-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامب
أحدث التعليقات
- لقمان منصور on من يوميات إمرأة حلبجية
- سوري صميم on فضح شخصية الشبيح نارام سرجون
- سيف on ألحلول المؤجلة و المؤدلجة للدولار :
- bouchaib on شاهد كيف رقصت رئيسة كرواتيا مع منتخب بلادها بعد اخراجهم فريق المجرم بوتين
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
السعودية فقط بالعالم خالية من الزنا والإغتصاب لأن المرأة ممنوعة من قيادة السيارة
قال الباحث الإسلامي حسين النعيمي, في مناظرة على التفزيون السعودي، يجب أن لا يسمح للمرأة قيادة السيارة لأنها “عرضة للحيض والحمل” و “العوامل النفسية الداخلية”، والتي “تمنع المرأة من التعامل مع الضغوط”! وادعى النعيمي أن معدلات الاغتصاب، والزنا، والطلاق كانت أعلى في المجتمعات التي نقود بهاالنساءالسيارة. ولكن حجته تمت معارضتها من قبل الصحفي السعودي دحام العنزي، الذي سأله: “إذا كانت المرأة تريد ان تزني فما علاقة ذلك بالقيادة؟ .
In a TV debate, Islamic researcher Hussein Al-Nu’ami said that women should not be allowed to drive because they are “subject to menstruation and pregnancy” and “internal psychological factors”, which “prevent women from coping with pressure.” Al-Nu’ami claimed that the rates of rape, fornication, and divorce were higher in societies in which women drove. His argument was countered by Saudi journalist Daham Al-‘Anzi, who asked him: “If a woman commits an act of depravity, what’s that got to do with driving?” The debate was broadcast on the Saudi Selah TV channel
Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب
Leave a comment
إن سقطت حلب تعالوا اقطعوا رأسي
قال ميشيل كيلو رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين صباح اليوم (الجمعة) لأعضاء في مجلس مدينة حلب “الحرة”: حلب لن تسقط، وهناك قرار إقليمي بذلك، وإذا سقطت تعالوا أقطوا رأسي”، حسب ما أفاد عثمان خضر عضو مجلس مدينة حلب الحرة لـ”سراج برس”.
وأشار خضر إلى أن كيلو واثناء حديثنا معه عن وضع حلب، وضرورة اتخاذ إجراءات إسعافيه لإنقاذ المدينة من الحملة الشرسة التي تشنها قوات الأسد فاجأنا بقوله، وأكد لنا هناك جهوداً تبذل من أجل حلب.
ويتخوف سكان أحياء حلب المحررة من تقدم قوات النظام باتجاه شمال حلب، بعد ما استقدم الأسد ميليشيات مرتزقة من إيران، وأفغانستان، ولبنان، تزامناً مع قصف جوي مكثف على منازل المدنيين في الأحياء المحررة، دون اتخاذ قرار دولي يحد من جرائم ميليشيات الأسد، وخاصة من الطيران.
وتشهد منطقتا حندرات وسيفات منذ أكثر من شهر اشتباكات عنيفة بين الثوار من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى، حيث تحاول الأخيرة محاصرة مدينة حلب، ولكن صمود الثوار حال دون ذلك، حيث تتكبد هذه القوات كل يوم خسائر في الارواح، والمعدات.
Posted in ربيع سوريا, فكر حر
Leave a comment
تاريخ الإسلام المبكر القسم الأول
محمد آل عيسى: الحوار المتمدن
1 مدخل
هناك اتفاق يكاد يكون عاما بين مجموعة من المؤرخين بأن الإسلام ظهر في بلاد الشام ولم يظهر في مكة، وأن هجرة الإسلام وحركته كانت من الشام إلى الحجاز وليس العكس.
ولكن كيف ظهر الإسلام وهل ظهر محمد في الشام؟
بحسب مؤلف هذا الكتاب فإن محمد لم يظهر لا في الشام ولا في الحجاز. وهو ليس شخصا حقيقيا، هذا هو محور الكتاب. محمد مجرد فكرة جسدها من اختلق تاريخه وجعل هذا التاريخ في مكة حيث مكة البعيدة يمكن أن تستوعب قصة مثل قصة محمد.
لكن من أين جاءت القصة؟
الدعوة المحمدية في الأصل دعوة نصرانية وفي العقيدة أشبه ما تكون بالبدعة الأبيونية التي تنكر ألوهية السيد المسيح وتجعل منه مجرد نبي إنسان.
ولما كان منشأ الدين المحمدي في الشام كان استقرار الأمويين على الحكم هناك وتبني الدين الجديد وانتشاره من الشام إلى الحجاز.
وبقدر ما هو غريب فإنه غامض. هذا هو الإسلام الدين الذي يبدو بحسب ما يروى عنه أنه ظهر واكتمل في غضون عقود ليسيطر على الشرق الأوسط ويفرض سطوته على شعوب المنطقة ويتمدد إلى خارجها ليقيم إمبراطورية واسعة مترامية الأطراف، وينشئ دولة العدل والرحمة والمساواة كما تذكر أدبياته.
وبما أنه لا سر يدوم فقد بدأ علماء التاريخ ينبشون في الماضي ويطرحون تساؤلات غريبة عن هذا الإسلام: كيف بدأ وأين ولماذا ومن قام عليه وما هي مصادره وكيف انتشر وكيف صار على ما هو عليه.
في بداية تعرف المؤرخين الأجانب على الإسلام وثقوا بالمرويات الإسلامية وصاغوا نظرية تقول إن الإسلام ظهر في ضوء التاريخ وانتشر بسرعة وهيمن بقوة وأقام دولته وفق منظور ديني رسمه الوحي وفصله القرآن ووضع أطره حديث نبيه وفقه علمائه.
لكن الأمر اختلف مع ظهور ما يسمى بالنقد الكتابي الذي تناول الكتاب المقدس وشكك بنصوصه وبوجود أنبيائه. حتى شخصية المسيح لم تسلم من الشك والتشكيك. وانتشرت أبحاث عديدة تنكر وجود المسيح كشخصية تاريخية حقيقية. وبحوث تشكك في الرسالة المسيحية وتنسيها لغيره وتشير إلى نسخها من أساطير سابقة.
عندما اكتملت أبحاث نقد المسيحية واليهودية بدأ علماء يلتفتون إلى الإسلام. فإن كانت هناك شكوك في المسيح والمسيحية فالأولى أن تكون هناك شكوك مشابهة فيما جاء بعدها من عقائد وأديان.
بما أنه لم توجد أي مواد أركيولوجية تنسب إلى العصور الإسلامية الأولى فقد أثار هذا الأمر شكوك العلماء. هل يعقل أنه لا توجد أي وثيقة ترقى إلى العصور الإسلامية الأولى؟ هل يعقل أنه لم تكتشف أي مادة أثرية تنسب إلى القرن الإسلامي الأول؟ هل يعقل أن الرومان الذين كانوا قبل الإسلام بمئات السنين تركوا آثارا ومخلفات أركيولوجية والعصر الإسلامي الأول لم يترك شيئا؟
التاريخ يصنع من وثائق وكل فكرة أو فعل لا يخلف أثرا مباشرا أو غير مباشر أو طمست معالمه هو امر ضاع على التاريخ: كأنه لم يكن أبدا. فلا بديل عن الوثائق وحيث لا وثائق فلا تاريخ. وهدف التاريخ كما يراه ليوبولد فون رانك المؤرخ الألماني من القرن التاسع عشر هو معرفة ما حدث بالفعل. وكان يرى أن البحوث التاريخية يمكن أن تقرر بشكل موضوعي كل الحقائق التاريخية بشكل علمي. لكن البعض يرى أن هذا مجرد وهم. وذلك بسبب طبيعة البراهين، فالبراهين التاريخية لا يمكن ضبطها مثل البراهين الطبيعية.
ويرى آخرون إن تفسير عدم بقاء أي مواد تاريخية إسلامية من القرن الهجري الأول يعود إلى عدم وجودها في الأصل ولا يمكن مضاهاة معظم الروايات الإسلامية بواسطة مصادر معاصرة غير إسلامية.
حتى الشعر العربي الذي يقال إنه كان موجودا قبل الإسلام بمئتي سنة لم يكتشف له أي مخطوط ولا أي نقش ولا حتى أي رسم. بل أن هذا الأمر أثار شكوكا حول حقيقة اللغة العربية ومادتها الأصلية وكيف نشأت ومن هي أمها ومن هن أخواتها وعائلتها وفروعها وتوابعها.
كل ما ذكر يجعل من الإسلام مادة للشك. مادة لإعادة النظر في أصله وأصوله. إعادة النظر في تاريخه وتدوين أحداثه. في شخوصه وشخصياته. في مروياته وتراثه الشفهي والمكتوب. في معاركه ومخاصماته.
ليس هذا البحث هو الأول من نوعه. هناك الكثير من مثله كتب بالعربية وبلغات أخرى. وهي أبحاث شكلت مصادر أساسية لهذا البحث. كما أن هذا البحث لا يهدف إلى أي إساءة ولا إلى تشكيك ولكن يقصد منه تحريك التفكير ومحاولة الوصول إلى صورة واضحة لأحداث تؤثر في الحاضر وستؤثر في المستقبل. ولكنها بالتأكيد ستجعلنا نعيد النظر في الماضي.
تاريخ الإسلام المبكر 2 الإسلام القصة التي لم تروى
هل كان العرب الفاتحون مسلمين؟
لا يوجد أدلة ثابتة يمكن التحقق منها بشأن الدين الذي كان يعتنقه هؤلاء الفاتحون. ومكة كمكان مولد الإسلام كما يعتقد المسلمون لم تذكر في القرآن ولم تذكر طوال ستين سنة بعد تاريخ وفاة محمد المفترض. وان كان المفسرون يعتقدون أن بكة هي مكة.
المراجع البيزنطية وكذلك الفارسية لم تذكر شيئا عن دين الفاتحين العرب فكيف يمكن التأكد من أن الإسلام كدين كان موجودا عندما دخل العرب بلاد الشام؟ السؤال الجوهري هو: هل كانت الفتوحات نتيجة للإسلام أم كان الإسلام نتيجة للفتوحات؟ أيهما أسبق دين الإسلام أم إمبراطورية العرب؟ كيف كان للعرب أن يقوموا بغزو الشام والعراق ومصر بدون أن يكون لديهم دين مختلف؟
هناك ستار غامض يحمي محمد لا يمكن تجاوزه. محمد والقرآن والإسلام: كيف تركبت الرواية لا أحد يعلم. ثمة ظلام دامس يغلف هذه القصة.
فهل قصة الإسلام الحقيقية هي القصة التي يرويها المسلمون الآن؟
أقدم كتاب عن السيرة المحمدية كتب بعد مئتي سنة من وفاة محمد المفترضة. والتراث الشعبي يعني أن نتذكر فقط الأشياء التي نريدها. فالنصوص الإسلامية الأولى لا تذكر محمدا بالاسم. ولا نملك أي مفتاح يمكنه أن يحل لغز التراث. أما المسلمون العاديون فيحملون قصصا خرافية عن بدايات الإسلام. فهل لها أي صلة بالحقيقة؟
في السجلات التاريخية للقرن السابع لا يوجد ما يمكن تسميته بالإسلام. وعندما جاء العرب إلى القدس لماذا بقي المسيحيون في أماكنهم؟ لو كان القادمون الجدد يحملون دينا مختلفا لكانت هناك ثمة مقاومة أو رفض أو مواقف سلبية على الأقل.
