيس والنبرات ، فتكوّن سيمفونية ولا أحلى؛ سيمفونية لم تُكتب بعد.
كانت ليلة مباركة…
كانت هدية السماء للأرض.
كانت عطرًا ملأ شذاه أوداء لبنان فانتشر وغمر الشّرق والغرب وعلا بخوره نحو الافق من خلال ترنيمات أحبتها السماء وصفّقت لها.
أسمعُ ” هيْك مشق الزعرورة” فتأخذني بسحر صوتها وعذوبة كلماتها الى الجدود والزعرورة القابعة في حضن التلّة تتباهى بثمارها.
أسمعُ ” يلّلا تنام ريما” فتسرقني من نفسي، فهي تغنّي بدون موسيقا ، ولِمَ الموسيقا أصلا فصوتها احلى واعذب …وأكاد أنام.
وتغنّي القدس والطبيعة
والعروس وصنّين والآه والأوف وكلّ ما لوّنَ الطبيعةَ والحياة ، فيزدان ويزهو ويرفع رأسه متفاخرًا، فقد غنته مطربة الشّرق وقدّيسته وعَبَر عَبْر َشفتيها نبيذًا مُعتّقًا.
وتغنّي الجمعة العظيمة والقيامة المجيدة ، فتطير بك الى محراب الربّ لتخشع وتركع هناك.
يعجز قلمي أمام هذه الفيروزة ويتقزّم الحرف ، فالكلام – مهما حلا- يعجز من أن يوفيها حقّها أو أن يحيطها بوصف يليق.
فيروز – العشق الإلهي

فيروز – النكهة العلوية
فيروز – العطاء الأسمى
فيروز – السرّالمُستحّبً
فيروز -الشَّمم في تواضع، والرّفعة في لطف ، والجمال من خلال نفسٍ تركع في محراب الإله المُحبّ.
فيروز – الزّهرة التي لا تعرف الذّبول ، فتظلّ تفوح أبدًا.
فيروز – الصّدّاح العاشق الذي يملأ الآفاق الحانًا عذابًا.
في مثل هذا اليوم، جاء الى الدُّنيا انثى غيّرت وجه الفنّ والغناء، ورسمت على ثغر الشرق بسمة جميلة .
بحثت في ثنايا أغانيها التي خطّ معظمها الرحابنة ؛ العمالقة في دنيا الشِّعر والموسيقا ، فلم أجد الا الذوق المُرهَف ،
والطّبيعة الخلابة، والعطاء والبذل والصور الجميلة الراعشة ، والنغمات العذبة العابقة بأريج التراث والغارفة من بحر موسيقى الشعوب اجمل الالحان.
حقيقة ..فيروز اضمامة نسرين ووزّال تُزيّن مائدة الشّرق ، اضمامة طبيعيّة لا تعرف الذّبول.
فيروز…..- ويحرن قلمي –قائلا: أنها يا صاح بحر واسع عميق اللّجة وأنا لا أحسن السباحة فيه ..ارحمني ..إنّني أغرق .
فاستجديه أن يختم فوافق على مضّض.
من هنا من جليل الربّ ، أزفّ لك باقة من البرقوق والحبَق ، معقودة برباط المحبة والتقدير ، أزفّها لك مشفوعة بصلاة الى الربّ المحبّ، بأن يرعاك ويطيل في عمرك ، عساها تصلك وأنت ترفلين بسربال الصّحة والعافية.
كلّ عام وفيروز – حبيبتنا- بالف خير .

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

هكذا قرأتُ القرآن 1 سورة العَلَق

كتب السيد عبد الله بوفيم تعليقاً في 2009.10.30 تحت عنوان “ستكون رياضاً وحبيباً” على مقالتي [تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 15] هذا نصّه: {الأستاذ رياض الحبيب، ولج باب التدبر والتفحص لكتاب الله والبحث فيه وعنه ومن خلاله عن كل ما يمكن أن يلبس به عن عقول بعض غير المؤمنين، ليثنيهم عن الدخول في الاسلام أو التصديق بالقرآن المعجز في جميع الميادين. الاستاذ اليوم يناقش وهو محمي من الابتلاء بالايمان لكونه متوجس [متوجّساً] من تسفيه قومه وزمرته التي تراقبه وتهدده بالتسفيه والتصابي إن هو خضع لعقله وقلبه فآمن بالحق الذي وجده ويجده كل يوم في القرآن الكريم. الاستاذ من حيث يدري أو لا يدري، يقدم خدمة جليلة للإسلام يستحق عنها أجراً عظيماً عند الله، فهو لم يجعل كما يريد الكفار وغير المؤمنين، هذا القرآن مهجوراً بل تعهده بالبحث والدراسة والتمحيص في كل وقت وحين، وهو بلا شك خير ممن يؤمنون بالقرآن الكريم، لكنهم اتخدوه مهجوراً ووضعوه في الرفوف تزييناً ومن غير أن يكلفوا أنفسهم دراسته. الذي ما يزال يشغل استاذنا الكريم رياض الحبيب هو تلك الرقابة التي تضع سيف التسفيه على رقبته إن هو صدق وآمن، لكنه في المستقبل، إن شاء الله رب العالمين، ستسمو نفسه ولن يجد سيف التسفيه ذلك أثراً
نفسياً عليه ولن يخشاه بعد أن يكون اليقين بالله وصدق رسوله قد ملأ قلبة [قلبه] إن شاء الله رب العالمين. واصلْ أستاذنا فإني اراك كل يوم يُصاع عقلك قلبك، وعما قريب ستغمرك شجاعة…} انتهى. وهنا رابط مقالتي المعنيّة: الحوار المتمدن- العدد: 2815 المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189863

ولقد اعتبرتُ قوله {بعد أن يكون اليقين بالله وصدق رسوله قد ملأ قلبه إن شاء الله رب العالمين} محاولة لدعوة رياض الحبيّب إلى الإسلام. أقول: شكراً أيها المحترم على هذه الدعوة! وعهداً مني سوف أحمل دعوتك محمل الجدّ لأتفحّص الإسلام وأتحرّى عن
تفاصيله، علماً أنّ على الشخص المدعوّ إلى الإسلام أنْ يقوم في الأقلّ بدراسة القرآن موضوعيّاً؛ ابتداءً بسورته الأولى “العلق” وليست “الفاتحة” متخذاً من التسلسل الذي وافى به الأستاذ صلاح محسن [له مني تحية وتقدير] عبر مقالته الموقـّرة “الترتيب الصحيح لسور القرآن” أساساً في تلك الدراسة- وهنا رابط مقالة الكاتب صلاح الدين محسن: الحوار المتمدن- العدد: 2629 في 2009.04.27 المحور: العلمانية، الدين، الاسلام السياسي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=170078

إذاً سورة العلق هي أولى سُوَر القرآن [القرطبي: أَوَّل مَا نَزَلَ مِن القرْآن فِي قوْل مُعْظَم المُفسِّرِين] وفيها: إقرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَق* خَلَق الإنسَان مِنْ عَلَق* اقرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ* الذي عَلَّمَ بالقلَمِ* عَلَّمَ الإنسَان مَا لَمْ يَعْلَمْ* كَلَّا إنَّ الإنسَان لَيَطْغى* أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنى* إنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعَى* أرَأَيْتَ الذي يَنْهَى* عَبْدًا إذا صَلَّى* أرَأَيْتَ إنْ كان على الهُدى* أوْ أمَرَ بالتقوَى* أرَأيْتَ إنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى* ألمْ يَعْلَمْ بأنَّ الله يَرَى* كَلَّا لَئِنْ لمْ يَنْتهِ لَنَسْفَعَنْ بالنَاصِيَة* ناصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خاطِئَة* فلْيَدْعُ نادِيَهُ* سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة* كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقترِبْ*

فالفقرة الأولى: إقرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَق والآن سأقرأ باسم ربّي؛ لكنّ ربّي هو الله المتجسّد بشخص يسوع المسيح. والهندوسي سيقرأ باٌسم البقرة التي يقدّس. والبوذي سيقرأ باٌسم بوذا. أمّا صلاح محسن فباٌسم أيّ ربّ يقرأ وهو لا يؤمن بوجود خالق؟ هل الفقرة “إقرَأْ باسْمِ
رَبِّكَ” بليغة أي هل هي واضحة للملأ ومنطقيّة ومفهومة؟ أم أنّ عليّ أنْ أذهب إلى السادة المفسّرين لعلّ لديهم مفتاح هذا اللغز؟ لكنّ طوائف من المسلمين لا يعترفون بالمفسّرين الأوائل فماذا أفعل؟ حتّى المفسّرون اختلفوا في التفسير والتأويل فما العمل؟ منْ هو المخاطَب- بفتح الطّاء- بقوله: إقرأ؟ سأنزل عند رغبة الأكثريّة- السنّة والشيعة- فأذهب إلى التفاسير التي تقول أنّ المخاطب هو رسول الإسلام. وفي الفقرة الثانية يُخبر القرآن بأنّ الخالق قد خلق الإنسان من علق! فما هو العلق؟ لم أقرأ في خلال دراستي أنّ الخالق خلق الإنسان من علق ولم ترد “العلق” في علم الأحياء- العلم المختص بالإنسان والحيوان والنبات. إذاً أمامي الذهاب إلى التفاسير أو القواميس وسأختار ما ورد في تفسير القرطبي: {مِنْ عَلَقٍ: أي من دم؛ جمع عَلَقَة، والعلقة الدم الجامد؛ وإذا جرى فهو المسفوح. وقال: “من علق” فذكره بلفظ الجمع؛ لأنه أراد بالإنسان الجمع؛ وكلهم خلقوا من علق بعد النطفة. والعلقة: قطعة من دم رطب، سُمّيَت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه، فإذا جفت لم تكن علقة. قال الشاعر:
تركناه يخرّ على يديه … يَمُجّ عليهما علق الوتينِ [العروض: بحر الوافر] وخص الإنسان بالذكر تشريفاً له. وقيل: أراد أن يبيّن قدر نعمته عليه، بأن خلقه من علقة مَهـِينة، حتى صار بشراً سوياً، وعاقلاً مميّزاً} انتهى

وتعليقي: ألم يدّع القرآن بأنّ الخالق خلق الإنسان الأوّل (آدم) من تراب تارّة وتارّة من طين وأخرى من صلصال؟ ففي سورة آل عمران: 59 – مع تحفظي على محتواها غير المقبول في المسيحيّة: (إن مثل عيسى عند الله كمثلِ آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
علماً أنّ مؤلّف القرآن نفسه قد ناقض نفسه بقوله عن عيسى في سورة النساء: 171 “رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه” أي لم يخلق عيسى من تراب مثلما آدم، إنما بإلقاء كلمة الله إلى السيدة العذراء. وعلماً أنْ لا فرق بين الله وبين روح الله ومنطقيّاً بما أنّ “عيسى” روح منه أي من الله فهو الله.وفي سورة ص: 71 (إذ قال ربك للملائكة إِني خالق بشراً من طين) وفي سورة الصّافّات: 11 (فاستفتهِم أَهم أَشد خلقاً أَم من خلقنا إِنا خلقناهم من طين لازِب) وفي سورة الحجر: 26 (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون) وفي سورة الرحمن: 14 (خَلَقَ الإنسَان مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) والسؤال المشروع: ممّ خلق إله القرآن الإنسان؛ من تراب وحده؟ أم من طين (وهو تراب مخلوط بماء) أي من مادتين مركّبتين: تراب وماء؟ أم من صلصال (والصلصال هو الطين اليابس الذي إذا أ ُدخِل النار أو تعرّض مدة ما للشمس صار فخاراً) أي من مادتين مركّبتين: التراب والماء بوجود عامل مساعد هو الحرارة، أم من علق أي دم سواءٌ أكان جامداً أو مسفوحاً؟ فأين مكمن البلاغة في القرآن وتالياً أين عِلم علّام الغيوب وأين “الإتقان في علوم القرآن” إمّا كان الإمام السّيوطي جادّاً في اتخاذ “الإتقان…” عنواناً لكتابه الشهير ولم يكُ به ساخراً؟وهنا من تفسير الطبري للفقرة الأولى:
حديث29152 : حَدّثَني أحمد بن عثمان البصري… عن عائشة أنها قالت كان أول ما ابتدئ به رسول الله (ص) من الوحي الرؤيا الصادقة؛ كانت تجيء مثل فلق الصبح، ثمّ حُبّب إليه الخلاء، فكان بغار حراء يتحنّث فيه الليالي ذوات العدد، قبل أن يرجع
إلى أهله، ثم يرجع إلى أهله فيتزود لمثلها، حتى فجأه الحق، فأتاه؛ فقال: يا محمد أنت رسول الله، قال رسول الله: “فجثوت لركبتي وأنا قائم، ثم رجعت ترجف بوادري، ثم دخلت على خديجة، فقلت: زمّلوني زمّلوني، حتى ذهب عني الرّوع، ثم أتاني فقال: يا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله، قال: فلقد هممت أن أطرح نفسي من حالق من جبل، فتمثل إليّ حين هممت بذلك، فقال: يا محمد، أنا جبريل وأنت رسول الله.

تعليقي: لم أقرأ عن أنبياء العهد القديم وسائر رسله أنّ منهم من “فجأه الحق” و“رجفتْ بوادره” ودخل على زوجه ليزّمّل حتى يذهب عنه الروع” و”همّ أن يطرح نفسه من حالق من جبل” لينتحر، إلّا ما كان الذي ظهر له كائن مُروّع!ثم قال: اقرأ، قلت: ما أقرأ؟ قال: فأخذني فغطّني ثلاث مرات، حتى بلغ مني الجهد، ثم قال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فقرأت.

تعليقي: قوله « فأخذني فغطّني ثلاث مرات، حتى بلغ مني الجهد» لا ينسجم مع وداعة الملائكة إلّا إبليس. والدليل على وداعة
الملائكة في بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء في الإنجيل بتدوين لوقا- الأصحاح الأوّل والآيات 26-38 حسب الترجمة الكاثوليكية: وفي الشهر السادس، أرسل الله الـملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من
بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل إليها فقال: ((إفرحي، أيتها الـممتلئة نعمة، الرب معك )) فداخلها لهذا الكلام اضطراب شديد وسألت نفسها ما معنى هذا السلام. فقال لها الـملاك: ((لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة عند الله. فستحملين وتلدين ابنا فسميه يسوع. سيكون عظيماً وابن العليّ يدعى، ويوليه الربّ الإله عرش أبيه داود، ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون
لملكه نهاية)) [الملاك قد طمأن مريم بعد اضطرابها ولم يأخذها ليغطّها ويُريعها- لا سمح الله]

فقالت مريم للملاك: ((كيف يكون هذا ولا أعرف رجُلا؟))

فأجابها الـملاك: ((إن الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تظلّلك، لذلك يكون الـمولود قدّوساً وابن الله يدعى. وها إن نسيبتك أليصابات قد حبلت هي أيضا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقراً. فما من شيء يُعجز الله))
فقالت مريم: ((أنا أمَة الرب فليكنْ لي بحسب قولك)) واٌنصرف الـملاك من عندها.

فأتيت خديجة، فقلت: لقد أشفقت على نفسي، فأخبرتها خبري، فقالت: أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق؛

تعليقي: هل يعقل عاقل أنّ السيدة خديجة هي التي تبشر «رسول الله» بأنّ الله لا يخزيه؟ وتالياً هل يعتدّ الإسلام بشهادة امرأة واحدة؟ لزوجها؟ وفيما بعد نعت زوجها المرأة بأنها ناقصة عقل ودين وتقطع الصلاة كالكلب والحمار… إلى آخر مخازي الإسلام في تحقير
المرأة. وفي رواية أخرى عن السيدة خديجة: {قلت يا رسول الله يا ابن عمّ هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به فقال لي رسول الله ص نعم يا خديجة. فجاءه جبريل ذات يوم وأنا عنده فقال يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء. فقلت له قم فاجلس
على فخذي الأيمن، هل تراه؟ قال نعم. فقلت له تحوّل فاجلس على فخذي الأيسر فجلس فقلت له، هل تراه؟ قال نعم. فقلت له تحوّل فاجلس في حجري فجلس فقلت له هل تراه؟ قال نعم. فتحسّرتُ وطرحتُ خماري وقلت هل تراه؟ قال لا! فقالت يا ابن عمّ اثبت وأبشر فوالله انه لملاك وليس بشيطان} انتهى الراوية: خديجة، خلاصة الدرجة: إسناده حسن‏، المحدّث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد 259:8 علماً أنّ الحديث مرويّ في سيرة ابن اسحق- الجزء1 والصفحة 230 وفي “تاريخ الإسلام” للذهبي ص 60 و”الخصائص الكبرى” للسيوطي ص 218 – 219 و”السيرة الحلبية” ج 1 ص 386 و”السيرة النبوية” لاٌبن هشام و”تاريخ الطبري” للإمام الطبري ج 1 ص 289 وفي كتب أخرى.

ثم انطلقت بي إلى ورقة بن نوفل بن أسد، قالت: اسمع من ابن أخيك، فسألني، فأخبرته خبري، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى (ص) ليتني فيها جذع ليتني أكون حيّاً حين يخرجك قومك، قلت: أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قال: نعم، إنه لم يجئ رجل قط بما جئت به، إلا عُودِي، ولئن أدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً،

تعليقي: امرأة تنطلق بـ «رسول من عند الله» إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل والذي رُويَ عنه أنه قال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى ص… فهل صدّق اليهود حديثاً كهذا وكأنّهم لم يعرفوا ماهية الناموس (أي الشريعة) الذي أتاهم به موسى- فيا له من تدليس على التوراة. ولقد استطاع محمد وأتباعه الضحك على بعض الذقون، أمّا على ذقن فقيه من أهل الكتاب فلم ولن! ولهذا السبب وغيره لا يزال أهل الكتاب يقدّمون من التضحيات الغالي والنفيس.

وأردف الطبري: ثم كان أوّل ما نزل عليّ من القرآن بعد “اقرأ”: “ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجراً غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون” – سورة القلم (ورقمها 68) 1-5 و”يا أيها المُدَّثِّر قم فأنذر” – المُدَّثِّر (المرقمة 74) 1-2 و”والضحى والليل إذا سجى” – الضّحى (المرقمة 93) 1-2

تعليقي- منتهياً من تفسير الطبري: أرجو ملاحظة أرقام السّوَر الثلاثة والتي ينبغي ورودها بعد سورة العلق في المصاحف، ذلك أنّ محمّداً نفسه أقرّ: (ثم كان أوّل ما نزل عليّ من القرآن بعد “اقرأ” القلم والمُدَّثِّر والضحى) فما الذي جرى مع ترتيب السّوَر وما الهدف؟ لذا أنصح بقراءة مقالة الكاتب صلاح الدين محسن المكتوب رابطها أعلى والتي أقتطف منها ما ورد في مقدمتها: {لو أنّ أباً عنده 4 من البنات والاولاد. سُئل عن أسمائهم . فذكر الثالث أوّلاً والرابع ثانياً! ثمّ الثاني ثم الثالث ذكره رابعاً! ماذا تقولون عنه؟! إما انه رجل اعتباطي.. لا يهمّ عنده ترتيب. سيّان الأوسط قبل الأكبر أو الأخير قبل الثالث..! أو انه رجل خبيث ولا ندري ماذا وراء مقصده من ترتيب أولاده هكذا.. أو انه رجل مخبول..} انتهى. قلتُ: صدق صلاح محسن وأحسن.

وأكتفي بتقديم تناقض جديد ممّا ورد في تفسير القرطبي للفقرة الأولى في سورة العلق: وقِيلَ: إنَّ أَوَّل مَا نَزَلَ “يا أيّهَا المُدَّثِّر” –
المُدَّثِّر: 1 قالَهُ جَابِر بْن عَبْد الله. وَقالَ عَلِيّ بن أبي طَالِب (رض): أَوَّل مَا نَزَلَ مِنْ الْقُرْآن “قُلْ تعَالَوا أتْلُ ما حَرَّمَ ربّكُمْ عَلَيْكُمْ” – الأنعام: 151 والصَّحِيح الأوَّل.
_____________________

** مرحباً بالتعليقات وشكراً على التفضل بالتصويت، سأردّ عليها جميعاً في هامش الحلقة التالية، في خضمّ قراءتي السورة الثانية- القلم

Posted in فكر حر | Leave a comment

سورية بعد الثورة (رفع دخل الفرد الى 20 الف دولار)

سورية بعد الثورة (رفع دخل الفرد الى 20 الف دولار)؟

طلال عبدالله الخوري

التغيير في سوريا قادم لا محالة. وكما ذكرنا في مقالات سابقة, فان استقراء التاريخ ينبأنا بان القتل والقمع لن يحفظ اي نظام من السقوط, حتى ولو تمت مساندته ببقايا حلف وارسو, وبالنسخة الايرانية للثورة الاسلامية والصين معا. طبعا, سبب سقوط الاستبداد العربي ,هو انهيار اعمدة الاستبداد الرئيسية, وهي التجهيل والعزل والتخويف, وبدون التجهيل والعزل والخوف لا يستطيع اي ديكتاتور ان يحافظ على نظامه وسيكون سقوطه حتميا, راجعوا مقالنا “آليات الاستبداد في السياسة العربية المعاصرة”. السؤال المهم هو كيف سقطت اعمدة الاستبداد هذه من خوف وعزل وتجهيل؟؟ الجواب ببساطة: ثورة الانترنت , والعولمة, والتي جعلت العالم كله كقرية صغيرة يتفاعل ويتواصل الناس فيما بينهم وكأنهم ابناء وطن كوني واحد. هذه الثورة الكونية احدثت ثورة فكرية بالعقل العربي والمسلم وغيرت من الانسان العربي وجعلته ينتفض على موروثاته التاريخية من خوف وعزل وتجهيل وهذا بالتالي نتج عنه ثورات سلمية حطمت قلاع الاستبداد السياسي العربي , ونحن نتوقع بان الخطوة التالية ستكون تحطيم جدران الاستبداد الديني المتحالف مع الاستبداد السياسي ويعيش على فتاته وعطاياه أبدا!
اذا, مما لا شك به بان الثورات العربية سبقتها ثورات فكرية غيرت من انساننا العربي وهذا دليل على ان الثورات العربية هي ثورات حقيقية بكل ما للكلمة من معنى, ولا كما يدعي بعض الكتاب ومنهم الكبار والذين نحترمهم والذين نعتوا هذه الثورات بثورات الخبز لانها لم تسبقها ثورات فكرية حسب اعتقادهم….نعم هذه الثورات ثورات نقية لا علاقة لها بالاسلاميين او اليساريين بالرغم من محاولات الاسلاميين واليساريين لخطفها ونسبها لانفسهم.
احدى نقاط الضعف بالمجتمعات العربية هو عدم وجود خبراء اقتصاديين وبنفس الوقت سياسيين قادرين على قيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية بعد نجاح الثورات, لكي يسيروا بالأمة الى الازدهار والتحضر! وهذا ما وجدناه بمصر وتونس وايضا سنجده لاحقا بسورية واليمن. فان وجد مثل هؤلاء الخبراء, وعلى قلتهم, فهم اما انهم يعملون بالغرب او ان صوتهم غير مسموع بسبب صراخ وضجيج الاسلاميين واليساريين! اما التكنقراط العرب فلم يتعودوا قط على العمل بظل الاقتصاد التنافسي الحر وقد استمرأوا على العمل بالاقتصاد الاحتكاري الحكومي الرسمي او الغير رسمي عن طرق منح المزايا الاقتصا-ية لاصحاب النفوذ والذوات.

لذلك سأحاول بهذه المقالة ان اضع خظة طريق للفترة الانتقالية, لما بعد الثورة السورية من وجهة نظر سياسية اقتصادية علمانية ومبنية على اسس علمية اقتصادية معروفة, تتبعها جميع الدول المتحضرة والمزدهرة مثل الغرب وتركيا واسرائيل.
الهدف النهائي لهذه الخطة هو رفع مستوى دخل الفرد السوري من 500 دولار سنويا الى 20 الف دولار سنويا. نحن هنا لا نتكلم عن سوبرمان وقائد ملهم وأب او نبي !! نحن هنا نتكلم عن فريق من الاقتصاديين والتكنوقراط ذوي الشهادات الرفيعة من الجامعات الغربية المرموقة ولديهم خبرات سياسة وهم وطنيون غيورون على وطنهم ومؤمنون بقدرات شعبهم ويريدون تطوير بلادهم باستخدام علمهم ومعرفتهم وخبراتهم التي حصلوا عليها من جراء عملهم بالغرب, ولا يريدون حتى اجرا , لان اجرهم الوحيد هو رؤية شعبهم يتطور ويتقدم وينعم بالسلام والازدهار..
في هذه المقالة سأقدم خطة اقتصادية وسياسية للنهوض بالاقتصاد السوري ما بعد الثورة. ببساطة, هذه الخطة هي خطة اقتصادية علمية ومتبعة في كل الدول المتحضرة والمزدهرة اقتصاديا, وتتلخص بانشاء وحدة اقتصادية على غرار الاتحاد الاوروبي بين كل من سوريا وتركيا وفلسطين واسرائيل.
قوام هذه الخطة هو الخطوات الاساسية التالية:
بناء دستور وقانون حضاري واستقلال القضاء.
تبني الاقتصاد التنافسي الحر.
الاستغناء عن الجيش وتخفيض الانفاق الحكومي الى اقل مستوى ممكن,.
خصخصة المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية الخاسرة وتبني اقتصاد السوق التنافسي الحر.
العفو عن جميع أعضاء حزب البعث عدا المسؤلين الكبار الذين اثروا بسبب مناصبهم, فيجب ان تتم محاكمتهم محاكمة عادلة!
العفو عن جميع ضباط الجيش السوري, ما عدا الضباط الكبار الذين اثروا ثراءا فاحشا من منصبهم, فيجب ان تتم محاكمتهم محاكمة عادلة!
العفو عن جميع ضباط الامن والمخابرات ما عدا الضباط الذين اثروا ثراءا فاحشا , فيجب ان تتم محاكمتهم محاكمة عادلة!!
العفو عما مضى ومعاملة جيع السوريين بمختف مشاربهم وقومياتهم واديانهم معاملة متساوية, واحترام حقوق الانسان السوري.

خطة طريق لقيادة سوريا لفترة انتقالية بعد نجاح الثورة.