اليهود في فلسطين تركوا بصمات وكذلك الرومان أما العرب فأين بصماتهم؟ لقد سيطر العرب على القدس بمفاوضات سلام ولم يكن أحد ليعلم ما هو الدين الحقيقي للقادمين الجدد. فلماذا لم يثر المسيحيون في القدس على الغزاة؟ لماذا وصف العرب القادمون بأنهم مؤمنون؟ هل كان دينهم شكلا من أشكال المسيحية / اليهودية؟ فقد بدا الحكام العرب أقرب إلى اليهود… بل انهم قاموا بالصلاة على أطلال المعابد اليهودية. وعندما بنى العرب أكبر مسجد وهو قبة الصخرة بنوه على أطلال الهيكل اليهودي.
التساؤل الخطير: هل كان الإسلام موجودا في الحجاز بعد ثلاثين عاما من وفاة محمد المفترضة؟
لا يوجد أي إشارة في سجلات معاوية بن أبي سفيان تدل على أنه مسلم ولا يوجد أي ذكر لمحمد. صحيح إن أقدم مصادر الإسلام هو القرآن والقرآن يطلب من النبي اتباع ملة إبراهيم، فهل كان هذا الإسلام هو عودة نصرانية إلى اليهودية لرفض المسيحية الهللينية؟ (يعني انتصار النصرانية الشرقية على المسيحية الرومانية الغربية).
لا يوجد أي مصدر إسلامي مبكر يشير إلى بكة التي فسرت على أنها مكة ولا يوجد أي إشارة إلى مكانها الجغرافي. ولغاية مئة سنة من وفاة محمد المفترضة لم تذكر مكة فكيف عرف بالفعل أن محمد إن وجد أتى فعلا من مكة؟
أما بالنسبة للمسجد الحرام فلم يذكر القرآن انه في مكة. ويرى بعض العلماء انه مسجد يتجه في قبلته نحو الشرق قبل أن يتم تحويل القبلة باتجاه مغاير أقرب إلى الشمال كما تقول بعض المصادر المسيحية. كما لا يوجد في القرآن أي إشارة إلى أن الوحي نزل في مكة.
يرى البعض أن القرآن الذي يسرد القصص التوراتية والإنجيلية كان عبارة عن رد نصراني على النقاشات اللاهوتية في ذلك الوقت. ويلاحظ أن القرآن يخاطب فلاحين واهل مكة بدو وتجار ونصوص القرآن على الأغلب تناسب جغرافية سورية. والقسم بالتين والزيتون لا يمكن أن يكون إلا حيث يكثر التين والزيتون أي في بلاد الشام وليس في الحجاز. وهناك مدينة في النقب الفلسطيني تدعى أفدات أو عبدات قد تكون هي الأقرب إلى جغرافية القرآن. كما أن هناك ذكرا لقصة لوط وسدوم وعمورة وعند ذكر القصة يخاطب القرآن جمهورا يصعد صباح مساء إلى المنطقة، وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون؟ فهل كان أهل قريش يصعدون صبحا ومساء إلى مدينة لوط وهي على بعد ألف كيلومتر وأكثر؟
فمن أين أتى القرآن؟ وهل في زمن واحد؟ إن البحث عن مصدر للقرآن أشبه بمن يحاول اللحاق بالسراب. وعندما احتل العرب نصف العالم لم يذكروا مكة ولا الإسلام ولا محمد. وعندما أقاموا الإمبراطورية وسكوا العملة لم يذكروا الإسلام ولا محمد. ولستين سنة تالية لم يذكر الحكام اسم محمد. فهل بالإمكان القول إن الإسلام لم يخلق الإمبراطورية العربية بل أن الإمبراطورية العربية هي من خلق الإسلام؟ فالإمبراطورية العربية هي الإمبراطورية الأموية في مواجهة الهاشميين. وظهر من الهاشميين عبد الله بن الزبير ليقاوم معاوية وكان هو أول من ذكر اسم محمد وكان ذلك في عام 685 للميلاد.
وكما تبنى قسطنطين المسيحية ليشرع إمبراطورتيه كذلك فعل ابن الزبير فاخترع الإسلام؟؟ أو تبنى الإسلام ؟؟ ليبني إمبراطورتيه. وبينما انتصر قسطنطين بتبنيه المسيحية انهزم ابن الزبير بعد تبنيه الإسلام لكن العبقرية الأموية تجلت في تبني إسلام ابن الزبير والانطلاق من تلك البداية واستكمالها.
وفي عهد عبد الملك بن مروان تم ذكر اسم محمد للمرة الأولى على العملة النقدية المعدنية وتم بناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى في مكان الهيكل اليهودي وثبت عبد الملك إن الدين عند الله الإسلام.
تاريخ الإسلام المبكر 3 الهرطقات في القرون الأولى
فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه
البحث في البيئة الدينية التي سادت المنطقة في القرون الأولى التي سبقت الإسلام يشير بوضوح إلى كثرة تلك البدع في المشرق وقدرها أبيفانوس بثمانين بدعة. ما هي طبيعة العقائد التي سادت وكيف كان سكان المنطقة يتابعون الفكر الديني بما فيه من هرطقات وبدع وأفكار منحرفة؟ منذ القرن الرابع انتشرت الهرطقات في الشرق واختلف الأتباع كثيرا بشأن طبيعة المسيح وألوهيته ومريم والثالوث وغير ذلك. كما اختلفوا بشأن الطقوس ولغة الصلاة والعماد وغيرها مما كان واجبا في شريعة موسى.
وفي مجمع نيقية عام 325 وضعت بداية العقيدة المسيحية القويمة وكل من رفض مقررات مجمع نيقية اعتبر هرطوقيا. وعندما زادت الضغوط على الطوائف المهرطقة هربت نحو الشرق باتجاه منطقة الفرات بحماية الإمبراطورية الفارسية كما انتشرت في شبه الجزيرة العربية.
الهرطقة هي تعليم فاسد في الكنيسة يتعلق بمسألة كبيرة ومهمة. وهي أيضا رفض عقيدة أو عقائد من الدين. أو بعبارة فقهية: إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة. فإنكار ألوهية المسيح على سبيل المثال يعد هرطقة. والانتماء إلى عقيدة ثانية هو هرطقة. ومع أن المعنى اليوناني للكلمة محايد جدا فهو يعني: الاختيار. أي أن المؤمن يختار ما هو خارج أطر الإيمان المعروفة. وبالعربية انتسابا للآرامية فإن كلمة حنف/ يحنف/ حنيفا تعني الانحراف عن قويم الإيمان. لكن الكلمة يقصد بها في المفهوم المسيحي الانحراف سواء كليا أو جزئيا عن حقائق الإيمان. فهي لا تعني ما تعنيه الكلمة في الموروث الإسلامي. فالكلمة صفة أطلقتها الكنيسة البيزنطية على المارقين عنها والمنشقين مذهبيا.
الهرطقة لا تنفي المعتقد بكامله بل جزء منه ولذلك تصبح مغرية للمتلقي لكي يؤمن بها ويريح نفسه من أعباء الإيمان الصعبة وبالتالي ينحرف عن الأصل إلى فرع سهل من فروع الإيمان.
في القرون الأولى من عمر الكنيسة اعتبرت بعض العقائد هرطقات منها المونوفوزية أو الطبيعة الواحدة، والنسطورية والآريوسية والنصرانية والأبيونية. ومنها أيضا المونتانية والمانوية وغيرها مما لم يبق منه أثر على الإطلاق إذ طغت النصرانية عليهم وهضمتهم وأعادت تشكيل عقائدهم بشكل استوعبهم جميعا.
لن يتسع المجال للبحث في كل البدع والهرطقات ولكن على أبرزها وهي الآريوسية والنسطورية والنصرانية.
الآريوسية
كان آريوس وهو ليبي المولد أسقف الإسكندرية موحدا متحمسا فتحمس له أساقفة المشرق ما عدا القدس وأنطاكيا. وكان يرى أن المسيح إنسان مخلوق مباشرة من الله ومن خلاله تم خلق العالم. فالله الآب والإبن ليسا موجودين معا منذ الأزل وليسا من نفس الجوهر: فالمسيح ليس مساويا للآب بل أقل وهو مخلوق، لكنه أعلى من الملائكة. وبالتالي فإن المسيح إنسان يمكن اتباعه وليس عبادته. وترفض الآريوسية فكرة الثالوث كما ترفض فكرة الروح القدس ولا ترى له أي دور. وترفض الآريوسية الألوهية الكاملة للمسيح مثلما يفعل الإسلام. لكن الآريوسية هزمت في مجمع نيقية عام 325 حيث أقر قانون الإيمان الذي عرف بقانون الإيمان النيقاوي.
النسطورية أو اليعقوبية
تنسب إلى نسطور أسقف القسطنطينية عام 428 الذي هرب إلى الصحراء ومنها إلى بلاد الفرس وهناك انتشر مذهبه. كانت نظريته في الأساس آريوسية لكنه على ما يبدو طورها لتصبح مقبولة. غير أن مجمع أفسس عام 431 أدان عقيدة نسطور وتم نفيه واضطهاد اتباعه فلجأوا إلى بلاد الفرس ومنها إلى الهند. وربما ما زالوا حتى الآن يعيشون في الخفاء. انتشر النساطرة في المشرق وفي جزء من الحجاز لكنهم كانوا أغلبية في بلاد العراق والفرس. فأنشأوا الكنائس وأقاموا الأساقفة. وخلاصة بدعتهم (كما يقول أنطونيوس مقار إبراهيم في كتاب القبائل والمذاهب المسيحية في شبه الجزيرة العربية):
– المسيح إنسان مهما كان عظيما
– الله واحد غير مولود ولا يمكن أن يشاركه أحد في ذاته
– كل ما كان خارجا عن الله إنما هو مخلوق من لا شيء بإرادة الله
– الكلمة هو الوسيط بين الله والعالم لكنه غير أزلي
– كلمة الله مخلوقة في الزمن خلقها الله قبل خلق العالم
النصرانية والأبيونية ومجمع القدس
منذ العام 49 للميلاد نشب خلاف بين رسل المسيح أنفسهم وانقسموا إلى فريقين. الأول بقيادة بطرس ويعقوب والثاني بقيادة بولس. الأول يرغب بالإبقاء على شريعة موسى ويشترط الالتزام بالناموس التوراتي لنيل الخلاص والثاني يرغب بالتخلص من الناموس أو عدم الالتزام به وعدم مشروطيته لنيل الخلاص. وبعد جدل ونقاش وخلاف وتسويات انضم بطرس إلى بولس وتغلبت فكرة عدم ضرورة الناموس الموسوي للخلاص.
ولكن هل انتهى الأمر هنا؟
أنصار الشريعة الموسوية ظلوا متمسكين بموقفهم وانتشروا في المشرق وتسموا بتسمية النصارى. أما الذين انتشروا عند الأمم وكثروا في أنطاكيا فهناك تسموا مسيحيين. صار تلاميذ المسيح من بني إسرائيل نصارى وصار تلاميذ المسيح من الأمميين مسيحيون. وهذا الانقسام في الاسم بسبب البيئة المختلفة سيجر كما يقول الأستاذ يوسف درة الحداد في كتابه القرآن دعوة نصرانية إلى انقسام في العقيدة.
فكان منذ البداية أن أتباع المسيح مسيحيون ونصارى.
لقد قبل النصارى المسيح لكنهم كما يقول القديس جيروم حافظوا على شريعة موسى وآمنوا بالبعث والقيامة والإله الواحد وابنه يسوع المسيح. وظلوا يستخدمون إنجيل العبرانيين (إنجيل متى) وإنجيل الإثني عشر باللغة الآرامية. وظلوا يلتزمون شريعة موسى والختان وتقديس السبت والعيش على النباتات وفوق ذلك يرفضون بولس وتعاليمه.
كانت شيعة النصارى أول بدعة تظهر عند انتشار المسيحية في الشرق. لم تستطع النصرانية أن تمتد إلى الغرب حيث بلاد الأمم والوثنيين لأن بولس وتلاميذه تمكنوا من ترسيخ فكرة الخلاص عبر الإيمان بيسوع المسيح دون الالتزام بشريعة موسى وناموس اليهود والتوراة.
هذه النصرانية كانت ردة نبه إليها بطرس في رسالته وموضوعها: الكفر بإلهية المسيح والكفر بالفداء في صلبه وينتج عن ذلك الكفر بالتثليث والكفر بالتجسد. هذه هي عقيدة النصارى التي سادت في القرون الستة الأولى من الفترة المسيحية.
التزم النصارى إنجيل متى العبراني. ونسبوا أنفسهم إلى يعقوب الرسول. واعتبروا أنفسهم إسرائيليين مخلصين. ولكن بعد وفاة يعقوب سنة 62 للميلاد وتولي شمعون قيادتهم اتخذوا لأنفسهم اسم الفقراء. تيمنا بقول المسيح: طوبى للفقراء فإن لهم ملكوت السماء. وهي بالعبرية إيفونيم أي الفقير. وهذا هو الإسم الذي يشتهرون به عندما يكونوا متطرفين في تمسكهم بالشريعة والتوراة والناموس. فأنكروا ألوهية المسيح ورفضوا الميلاد البتولي لكنهم صدقوا حلول الروح القدس على يسوع عند العماد. وانضم إلى هؤلاء الإيفونيم أو الأبيونيين كما يعرفون بالعربية، بعد خراب أورشليم الأسينيون، فزادوا النصرانية تشيعا للتوراة بعيدا عن الإنجيل. ونبه يهوذا هؤلاء في احدى رسائله إذ قال: لقد اندس بينكم أناس كتب عليهم القضاء من قديم، منافقون يحولون نعمة ربنا إلى عهارة وينكرون سيدنا وربنا الأوحد يسوع المسيح. لقد مال النصارى من بني إسرائيل إلى البدعة وتحول الإيمان من التشيع إلى النفاق.
لقد تمايز هؤلاء النصارى عن المسيحيين في نواح كثيرة. ومع الوقت صارت عقيدتهم وكأنها مسيحية غير المسيحية. ووصفها بعض آباء الكنيسة بانها المسيحية اليهودية تمييزا لها عن المسيحية الهللينية التي انتشرت في أوروبا بدءً من اليونان. بقي النصارى في الشرق يقيمون التوراة والإنجيل العبراني ويحفظون السبت وسائر العادات اليهودية ويعتبرون أن الخلاص لا يقوم على الإيمان بالمسيح وحده بل على إقامة شريعة موسى أيضا.
وهم أيضا يختلفون عن اليهود وكذلك عن المسيحيين: فهم كما يشير أبو موسى الحريري في كتاب قس ونبي: لا ينكرون نبوة يسوع كما يفعل اليهود ولكنهم لا يؤمنون بألوهيته كما يؤمن المسيحيون. انهم الأمة الوسط بين الفريقين، أمة مقتصدة في عقيدتها يقيمون الكتاب كله أي التوراة والإنجيل معا ويؤمنون بموسى وعيسى على السواء.
باختصار هم اليهود الذين آمنوا بيسوع المسيح لكنهم بقوا على يهوديتهم وتوراتهم وشريعتهم وكانوا كما يقول القديس إيريناوس متصلبين جدا في ذلك. ويؤمنون بأن:
– يسوع إنسان من أب وأم لكنه نبي مثل موسى
– يرفضون أكل اللحوم ويرفضون الذبائح
– يلتزمون التوراة وشريعة موسى
– يرفضون التقليد الكنسي
– ويعتبرون بولس الرسول مرتدا عن الشريعة.
الإنجيل الوحيد الذي يلتزمون به هو إنجيل متى العبراني الذي كان مكتوبا بالآرامية ومنتشرا في البلاد السورية. وكانوا يفضلون وصف يسوع بأنه يسوع الناصري واتخذوا اسم النصارى بحسب ما يرى البعض نسبة إلى الناصرة مدينته أو قد يكون مصدره من مناصرة الناموس العبراني.
عندما غالى بعض النصارى وهم الأبيونيون في عقيدتهم صاروا يعتبرون يسوع مجرد إنسان وليس ابن الله كما تعلم الكنيسة وصاروا يرفضون فكرة الصلب متأثرين ببدعة الكيسانية وبعدها تبنوا فكرة الشبه والتشبيه تأثرا ببدعة أخرى اختلقها الأسقف الغنوصي باسيليدس المعروف أيضا باسم بازيليد الذي قال إن يسوع رفع إلى السماء ولم يصلب وان سمعان القيرواني صار شبيها بيسوع فأخذه الرومان وصلبوه. واعتبروا أن المسيح فارق يسوع قبل استشهاده والصلب عندهم مجرد رمز قدرة المسيح وليس حقيقيا.
وخلاصة المعتقد النصراني الأبيوني هو التزمت النصي والحفظ بأكثر من الفهم لروح النص. والتمسك بالشريعة القديمة والعودة إلى الجذور والنظر لمن لا يقيمون الشريعة على انهم نجسون. وهم يرفضون لاهوت المسيح فهو عندهم رجل صالح ذو مبادىء وتعاليم (نبي ورسول) يؤمنون بمعجزاته ويرفضون تعرضه للصلب ويرفضون قصة الفداء بمجملها. ويؤمنون بان المسيح سيعود في آخر الزمان. يتطهرون بالوضوء ويشددون على أعمال البر والإحسان والصدقات ويجمعهم العداء الشديد للرسول بولس.
بعد ترسخ بدعة النصرانية في المشرق صار لهم مراكز وأساقفة ومبادىء يبشرون بها:
1. في البنوة والكتاب: من آدم إلى يسوع لكل أمة رسول. والنبي الحق ظهر في المسيح وصدق النبوة والكتاب وفصل شريعة موسى بنسخ الذبائح الحيوانية. لكن يسوع بالنسبة لهم ليس كلمة الله المتجسدة
2. صورة الكون: الكون سبع سماوات كما توضحها قصة إسراء أشعيا وهو كتاب منحول وكذلك صعود المسيح إلى السماء السابعة.
3. الملائكة مخلوقات من نار وليست أربابا
4. المسيح في العقيدة النصرانية بشر وليس إلها وربما انه أحد الملائكة المقربين.
5. الجنة بالنسبة إليهم مليئة بالطعام الوفير والشراب الغزير وكذلك النساء.
بسبب الأبيونيين سيطرت الروح التوراتية على النصرانية وانحرفت عن حقيقة الإنجيل. وعند عامتهم وفقا للحداد فان المسيح ولد من بتول لم يمسسها بشر لكنه ليس إلها وان سموه على سبيل المجاز والاصطفاء أما صفة ابن الله فهي صفة للروح زعيم الملائكة.
لم يعثر على كتب الأبيونيين المقدسة التي كانت مكتوبة في الأصل باللغة الآرامية ومن المحتمل أنها فقدت نهائيا. ولكن بقيت منها شذرات أوردها أبيفانوس في كتبه التي فند فيها مبادئهم، لكن فقد كتبهم قد لا يعني اندثارها.
في كتاب القرآن دعوة نصرانية يخلص الأستاذ الحداد إلى ما يلي: لقد أعلن السيد المسيح في دعوته أنه ابن الله ففهمها المسيحيون بنوة ذاتية فقالوا بألوهية المسيح وفهمها النصارى من بني إسرائيل بنوة مجازية فقالوا بأن المسيح وإن كان كلمة الله وروحا منه فهو عبد الله لا إبن الله وهذا هو فارق مهم بين النصرانية والمسيحية.
تاريخ الإسلام المبكر 4 استقلال المشرق العربي
غلبت الروم في أدنى الأرض
إنني أسعى إلى السلام ولم أحرق فارس برغبة مني بل أنت أجبرتني على ذلك.
دعنا الآن نلقي السلاح ونتوجه للسلام. دعنا نطفئ النار قبل أن تحرق كل شيء.
(الإنذار الأخير من هرقل إلى خسرو ملك الفرس في 6 يناير 628)
يمتد المشرق العربي ما بين بلاد الفرس في الشرق حتى صحراء سيناء في الغرب ومن الهضبة التركية شمالا حتى تخوم صحراء الحجاز في الجنوب. في هذه البلاد الشرقية سادت الهرطقات الآريوسية والنسطورية والنصرانية والأبيونية. وكذلك انتشرت فيها بنسبة أقل المسيحية الهيللينية خصوصا في أنطاكيا وساحل فلسطين والديانة اليهودية في تخوم الحجاز وبلاد فلسطين.
تنافس في حكم هذه المنطقة اقوى إمبراطورتين في ذلك الزمان: الروم والفرس. وخاض الجانبان حروبا طويلة امتدت لسنوات عديدة. حصدت الآلاف من الأرواح ودمرت الكثير من العمران. لكنها كانت أحد الأسباب في خلق شعوب مقاتلة صلبة وقوية كانت لها طموحاتها وأحلامها في الوحدة والاستقلال والنزوع نحو السيطرة والهيمنة وفرض سلطانها على ما جاورها.
تشير مرويات التاريخ إلى أن الحروب المتواصلة بين الروم والفرس أنهكت الجانبين. وكان هذا الإنهاك سببا في الانتصارات الإسلامية الساحقة والحاسمة. لكن للتاريخ رواية أخرى. الصورة المختلفة لما ترويه كتب التاريخ يمكن استخلاصها من القراءة ما بين سطور التاريخ والأحداث ومقارباتها مع المنطق العقلاني الذي يزن الأمور بميزان غير عاطفي وبعيدا عن الإنحياز الثقافي.
لا يزال العلماء حتى اليوم يبحثون في أسباب ما يسمى انتصار المسلمين الخاطف والسريع على كل من الفرس والروم. ويحاولون إيجاد الأسباب والعلل التي مكنت العرب من إنجاز تلك “الفتوحات” بتلك السرعة.
نسبوا ذلك إلى الضعف الاقتصادي الذي منيت به بيزنطة وفارس وزيادة التناقضات الداخلية وكذلك غضب وحنق الطبقات المظلومة التي نظرت إلى العرب كمنقذين من نير الاستعمارين الفارسي والبيزنطي.