الولايات المتحدة الاميركية, اوروبا, اليابان, اسرائيل وتركيا وجميع الدول المزدهرة اقتصاديا وعلميا, تم بنائها جميعا ويتم تسييرها جميعا على قاعدتين اساسيتين لا ثالث لهما وهما: القضاء المستقل والدستور العلماني المتحضر الذي يحرص على تبني اقتصاد السوق التنافسي والذي يجرم الاحتكار, فقط لا غير. هذان العنصران , القضاء المستقل والدستور المتحضر, كافيان لقيادة اي بلد واي شعب الى الازدهار الاقتصادي والتقدم العلمي والثقافي والاجتماعي والفني وهذا ما اثبته العلم وهذا ما اثبتته التجربة العملية في جميع الدول المتحضرة.
ذكر ونستون تشرشل بسيرته الذاتية, بان احد المستشارين خاطبه متشائما مما يجري ببريطانيا من فساد, تسبب بأضرار على وطنهم الذي يحبون ويجلون !.. فأجابه تشرشل: وهل القضاء فاسدا ايضا؟؟.. فأجابه المستشار بأن القضاء مستقل ونزيه كالعادة… فأجابه تشرشل: اذا بريطانيا بخير ولا داعي للتشاؤم !!… اي بجملة بسيطة لخص تشرشل كيف يتم تسيير اي بلد باقتدار, وهو القضاء النزيه والمستقل والدستور والقانون المتحضر فقط لا غير ولا شئ اكثر من هذا, وعندما يكون هناك قانون وعدل فان الناس تعمل وتنتج وتتطور وتزدهر. وهذا بالضبط ما كان ينقصنا بسورية وهو القضاء العادل والدستور الاقتصادي المتحضر.

الدستور والقانون واستقلالية القضاء

بعتبر كل من الدستور والقانون واستقلالية القضاء, الاعمدة الاساسية لنجاح اي دولة وازدهارها , وهي نقطة البداية التي تنطلق منها والضامن لكل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية.
يجب التأكد من ان القرارات القضائية هي قرارات حيادية وغير خاضعة لنفوذ الفروع الحكومية الاخرى كالسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية,أو لنفوذ المصالح الخاصة أو المصاح السياسية.

يمكن تلخيص استقلال القضاء بمقولة لادوارد جيبون صاحب كتاب ” اضمحلال وسقوط الامبراطورية الرومانية ” والتي تعود إلى عام 1776، :”أن مزايا أي دستور حر تعدو بلا معنى حين يصبح من حق السلطة التنفيذية ان تعين اعضاء السلطة التشريعية والقضائية”.
نلاحظ بان جميع دساتير العالم المزدهرة اقتصاديا وعلميا واجتماعيا متطابقة فيما بينها , لذلك وكما يقال لا حاجة هنا لاعادة اختراع العجلة وكل ما علينا فعله هو تبني احد الدساتير والقوانين المعروفة بتطورها كالقانون البريطاني أوالاميركي والعمل بها. وهنا يجب ان نستعين بالخبرات الغربية في هذا المجال اذا لم يكن هناك كوادر سورية لها الخبرة في مجال القضاء المستقل والمتطور. وهنا يجب ان نؤكد على تبني الدستور والقانون كما هو وبدون تعديل وبعيدا عن خرافة خصوصيتنا العربية والاسلامية, لأنه في بلاد الغرب يعيش مئات الملايين من المسلمين ولم تتأثر خصوصيتهم العربية او الاسلامية باي شئ سلبي وعلى العكس فقد تطورا وازدهروا بجميع المجالات.

الاستغناء عن الجيش وتخفيض الانفاق الحكومي الى ادنى مستوى ممكن

الإنفاق العسكري, وهو من الإنفاق غير المنتج , وله تأثيرات سلبية على التنمية الاقتصادية ومن الأفضل أن يتم توجيه هذا الانفاق الضائع إلى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق أهدافها, فعلى سبيل المثال, دأبت اليابان على تخفيض إنفاقها العسكري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتم التركيز على تنمية قطاعاتها الإنتاجية المدنية فوصلت إلى درجة متقدمة من التطور التكنولوجي والإنتاجي المدني. هناك من يقول بأن للإنفاق العسكري أثر إيجابي على توظيف العمالة والموارد وتطوير التكنولوجيا والأبحاث وبالتالي المساهمة بالنمو الاقتصادي, ويستشهد على ذلك بالتجربة الأمريكية التي توظف الكثير من الموارد الطبيعية والبشرية في القطاعات العسكرية .صحيح أن هنالك تشغيل لجزء كبير من العمال والموارد, لكن إنتاج هذه الموارد يتركز في الإنتاج العسكري اما فائدته بالنسبة للإنتاج المدني في مجال تطوير التكنولوجيا فهي محدودة للغاية . ومع أن تطوير الأبحاث أمر صحيح بالنسبة للدول المتقدمة لكنها قد تكون معدومة بالنسبة للدول النامية التي تستورد التكنولوجيا العسكرية ولا تقوم بتطويرها .
اي انه في الحكومة السورية بعد الثورة يجب ان تقتصر وظيفة الدولة على الحد الأدنى وأن تضمن الأمن والقضاء والدبلوماسية. , اما ما تبقى من الامور وخلافه فهو حصريا من اختصاص القطاع الخاص ولا تتدخل الدولة على الاطلاق في الشؤون الاقتصادية او الاجتماعية والتي يجب ان يترك للمنافسة من خلال الاسواق المحلية وهي التي تحدد الاجابات على التساؤلات التي يطرحها اي نظام اقتصادي, وهذه التساؤولات هي : ماذا وكيف ولمن ننتج في ظل السياسات الاقتصادية الكلية والجزئية والتي تحدد البينة التي تجري فيها التفاعلات بين المتعاملين في اطار هذه التساؤلات الثلاثة.
يجب ان يقتصر الانفاق الحكومي على رواتب موظفي الحكومة اللازمة لتسيير البلد كاعمال الشرطة لاستتباب الامن اللازم لكي يعيش المواطنون بأمان وسلام وضمان الاجواء المناسبة للانتاج وازدهار السوق والاقتصاد, والانفاق على المرافق ووزارات الدولة الاساسية, وعلى القضاء والحرص على استقلاليته.

اقتصاد السوق التنافسي

قبل السبعينات كانت الحكومات تتبنى حماية الصناعات المحلية من المنافسة العالمية , ولكن الابحاث العلمية في الاقتصاد اثبتت بان تحرير الاقتصاد واخضاعه للمنافسة العالمية يعود بمنافع اقتصادية اكبر مما تكون عند حمايته من المنافسة, حيث ان المنافسة تقود االى تحسين نوعية السلع وتخفيض اسعارها . لذلك , منذ أواخر السبيعينات بدأت الدول التحول نحو سياسات التحرير الاقتصادي والانفتاح على الاقتصاد العالمي وازالة الحواجر امام التجارة الخارجية وتدفق رؤوس الاموال, وتم تعديل قوانين معظم بلدان العالم لكي تواكب هذا التحول في الفكر الاقتصادي , وهكذا بدأ التنافس الاقتصادي بين الدول لجذب رؤوس الاموال وايجاد لااسواق العالمية لصادراتها .
وبذلك يؤمن التنافس العالمي اعادة توزيع عوامل الانتاج لزيادة المنتج والحصول على حجم اكبر. حيث ان كفاءة الانتاج تستوجب تساوي نسب الانتاج الحدي لعوامل الانتاج في جميع السلع المنتجة, بحيث يكون سعر السلعة مساو للتكلفة الحدية لانتاجها.
وحسب تعريف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فان المنافسة هي الدرجة التي يستطينع البلد في ظل أسواق حرة وعادلة, انتاج السلع والخدمات التي تنجح في اختبار الاسواق الدولية, وفي الوقت نفسه المحافظة على توسيع الدخل الحقيقي للمواطنين على المدى البعيد.
وبما أن الثروة ترحل الى حيث يرحل ويتجمع البشر, فيجب ان نشجع على فتح البلاد لعودة المهاجرين السوريين ولاستقدام مهاجرين من اصحاب الكافآت للمساهمة ببناء سورية ومنحهم الجنسية السورية اسورة بالبلدان الغربية

تحرير الاراضي المحتلة

بخطتنا الاقتصادية لدينا مشروع اقتصادي لتحرير جميع الاراضي المحتلة من قبل اسرائيل او تركيا. هذا الحل الاقتصادي يسابق الزمن, ويحقق لسوريا ما يمكن ان يحققه الغير بعد اكثرمن 100 عام , ويتضمن الحل بقيام وحدة بين سوريا وفلسطين واسرائيل وتركيا بسوق اقتصادية تنافسية واحدة وتوحيد العملة بين هذه الدول على غرار الوحدة المتبعة بالسوق الاوروبية المشتركة, وبهذه الطريقة: يتم تحرير الاراضي المحتلة من دون اراقة اي نقطة دم , والاكثرمن ذلك يتم تحقيق الازدهار الاقتصادي للجميع, حيث تكون الحدود مفتوحة بشكل طبيعي بين هذه الدول , اما الحكومات فهي تكون منتخبة محليا وتدخلها بالحياة الاقتصادية والاجتماعية بالحد الادنى الممكن . اما المواطنون الذين نزحوا من الاراضي المحتلة فيمكن ان يعودوا ويعيشوا حيثما يشاؤن كما هو الحال في الدول الاوروبية.
وبهذه الطريقة , سيشعر الشعب اليهودي بالآمان بين جيرانه السوريين والفلسطينيين واللبنانيين, وبذلك ستستفاد اسرائيل من هذا الأمان, بتخفيض نفقاتها التسليحية الى الصفر, مما يساهم باستثمار الاموال التي تصرفها على التسليح بمشروعات اقتصادية تعود بالمنفعة والازدهار لكل شعوب المنطقة بما فيها الشعب اليهودي.
وبهذه الطريقة, سيتم زيادة توسيع السوق لهذه المنطقة بزيادة عدد المنتجين والمستهلكين, مما يؤدي الى انخفاض اسعار السلع المنتجة ورفع نوعيتها مما يعود بالفائدة الكبرى على جميع سكان هذه المنطقة من يهود وعرب وسوريين واكراد.
وبهذه الطريقة يستفاد الشعب السوري من خبرة السوق التنافسي الاسرائيلي والتركي , ويتم الاستفادة ايضا من خبرات الجامعات الاسرائيلية والتركية الراقية والبحث العلمي الاسرائيلي المتظور, ناهيك عن الااستفادة من الصناعة والزراعة الاسرائيلية المتطورة, الى جانب الاستفادة من النظام البنكي والمالي الاسرائيلي والتركي المتطورين. وهناك ايضا فائدة اضافية لسورية من حيث ان حدودها اصبحت مع مجاورة لاوروبا.
من هنا نرى انه بالاستغناء عن الجيش السوري , لعدم الحاجة له بعد الآن , وبتخفيض الانفاق الحكومي لادنى درجة ممكنة, وبخصخصة المصانع والشركات والمؤسسات الحكومية الفاشلة والخاسرة, وبالاعتماد على توسيع السوق بواسطة انشاء وحدة اقتصادية مع كل من اسرائيل وتركيا المتقدمتين اقتصاديا, يتم رفع مستوى دخل الفرد السوري من 500 دولار سنويا الى 20 الف دولار سنويا, وبحسبة بسيطة : فاذا كان عدد سكان سورية حوالي 25 مليون نسمة, نضربه 20 الف دولار فينتج لدينا مجموع الدخل الذي يمكن ان ينتجه المواطنون السوريون وهو 500 مليار دولار سنويا, وهذا المبلغ هو ما تخسره سوريا سنويا من جراء استمرار هذا النظام الحالي بالحكم, وهذه الخسارة ناجمة عن طريق الفساد, والهدر, وسوء الادارة والحكم, واخيرا الهدر على أمن النظام المكلف جدا على جيبة المواطن السوري.
وبهذه الطريقة ايضا يتم تحرير جميع الاراضي المحتلة, بطريقة حضارية اقتصادية و بدون اراقة اي نقطة دم واحدة, وتتم عودة المهجرين من فلسطينيين ومن اهالي لواء اسكندرون الى اوطانهم اذا رغبوا بذلك ويتم تسخير جهود كل الناس للنهضة الاقتصادية التي تعود بالفائدة على الجميع من سوريين واتراك وفلسطينيين واسرائيليين. وبهذه الطريقة أيضا يتم تطوير الجامعات والعلم والابحاث العلمية ونلحق بالركب الحضاري ونصبح فاعلين بالحضارة الانسانية. وعندها فقط تخرج سورية من عار البداوة التي لحقت بها منذ 1430 سنة وتعود الى اصولها الحضارية التي قدمت للعالم ارقى الحضارات وقدمت للعالم اهم ثورة علمية بالتاربيخ وذلك باهدائها للبشرية اول ابجدية بالتاريخ , هذا كله بدلا من ان نكون عالة على المجتمع الدولي كما هو وضعنا الحالي , واكثر ما نفعله هو انتاج شخصيات مثل اسامة بن لادن او نقوم بمظاهرات همجية بسبب الحجاب او حرق القرأن وخلافه من سخافات.
وبهذه الطريقة تخرج جميع الاطراف رابحة . فالسوري ينعم بزيادة الدخل والحرية والازدهار والتركي ينعم بزيادة الدخل والاسرائيلي ينعم بالأمان والازدهار.
وفي الختام يمكن اعتبار هذا المقال كبرنامح انتخابي لقيادة سورية في المرحلة الانتقالية بعد تغيير النظام .
اذا لدي مشروع لقيادة وطني سوريا, يحل مشكلة السلام مع اسرائيل بطريقة مثلى, يحل مشكلة وطن للفلسطينيين بشكل مثالي, يزيد من دخل المواطن بشكل كبير يحسن الاقتصاد والعلم وكل مجالات الحياة من حياة اجتماعية وفنية وننعم بالرقي والتحضر

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

الضحيّة وعقدة -كيس الحاجة-!!!

الضحيّة وعقدة -كيس الحاجة-!!!