ولكن: هل يعقل أن هرقل الذي دمر مملكة الفرس وهزمها شر هزيمة واستعاد الصليب المقدس وفرض الصلح على خسرو ملك الفرس هل يعقل أن تهزمه حثالة بدو قادمين من الصحاري العربية؟ هرقل أحد اهم جنرالات الحرب في التاريخ الذي حقق انتصارات لسنوات متواصلة يهزم في مؤتة واليرموك ويخسر سورية بهذه السهولة؟
منذ أيام الإسكندر الأكبر والصراع اليوناني الفارسي محتدم لم يهدأ. وإذ كان في ذلك الوقت صراعا وثنيا فقد صار صراعا دينيا بعد انتصار المسيحية في الغرب وتبنيها من قبل الإمبراطورية الرومانية وبعدها البيزنطية. وقد استخدم كل من الفرس والروم العشائر العربية في العراق والشام كحاجز بينهما وحلفاء لهما يقومون أحيانا بالحروب وكالة عن الدولتين الكبيرتين.
انقسم عرب المشرق إلى غساسنة في الشام ومناذرة في العراق. كان الغساسنة حلفاء لبيزنطة وكان المناذرة حلفاء للفرس. وكانت تلك العشائر تزود جيوش الإمبراطوريتين بالرجال في الحروب الخارجية إن لزم الأمر. كان الرومان يستعينون بالعشائر العربية لقطع دابر الصعاليك وقطاع الطرق. فحالف الروم شيوخ العشائر ودفعوا لبعضهم قسما من السلطة على بادية الشام بصفة شيوخ وملوك. وقام الروم بمحاولة توطين بدو الشام وإدراجهم كمرتزقة في جيوشهم. فقد كانت لدى هؤلاء العرب القدرة على حروب الصحراء وضبط المنطقة كما كانت بيزنطة متفهمة للعلاقات العشائرية. كانت القبائل العربية دوما حاجزا بين الروم والفرس وكانوا ينفذون إرادة البيزنطيين في المنطقة مقابل رواتب يحصلون عليها. وعمل العرب كوكلاء للروم على طول الجبهة الشرقية.
كانت بادية الشام بعد تملك الرومان عليها في أوائل التاريخ المسيحي روضة غناء شيد فيها أصحابها المدن العامرة لسكنى الأهلين وابتنوا الحصون لتأمين الطرق والآثار الباقية تنطق بعمران تلك الأصقاع وحضارتها الراقية.
منذ أوائل القرن السابع كانت الحرب سجالا بين الفرس والروم. انتصر الفرس مرارا وكذلك الروم. وصل الفرس إلى مدينة القدس وتوغلوا غربا حتى بلاد مصر. ونهبوا الصليب المقدس وأخذوه إلى ديارهم. يخبرنا التاريخ أن الروم غلبت في أدنى الأرض. وتوج الصراع الفارسي البيزنطي بانتصار خسرو الثاني واحتلال سوريا سنة 614 ومصر سنة 618 وتدمير كنيسة القيامة. وأسر الصليب المقدس. لكن الروم بعد غلبهم غلبوا الفرس وسحقوهم واستعادوا الصليب وفرضوا عليهم الصلح. بدأت الانتصارات البيزنطية ما بين عامي 622 و626 تحول الفرس بعدها إلى الدفاع. في عام 626 كانت آخر هزيمة كبرى للفرس عندما حاولوا الاستيلاء على القسطنطينية. انتصر هرقل واستعاد الصليب وفرح المؤمنون.
وفي عام 627 وصلت قوات هرقل إلى قلب بلاد الفرس واجبرهم على طلب الاستسلام. وفي العام التالي أي في العام 628 تم الصلح بين الجانبين لكن كلا منهما كان منهكا تعبا يائسا من القتال ساعيا إلى فسحة سلام وهدوء. أنهكت الحروب الدولتين وسعت كل منهما للانكفاء والابتعاد عن ساحة المشرق العربي.
لقد ترك الفرس العراق للمناذرة بسبب هزيمتهم الكبيرة أمام البيزنطيين. وترك البيزنطيون بلاد الشام بسبب تعبهم من الحروب ورغبتهم للتفرغ لحروب جديدة في منطقة أرمينيا. لم يخرج البيزنطيون من سوريا بسبب غزو عربي أو فتح إسلامي ولم تكن هناك أي مواجهات.
مع الهزيمة القاسية التي تعرض لها الفرس عام 622 وما تلاها من إحراق معبد النار الأكبر سنة 623 بمساعدة القبائل العربية النصرانية حتى نهاية الحرب ومقتل كسرى أبرويز عام 628 دخل هرقل عاصمة الفرس وقلب حكم خسرو الثاني وكان مطلبه استعادة خشبة الصليب فاستعادها وأعادها إلى القدس. وبمعركة نينوى آخر معارك هرقل مع الفرس تم دمار الإمبراطورية الساسانية ومعها كذلك النخبة الزرادشتية.
لا أحد يعرف على وجه الدقة تفاصيل معاهدة الصلح بين الفرس والروم عام 628 التي توجت انتصارات هرقل وتدمير مملكة الفرس، وربما لو قرأنا تفاصيل صلح الحديبية لتلمسنا بعض خيوط الفهم لهذه المعاهدة. ولكن باستقراء أحداث التاريخ التي تلت يبدو أن أهم بنود الصلح كانت ترك الإقليم العربي من قبل الفريقين. انسحاب الفرس وكذلك انسحاب الروم من المشرق العربي ترك البلاد في فراغ سياسي وأمني قام العرب بملئه. فأقاموا فيها الحكم الذي يريدون والشريعة التي يرتضون.
لقد منح هذا الصلح الذي جاء نتيجة انتصار الروم عرب سوريا وعرب العراق الحكم الذاتي الذي سعوا إليه، ولنتدبر هنا دولة المدينة. وفي عام 636 أتمت قوات بيزنطة انسحابها الكامل من بلاد الشام. لم تبق في البلاد سوى بضع حاميات من رجال القبائل المحلية. فتلاشت سلطة الاحتلال وشجع شيوخ القبائل على الاستقلال واستلام الحكم بعد مخاض طويل. بانسحاب البيزنطيين اتباع المسيحية الهيللينية فسح المجال أمام العقائد النصرانية الشرقية للانتعاش والانتشار. وفتح المجال لزعماء القبائل لأخذ زمام الحكم مباشرة. فانفرد الغساسنة (بقيادة معاوية؟) بحكم الشام وانفرد المناذرة (بقيادة علي؟) بحكم العراق. هذه الظروف أعطت دفعة قوية للزعماء المحليين في المنطقتين العربيتين سوريا والعراق للاستقواء وانتزاع الاستقلال المنشود.
الظروف الجيوسياسية التي سادت المشرق العربي بعد معاهدة الصلح بين الفرس والروم لا تترك مجالا لأي معارك أو غزوات عربية أو إسلامية قدمت من الجزيرة العربية. فلا يمكن أن يهزم الروم بتلك السهولة التي ترويها المصادر العربية الإسلامية. قائد مثل هرقل لا يستسلم بسهولة. ولو هزم في معركة فلا يمكن إلا أن يعود بهجوم مضاد ويستعيد البلاد التي ضحى بالغالي من اجل تحريرها من الفرس. فكيف يتركها بسهولة لغزاة من البدو جاءوا من الفيافي يحاربوه بسيوفهم بعد أن كان يستعملهم مرتزقة في جيوشه؟
هناك الكثير من علامات الاستفهام تحيط بالمعارك التي تحدثت عنها المصادر الإسلامية. كما أن نظرة متفحصة لخريطة المعارك المفترضة تثير العديد من التساؤلات. وعلى افتراض أن الغزاة المسلمين جاءوا من الحجاز ليواجهوا الروم فهل يعقل أن يستولى الغزاة على دمشق سنة 635 بينما معركة اليرموك على بعد مئة وخمسين كيلومترا جنوبي دمشق التي أجبرت هرقل على مغادرة سوريا وقعت عام 636؟ وبعدها تسقط القدس عام 638؟ المنطق يقول أن يحدث العكس. أن تقع معركة اليرموك وينهزم الروم ثم يزحف الغزاة على دمشق. أما أن يحدث العكس فإن في هذا شبهات كثيرة ويلقي كثيرا من ظلال الشك على الرواية الرسمية.
كما أن المنطقة المفترضة على أنها ساحة معركة اليرموك لا يمكن أن تكون ساحة معركة حاسمة خاصة أنها منطقة جبلية ومنحدرة وبعيدة نسبيا عن قلب الشام. حقائق التاريخ التي لم تكشف بالتفصيل بعد، تشير إلى أن كل تلك المعارك قام بها الحكام الجدد ضد مراكز قوى محلية عارضت حكمهم وربما كانت توالي الروم أو ربما كانت تعارض عقيدتهم النصرانية فأخضعوها بالقوة. لكن الرواية الإسلامية فيما بعد وعند نسج ملامح التاريخ بأثر رجعي صورت تلك المعارك الصغيرة على أنها معارك كبرى وانتصارات حاسمة.
تاريخ الإسلام المبكر 5 العرب والروم ودولة الأمويين
لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون
تشير الرواية الإسلامية الرسمية إلى أن العرب بعد اكتمال الإسلام طفقوا يخضعون البلدان المجاورة باسم الدين الجديد. تتحدث كتب التاريخ العربي عن أسطورة ما يعرف بالإنفجار الإسلامي الذي يشبه التسونامي الذي اجتاح المنطقة فأسقط إمبراطوريتي الفرس والروم ومصر وأقام دولة ممتدة في غضون بضعة عقود من السنوات.
لكن سرا لا يزال بحاجة لتفسير: لماذا بقيت النصرانية في بلاد الشام تحت الحكم الإسلامي مقابل الزوال السريع للزرادشتية في العراق وبلاد الفرس؟ لماذا ينسب لسكان الشام انهم رحبوا بالغزاة المسلمين؟ هل يعقل أن يقبل شعب ما غزو شعب آخر يفرض عليه دينه وعقيدته بكل تلك السهولة التي تروى عن الفتوحات الإسلامية؟
يرى يهودا نيفو في كتابه “الإسلام على مفترق طرق” أن المؤلفين في القرن السابع لم يلحظوا أي غزو عربي للأراضي البيزنطية، في بلاد الشام. لم تقع أي معارك كبرى ولم يقع أي غزو أو فتوح أو استعمار. ويقول أسقف نسطوري سنة 659 “هؤلاء العرب الذين منحهم الله السلطة على البلاد لا يهاجمون المسيحية بل يحترمونها ويحمون كنائسنا وبيعنا ويحترمون قساوستنا”.
المصادر السريانية أيضا التي دونت تاريخ تلك الفترة ليس فيها شيء يذكر عن الفتوحات العربية في أرض الشام. كذلك فإن المصادر السريانية التي دونت بعد تلك الفترة ليس فيها ما يعرف بالفتوحات.
ومن الغريب أيضا أن تصمت المصادر البيزنطية تماما عن أي فتوحات أو غزوات إسلامية. وهذا بمنتهى الغرابة مع أن الرواية الإسلامية تقول إن المسلمين طرقوا أبواب القسطنطينية وهددوها. وتغيب دلالات الفتح الإسلامي في المصادر المسيحية الغربية. والموجود منها على قلته النادرة لا يزيد عن تلميحات سطحية ليوحنا الدمشقي. كما أن أزيدور الإشبيلي لم يذكر شيئا عن إسلام ذلك الوقت المبكر.
كما أن ما يسمى فتح الأندلس وغيرها من الأحداث المبكرة كالفتوح الإسلامية وموقعة الجمل وصفين وكربلاء وغيرها لا تملك دليل حدوثها خارج رقع المدونات التاريخية الإسلامية. فلا أثار أركيولوجية تؤيدها ولا عملات ولا عمارة أو شواهد قبور تشهد عليها، لا شيء على الإطلاق.
يفسر نادر قريط وهمية الفتوحات الإسلامية على أنها مجرد ذاكرة لأحداث وقعت وليست أحداثا حقيقية بالمطلق. فالفتوحات في رأيه فتوحات للغة كتابية عربية تمددت تاريخيا على حساب ثقافات شاخت. والحضارة الإسلامية في جوهرها حضارة عربية اللسان لكنها فارسية العقل.
بالتدقيق في تفاصيل التاريخ تبدو ما عرفت بالفتوحات الإسلامية مجرد أساطير. فالفحوصات الأركيولوجية لخط وادي اليرموك تشير إلى أن الروم تركوا المنطقة قبل ذلك بوقت طويل. وكان الغساسنة ينوبون عن الروم في الحكم إلى أن خرج الروم نهائيا وتسلم العرب زمام الحكم.
منذ أن كان الروم والفرس يحكمون المشرق العربي كانت البادية العربية فيما يعرف الآن بجزيرة العرب هي المستودع البشري الذي يزودهم برجال الحرب. فرجال البادية مقاتلون أشداء يبذلون اشد البذل لمن يدفع. وكثير من أولئك المقاتلين استوطن بلاد الشام والعراق بعد أن هدأت الحروب واستقرت الأوضاع إثر خروج قوات الروم والفرس ومنح عرب المشرق نوعا من الحكم الذاتي.
في منتصف القرن السابع شهدت المنطقة نهوض الحكم العربي وبداية الحركة الدينية التي تبلورت اعتمادا على العقيدة النصرانية. في النصف الثاني من القرن الثامن اندمج الاتجاهان السياسي والديني إذ سيطرت الدولة على الدين مما سهل ظهور الإسلام العربي وأسلمة الحكم وتعريب الدين.
تشير الحفريات التي جرت في بلاد الشام إلى أن أغلبية العرب الذين قدموا من الجزيرة العربية كانوا لا يزالون وثنيين أو على دين النصارى. والوثنيون منهم مالوا نحو النصرانية والتزموا بها. لكن هؤلاء العرب لم يكونوا شديدي التدين. ولم يكن الدين بالنسبة لهم سوى طريقة حياة مثل أي طقوس وثنية أخرى.
لم يشكل وجود هؤلاء العرب في الشام أي تهديد لأصحاب البلاد. فهم كانوا عربا مثلهم من حيث العرق وكان بينهم من يؤمن باليهودية ومن يؤمن بالنصرانية ومنهم من كان وثنيا فمال إلى ديانة أهل البلاد وصار كواحد منهم.
في القرن السابع كان هرقل أقوى وانجح حاكم في العالم. وكان يحكم إمبراطورية واسعة مترامية الأطراف. وقد هزم الإمبراطورية الفارسية ودمر ملكها وسحق عرشها. فهل يهزم في اليرموك بكل تلك السهولة التي ترويها المصادر العربية؟
الذين بحثوا في تفاصيل معركة اليرموك لم يجدوا أي سبب لهزيمة البيزنطيين. كيف ينهزم هرقل الذي خبر الحروب ثلاثين عاما؟ وبحسب التاريخ المروي كان العرب مشغولين بجبهتين فكيف حققوا كل تلك الانتصارات؟ كما أن كتب التاريخ لا تحتوي أي مصدر ولو مصدر واحد يعود إلى القرن السابع يذكر فيه أن هرقل توجه إلى جنوب مدينة القدس أو مدينة مؤتة بالذات أو أنه توجه إلى صحراء العرب بجيوشه ليحارب ثلاثة آلاف عربي خرجوا عليه من بطن الصحراء. ولم تبين الرواية الإسلامية أي سبب أو غرض يدفع هرقل لمحاربة المسلمين بمئة ألف جندي في مؤتة.
ما لا تذكره مصادر الرواية الرسمية الإسلامية هو أن الروم والفرس انسحبوا بهدوء بعد أن أنهكتهم الحروب وتركوا العرب لمصيرهم يحكمون أنفسهم في حكم ذاتي مع بقاء بعض الحاميات الرومية الصغيرة التي لم يزد عدد أفرادها عن ألف وخمسمئة رجل في كل البلاد السورية.
لم يكن عرب سوريا بدون زعيم يقودهم. وهذا الزعيم كان معاوية الذي عرف في المصادر العربية بأنه معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأموي الأول. تقدم كتب التاريخ هذا الزعيم على انه مسلم سوق نفسه بما يتوافق مع الرأي العام. وجعلوا منه أحد دهاة العرب بعد مسالة رفع المصاحف على الرماح في قصة صراعه مع علي.
لماذا سميت الدولة العربية الناشئة في بلاد الشام بالدولة الأموية؟ لا توجد إجابة وافية لهذا السؤال. المصادر العربية تنسب الأمويين إلى أمية بن عبد شمس ولكن لا توجد تفصيلات تبين كيف انتقلت الأسرة الأموية إلى بلاد الشام. لماذا يستقل الأمويون في سوريا ولماذا يذهب العلويون إلى العراق ولماذا يتركون مكة مهد الإسلام المفترض بحسب المؤرخين؟ لماذا يصمت التاريخ عن بقية الأمويين في الحجاز بعد تأسيس الخلافة في دمشق؟ فلا يعقل أن جميع الأسرة الأموية قاطبة غادرت مكة.
على أي حال هل يكفي أن يكون معاوية ابنا لأبي سفيان ليعين حاكما في دمشق وبعد فترة ما يعرف بالخلافة الراشدة يستفرد بالحكم بكل تلك السهولة؟
على الأغلب كان معاوية قائدا محليا قويا استطاع أن يجمع حوله العشائر العربية النصرانية التي عرفت باسم الغساسنة. وقد تسلم قيادة البلاد عندما انسحبت منها جيوش الروم سنة 622 للميلاد وهي السنة التي انتصر فيها هرقل على الفرس وقرر بعدها الانسحاب من البلاد السورية وتركها لأهلها يحكمونها بطريقتهم. وقبل معاوية أن يدفع الجزية للروم مقابل تثبيته في الحكم. كان معاوية يدفع للروم جزية بمقدار ثلاثة آلاف قطعة ذهبية بالإضافة إلى الخيول والعبيد. ولو صدقنا الرواية الإسلامية أن معاوية كان خليفة المسلمين فهل يعقل أن يدفع الجزية للروم؟ على الأغلب كان معاوية خليفة بمعنى نائب الحاكم البيزنطي أي أن حكمه ليس مطلقا في البلاد وان حكم فهو باسم الإمبراطور.
كان معاوية على ما يبدو زعيما محليا. تحول إلى ملك عند وفاة هرقل 641. بوفاة هرقل تحقق الاستقلال العربي الكامل فضربت المسكوكات التي حملت عبارة أمير المؤمنين بمعنى مسؤول الأمن أو راعي الأرض. نصب معاوية نفسه أميرا للمؤمنين. وصفة أمير المؤمنين كانت عبارة مسيحية معروفة وهي لقب كان يطلق على الأسقف في بعض الأحيان. ويقول فلهاوزن “في بيت المقدس نصب معاوية نفسه خليفة وصلى بهذه المناسبة في الجلجلة وعند كنيسة الجسمانية وقبر مريم. كما أن يوسيبيوس في كتابه الكبير: تاريخ الكنيسة يقول: “تجمع كثير من العرب وبايعوا معاوية ملكا. فذهب إلى الجلجلة وجلس هناك وصلى. ثم ذهب إلى الجسمانية ونزل إلى حيث قبر مريم وصلى فيه”. ويذكر كثيرون أن معاوية ترك نقشا باليونانية يتقدمه صليب وبعدها ظهر الصليب على العملات الأموية.
لقب السوريون معاوية بالمستنير وتعني حامل النور وهو لقب لأصحاب المراتب العليا. فهل كان مسيحيا؟ نسطوريا؟ نصرانيا؟ على الأغلب كان كذلك. كان نصرانيا يلتزم شيعة النصارى وهي المسيحية اليهودية التي تقيم التوراة والإنجيل معا. إن لقب معاوية يعني في الآرامية البكاء كثير البكاء وهي صفة تصبغ على رجال الدين الذين يخافون الله.
لكن بعض المصادر تشير إلى أن معاوية وأسرته ليست من الغساسنة بل من الساسانيين الفرس الذين كانوا يتبعون الكنيسة النسطورية التي سبق لها ولجأت إلى بلاد الفرس وكان لها أتباع كثيرون هناك. أي أن أسرة معاوية التي تسميها المصادر العربية الأسرة الأموية ليس لها علاقة بصحاري الحجاز أو قريش بل هم فرس عرب تحدروا من حدود بلاد الفرس الشرقية باتجاه فلسطين والشام.
من خلال الحكم الذاتي للعرب في سوريا قامت الدولة العربية بزعامة “مع ــــــ ويه” الذي عرفته المصادر الإسلامية باسم معاوية بن أبي سفيان. ونسج له المؤلفون العرب تاريخا ونسبا وجعلوا أسرته من قريش وجعلوا جده أمية بن عبد شمس ليكون ندا لهاشم جد علي بن أبي طالب الذي ربما كان زعيما لمناذرة العراق وكان نظيرا لمعاوية هناك.
لا يعرف عن هذا الزعيم أي شيء حقيقي، لا عن أسرته ولا عن أهله ووالديه ولا عن مكان ولادته ونشاته. لم يعثر على أي دليل مادي يبين الإسم الحقيقي له وما هي قوميته فهل هو عربي أم فارسي أم مولد من سلالة رومية مثلا؟ وما هو دينه وعقيدته. ولكن مع بداية حكمه زالت فكرة أن الحكام من نسل الآلهة. فصار يطلق على الحاكم اسم عبد الله.
في العام 661 للميلاد اعترف بمعاوية كحاكم مطلق في سوريا فاحكم قبضته في دمشق وما جاورها واخضع المناطق المحيطة بالشام وقام بتعيين ولاة في فلسطين والحجاز والعراق. ومن كان يعرف بحسب الرواية الإسلامية بالخلفاء الراشدين قد يكونوا مجرد ولاة قام معاوية بتعيينهم. أبرزهم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان الذي قتل وثارت بعده فتنة ابن الزبير الذي تحدى خلفاء معاوية وكانت معركته مع عبد الملك.
وإذ أصبح معاوية أول حاكم عربي بعد خروج الروم ثبت مركزه في دمشق وقام بإخضاع كل من حاول التمرد أو الاحتجاج ضد حكمه. وربما كانت معاركه ضد القوى المحلية التي عارضته في بداية حكمه هي المعارك التي ضخمتها الرواية الرسمية للمؤلفين العرب في معارك أسمتها اليرموك ومؤتة وفتح دمشق وسقوط القدس وغير ذلك من المعارك الوهمية التي تتحدث عنها المصادر العربية. وقد تكون المعارك التي عرفت باسم حروب الردة هي غزوات قامت بها قوات معاوية لإخضاع مختلف أنحاء الجزيرة العربية.