وفاء سلطان

نعم، ليست وفاء سلطان ولا غيرها فوق النقد، شرط أن يكون نقدا وليس شتيمة مقنّعة أو محاولة لهتك سمعة!النقد يجب أن ينطلق من رغبة ملحّة وصادقة في تصحيح الخطأ وإيجاد البديل.هو أعلى مراحل الكتابة ولا يستطيع أن يرتقي إلى مستواه إلاّ كاتبا عملاقا تعلم كيف يقرأ قبل أن يتعلم كيف يكتب.
النقد يختلف عن غيره من فنون الكتابة، إنه مهمة تضع صاحبها أمام مسؤولية أكبر بكثير من مسؤولية الكاتب العادي، وتطالبه أن يملك عقلا قادرا على التحليل والمقارنة، ووقتا كافيا للقيام بهما.
عندما يقرأ أحد مقابلة لكاتب، ويريد أن يعقب عليها أو يبدي فيها رأيه، هذا أبسط حق من حقوقه وأنا أول من يحترم ذلك الحق.
لكن لا يحقّ له أن يسمي رأيه نقدا، مالم يلتزم بقواعد النقد كعلم وفن، ومن أبسط تلك القواعد أن يذكر شيئا مما قاله الكاتب كي يبرهن على صحة ما يصدره بحقه من أحكام.
التفريق بين النقد وبين إبداء الرأي لا ينتقص من قيمة أي منهما، ولكنه يرسم حدودا واضحة وضرورية بين علم له أصوله وبين ممارسة حق ليس على صاحبه أن يتلتزم بحرفية تلك الأصول.
تماما كالفرق بين زائر لمعرض صور وبين خبير في فن الرسم.من حق الأول أن يبدي إعجابه أو اشمئزازه من لوحة ما، لكنه لا يملك القدرة على تحليل خطوط وألوان اللوحة وتداخلاتها ومدى انسجامها، كما يفعل من غاص في بحر ذلك الفن؟!
النقد يعكس معرفة وأخلاق وصدق نوايا الناقد.
منذ فترة ترك قارئ تعقيبا على إحدى مقالات الدكتور كامل النجار، وردت فيه عبارة “وفاء سلطان تؤمن بأن المسلمين أفضل من
الإسلام”،فردّ الدكتور النجار على التعقيب بدقة ووضوح وأدب منقطع النظير، بما معناه:(لا أتفق معها، فعندما يمتلك المسلمون الوسائل اللازمة لن يتورعوا لحظة عن تطبيق الإسلام بحذافيره) وطبعا، كتابات السيد النجار تعكس حقيقة الإسلام بالتفصيل، وتعكس مفهوم المسلمين له.
منذ لحظتها وأنا أكرر عبارته ـ بعد أن تخليت عن قناعتي السابقة ـ في كل محفل أتواجد فيه.أنا من أكثر الناس قبولا للنقد عندما يأتي الناقد بالأدلة والبراهين الكافية، ومن أكثر الناس تشربا للفكر الواضح والصادق!
لا أعتقد بأن أحدا في تاريخ العرب قد ارتقى إلى مستوى هذا الفن، عندما يتعلق الأمر بنقد الأعمال الفنيّة للآخرين بموضوعية عقلانية.
لأنه في بيئة قمعية لا يمكن أن يكتسب الإنسان القدرة على النقد بعيدا عن التجريح والإيذاء، إضافة إلى أنه لا يدرّس في أي مرحلة دراسية.
ابنتي لم تتجاوز العشرين بعد، منذ شهرين وهي تعمل على بحث جامعي سيكون موضوع مناظرة بينها وبين طالب آخر.الموضوع
يتعلق بالسن القانوني للحصول على شهادة القيادة.هي تقول: يجب ن يكون في السادسة عشر، والطالب الآخر يقول: يجب أن يكون في الثامنة عشر.شهران وهي تشتغل على هذا البحث، شهران لم تنم خلالهما لمدة يومين نوما طبيعيا، قابلت خلالهما أكثر من عشرين
شخصا من رجال الأعمال والمحامين والعاملين في سلك القضاء والموصلات ورجال البوليس وآباء لمراهقين بين الـ 16 والـ 18، وسجلت آرائهم لتدعم موقفها بالأدلة الكافية.
الغاية من تلك المناظرة أن يصل الجميع إلى قناعة مشتركة، وتكون تلك القناعة أساس لوضع قوانين تخدم الوضع العام.ابنتي ومؤيدوها يؤمنون بأن شهادة القيادة يجب أن تمنح عندما يبلغ الإنسان الـ 16، وهم يبنون حجتهم على أساس أن السن المسموح به للعمل هو الـ 16، فكيف سيصل الشباب إلى عملهم ماداموا لا يقودون سيارة، وخصوصا عندما يتعلق الأمر ببعض الولايات حيث لا يوجد شبكات للنقل الداخلي، وعلى كل إنسان أن يملك سيارة.
أصابني الذهول عندما اطلعت على الأرقام والحقائق التي حصلت عليها، والتي تعكس هذه المشكلة من كل جوانبها.أكبر قوة للأيدي العاملة في أمريكا هي الشباب بين الـ 16 والـ 18، وأكير قوة استهلاكية هي تلك الفئة من الأعمار أيضا.
هل تستطيع أن تتخيل حجم الخسارات التي سيتعرض لها الإقتصادالأمريكي في حال عدم قدرة هؤلاء الشباب للوصول إلى أماكن عملهم وأماكن تسوقهم؟!! أما الطالب الآخر ومؤيدوه فيؤمنون بأن السن القانوي للقيادة يجب أن يكون الـ 18، ويدعمون موقفهم بالتقارير التي تصدر عن الأبحاث الطبية، والتي تؤكد أن دماغ الإنسان بين الـ 16 والـ18 غير قادر على ضبط إشكالات السير، الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من حوادث السير المفجعة.
لكل طرف حجته، ولكن الغاية واحدة وهي الوصول إلى وضع أفضل!
هكذا يكتسب الإنسان في العالم الحرّ قدرته على التحليل والمقارنة، وهكذا يتعلم أصول وأخلاق المناظرة.أما الذين يعتبرون أنفسهم “نقادا” في بلادنا، فلم يرتقوا كثيرا فوق مستوى مشاحنات أم محمد وأم حسين في أزقة الحي، وفشلوا في أن يتجاوزوا الدوافع النفسية الخفية التي تقبع في اللاوعي عندهم، والتي كانت وراء تناولهم لهذا الكاتب أو ذاك.
………………..
تصلني مئات المقالات شهريا، وأقرأ منها ماهو قابل للقراءة ويسمح به وقتي. أتفق مع بعضها وأختلف مع بعضها الآخر، ولكن لم أشأ يوما أن أنصب نفسي ناقدا لكاتب!
لم أفعل ذلك لسبب بسيط، لا أعتقد بأنني أمتلك ناصية هذا الفن ولا أمنح نفسي حق التطفل على علم لا أجيده، رغم اطلاعاتي الواسعة على معظم كتاب ونقاد أمريكا المعروفين.
العربي عموما ـ والمثقف خصوصا ـ لم يتعلم يوما أن يقول “لا أجيد فعل هذا أو ذاك”! هو ـ وعلى رأي المثل الشعبي ـ مسبّع الكارات، وكثير الكارات قليل البارات!
لقد تناولت بعض الكتاب الذين أساؤوا لي شخصيا، ولا أعتبر ردي عليهم نقدا، بقدر ما أعتبره تفنيدا لأكاذيبهم وصدا لإساءتهم، وهذا حقي!
عندما فعلت ذلك ذكرت بالتفصيل ما قالوه وذكرت بالتفصيل موقفي منه، فعلت ذلك إحتراما لمهنة الكتابة التي أزاولها وأقدّسها.
أما عدم ممارستي للنقد ـ بالمعني الحقيقي له ـ واعترافي بعدم امتلاكي لناصيته فيعكس قدرتي على الإعتراف بنواقصي، وهي قدرة لا يملكها إلاّ من يثق بنفسه.
الطفيليات التي تقتات على فتات هذا الفن الجميل وذي الهدف النبيل، قد تنتعش آنيّا على حساب مبدع، لكنها سرعان ما تفطس عندما يستمر هذا المبدع في إبداعه غير آبه بنقيقها!
أكتب مقالة وتختفي من على صفحات الموقع بلمح البصر، لأعود بعد شهرين فأرى عدد زوارها قد تضاعف عدة مرات.
ويكتب الواحد منهم مقالة تبقى دهرا، ثم تختفي إلى الأبد مع رصيد مخجل من الزوار والتعليقات.أكتب وإياهم في موقع يساري ماركسي، يشترك فيه أكثر من ألفيّ كاتب وكاتبة ويأمّه ملايين القراء.
يشعرون بالخجل والإحباط أمام هذا الكم الهائل من الكتاب والقرّاء، فلا يجدون ـ أمام إحباطهم ـ ما يقولونه سوى أن زمرة من “الطبالين” تهلل لوفاء سلطان، وفي ذلك إساءة بالغة لمن يكتب في ذلك الموقع ولمن يقرأه! مادام “الطبالون” فقط هم من يهلل لكتاباتي، يبقى السؤال: لماذا لا تهلل البقية من القرّاء والكتاب لكتاباتهم؟!!
لقد قلت مرارا وتكرارا، وها أنا أكرر قولي: أن العرب لا يقرأون لأنهم لا يجدون ما يقرأونه.الأزمة أزمة كاتب وليست أزمة قارئ، وعدد الزوار والتصويت والتعليقات في موقع “الحوّار المتمدن” يعكس تلك الحقيقة بوضوح يضاهي ضوء الشمس!
يجب على الكاتب أن يتناول تلك الإحصائيات بجدية كي يُدرك أبعاد الوسط الذي يعمل فيه، ولكي يُدرك التأثير الحقيقي الذي تتركه كتاباته على ذلك الوسط.
أعرف تأثير كتاباتي على الذين يعارضونني ويقرأونني في حقيقة الأمر أكثر ممن يؤيدني، أعرف ذلك لأنني أغوص في عمق الوسط الذي أعمل فيه وأرى بالعين المجردة ما يقدرون هم على رؤيته ولكنهم يرفضون الإعتراف به!الأرقام تتحدث، هذا ما أثبته علم الإحصاء، وأنا كعادتي ألتزم بما يثبته العلم في أي مجال.
معرفتي بقوة هذا التأثير وبأهميته هي التي تحفزني لكي أستمر، ومعرفتي بالدوافع النفسية التي تكمن وراء من يتناول كتاباتي تساعدني على المضي قدما فيما عزمت عليه.
…………………………..
لكل كاتب أفق، وكما تميّزه بصماته يميّزه ذلك الأفق.على الناقد أن يتناول مايراه الكاتب ضمن حدود أفقه، لا أن ينهال عليه قدحا لأنه عجز عن أن يرى ماوراء ذلك الأفق!لم أختص يوما في علم الإقتصاد، ولا أعرف الكثير عنه، وهذا ليس عيبا!لم أختص يوما في علم الإجتماع، وقد لا أعرف الكثير عنه، وهذا ليس عيبا!كنت ـ ولم أزل ـ الأجهل في علم السياسة ـ وتلك أحب ميزاتي إلى نفسي!تبحرت في علم النفس، وهو اختصاصي، وكل ما أكتبه لم يخرج يوما عن الأفق الذي حدده لي ذلك الإختصاص.
كل أفق محدود، وأنا أعترف بمحدودية أفقي وأعتز بها لأنها تساعدني على التركيز، وتزيد من مهارتي فيما تخصصت به، وأترك لغيري المجال كي يختص في تسبيع الكارات!
أقول لهم من وحي معرفتي ببواطن النفس ـ على سبيل المثال ـ: كل إنسان هو الإله الذي يعبده، فالإنسان في وعيه وفي حيّز اللاوعي عنده، يسعى ليكون مثله الأعلى، والإله دوما هو المثل الأعلى للإنسان! فيردّون علي بقولهم: ولكن بوستافافو ـ وربكم يعلم من هو هذا
البوستافافو، يذكرونه وكأنه ابن عمهم ـ قال بالألمانية: “إن المتغيرات الميتافيزيكية تفرض على الواقع الديالكتيكي ما يؤثر على منهجية الرؤية التناسقية ”
لا أفهم هلوساتهم ولا أعتقد هم يفهمون! كلهم يجيدون الألمانية والإنكليزية والفرنسية، ناهيك عن الروسية، وكلهم ألفوا كتبا ترجمت لأكثر من عشرين لغة، وكلهم يدخنون السيكار الكوبي، وكلهم خبراء في مذاق الكافيار وتاريخ الفودكا، وكلهم دفعوا ثمن مواقفهم وقضوا سنوات في سجون الحكام!
أما وفاء سلطان فهي عميلة أمريكية، وتشتغل لحساب الـ إف بي آي والـ سي آي إن، ويعرف كلّ منهم تفاصيل علاقاتها مع اليمين الأمريكي واللوبي الصهيوني.
ليس هذا وحسب، بل هي طائفية لأنها لم تتطرق يوما لنقد النظام الطائفي في سوريا.وقصدهم حرفيا: هي علويّة وبشار الأسد علوي،
والعمى الطائفي يمنعها من أن ترى جرائمه!
يريدون، ومن خلال قدحهم، أن ينتقموا لسنوات عمرهم الضائعة في سجون بشار الأسد، يريدون أن ينتقموا من وفاء سلطان باعتبارها هي الأخرى علويّة وترفض أن تتناول جرائم الأسد(!!!).
هذه هي الدوافع النفسية الخفية، والتي تستقر في اللاوعي عندهم وتدفعهم لتلفيق الأكاذيب والإفتراءات بحقي!
…………………………
من خلال مقابلة واحدة حكم عليّ أرعن بأنني لا أتناول سياسة الأسد، والسؤال: أين هي كتاباتهم التي فضحت سياسة الأسد، كما
فضحها مقالان لي، اختصرت فيهما كل ما يمكن أن يقوله مواطن شريف رزح تحت حكم الطاغية لمدة ثلاثة عقود من عمره؟!!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=95268
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=96192