حكم معاوية وأولاده ثلاثة وعشرين عاما انتهى بعدها حكم ما يعرف بالفرع السفياني من الأسرة الأموية انتقل بعدها الحكم إلى ما يعرف باسم الفرع المرواني الذي بدأ فعليا من عبد الملك بن مروان. ولكن ما هي علاقة معاوية بأبي سفيان صخر بن حرب الذي تتحدث عنه الروايات الإسلامية؟ هناك رواية تقول إن أمية بعد صراع مع هاشم في الحجاز تم نفيه إلى الشام. لكنها رواية ضعيفة لا يعتد بها وإنما اختلقت لإيجاد مبرر لوجود بني أمية في الشام.
يشكك البعض بنسبة معاوية إلى أبي سفيان ويقولون إنها مجرد اختراع لإعطاء معاوية نسبا قرشيا يضاهي به نسب علي الهاشمي الذي اختلقت له أيضا سيرة ونسب وسلالة شريفة. وجعلوا أم معاوية هند بنت عتبة التي بحسب المرويات الإسلامية تلتقي أحد الكهان الذي يقول لها إن أحد أبنائك سيكون ملكا. وفي المقابل نسبت المرويات إلى هند أم معاوية قصة أكل كبد حمزة عم النبي للإساءة إليه.
لكن فضل معاوية الكبير كان إقامة الدولة العربية الأولى المستقلة التي وصفت بانها دولة الأمويين. فمن هم هؤلاء؟ من أين جاء وصف الأمويين؟ لماذا وصفت به أسرة معاوية ومن خلفه من أولاده وأولاد أعمامه؟ قد تكون الكلمة تصحيف من كلمة أميين. فالأميون أو الأمم بحسب التعبير الكتابي هم الوثنيون من غير اليهود. ولأن اللغة العربية لم تكن ناضجة بما يكفي في القرن السابع ربما اختلط الأمر على المؤلفين العرب فنسبوا معاوية وأولاده إلى الأمم أو الأميين فكان أن صارت الكلمة أمويين. ولم يلتفت أحد للتصحيف وبخاصة أن سلالة الأمويين نهض لها من الطرف الآخر من البلاد في الشرق أسرة آل هاشم تنافحها وتحاول تقويضها ونجحت بإسقاطها في نهاية المطاف.
بعد أكثر من عقدين من حكم أسرة معاوية جاءت الأسرة المروانية وأبرز حكامها كان عبد الملك بن مروان الذي حكم عشرين عاما كانت كافية ليقوم بكل ما قام به ويتغير مسار التاريخ إلى الأبد.
يتبع قسم ثان
مواضيع ذات صلة: الأسلام اول حركة قومية عربية
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
1 Comment
كان يدعو ان اموت بالسرطان كي اعرف ان الله حق فمات هو بالسرطان
توفيَ بمرض السرطان . انه والد زوجتي السابقة ، كان متعصباً للدين رغم عدم تدينه ولا التزامه الا بالصلاة وكان ضد التنصير المسيحي وله مقاطع فيديو باليوتيوب للتحذير من التبشير المسيحي وانتقاد ديانتهم.
لم اكن اود الحديث حول هذا الموضوع ولأول مرة اتحدث عن هذا الموضوع منذ ان عرفت الانترنت بالعام ٢٠٠٤، وليس من اللائق الحديث عن امر خاص جداً، لكن لم يعد هناك شيء مهم ووفاته اثارت فيني الرغبة بالكتابه عنها لأضيف شيء من حقارة ايمانهم المحمدي الذي يجعلهم عدائيين بسبب تربيتهم الدينية!
.
هذا الشخص الراحل والذي كنت ادعوه بـ عمي كان السبب الرئيس للطلاق بيني وبين زوجتي السابقة .. عندما كان يسألها هل اصلي ام لا! فكانت تجيب بعفوية انني لا اصلي منذ فترة طويلة ( تقصد منذ بداية التغيير الفكري وكنت حديث العهد بالزواج منها) وكان يتصل بي وينصحني اصلي وحين يجلس معي يتحدث عن صلاتي ويلمّح بأن ترك الصلاة كفر ولا يصح ان تكون مسلمة بعصمة كافر مرتد وانني (الكلام له) لا ارضاها على ابنتي ولا يرضاها الله ورسوله قبلنا.
مرت فترة تزيد عن السنة وهو بهذ الحال في كل فرصه ومناسبه يتكلم معي، وكنت كل يوم ازداد قناعة راسخة بعدم صلاحية الاسلام بسبب القراءة والمقارنات واتذكر انني كنت منهمك في تفسير القرآن بمكتبتي المتواضعة.
يوم ان اتصل بي قال بلهجة حادة غداً تطلق ابنتي ان كنت تصر على عدم الصلاة فكنت ارفض رفضاً قاطعاً وعند تكرار الطلب اغلقت الهاتف وما ان اصبحت وكنت متجهاً لعملي اتصل بي ابنه المطوع وكان يقول (انا عارف انك علماني رويبضه زنديق وهذي اعراضها اما ان تكافحها او تصاب بعلتها) ان اصريت عليها ستطلق اختي بالطيب او بالغصب.. لكن طلق بصمت افضل من ان نجرك للمحكمة فيشهد عليك جميعهم اولهم اختي زوجتك ( الكلام له) انك لا تصلي وتحاول التأثير على اختنا ان تترك صلاتها وحجابها في السفر للخارج يا ديوث.. وسيطلقها الشيخ غصباً عنك .
حدث تلاسن بسيط وكان يحاول بكل خبث ان يجرني بنقاش عند الدين وسمعت صوت تسجيل المكالمة الذي كان بصدره جهاز النوكيا ولم اعطيه المجال لجرّي بالنقاش!. تعددت اتصالاته حتى اخذوا زوجتي واجبروها تترك المنزل منذ اشهر قبل الطلاق .. اخر اتصال كان تهديد صارم بتقديم شكوى بالمحكمة ضدي ، حقيقة انذاك شعرت بالخوف من متاهات المحاكم والسياط الإسلامية والإضطهاد، فالإضطهاد للآخر ايمان اسلامي قويم يشهد له تاريخ المحمديين انه دين يتقربون به لربهم!.. حينها استذكرت قصص من الرعب الاسلامي لقتل المرتدين الذي قرأته في كتبهم العفنه ومشاهد الإغتيالات التي كان يأمر بها محمد واصحابه… فأخبرته انني سأطلقها.ومن اليوم التالي طلقتها وسجلنا واقعة الطلاق رسميا في المحكمة.
كل هذه الاحداث وزوجتي لا رأي لها ولا كلمة مقموعه وليس بيدها حيله بسبب تغييبها عن القضية ولأن السبب لا يعترف بدورها ولا برأيها الاّ شهادتها فقط!
لقد عانيت نفسيا وتم اضطهادي من قبلهم وحالي كالعاجز الذي ليس بوسعه شيء الا ان يصبر على مصابه.
حُرمت من زوجتي وحُرمت من طفلتي التي لا اراها الان الاّ بمشقه وان طالبت بها ستكون تهمة الردة جاهزة وبالتالي الشرع المزعوم والقانون ضدي
اخيراً واقولها دون شماته: هذا الراحل كان يدعو ان اموت بالسرطان كي اعرف ان الله حق فمات هو بالسرطان الذي هاجمه قبل اقل من سنه.
Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا
1 Comment
تمديد ربط لبنان بسورية
وليد شقير
الأربعاء المقبل يجتمع البرلمان اللبناني من أجل إقرار التمديد لنوابه حتى حزيران (يونيو) عام 2017، في خطوة لا تعني سوى تمديد عملية تعليق الحياة السياسية اللبنانية، التي لم تكن تتمتع بالحيوية أصلاً وكانت تتسم بالكثير من الهشاشة والزبائنية.
إنه تمديد لشكل من أشكال ربط لبنان بالأزمة السورية والصراع الدائر في المنطقة بكل تعقيداته وألوانه وتشعباته، بما فيها الحرب على الإرهاب التي بشرنا من يقود حملتها، الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأنها ستستمر سنوات.
وبصرف النظر عن الأسباب الموجبة لهذا التمديد للنواب الذي يتيح لهم التربع لثماني سنوات على مقاعدهم من دون عناء اجتذاب الناخبين وتمثيل مصالحهم للحصول على أصواتهم، فإن ذريعة صعوبة إجراء هذه الانتخابات بفعل الأوضاع الأمنية، على صحتها، لا تحول دون الاستنتاج أن هذه الخطوة تأتي في سياق تعطيل العملية السياسية اللبنانية، مهما قيل عن أن نتائج الانتخابات إذا حصلت ستأتي بالطاقم السياسي نفسه تقريباً.
لكن الأدهى في هذا التمديد أنه حتى إشعار آخر امتداد للفراغ الرئاسي اللبناني القائم منذ 5 اشهر ونيّف، على رغم ادعاء من يبررون التمديد بأن مدته ستكون مشروطة بإجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
وعلى رغم وجود تفاهم لبناني داخلي يستند إلى تفاهم دولي وإقليمي على رعاية الحد الأدنى من الاستقرار في الأزمة اللبنانية عند الحد الذي بلغته من الاحتقان المذهبي والركود الاقتصادي والصراع على التأثير في موقع القرار الرسمي بين قوى إقليمية عدة، فإن تلاقي مصالح الدول على منع انفجار لبنان مثلما هو حاصل في محيطه، لا يعني أن التمديد للفراغ الرئاسي وللبرلمان يعني تجميد التدهور في أوضاعه الأمنية والاقتصادية والسياسية، وفي تناقضاته المذهبية، وفي النزف الذي يعانيه نتيجة أزمة النازحين السوريين، والتي تضاعف المعضلات المذكورة كافة يوماً بعد يوم.
وإذا كانت الحجة الأمنية للتمديد للبرلمان تعني تجميد إمكان حصول انفجار في الوضع اللبناني الشديد التعقيد، فإن تمديد الفراغ الرئاسي اللبناني وتعليق الحياة السياسية اللبنانية لا يقودان سوى الى تأجيل الانفجار الذي شهدت مدينة طرابلس نهاية الأسبوع الماضي نموذجاً عنه، حتى لو لم يكن انفجاراً شبيهاً بالحروب الأهلية التي تشهدها سورية والعراق واليمن وليبيا. وأقصى ما يمكن أن تفعله الرعاية الدولية الإقليمية للحد الأدنى من الاستقرار في البلد الصغير، هو تقسيط الانفجارات الأمنية التي يمكن أن يشهدها، والتي لا بد من أن تتكرر طالما استمر ربطه بالأزمة السورية. وهو الربط الذي يعتمده «حزب الله» عبر تدخل قواته في بلاد الشام، ويفاقم من خلاله التداخل بين الساحتين المفتوحتين إحداهما على الأخرى، عبر الحدود المشرعة بينهما.
أقصى ما يمكن توقعه من التمديد المنتظر للبرلمان اللبناني، كمؤشر لاستمرار ربط لبنان بالأزمة السورية على وقع تدخل «حزب الله» فيها واندفاع «داعش» و «النصرة» نحو أراضيه، هو ذلك الافتراض بأن التقاء الأضداد على التمديد وتجنب الخضات الأمنية أثناء عمليات الاقتراع، قد يكون عاملاً مساعداً على البحث بين الفرقاء المختلفين عن اسم توافقي لرئاسة الجمهورية، ما يجعله خاضعاً لما تفرضه سياسة الحزب ربط لبنان بسورية.