لم أكتب ضد بشار الأسد من منطلق سياسي، وإنما من منطلق حبي لوطنٍ مازال يعيش في عمق وجداني.لماذا يريدونني ـ لو غضضنا النظر عن خسة القصد ـ أن أتناول النظام الحاكم في سوريا من منطلق مواقفه الطائفية، ولا يُلام أحد من الكتاب لعدم تناوله النظام الطائفي في أي بلد عربي آخر؟!! لا يوجد حاكم في تاريخ الإسلام إلإ ـ كأي رئيس عصابة في التاريخ ـ وأحاط نفسه بشرذمة من الطواغيت، وهو يختار تلك الشرذمة إما على أساس ديني أو طائفي أو قبلي أو عشائري، فلماذا يكيلون لوفاء سلطان بكيل ولبقية
الكتاب بكيل آخر؟!!
لقد انتقدت الإسلام بضراوة، لكنني لم أتناول يوما أحدا من الخلفاء (غير) الراشدين، ولم أتناول يوما أحد الصحابة، فأنا لا أضرب الأفعى إلاّ على رأسها!عندما يسقط محمد كديكتاتور سيسقط معه كل ديكتاتور في تاريخ الإسلام قديمه وحديثه!
لماذا يريدونني أن أتناول المواقف الطائفية لبشار الأسد، ويزعقون عندما أتناول الحديث المحمدي: اطع الحاكم حتى لو ضربك بالسوط على ظهرك وسرق مالك؟!!هذا الحديث هو الذي أنجب بشار الأسد قبل أن تنجبه طائفته!والبرهان على ذلك، أنه أنجب أيضا صدّام حسين وحسني مبارك والبشير والفهد وآلاف الديكتاتورين الآخرين.
في السعودية يقطعون يدك لو وجدوا فيها إنجيلا، فلماذا لا ينتقدون المواقف الطائفية للعائلة المالكة؟!!في مصر تهدر دماء الأقباط وتخرّب ممتلكاتهم على مرأى من رجال السلطة، فلماذا لا تطالبون الكتاب السنة بتناول الممارسات الطائفية لمبارك؟!!
أمّا البشير فلا داعي لأذكر شيئا عنه، فسمعته “العطرة” شقت الآفاق!!لا أعتقد بأن الشرذمة التي كانت تحيط بصدّام حسين حوت من الشيعة أكثر مما تحوي الشرذمة التي تحيط بالأسد من السنة، فلماذا لا يُطالب كاتب عراقي سني بتناول المواقف الطائفية لصدام؟!!
غريب عجيب هذا الإفلاس الوجداني!!
إن الشعب الذي يؤمن بأن عليه أن يطيع حاكمه حتى ولو ضربه على ظهره، لهو شعب عاجز على أن يغيّر ذلك الحاكم، والشعب الذي لا يستطيع أن يغيّر حاكمه لا يستحق غيره!إذن، علينا أن نعيد تأهيل الشعب في محاولة جادة لتغيير حكومته.
…………………….
عندما نقول لهم: لا نفهم ما تكتبون، يردون: نحن نكتب للـ “نخبة”!هذه النخبة أوهمتنا بأن الخلل في الحاكم، وتغاضت عن إعادة تأهيل شعب مهووس بتعاليم متخلفة حتى نخاع عظمه!
منذ الخمسينيات لم تستطع تلك “النخبة” أن تتجاوز ثرثرات المقاهي، وحاولت جاهدة أن تبرمج الجيل الشاب على أنهم مناضلين من الطراز الأول، وعلى أنهم يدفعون ثمن نضالهم سنينا في سجون الديكتاتور،علما بأن الديكتاتور يخاف من صرصور في مطبخه أكثر مما يخاف من أكبر “مثقف” في تلك النخبة! لي صديقة، كان خالها رجلا بسيطا ويجني لقمة عيشه من بسطة لبيع الجوارب في أحد أزقة سوق الحمدية بدمشق.أحد الأيام باع كل الجوارب ولم يبق في حوذته إلا واحدا، فراح يصيح: آخر بيعة…آخر بيعة!بالصدفة الملعونة، حدث ذلك في نفس اليوم الذي كان فيه الشعب السوري “يبايع” الأسد للأبد، بعد أن ملّ من إعادة انتخابه كل سبع سنوات، وكانت اللائحات تملأ شوارع المدن: “بايعناك للأبد يا حافظ الأسد”!وبالصدفة الملعونة أيضا، كانت تمرّ بجواره دوريّة من بصاصيّ الأسد، فألقوا القبض عليه، وساقوه من رقبته كما يساق خاروف إلى مذبحه، وهم يبصقون في وجهه: آخر بيعة….من تقصد يا كلب؟!!
لم تره عائلته إلا بعد عدة سنوات، لم أعد أذكر عددها! يعتبر هذا الإعتداء جريمة بحق الإنسانية بكل مقاييس الأخلاق، جريمة تعكس
ـ بلا شك ـ وحشية الديكتاتور، ولكنها لا تبرهن على أن الضحية مثقف من الطراز الأول!

سنوات السجن التي قضاها بعض أفراد “النخبة”، تعكس إجرام الأسد لكنها لا تعكس ـ بالضرورة ـ مستوى نضالهم الثقافي، وإلا أين إنجازاتهم الثقافية التي تحاول أن تحرر شعبا من هوسه الديني وترفعه إلى مستوى عقلاني؟!!
بائع جوارب، مع احترامي لكل بائعي الأرض، قد يكون أصدق من أصدق مثقف في “نخبة” لم نجنِ من ثرثراتها شيئا!منذ الخمسينيات وهم يثرثرون…..ازداد الهوس الديني وازداد التعصب وازداد الإرهاب، واليوم هم يتصدون لي انتقاما لعمر ضائع وجدوا أنفسهم على مشارفه بخفي حنين!
………………
الأنكح من ذلك، عندما ينطّ مسيحيٌّ من تلك النخبة خارج حدود خندقه “النضالي” ليدافع عن تاريخ الإسلام على حساب وفاء سلطان
باعتبارها طائفية وأُحادية النظرة، فهي لا تتناول الأديان الأخرى وترفض أن تتناول المواقف الطائفية لبشار الأسد!!!
موقفي من المسيحيين والمسيحية يعرفه القاصي والداني، والذين يحاولون أن يدخلوا بين وبينهم سيجدون أنفسهم مهروسين بين المطرقة
والسندان!لقد وقع بعض أفراد الأقليات التي عانت خلال التاريخ الإسلامي من الإضطهاد ضحية عقدة النقص، وضحية عقدة أخرى سأشرحها بالتفصيل لاحقا (وهذا بيت القصيد)!
تتشكل عقدة النقص في سنوات العمر الأولى، إذ يلاحظ الطفل الذي ينتمي إلى الأقلية المضطهدة بأنه يُعامل من قبل المجتمع بطريقة تختلف عن كيف يعامل الطفل الذي ينتمي إلى الأكثرية، ويعجز عقله الغض أن يفسر سرّ ذلك التمييز وتلك المعاملة المهينة.
مع الزمن تتشكل لديه قناعة بأن الخلل يعود لسبب فيه وليس في المجتمع نفسه، إذ لا يعقل أن تكون الأكثرية على خطأ وهو على صح!تسلبه تلك القناعة ثقته بنفسه، وتولّد لديه كرها لذاته، وتزداد حدّة مع الزمن لتسيطر لاحقا على جميع سلوكياته.
شاعت الماركسية أكثر ما شاعت بين صفوف الأقليات المسيحية والعلوية والكردية، نظرا لحجم المعاناة التي عاشتها تلك الأقليات.
شاعت بين صفوفهم لأنها حملت لهم أحلاما وردية، وأملوا أن يجدوا لديها مهربا من الإضطهاد الديني والطائفي والعرقي الذي تعرضوا له. وشاعت بينهم أيضا عقدة النقص، إذ كانوا ولا يزالون يعانون من تلك العقدة ومن آثارها المدمّرة بدرجة أو بأخرى!ليس هذا وحسب،
فالإضطهاد في أحيان أخرى يولّد اضطرابا نفسيا آخر لا يقل إيلاما، تشعر من خلاله الضحية بأنها ملزمة بالدفاع عن الجاني حتى الإستماتة!يُطلق على هذا الإضطراب النفسي اسم

Stockholm Syndrome

، أي (عقدة استوكهولم).أول من وضع هذا الإصطلاح كان الطبيب السويدي المختص في الأمراض النفسية وفي علم الجريمة

Nils Bejerotk

، وكان ذلك في عام 1973 عندما قامت مجموعة من اللصوص باقتحام بنك في إحدى مقاطعات مدينة استوكهولم واحتجاز عدة رهائن.صوبوا مسدساتهم إلى رؤوس الضحايا وهددوا باطلاق النار، واستمر ذلك الحصار حوالي اسبوع.نجح البوليس السويدي لاحقا في تحرير الرهائن وألقوا القبض على الجناة.في المحكمة حاول الضحايا بكل ما اؤتيوا من قوة
أن يدافعوا عن الجناة ووصفوهم بالرحماء!من خلال دراسته لتلك الظاهرة الغريبة استطاع الدكتور

Bejerotk

أن يعرّف ذلك الإضطراب النفسي ويضع اسما له.منذ يومها والعلماء يجرون المزيد من البحوث التي تخص تلك العقدة ويضفون معلومات جديدة.بناء على ذلك، تمّ تفسير الكثير من الحوادث الذي وقعت قبل الوصول إلى فهم تلك الظاهرة ودراسة أسبابها، ومن أهم تلك الحوادث حادثة اختطاف السيدة الأمريكية
Mary McElroy