إلا أن هذا الافتراض يواجه صعوبات تحول دونها المعادلة القائمة حالياً، فمثلما يكابر الحزب في رفض مراجعة سياسته، وفي اعتبار نفسه منتصراً بحجة منعه سقوط الأسد، على رغم ثبات الموقف الدولي- العربي على الدعوة الى حل سياسي انتقالي ينتهي بتغييره، ومثلما تضع قيادته رأسها في الرمال برفضها الاعتراف بأن تدخلها العسكري في سورية فتح الباب على تدخل المجموعات المسلحة في لبنان، فإن الحزب لا يعطي أي إشارة الى أنه يقبل برئيس حيادي، بل يصر على رئيس ينسجم مع استراتيجيته وما تتطلبه الخطط الإيرانية حيال الإقليم. فهل يمكن رئيساً توافقياً مفترضاً أن يقبل بمتطلبات إيران أن يشن الحزب هجوماً كالذي شنه السيد حسن نصرالله على السعودية؟ في هذه الحال، يفضل الحزب إبقاء الرئاسة فارغة، فأي رئيس، مهما كان حيادياً يصعب عليه تغطية تدخل الحزب في سورية…
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
Leave a comment
الاسلام بحاجة الى مراجعة وتجديد ودور الاسلام السياسي في تدمير صورة العرب والمسلمين
الاسلام بحاجة الى مراجعة وتجديد ودور الاسلام السياسي في تدمير صورة العرب والمسلمين
مشكلة العالم العربي والاسلامي ليست الامبريالية والصهيونية والماسونية او الشيوعية والرأسمالية والماركسية والمسيحية واليهودية والالحادية أو العولمة بل هي تصاعد الاسلام السياسي العنيف.
نجاح المشروع الصهيوني باحتلال فلسطين عام 1948 ارتبط بظهور ما يسمى مشروع القومية العربية والوحدة العربية وبات تحرير فلسطين وتحقيق المشروع القومي العربي الشغل الشاغل للعرب لا سيما في العهد الناصري 1952 – 1967. هزيمة حزيران 1967 نسفت هذا المشروع القومي وفضحت عيوبه ونواقصه. وفي السبعينات شهدت المنطقة الصعود التدريجي للاسلام السياسي الذي استغل النكسات والصفعات التي تعرض لها المشروع القومي العربي ليثبت وجوده على الساحة. ورافق هذا التصاعد الاسلامي ظهور حركات انفصالية وحروب أهلية واحتدام الصراعات العربية العربية وظهور الارهاب على الساحة. ولا تزال بعض الأنظمة وعلى رأسها النظام السوري يروج لاسطوانة القومية العربية المشروخة ويردد شعارات المقاومة وتحرير فلسطين الكاذبة التي تنطلي فقط على البسطاء والساذجين.
الاسلام السياسي سبب كل المشاكل في العالم العربي:
هناك من يعتبر الدين الاسلامي رمز للتخلف والرجعية والارهاب والغباء والهمجية, هذا التبسيط والتعميم للأمور لا يساعد في العثور على نقاط الاختلاف والاشكالات والتي بحاجة الى مراجعة من قبل علماء الدين.
كما استغل الطغاة العلمانيون من امثال معمر القذافي وعمر البشير وبشار الأسد ظاهرة الاسلام السياسي لقمع الشعوب وتعزيز سلطتهم لايهام الغرب انهم يحاربون الارهاب الاسلامي. وخير مثال معاصر هو استغلال بشار الأسد لداعش الارهابية وتسخيرها لاحباط الثورة وتثبيت سلطته.
الاسلام السياسي لعب دورا كبيرا في تشويه الاسلام وسمعة الاسلام وصورته وسمعة العرب كافة. وجاءت داعش قبل اقل من عامين لتدمير سمعة الاسلام كليا بممارستها الوحشية ضد المدنيين والأسرى والنساء والاعدامات العشوائية بجز الرؤوس وصلب الافراد واضطهاد الاقليات.
الاسلام السياسي المتشدد اضطهد الاقباط في مصر. الاسلام المتشدد المتمثل في حركة حماس اضطهد المسيحيين في غزة. الاسلام المتشدد قمع المسيحيين في السودان أما حركة داعش العميلة اضطهدت المسيحيين في الموصل. وبوكو حرام المرتبطة بالقاعدة تضطهد المسيحيين في نيجيريا.
لا يوجد مجال في مقال واحد او عشرة مقالات لسرد التاريخ الاسلامي او جرائم الاسلام السياسي المعاصر ولكن احاول تسليط الضؤ على نظرة العالم الغربي للاسلام والمسلمين كما ألمسها من تواجدي في بريطانيا وأضع مقترحات متواضعة للمراجعة الشاملة.
كيف ينظر الغرب للاسلام والمسلمين؟
الغرب يشاهد الاسلام ليس من خلال دراسات علمية دقيقة وابحاث ثيولوجية ودراسات دينية عميقة ومضنية. المؤرخون يفعلون ذلك ويتوصلون الى استنتاجات وينشرون دراسات اكاديمية لا يقرأها الا عدد قليل من المختصين والمتخصصين. ولكن على مستوى شعبي عام يكوّن الانسان الغربي رأيه ومفهمومه ونظرته للاسلام والمسلمين من خلال ما يشاهده على نشرات الاخبار المتلفزة وعلى ما يقرأه في الصحف وفي صفحات الشبكات الاجتماعية على الانترنيت. وما يشاهده ويقرأه منذ التسعينات عن الاسلام والمسلمين لا يخلو من العنف والقتل والكراهية والمجازر والاقتتال الداخلي وانتهاك القاصرات والتجارة بالنساء وقطع الرؤوس كما تفعل داعش الان واضطهاد الأقليات والعمليات الارهابية ضد المدنيين وركاب الحافلات والسياح الاجانب كما حدث في مصر في التسعينات واوائل الألفية الثالثة. ومن التبريرات التي استخدمها المبررون والمتعاطفون مع الارهاب ان اسرائيل تحتل الأراضي العربية وان اميركا تحتل العراق. والسؤال البسيط لهؤلاء كيف ان ذبح عمال فنادق مصريين في شرم الشيخ سيحرر فلسطين؟ وكيف ان تفجير فندق سياحي في الأقصر سيساعد العراقيين؟
ألم يعلم هؤلاء الاغبياء ان لجؤهم للارهاب مهما كانت الاسباب والمبررات لا يخدم القضايا العربية والاسلامية بل بالعكس يخدم اسرائيل اعلاميا ودعائيا. العنف الذي يتم ارتكابه باسم الاسلام يزيد في كراهية العالم للاسلام والمسلمين.
ازداد الاهتمام العالمي بالاسلام السياسي مع ظهور ارهاب القاعدة الذي وصل ذروته بعد احداث 11 ايلول 2001.
وكلما تم ذكر الاسلام في الاعلام تظهر اصوات مدافعة ومبررة تقول ان الاسلام دين محبة ورحمة وتسامح وسلام ولكن لا نرى ذلك على واقع الأرض في العراق ومصر والسودان وايران والباكستان وسوريا والصومال.
الاسلام يحتاج لمراجعة شاملة:
لذا في رأيي المتواضع اعتقد ان الوقت قد حان لمراجعة شاملة للنصوص الدينية التي تكرس الكره لمن هو غير مسلم وتصفه بالكافر وتحلل قتله وايذائه. وتعديل للنصوص التي تشجع على ارتكاب أعمال العنف ضد الآخرين وتنص على اساليب وعقوبات لا تتناسب مع روح العصر.
حان الوقت لعلماء المسلمين المتنورين منهم ان يمتلكوا الشجاعة والرؤيا لاعادة النظر في النصوص الدينية القرآنية والاحاديث النبوية التي يتم الاشارة لها والاستشهاد بها لتبرير جرائم ضد الانسانية. يتم الاستشهاد بآيات قرأنية لتبرير ابشع الجرائم واقبح الممارسات.
ربما ادخال تفسيرات حديثة لتلك الآيات والنصوص التي تصطدم مع مباديء حقوق الانسان والمفاهيم العصرية قد يساعد نوعا ما في أنسنة الاسلام.
هناك من يبرر اضطهاد النساء والزواج من القاصرات بأيات قرآنية او احاديث نبوية لم تعد مناسبة للعصر الحديث. وهناك من يبرر قطع الرؤوس وصلب الناس وجلدهم ورجم النساء والمتاجرة بالسبايا وفرض الجزية او السيف ضد الأقليات. يجب ازالة كل النصوص التي تبرر ذلك او على الأقل تعديلها بحيث تنسجم مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان. ثم ظاهرة الانفلات في سوق الفتاوي التي تحلل الممارسات الجنسية بشتى اشكالها تحت مسميات مختلفة لا مجال لسردها هنا.
من المهم ازالة اي اشارة للكافر واعتباره شخص يستحق القتل علما ان هذا الكافر قد يكون عامل اغاثة او طبيب يعالج المسلمين وغير المسلمين او خبير في الزراعة او مخترع لأدوية تعالج الامراض المستعصية. هذا الكافر استقبل اعداد كبيرة من بؤساء العالم الاسلامي ومنحهم فرصة العيش الكريم بحرية ورخاء.
ليس كل مسلم ارهابي وليس كل كافر انسان سيء:
اذا كان الكافر سيء لهذه الغاية لماذا يتهافت المسملون على الهجرة الى بلاد الكفار؟ لماذا يتعرضون للموت للوصول الى شواطيء بلاد الكفار واحيانا يغرقون في البحر؟. ولا نرى في المقابل طوابير من الفرنسيين والألمان والانجليز تريد الوصول للسودان او الباكستان وايران.
كبقية الشعوب، المسلمون يستعملون وسائل الحياة المعاصرة في حياتهم اليومية الدنيوية. وعليهم ان يسألوا أنفسهم من اخترع الهاتف النقال والحاسوب والطائرة والدواء واجهزة التلفزيون والمذياع وآلات السيارات والطائرات واجهزة تحسين السمع والرؤيا والمعدات الطبية وأليات البناء والتعمير والانقاذ والتلقيح ضد الاوبئة الفتاكة. بدون اختراعات الكفار لبقينا في العصور الوسطى. لماذا يهرع المسلمون المقتدرون لأوروبا للعلاج ولماذا يرسلوا اولادهم لبلاد الكفار للدراسة؟ لماذا تستعين دول العالم الثالث بخبراء وتقنيين كفار؟ لماذا تحصل الدول الفقيرة المسلمة وغير المسلمة على مساعدات اقتصادية من الدول الكافرة وتقبل القروض من مؤسسات النقد الدولي الكافرة؟ الكافر سمح للمسلم ببناء المساجد وحرية العبادة.