، في عام 1934 والتي صارت قصتها موضوعا للفيلم الشهير

Kansas City.
كان والد ماري حاكم مدينة كنساس عندما اختطفها عدة أشخاص وطالبوه بدفع مبلغ كبير وإلا سيقتلوها.تمكن البوليس من تحريرها لاحقا، وقبضوا على الجناة.أثناء المحاكمة دافعت ماري عنهم ووصفتهم بالرحماء، واعتبرت نفسها مدينة لهم بالحياة، ولكن القاضي لم يأخذ بكلامها وتمّ إعدامهم لاحقا.لم تستطع ماري أن تتحمل الإحساس بالذنب، فقتلت نفسها عام 1940.
………….
أحيانا تتناول الأمثال الشعبية العربية حقائق كثيرة مثبتة في علم النفس، والمثل الشعبي الذي نتداوله في سوريا “القط يحبّ خناقه” يجسد “عقدة استوكهولم” بطريقة رائعة!لقد تفوق من قال هذا المثل لأول مرّة على الطبيب السويدي وسبقه ربّما بقرون!أقترح منذ الآن وصاعدا أن نستخدم إصطلاحا معرّبا وهو “عقدة كيس الحاجة”، نسبة إلى أحد بنود العهدة العمريّة التي برمها عمر بن الخطاب مع اليهود والمسيحين، ذلك البند الذي ينص على أن يعلق كل مسيحي ويهودي كيسا في رقبته عندما يمرّ في السوق، كي يضع المسلم في الكيس حاجاته ويلزمه بنقلها إلى بيته.على ذكر اليهود، أعتقد بأنهم الأقلية الوحيدة في العالم التي استطاعت أن تتحرر كليا ـ إلى حد ما ـ من تلك العقدة، ولذلك هم يبدعون ومستمرون في إبداعهم.
ويبقى السؤال: ماهي الظروف التي تتبنى فيها الضحية موقف الدفاع عن الجاني، ولماذا تتبنى ذلك الموقف في تلك الظروف؟
سأحاول شرح وتبسيط الأمر قدر استطاعتي.
لدى الإنسان، أي إنسان، ميل غريزي لأن يقف بجانب من يحمي حياته.هذا الميل الغريزي، كواحد من عدّة ميول غريزية أخرى، يساعد على استمرار الجنس البشري والحفاظ عليه من الإنقراض.عندما يعيش الإنسان حالة رعب شديد يهدد حياته في كل لحظة ( كما لو
وضع أحد فوهة المسدس على صدغه وهدده باطلاق النار)، سيشعر بامتنان شديد لو أن أحدا تدخل وحماه من هذا الخطر، وخلصه من ذاك الشعور المؤلم!!هذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع بعض الضحايا للدفاع عن الجناة، لماذا وكيف؟!!
في معظم الحالات يهدد الجاني الضحية، ولكنه في نهاية المطاف لا يقتلها.هنا يختلط الأمر على الضحية، وتتشكل لديها قناعة بأن الجاني قد حافظ على حياتها.تسقط من وعيها الجانب المظلم للجاني، لأنه يضعها تحت ضغوط نفسية هائلة، وتبقي على الجانب المضيء وهو أنه لم يقتلها، لأن ذلك الجانب يخفف من حدة تلك الضغوط.تفسر عدم قتله لها على أنه لطف منه، بل إفراط في
اللطف، ومن باب الإمتنان ورد الجميل تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن الجاني بكل ما تستطيع!
كم مرّة سمعنا بعض المسيحيين يقولون:(استمرارية وجودنا في البلاد الإسلاميّة تؤكد على التسامح الإسلامي)، محاولين أن يُسقطوا من وعيهم نوعيّة ذلك الإستمرار، وكيف جرّدهم من أبسط حقوق الإنسان.يسمع الواحد منهم شتيمته من على منابر المساجد، ليس هذا وحسب، بل ويعرفون في عمق اللاوعي عندهم بأنهم مهددون في كل لحظة بأنيواجهوا أحد خيارين: الجزية عن يد وهم صاغرين وإلاّ الموت!لكنهم، وطالما لا يدفعون الجزية ولا يُقتلون، ينبري البعض منهم للدفاع المستميت عن الجاني وهو في تلك الحالة الإسلام، متجاهلين أن نوعية الحياة لا تقلّ أهمية عن اسمتراريتها!
لكي لا أظلمهم، وكما أشرت سابقا، تقوم أمنا الطبيعة لغاية في نفسها بتزويدنا بميل غريزي للدفاع عن من يحمي حياتنا، وخصوصا عندما لا نستطيع الدفاع عن نوعيتها.تبرم الضحية في تلك الحالة صفقة مع الجاني: افعل فيني ما شئت، بشرط أن لا تقتلني! وطالما يلتزم الجاني بحدود تلك الصفقة تجد الضحية نفسها ملزمة بالدفاع عنه، وتقديم آيات الشكر والإمتنان له.لنفس السبب، وبعد أن كثرت جرائم القتل ضد المسيحيين في العراق ( لقد تجاوز الجاني في تلك الحالة حدود الصفقة) بدأنا نسمع مزيدا من الأصوات المسيحية التي تندد بالتعاليم الإسلامية وليس فقط بالجناة!
يعتقد العلماء بأن على الأقل 30% من الذين يتعرضون للإضطهاد يتبنون تلك العقدة لاحقا، وينتهون كمدافعين حقيقين عن الشخص الذي مارس عليهم الإضطهاد.ويعتقدون أيضا بأنه كلما ازداد دفاع الضحية عن الجاني كلما دلّ ذلك على حجم الإهانة وعمق الجرح!
لذلك أتفهم موقف بعض المسيحيين من الإسلام ودفاعهم المستميت عن الجاني، ولكن أرفض بشدة أن يقدموني كبش فداء على
مائدته!
………………………………
هل هناك إنسان سوري لا يعرف المثل الذي نكرره “الكردي جحش”؟هل هناك نسان سوري لا يعرف اللقب الذي نطلقه على المسيحي “عبّاد الخشبة؟في أواخر السبعينيات كنت طالبة في كلية الطب بجامعة حلب.في أحد أيام آب اللهّاب انقطعت الكهرباء في مشفى حلب الجامعي، بينماكنت وثلاثة من زميلاتي نأخذ المصعد في طريقنا إلى الطابق العلوي.كان الجو حارا للغاية، وبدأنا نرتعد خوفا من الموت خنقا.قلت، في محاولة للتخفيف من حدّة الأمر: غدا صباحا ستفيق مدينة حلب على أوراق نعي تملأ الحيطان “أربع طبيبات قضين شهيدات في ساحة العلم”!فردت إحداهن على الفور: ثلاث، العلويون لا تنطبق عليهم الشهادة!كذلك، كنت يوما أشتغل مدرسة لمادة العلوم الطبيعية في إعدادية الأم بمدينة حلب. جلسنا نحن المدرسات في غرفة الإدارة نتبادل أطراف الحديث أثناء فترة الإستراحة، وإذ بي أسمع إحداهن تقول لأخرى: هي علوية، والعلويات عرضهن رخيص.في هذا الجو الموبوء بالقهر لم أكن الإستثناء، وعانيت كما عانى غيري.كان الإحساس بالذل والمهانة يزيدني انبطاحا أمام الجاني، ويزيدني رغبة في الدفاع عنه!لكنني أشكر الظروف التي ساعدتني على أن أتحرر من عقدة “كيس الحاجة” سنينا قبل أن أسعى لتحرير غيري.
منذ فترة ليست طويلة، وبالصدفة المطلقة، فتحت رابطا الكترونيا فوجدت فيه مقابلة مع ابن أخ الموسيقار الكبير فريد الأطرش.
كلنا نعلم بأن فريد الأطرش هو أحد أبناء الطائفة الدرزيّة، وكلنا نعرف أن للدروز ديانة خاصة بهم ومستقلة عن الإسلام، وكلنا نعرف بأن تلك الطائفة قد عانت كما عانى غيرها من الأقليات.المهم، في النهاية شكر المذيع ضيفه وكان على وشك أن ينهي اللقاء،
عندما طلب منه ابن أخ الموسيقار السماح له بكلمة أخيرة، ثم قال بدون مقدمة ولا سابق انذار:(أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله)وجدت نفسي أضرب رأسي وأصرخ: ياحرام……يا حرام….ياحرام!لم يقلها من باب إشهار إسلامه، وإنما من باب التودد لمذيع ولجمهوره من الأكثرية.إنها عقدة “كيس الحاجة”….إنها علاقة القط بخناقه!
قد يحتج عليّ أحدهم بقوله: ولكن كل إنسان سواء ينتمي للأكثرية أو للأقلية يتعرض خلال حياته للتجريح!هذا صحيح، ولكن عندما
يوصم الإنسان بدينه أو طائفته أو عرقه أو على أساس أية هوية لم يخترها لنفسه، وخصوصا عندما لا يستطيع أمام الأكثرية أن يفند وصمه، يكون الجرح أعمق وأشدّ ألما!
………………………………………
أخيرا وليس آخرا، لجمهوري من الـ “طبالين” (كما يصفهم بعض السفهاء)، أقول:النقطة الدائمة علاّمة، وقطرة المطر الواهنة تستطيع ـ لو استمرت ـ أن تحفر شقا في الصخر الصلد.أرجوكم استمروا…..ارحموا عقدهم ولا تأبهوا لنقيقهم!إذا كنا نحن الطبالين، فهم الطبل
الذي نقرع عليه، وسنظل ـ بلا هوادة ـ نقرع على جماجمهم المتكلسة حتى نفتحها ونثبت حقيقتهم المجوّفة.أكاد أرى بذرة صغيرة تنبت في صحراء العقل العربي…فامطروا…واقرعوا…ولا تدعوا سفيها يخلط عليكم الأمر بين قرع المطر وقرع الطبول!

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

Arab rulersand their opposition both claim Islam as their source of legitimacy

Arab rulersand their opposition both claim Islam as their source of legitimacy

by Talal Al-khoury

Throughout history, the tyrannical rulers have used religion as a means ofcontrolling their people and leading them like herd animals. The most importantreason that totalitarian rulers depend on religion is that it is a successful,cheap and guaranteed way to stabilize their regimes and to ensure theirlongevity by divine orders that cannot be discussed at all, but obeyed, andwhere any one who opposes this would be considered as an infidel and would beintimidated and threatened to be judged in the afterlife, not to mention thesociety’s perception of him as a outsider to the majority culture. In suchregimes, a mutual interest arises between the religious establishment andthe ruling regime, where a tyrant provides the clergy with power, moneyand infrastructure, and in return, the clerics exploit religious sentimentof the people to give the ruler divine authorization and justification to hisrule, including enslaving his people.
In the Middle Ages, the totalitarian kings used the Church in order to make thepeople give blind obedience to the king and the monarchy. European peoples gotrid of the authority of the church and the monarchy together. First, theyseparated the church from the state and established secular civil laws, wherethe title of monarch remains mostly ceremonial, without political power, and the people governed themselvesthrough their representatives, chosen in free democratic elections.

 

Unfortunately,the Arab states have been governed by religious totalitarian racist rulers forthe last 1430 years, when the first Islamic state was born. We can say that theapparent form of governance in Arab countries has changed during this period,but in terms of content, it has retained the same style of governance ofreligious totalitarian dynastic racial and sectarian rule. One of these phonychanges is the creation of a sort of opposition, since it is required for everygovernment nowadays. The Arab opposition, in their turn, also used the religiouscard to play politics because the religious card could make them popular and enablethem to play on the same political playing field as the government in power, usingthe same tools and tricks. Andthus, both the rulers and their opponents started to compete to claimlegitimacy using the Islamic religion in order to put Islam on their side andthus to use the advantages of this religion in order to gain a majority by theexploitation of religious emotions. In this article, we will address theproblem of claiming legitimacy through Islam among the Arab rulers and theiropposition through the following points: exposing the ways of using theIslamic religion by the rulers of the Arabs, exposing the methods of using theIslamic religion by the opposition, exposing criminal competition between Arabrulers and their opponents in the exploitation of the Islamic religion, and weend the article with a conclusion.

 

 

Exposing theways of using Islam by the Arab rulers

 

Arabrulers insist on having in theirconstitutions an article that says that the constitution isderived from Islamic law and also they assure that their constitutions do not violate Islamic Sharia. They do the same thing when they sign international treaties where they add acondition to any international treaty which says that itwill be obeyed if the articles do not conflict with Islamic lawand thus they avoid obeying international law. This item in theconstitutions of Arab and Islamic countries forces a racial discriminationagainst non-Muslims citizens. The seriousness of this item comes from thefact that it codifies the discrimination against those non-Muslim citizensand makes their persecution legitimate and constitutional. In spite of the factthat these regimes claim that they consider all citizens equal, they keep thisitem in the constitution just as a playing card to claim legitimacy through Islamagainst their Islamist opponents and thereby pulling the card of Islamfrom the their hands and to attempt to monopolize this card to serve their owninterests only.
Assassinated ex-president of Egypt Sadat took on the title of the”Believer President, for a Muslim state” and had television coverageof his attendance at daily prayers, pushed for increased Islamic programming inthe media, as well as established religious classes in schools. The Sadatgovernment funded the construction of new mosques, used Islamic rhetoric inpublic statements, and promoted the formation of Islamic student organizationsin schools and universities nationwide. One of Sadat’s famous political gamesis that he exploited Islam and Islamists and launched their hand againsthis leftist and nationalist opponents since these groups are the opponents ofthe Islamists also. Islamists responded to Sadat’s favor with a favor and theysupported the well-known peace treaty between Egyptand Israel.Even though this peace treaty is 100% against the Sharia and Islamic cultureand values, the Islamists still were able to justify it divinely because the Shariatext can be easily taken out of context and manipulated to serve their ownpolitical  interests and agenda.

The rulers of Saudi Arabia havemonopolized the title of Custodian of the Two Holy Mosques, and they governtheir country without a written constitution, where the Saudi Arabianlegal system is based on Islamic law, the Sharia, with the Quran providing themost important source. The rulers of Saudi Arabia tried to spread Wahhabism inthe world in general and the Arab countries in particular. TheSaudis would have stayed obscure Bedouins and Wahhabism little more than acult. But because of their oil wealth, the Saudis were able to spreadWahhabism’s seed worldwide, making it far more mainstream than it would havebeen otherwise. The reason for spreading Wahhabism was to respond to Nasser’sambitions of ruling the entire Arab world, since Nasserthreatend their thrones by adopting Arab nationalism. They have invested forthis purpose billions uponbillions of dollars of oil, known as petro-dollars. This has resulted in Wahhabism taking control of thebiggest Islamic school in the world, Al-Azhar, and so they were able to recruitEgyptian Islamists and fool them into accepting al Qaeda, from whose terror theworld in general and the Arab world in particular still suffer.

The rest of the Arableaders such as Gaddafi, Saddam Hussein, King Hussein and others are foolingtheir people by claiming that they are descended from the family of the Prophetof Islam and consider themselves superior to common people. Saddam Hussein forcedMichel Aflaq, the founder of the Baath Party, to be converted from Christianityto Islam so that he would not look bad in the eye of Islam and to avoid thepotential criticism of the opposition of joining the party that is founded by anon-Muslim. In addition, he ordered a copy of the Quran to be written using hisown blood as the ink and he added an Islamic slogan taken from Quran, “No godbut Allah”, on the country’s national flag.  The worldstill remembers him pretending that he was a sort of Islamic holy saint and pretending that he had beenvisited by an angel in a dream and he had been ordered by God to wage war for eight years against Iran, inorder to satisfy his ego and paranoia.

Another aspect ofclaiming Islam is demanding that Muslim clerics pray for Arabic leaders andpraise them at Friday sermons. At the same time, they close their eyes on the insults,in the Friday prayers, to non-Muslims and particularly Christians by the Islamicclerics through their Mosques’ amplified speakers that hurt the ears of  passers-by, including Christians, in the street, because Islam encourage insultingChristians. Not to mention, of course, that these preachers have been ordered tourge the faithful to download all their economical, political and socialproblems onto the shoulders of what they called their enemy Israel, imperialism, and America and thewest, whose people they call “sons of apes and pigs”, as it is stated inIslamic culture.

This generosityin financing the building of mosques, Islamic universities, the ministries ofAwqaf (religion) and Islamic affairs and the salaries of imams is a specialpolicy of the Arab rulers and it is given a high priority in their politics. Thereligious police, or what is called the “Commission of the Promotion of Virtueand Prevention of Vice”, is the cheapest and lowest way that used by Arab dictatorsto terrorize and intimidate their own people and to keep them under control andlead them like a herd.

In other words, ourrulers are the ones who cause underdevelopment in our countries, and promote ignoranceand superstitions, and despit this, they dare to  boast in closed rooms, when they meet theirpeers in Western diplomatic circles, that their people are still backward andthey have precedence over their own people in terms of modernization andurbanization, and thus persuade the West to deal with them and not to deal withthe backward  and closed opposition, andthereby mislead the West and keep them away from supporting their people’s real issues such as freedom, democracy andhuman rights.

From all the above,we see that the Arab rulers do not give development, education and human rightsthe attention they deserve, but the bulk of their focus is on the stability oftheir rule and the enslavement of their people by claiming the legitimacy ofIslam.

 

 

Exposing theways of using the Islamic religion by the opposition

The Islamic opposition and their adopted Islamic values and hidden agendafrightened the secular, nationalist and non-Muslims and caused them to preferto support their current authoritarian regimes than to fall directly under thebackward rule of Islam.

We believe thatthe corrupted systems that use religion to ensure the continuity of their rule wouldneed even a form of opposition that would be seen as even worse, so that thegoverning regime would look good compare to their opposition. Thus, the Islamicopposition provides, intentionally or not, the ruling regimes with an enormous favorby adopting Islam, so that we suspect that the Islamic opposition is constructedby the authoritarian regime itself, even though we do not believe in theconspiracy theory.

Even theleft-wing oppositions that usually have atheistic values and whose members are non-religiousare allied with the Islamists, and furthermore, they try to islamize theirprinciples and ideology in order to comply with Islam. The researcher Ahmed Alqadhydid excellent research on the subject of islamization of leftist ideology. His articlecan be found on the ahewar.org website, in Arabic.

Instead of bettingon the electoral platforms of each party and competing on their electoralprograms that include development and improvement of the economy, education andrespect of human rights and freedom, the opposition is betting on Islam by encouraging islamization of all aspect oflife including transportation, banking and all kinds of media, not to mentionthe islamization of fashion such as wearing veils and headscarves and Islamic robes.Unfortunately, these styles of Islamization are the most important politicalslogans and symbols that characterize the Islamic opposition. This, along with thepreaching of Islam in public squares and facilities, and praying during workinghours, excessive prostration and even prostrating in stadiums after every goalscored by a Muslim team are also political symbols of the Islamic opposition.

 
Exposing the criminal rivalry between Arab rulers and their opponents in theexploitation of the Islamic religion

 

In civilizedcountries, political parties compete based on their electoral platforms, wherethe parties present their economic policies written in scientific and economic language,in order to show their people that they would use all means available to theirhomeland to best serve their people and the interests of their country, includingeconomic prosperity, freedom, human rights and development in all fields suchas the economy, politics, science and national culture and heritage. Whereas theArab opposition’s duty is a lot easier than that  because their main game is to fawn to Islamand to lay claim to the Islamic religion, even if that ends in committing unspeakablecrimes of cruelty against their fellow non-Muslims citizens, that would turn a newborn’shair gray. All the international independent credible media have documented thecrimes committed by the military wings of the Islamic opposition. Actually,there is a secret competition among these military wings for committingterrorist crimes against Christians, such as the bombing of churches and worshipers,the genocide of the small, peaceful Christian community, the intimidation of peacefulChristians and forcing them to emigrate, or the abuse and kidnap of their minordaughters and forcing them to be converted to Islam. Of course, the long-termgoal of the kidnapping of their minor girls is to minimize the opportunitiesfor Christians to marry and multiply their offspring, and this is another criminalway to eliminate Christians and clearing the regions of them even though the Christiansare the original residents and citizens of this region since ancient times.
Another action of  the Islamic oppositionis the robbery of non-Muslim’s shops and workshops to eliminate their incomeand their ability to earn a decent living. In fact, there are many such crimesagainst minorities, which have become a daily routine.
In these situations, the governments, whose duty it is to protect its citizens,is in an awkward position, because if they were to arrest the criminals theywould lose their popularity among their citizens, because what the terrorists havedone is a basic practice of true Islam; to avoid this embarrassing situationand keep their appearance as a government that respects Islamic values and practicesmore than the opposition, the government tries not to arrest or to try thecriminals using misleading arguments and claims. One of these misleading waysto help Islamic terrorists avoid justice is to claim that the perpetrators ofthese crimes are mentally ill and thus avoid punishment. Another form of thesemisleading ways to help Islamic terrorists avoid justice is through theimposition of customary reconciliation sessions or so-called Arab sittingsessions of reconciliation, and thus the blood of Christians is wasted withimpunity. These are very dangerous acts because the state gives impression to therest of the people that killing Christians passes without punishment becausethe killing of non-Muslims is legal in Islam.
In order to increase their oppression against the Christians, then Muslimsopenly glorify the terrorists that killed Christians as Islamic Champions andtheir families are glorified also and thus the terrorists and his family becomeglorified holy Islamic saints, because their fate is to enter the afterlife inParadise, where they are promised to sexually enjoy 72 untouchedbeautiful virgins (houris) and pre-pubescent boys.

Thus, because ofthis competition to lay claim to Islam between the government and theopposition, the massacres against Christians in Arab countries became so cheap,such that the princes of Islamic terrorism just need to find a poor, unemployedMuslim man who is living in misery, and to brain-wash him with the Islamic commandmentto kill Christians and infidels as a holy virtue and to promise him paradiseand virgins and pre-pubescent boys. Besides these promises, they assure him that justice will not reach himand that they would hire, for his case, the best attorneys, and they wouldsupport their promises with examples of what happened in previous similar caseswhen crimes were committed against Christians. And indeed, they usually fulfilltheir promises and hire the best attorneys and the end result would be eitherthat he would be cleared or the case would last forever. Or, in otherscenarios, as we previously mentioned, the case would be settled by custom or amedical report about mental sickness would be fabricated. Thus, committingcrimes has become easy and cheap so that the criminal goes to theimplementation of the crime with a smile on his face and with reassurance that noharm would happen to him and not even one hair of his head would be touched.
Unfortunately, the Arab rulers do not treat Christians as citizens but as apolitical card for bargaining and negotiation to be used when needed. If theinterest of these regimes were to play the sectarian card for one reason oranother, they would not flinch at that. For example, these regimes can play thesectarian card whenever they want to send a message to the West that theopposition is the worst option, and dealing with their regimes are the bestoptions and thus they beg for the west to support their regimes. Anotherexample of the use of the sectarian card is to send a message to their peoplethat the options of the opposition are very bad and to remind them about theevils of the Islamists compared to their current regimes.
What happened and is happening in Egyptand Iraq could happen in Syria, Lebanonand Jordanbecause, as mentioned above, for the Arab regimes the Christians are politicalcards for playing as needed in order to stabilize and continue their rule, evenat the expense of killing Christians.
We see that the Arab rulers and the opposition in the Arab countries are, infact, competing in laying claim to Islam, and every party wants to adopt Islam astheir own franchise company and to use it for their service and interests and forpreserving power in the case of the party in power, or to come to power in the caseof the opposition. Unfortunately, they have succeeded with their mean policies.

The biggest losersof this criminal competition are the homelands, the people in general andminorities in particular, and especially the Christian minority. Thus, by this cheapway, our people are kept away from modernity, democracy, scientific progress,human rights and prosperity.

In conclusion,the religious issues that all other nations have put on the shelves of museumsand history, have quarantined within their temples, and have made a personalmatter for individuals by separating religion and state, are still the way ofruling and living and are popular and have highest priority and receive largeinvestments in Islamic and Arab countries.

Posted in English, دراسات سياسية وإقتصادية | 1 Comment

التناقض في خلق الانسان

التناقض في خلق الانسان

جهاد علاونه
نحن حتى الآن لا نعرفُ من أين جئنا ولا نعرف إلى أين سنذهب ولا نعرف أيضا مما خُلِقنا فهل أصلنا فعلا تراباً أم أن أصلنا من القرود!!ولو خيرك الله أو أي خالق من الخالقين أو أي رب من الأرباب في عملية الخلق بين أن يخلقك من دودة أو من بكتيريا أو من حصانٍ أو من خنزيرٍ بري أو من نبات يصنع منه مادة العطر الفواح, أو من أي كائنٍ آخر له رائحة(البني آدم) فماذا ستختار ؟ وتخيل أنك مؤمن تمام الإيمان بأن الله خلقك من الجمادات فهل أنت تشعر بالخزي وبالعار؟ وهل عملية خلقك من الجمادات فيها اهانة لشعورك ومشاعرك؟ طبعا أنا لا أعرفُ شيئا عن ما هو مدى شعورك أو ما هو مدى إحساسك أصلا مع أني أنا شخصيا أجد أن عملية خلقي من الحيوانات وخصوصا الحيوانات(الرئيسة) فيها احترام لإنسانيتي أكثر من كوني قد خرجت من الطين ومن التراب,فأيهما أفضل الطين والتراب أم القرد؟ ,ذلك أن عملية خلقي من التراب الجماد فيها نقص كثير من إنسانيتي أو آدميتي قبل أن أعرف ما هي أنسنة الأشياء أو أنسنة الكائنات الذكية.

ولو فعلا عدنا للموضوع من أوله بعد أن عرفت ما هو معنى أن يكون أصلك قردا أو حمارا أو ثورا أو أن يكون أصلك جماداً وخيرك الله بين أن يخلقك من الجمادات أو من الحيوانات فماذا ستختار؟ ولو مثلا حين تختار أن تكون مخلوقا من الحيوان فأي نوعٍ من الحيوانات تقبل به؟:القرد أم الغزال؟ أنا بالنسبة لي لو خيرني فلن أختار لا هذه ولا تلك بل سأختار أن يخلقني من النباتات ولاخترت الزنبقة أو الياسمين, علما أنه لو قال لي أن أصلي حمار فسيكون هذا عليّ أهون من أن يكون جدي الأول مخلوق من التراب ومن الطين,ولن أغضب حين يسبني أحدهم بوصفه لي حمارا أو قردا ابن قرد كما كانت الصحف المصرية تتهكم على سلامه موسى في الثلاثينيات من القرن المنصرم حين كانوا يصفونه بالقرد ابن القرد.

ومن أكثر المتناقضات جذبا للموضوع هو أول ما تعلمته وأنا طالب في المدرسة أن أصل الأنواع والكائنات الحية بمَ فيها أو على رأسها الإنسان والحيوان هي أفضل من الجمادات التي ليس فيها لا روح ولا نفس ولا مشاعر حتى أن الإسلام ما زال يسخر من أولئك الذين يعبدون الأصنام على اعتبار أنها جمادات مخلوقة من الطين أو من العجوة وبنفس الوقت يقول الإسلام بأن الإنسان مخلوق من الطين الجماد فماذا يعني هذا التناقض؟!! والإنسان علميا يتربع على قمة الهرم الغذائي حيث يأكل هو أولا قبل أن تأكل الحيوانات وبهذا الإنسان يأت في المرتبة الأولى في السلسلة الهرمية, والنباتات في المرتبة الثانية, والجمادات في المرتبة الأخيرة على اعتبار أنها لا تعي ولا تحس, وأنا مثلي مثل غيري تعلمت في المدرسة على أولى التناقضات الكثيرة وهي أن الله خلق الإنسان من التراب وهذا معناه بأن الله قد خلق الإنسان من الجمادات فأي تناقض هذا الذي يجعل المسلم مجرد خبط عشواء لا يدري ما هي الحقيقة وما هذا الدين الذي يقول بأن الكائن الحي أفضل من الجمادات وبنفس الوقت يحاول بكل إصرار أن يقنعنا بأن الإنسان خلق من الجمادات وهذه الجمادات هي أصل كل الأنواع!!.

أيهما أفضل عند الرب ,الحيوان أم الجمادات أم النباتات؟وأيهما أفضل عند الإنسان ,الحيوان نفسه أم الجمادات أم النباتات؟ ولو وجه لك أحدهم شتيمة وقام من خلالها بتشبيهك مرة بالحيوان ومرة بالجماد فأيهما تشعر بالإهانة من خلالهما أكثر!!هل تعتقد أن تشبيهك بالحيوان فيه إهانة أكثر من الاهانة حين يشبهك بالجمادات غير الحية؟, كلنا نعترف بأن الإنسان كائن حي وليس جمادا, ولو سألنا طالبا في المرحلة الابتدائية عن أيهما أرقى أو أيهما أفضل: الكائن الحي أم الجماد ؟,لقال بأن الكائن الحي أرقى من الجمادات بل وأفضل من الجمادات ولقال لنا الطالب بأنَ أكثر المخلوقات خسة هي أفضل من أفضل جماد على وجه الكرة الأرضية,وهذا الكلام نجده في عقول الأطفال وفي عقول الكبار وحتى عند الله نفسه… ولكننا بعد قليل سنصاب بخيبة أمل كبيرة جدا حين نسأل نفس الطالب عن عملية خلق الإنسان ومما خلق الإنسان؟ لقال الطالب: خلق الإنسان من الطين أو التراب أو الصلصال,ويقصد بذلك عملية متطورة لقصة الخلق جدا وكأن الله يقف على خط إنتاج يعجن التراب بيديه ومن ثم في المرحلة الأخيرة ينتهي من صنعه كما يصنع أي صانع جرة فخارية, فأنا لا أعتقد ولا أتصور بأن الرب يقبل بأن يخلق الإنسان من الجمادات فهذا مستحيل ولا يمكن تصديقه ولو صح زعم المشعوذين بأن الإنسان مخلوق من التراب ومن الطين ومن الفخار لما كان عند الإنسان شعور وأحاسيس ذلك أن الكائنات الحية من حيوان وإنسان تحيا بوعيها وبمشاعرها وبعقولها وتصنع الحياة والتاريخ والنظم الاجتماعية فمن المستحيل أن تشعر الجمادات بما يشعر به الإنسان أو أي كائن حي على الإطلاق وتبقى عملية خلق الإنسان من الطين مجرد خزعبلات, وطالما أن طالبا في المدرسة الابتدائية يقول بأن الحيوان الكائن الحي أفضل من الجمادات فعلى كل العقلاء وعلى القرآن نفسه والدين بشكل عام عليه أن يعي بأن خلق الإنسان من الجمادات فيه اهانة للإنسان وأن خلق أو عملية خلق الإنسان من الحيوان فيها رفع لقيمة الإنسان أكثر من كونه مخلوقا من جمادات مثل (طين الشتا).

مما يثير استغرابي الكبير أن الإسلام والمسلم والمواطن العربي يقبل بنظرية الإسلام بأن الإنسان خلق من الطين والفخار والصلصال وهذه مرتبة أقل بكثير من مرتبة الحيوان التي يقول بها غالبية المثقفين, فكيف مثلا يقبل المسلم بعملية خلقه من الطين ومن (الجلاطه) ومن الأتربة والغبار ولا يعتبر أن في ذلك إهانة له وللإنسانية كلها, وأنا شخصيا أقبل بالنظرية القائلة بأن الإنسان مخلوق متطور عن حيوان آخر وهو القرد أو غير القرد ولا أعتبر أن في ذلك اهانة لي ولمشاعري مع مشاعر الملايين الكثيرة من البشر أما عملية خلقي وتطوري عن قرد الشمبانزي فلا أجد فيها اهانة لي بل الإهانة تكمن في قبول البعض للنظرية الدينية الإسلامية والتي تقول بأن الإنسان خلق من طين عجنه الرب بيديه على شاكلته ومن ثم نفخ فيه من روحه.

Posted in الأدب والفن | 2 Comments

هل يعانق الربيع الروسي ربيعنا السوري؟

في عام 1991, عندما رأيت الشباب الروسي, في موسكو, يقف بوجه الدبابات الروسية, لايخاف الموت من بطش الديكتاتورية السوفييتية وجهازها ال كي جي بي, الرهيب, وقد نتج عن وقفة الكرامة هذه, سقوط اعتى ديكتاتورية بالتاريخ, وسقوط الاتحاد السوفييتي وتحرر جمهورياته الواحدة بعد الأخرى!! عندها سألت نفسي هذا السؤال: لماذا لم يفعلوا هذا منذ عشرات السنين اذا كان الامر بهذه السهولة؟؟ فكل ما تطلبه سقوط هذا الحكم الاستبدادي, الذي عامل شعبه كالعبيد رجالاً ونساءاً وأطفالاً, هو ان يريد الشعب ان ينتزع حريته!! فقط, تطلب الأمر الارادة الشعبية؟ وبعدها اصبح الأتحاد السوفييتي بمزبلة التاريخ وبأس المصير!

وعندها عرفت كم ان الديكتاتور هو شخصية جبانة….., ومات الخوف الذي كان لدي,….. والذي تربينا وترعرعنا عليه من قبل اهالينا, الذين بجبنهم السريري هذا اوصلونا الى هذا المآل التي وصلت اليه بلدنا الحبيب سوريا!
وبدأت بانتقاد الديكتاتورية, وغياب الحرية, علنا بالمعهد الذي كنت ادرس به, لدرجة انه قام احد الشيوعيين بتهديدي بأنني لن احصل على شهادتي, قط, اذا تابعت انتقاد الديكتاتورية علنا, وقد قام بهذا التهديد بطريقة لبقة و على شكل نصيحة من صديق؟ ولكن بعد ان مات خوفي, لم اخذ بالنصيحة وتابعت انتقادي اللاذع للاستبداد!

وعندما عدت الى سوريا, وطرحت افكاري هذه على المقربين من اصدقائي وزملائي بالعمل؟ تصرف الجميع وكأنهم لا يعرفوني!! أو وكأني قد فقدت عقلي بالاتحاد السوفييتي!!

الأن بعد اكثر من عشرين عاما, ينتفض مائة وعشرين الفاً من شباب موسكو ثانية لاسقاط الجيل الثاني من الديكتاتورية, وهي ديكتاتورية بوتين الرئيس السابق لل كي جي بي؟ راجعو مقالنا: يسارية بوتين وثوراتنا!

هل هذا اعلان ببدأ الربيع الروسي للقضاء على استبداد بوتين؟؟

لقد اعاد بوتين سياسة الاتحاد السوفييتي القديمة خلال الحرب الباردة! فهو يحاول ان يحتفظ بمصالح غير حقيقية وغير مبنية على التنافس الاقتصادي الحر, ولكن مبنية على مصالح رخيصة لانظمة استبدادية رخيصة مثل النظام السوري, والنظام الايراني,من اجل ان تكون هذه المصالح كأوراق يحملها بيده عندما يفاوض الغرب من اجل ان يحصل لنفسه على صفة لاعب بالسياسة الدولية ويحصل على مكاسسب وشروط تفاوضية لنفسه مع الغرب من دون ان ياخذ مصالح شعبه الاقتصادية على المدى البعيد؟ لأن كل ما يفكر به بوتين هواستمرارية حكمه بأي ثمن مثله بهذا مثل اي حاكم عربي ليس الا؟

فهو على سبيل المثال يساعد ايران على بناء مفاعلات نويية وامتلاك ايران للاسلحة النووية ؟

اما في سورية فهو يحتفظ لنفسه بمرفأ في طرطوس لاسطوله البحري والذي هو عبارة عن خردة قديمة بالية مصنوعة بتكنولوجيا غير متطورة! ولديها الكثير من المشاكل والاعطال الفنية؟؟ فالعالم كله يذكر الحوادث الكارثية والناجمة عن المشاكل الفنية لهذا الاسطول في البحر الاسود, والذي نجم عنه موت الكثير من الخبراء بسبب المشاكل الفنية بمفاعلاتها النووية, وكلنا ايضا يذكر الخراب والآذى الذي شكله المفاعل النووي في تشيرنوبل؟؟ ولكن بما ان الأسد لا يهمه سوى بقاء واستمرارية نظامه, فلم يتجرأ اي سوري قط برفع هذه المشكلات للمفاعللات النووية بالاسطول البحري الروسي وخطرها الكارثي على الشعب السوري اذا ما وقع اي حادث لها اثناء وجودها بطرطوس؟؟

نحن نأمل بأن يزهر الربيع الروسي وينتج عنه نظام ديمقراطي محترم, و يحترم حقوق الانسان بروسيا, وبالبلدان الاخرى, مثل سوريا, ويتوقف عن عرقلة القرارات الدولية بمجلس الأمن, والتي تجرم نظام بشار الأسد بجرائم ضد الانسانية, يرتكبها هذا الطاغية ضد شعبه الثائر والمسالم, والذي كل ما يطلبه هو حقه بالحرية والكرامة أسوة ببقية شعوب العالم.

ونحن نأمل ايضا بأن يبدأ الربيع الصيني وينتفض المسلمون الصينيون لانتزاع حقوقهم الآدمية؟ وينتفض اهل التيبت شعبها العريق مع كهنتهم البوذيين وزعيمهم الديلي لاما, ولكي ينتزعوا حريتهم؟ مما يساعد هذا بالتأكيد شعبنا بسوريا بالسير قدما بانتفاضته من اجل الكرامة, وحتما سيكون لهذه الانتفاضات اثر ايجابي

هل تعانق الثورة الروسية ثورتنا السورية وينتج عنهما حرية لكلا البلدين؟؟
هل يزهر الربيع بالصين لكي تقوى ثورتنا وتمضي بطريقها الى الحرية؟؟
هل انا احلم؟؟
ولم لا؟
اليست السنة الجديدة على الأبواب ويجب ان تلمع عيوننا بالأمل؟
كل عام وانتم بخير,
وجميع ثوار سوريا تمتلئ عيونهم وقلوبهم بالأمل.

http://www.facebook.com/pages/طلال-عبدالله-الخوري/145519358858664?sk=wall

هوامش:يسارية بوتين وثوراتنا

فرانك, وتعريب الأسدي, وسقوط الاشتراكية

بشار الأسد: الديكتاتور الفاشل!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

من هو الأفضل عند الرب؟

يوجد عندنا مثل يقول:(كل الناس خير وبركه) ولكن عند الرب الناس درجات وأفضل الناس القديسين والصالحين وأنا طبعا بدموعي وكفاحي ونضالي أفضل عند الله من بعض أولئك الذين يدعون أنهم قديسون وصالحون ذلك أنني تحملتُ وما زلتُ أتحمل بالكثير
من الآلام والأعباء الملقاة على عاتقي وأنا أفضل عند الله من رواد الفضاء لأنني أستطيع أن أدخل في أعماق النفس البشرية وأن أصل إلى مواقع في داخل النفس البشرية لا يستطيع أن يصل أليها ولا حتى رواد الفضاء,وأنا أفضل عند الله من الغطاسين الذين
يغطسون إلى قاع المحيطات ليصلوا إلى اللؤلؤ المكنون ذلك أنني أستطيع أن أغطس في عيون الناس وفي قلوبهم إلى مواقع لا يستطيع أمهر غطاس أن يصل أليها,وأستطيع أيضا أن أريكم اللؤلؤ وهو يتساقط من عيوني.
واعتادت الناس أن تغسلَ وجوهها بالماء والصابون وأنا اعتدت كل يوم وكل صباح على غسل وجهي من مياه عيوني,ويعجبني منظري جدا وأنا غارق في دموعي كما يغرقُ الشهداءُ في دمائهم,والناس تتطهر من المياه النقية إلا أنا لا أتطهرُ إلا من مياه عيوني,وكثيرا ما أتعرض لمرض فقد الدموع كما يفقد مرضى الدم دماءهم والفرق الوحيد بين وبينهم هو أن المصابين بفقر الدم يستطيعوا أن يجدوا متبرعا لهم بدمه أما أنا فمن المستحيل أن أجد متبرعا يتبرع لي بدموعه ذلك أن الألم لا يؤلم إلا صاحب الألم أو صاحب الجرح, وعلى هذا المبدأ أحبني الرب بكل ما بي من صفات وبكل ما بي من أوجاع هذه الأمة التي لا تكف عن ارتكاب الجرائم حين تعتقد أن بعض الدجالين فيها وبعض اللصوص ملائكة وقديسين ومن هذا المنطلق أنا عند الرب أفضل من كل القديسين,ومنذ سنة إلى اليوم وأنا ما زلتُ أتطهرُ من مياه عيوني ولو كان ذلك بقطرة واحدة أو قطرتين أرتوي منهن صباحا أو مساء,لذلك يحبني الرب كثيرا ويقريني منه
حتى أخطائي الفنية يحسبها في ميزان حسناتي, وزلات لساني عند الله أفضل ممن يحفظون كلاما يقولون عنه هذا من عند الله ,وكل يوم اعتادت خدودي على مرور الماء المُقطّرْ من فوقها تاركة وراءها خطين أسودين على كل جانب من جوانب وجهي الأيمن
والأيسر.

أنا ليس كمثلي شيء ,فأنا الوحيد الذي تعد هفواته عملا خيريا,أنا بريء من كل شيء حتى إذا قرأت أنا بريء من قراءاتي وإذا كتبت أنا بريء من كتاباتي ,وأنا أطيب وألذ عند اثنين متحابين من شهر العسل الذي يغرقون به بكل ما أوتوا من مشاعر ومن أحاسيس,وأنا قرب إلى الله من سواد العين إلى بياضها وأنا أمي عند الله أفضل من أمهات المؤمنين وخصوصا اللواتي قدمن أنفسهن عن طيب خاطر إلى خاتم الأنبياء والمرسلين,وأنا حين أموت سأصبح شهيدا لأنني ارتويت من بحر دموعي فلم ينزف أحد من عيونه كما نزفتُ أنا ,وأنا فعلا تحملت العذاب الذي لا يستطيع أن يتحمله ولا أي نبي ولا أي مرسل,وأنا عند الله جسدي مقدس أكثر من أجساد الشهداء الذين سقطوا في أثناء الحروب الدينية, وأنا أفضل رجل مر على تاريخ القديسين,وأنا لوحدي مدينة فيها كل أنواع البشر وفيها كل التخصصات,وأنا عندي البراءة كما هي عند الأطفال الصغار,وأنا أعظمُ عند الله من كل الذين يصلون في اليوم خمس صلوات ويكذبون في اليوم خمسين مرة ومره ,وأنا أصدق عند الله من الأولياء الصالحين الذين يدعون بأن لهم كرامات وبنفس الوقت ينشرون الفساد في كل زاوية وفي كل حارة,وأنا تحملت من العذاب ما لم يتحمله مسافرٌ وهو صائمٌ في شهر رمضان في فصل الصيف مشيا على الأقدام في صحراء لا يوجد
فيها زرعٌ ولا ضرعٌ ولا ماء وأنا بشحمي وبلحمي وبكل أخطائي أصدق من التابعين وتابعي التابعين وأنا بكل عثراتي أبقى أرفع وأجلُّ عند الله من الأنبياء والرسل الذين حملوا رسالاته إلى أبعد مدى.

بعد كل هذا الجوع وبعد كل هذا التحمل وبعد كل هذا الشقاء وبعد هذا العذاب كله من أقرب إلى الله مني؟من هو الأفضل عند الله مني؟
ومن هو المبدع في هذا الكون عند الله مثلي أنا؟ ومن الذي يؤنس الأرواح الجميلة أكثر مني أنا ومن يطرد الأرواح الشريرة من أي مكان يجلس به مثلي أنا , ومن الذي يثير أمواج البحر كما أثيرها أنا؟ ومن أحسن عند الرب: رئيس الحكومة الأردنية أم أنا؟ومن
الأقرب إلى قلب الله مدير أقوى جهاز مخابرات أم أنا ؟ ومن هو الأحسن عند الله صفاتي أنا أم صفات الواعظ الذي يقف في كل جمعة على منبر الصلاة ليعظ الناس بمواعظ من الصعب عليه هو نفسه أن يقتنع بها,ومن أفضل عند الرب شيخ الجامع أم أنا؟ من الذي
أقرب إلى الله مفتي عام المملكة الأردنية أم أنا؟ ومن أحب إلى الله كتاباتي أنا أم كتابات مفسري القرآن والكتب المقدسة, ومن هو الذي وجهه أجمل عند الله وجهي أنا أم وجه ملكة جمال العالم؟, ومن أفضل عند الله قلبي أنا أم قلب الذين يحفظون القرآن.

من أزهى بملابسه وهو يقف بين يدي الله مثلي أنا.

Posted in الأدب والفن | 2 Comments