من اين اتت مباديء ومفاهيم حقوق الانسان والرعاية الشاملة للمواطنين من صحة وتعليم ومساعدة منتظمة للعاطلين عن العمل والمعاقين والعاجزين؟ عندما تحدث كارثة في بلد اسلامي او عربي ترى الكفار اول من يهرع للانقاذ وتوفير الغذاء والغطاء ومعدات الانقاذ. لماذا تعاني الشعوب الاسلامية من الفقر والمرض والجهل والأمية وتفسر كل مشكلة بالمؤامرة الصهيونية الاستعمارية علما ان الاستعمار اختفي منذ أكثر من نصف قرن.؟
كفانا نفاقا علينا ان نعامل الناس كبشر وليس تصنيفهم ككفار ونتخلى عن الاعتقاد ان المسلم فقط على حق وكل العالم على خطأ. هذا الاستعلاء خلق عقدة كره واحتقار لمن هو غير مسلم.
هل رأيتم بوذيا يحمل يافطة تقول البوذية هي الحل؟
وهل رأيتم كاثوليكيا او يهوديا او هندوستانيا يصرخ ان دينه وعقيدته هي الحل.؟
وعن اي حل يتحدثون؟ اين الحلول لمشاكل الفقر والفساد والأمية والعنفية والتشدد في العالمين العربي والاسلامي.
لا أحد ينكر انجازات الاسلام في العصور الوسطى عندما كانت اوروبا تعيش في الظلام. ولكن الاسلام السياسي والداعشي يحاول العودة بنا للعصور الجاهلية وليس في جعبته أي حلول اقتصادية او اجتماعية او تثقيفية او تكنولوجية للمشاكل المزمنة التي يعاني منها المسلمون. فشل الاسلام السياسي في غزة ومصر والسودان والاسباب معروفة.
كخطوة اولية متواضعة يجب دراسة فصل الدين عن السياسة. الطلاق الكامل بين المرجعية الدينية والقرار السياسي والاقتصادي خطوة اتخذتها اوروبا قبل 400 عام.
نهاد اسماعيل
لندن
خبايا تاريخ مشترك
لطالما لجأ البشر، منذ بدء تسجيل تاريخهم، إلى تقسيم الوقت، وذلك بالاستناد إلى دورات الشمس (أو بالأحرى الأرض) والقمر، ورؤية النجوم، وهجرة الفرائس ونمو المحاصيل، والذكريات السنوية للأحداث والأبطال الذين من خلالهم يتشكل ادراك البشر لوجودهم.
أحيانا تنتج عن هذه التقويمات المختلفة صدف سعيدة أو باعثة على التأمل، وقد وقعت إحدى هذه الصدف يوم 4 أكتوبر من السنة الحالية، إذ وافق هذا التاريخ عيد الأضحى في التقويم الإسلامي، وصادف عند الكاثوليك عيد سانت فرانسيس الأسيزي الذي جرد نفسه من كل متاع الدنيا للتقرب من الفقراء والمكروبين والمحرومين. حيث تدعونا المناسبة الأولى للتفكر في استعداد النبي إبراهيم عليه السلام للتضحية بابنه لإرضاء الله، قبل أن تأتيه بشارة من الله بافتداء حياة ابنه؛ بينما تحتفي الأخرى بمثال للتضحية الجذرية بالنفس المستوحاة من التقوى والكرم الإنساني.
لقد قام سانت فرانسيس برحلته الشهيرة إلى فلسطين سنة 1219. وهناك صدم من سلوك الجنود “المسيحيين” الذين زعموا أنهم يمثلون المعيار لدينهم، لذا قام بالتغلغل عبر صفوف الجنود لمقابلة القائد المسلم السلطان الكامل، ويقال أن كل منهما أعجب بالآخر لما ملكا من الحكمة والإنسانية، بينما ظل كل منهما على دينه.
إن احتفالي عيد الأضحى وسانت فرانسيس يذكراننا بأن الديانات السماوية الكبرى لا تدعوا إلى التضحية بالدماء البشرية، بل إلى تضحية تأتي من قلب الإنسان ولا تقتضي العدوان والإخضاع، بل التواضع والسلام.
كما يذكرنا شخص النبي إبراهيم عليه السلام بالتراث المشترك الذي نتشاطره نحن أهل الكتاب. حيث أننا مرتبطون بشكل أوثق بكثير مما يدركه معظم الناس وما يرغب أن يعترف به العديد منهم. لقد كانت جدتي الخامسة عشرة مارغريت بلانتجينيت وهي والدة آخر أسقف كانتربري كاثوليكي، وآخر فرد من العائلة التي حكمت إنكلترا لقرابة أربعة قرون قبل أن يتم قطع رأسها بناءا على أوامر هنري الثامن لأنها عارضت سياسته الدينية. وكانت جدتها السادسة سانت اليزابيث من البرتغال، البطلة وحامية الفقراء. وكانت الجدة العاشرة لسانت إليزابيث ابنة أبو المطرّف الحكم المستنصر بالله، ثاني خلفاء قرطبة، وامرأة باسكية تدعى أورورا أو (بالعربية) صُبح. وبالطبع كان أبو المطرّف ينحدر مباشرة من أمية بن عبد شمس ابن عم جد الرسول عليه الصلاة والسلام.
وبالتالي فإن المنحدرين من أربعة وخمسين جيلا يشملون، في نفس السلالة، قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الأمويين، وقديس كاثوليكي، وشهيدة كاثوليكية مؤبّنة، وأخيرا، بعد عدة قرون مليئة بالمنعطفات، السفير البريطاني في الإمارات العربية المتحدة. لذا فإنني، إلى جانب عدد لا يحصى من الأوروبيين، نتيجة تراكمات كل هذه الجينات وكل ذلك التراث الديني والثقافي الواحد.
وتماما مثل حبهم لتقسيم الوقت، فإن البشر يحبون أيضا تقسيم أنفسهم إلى فئات منظمة ومتلائمة. لكن سرعان ما تنهار تلك الانقسامات بمجرد القيام بأدنى تدقيق. أما سفاحو ما يسمى “داعش” فإن نظيرهم التاريخي الشنيع متمثل في أولئك الذين ادعوا المسيحية كذبا لتبرير أعمالهم الوحشية. لذلك ينبغي علينا وضعهم في المكانة التي يستحقونها وهي أنهم تحذير مروع من امكانية ضلال البشر بسبب الجشع والسادية. وبدلا عن التركيز على هؤلاء، ينبغي أن نركز على أولئك الأشخاص، من جميع الثقافات والتقاليد، الذين يظهرون مدى قدرة الإنسان على التضحية لخدمة الصالح العام.
* فيليب بارهام، السفير البريطاني لدى الإمارات العربية المتحدة
Posted in ربيع سوريا, فكر حر
Leave a comment
مهـــــــلا يا لمى الاتاسي أين أنت من الاسلام
مهـــــــلا يا لمى الاتاسي أين أنت من الاسلام
تطالبين بالتحديث والأجدر بمن يطالب بالتحديث ان يراعي الاختصاص فمن اراد ان يكون ناقدا لفكر او لعلم عليه ان يلم به اول الامر ومن ثم ان يملك العلم والخبرة في النقد فالنقد علم و فن بحد ذاته
لن نخترع العجلة بمعنى لن نعيد التحقيق في امر اشبعه الباحثون قبلنا تمحيصا و تحليلا فقصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة يعرفه الجميع و هنالك من كتب فيها بقلم الحاقد او الجاهل او المغرض فالرجل مرتد عن الاسلام وخان الامانه وحجب الزكاة عن بيت المال واقام حلفا مع سجاح مدعية النبوة وقاتل المسلمين وعليه حد المرتد وحد الحرابة
قال تعالى : إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ صدق الله العظيم
اما القول بانه اسير فحد الحرابة يسقط اذا تاب صاحب الجرم قبل ان يقبض عليه اي قبل ان يقع بالاسر
قال تعالى : ٍإِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (صدق الله العظيم)
اما قصه زواجه من ام تميم فلقد كذبه ابن حجر ( الاصابة 357/3 ) لأن الاسناد للرواية منقطع
ومع ذلك فلقد روي ان الخليفة ابو بكر عاتبه فقال انه قال للجنود ادفئوا الاسرى ( اي اشعلوا لهم نار كانت ليلة باردة ) وهي عبارة تعني ايضا اقتلوا الاسرى
ثم اتعيبين على المسلمين ان يكون خالد بن الوليد قدوتهم وهو سيف الله المسلول وصاحب اكبر الفتوحات الاسلامية
ثم انك تتهمين ابو بكر و عمر بن الخطاب بالتقصير لأنهما لم يحاسبا خالد على فعلته ان كان فعلها
ام الفرية الثانية فلقد سقتي رواية قتل عصماء بنت مروان التي كانت تؤذي الرسول وتهجوه شعرا وان الرسول توعدها بالقتل عندما يدخل مكة وان عمير بن عدي دخل عليها ليلا وهي ترضع ابنها فنحى ابنها وقتلها وهذه الرواية كاذبة فالرواي الحارث بن فضيل الخطمي لم يدرك الرسول ولم يراه ومن حقق فيها هو الواقدي وقد اجمع اهل الحديث على انه كاذب و يقلب الحديث فهي رواية بلا اسناد و رويت عن عدد من الرواة لم يثبت صدق حديثهم جميعا باجماع كل الباحثين
كيف يكون الرسول محمد نبي الرحمة و يأمر بقتل عصماء بنت مروان لانه هجته شعرا وهو من عفى عن هند التي اكلت كبد حمزة عم الرسول ؟
وهنالك قصصا كثيرة تشهد حلم الرسول وعفوه وسماحته فكيف لك ان تستشهدي برواية كاذبة لتنالي من سماحة النبي وعفوه و رحمته ؟؟؟
وهو عندما خرج عائدا من ثقيف بعد ان ضربوه و اخرجوه وانكرواعليه نبوته توجه الى ربه بالدعاء فارسل له ملكا يسأله اتريد ان اطبق عليهم الجبلين قلا لا فلعل الله يخرج من ذريتهم من يؤمن بالله
ثم من قال لك انك ليس هنالك من يجدد الدعوة و يحدث فيها دون ان يصيب العقيدة بخلل هنالك الكثيرون ولكنك لا تعلمين
ثم من قال لك ان العنف انتفى من المسيحية و اليهودية ؟؟؟ ماذا يفعل الامريكان في العراق وافغانستان كم طفل وامراة قتلوا الم يعلنها الرئيس بوش حربا صليبية مقدسة ؟؟؟
وماذا يفعل اليهود المتشددون في اسرائيل من تحريض على المسلمين والعرب اليس حكام اسرائيل محكمون بتوجيهات الحاخامات ويسعون الى تهويد فلسطين بالكامل
هل قرأت الكتاب المقدس ؟ العهد القديم والجديد ؟؟ لا اظن
اسمعي اذن من اصحاح لوقا : أما أعدائى أولئك الذين لم يريدوا أن أَمْلِكَ عليهم فَأْتُوا بهم إلى هنا واذبحوهم قُدّامى (لوقا19: 27)
وإذا كان على إنسان خطيَّة حقها الموت فقُتِلَ وعلقته على خشبة فلا تَبِتْ جثته على الخشبة بل تدفنه فى ذلك اليوم. لأن المعلَّق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التى يعطيك الرب إلهك نصيباً (تثنية21: 22-23)
ومن شتم أباه أو أمه يُقتَل قتلاً. (خروج21: 17)
ار 21:7 ثم بعد ذلك قال الرب ادفع صدقيا ملك يهوذا وعبيده والشعب والباقين في هذه المدينة من الوبإ والسيف والجوع ليد نبوخذراصر ملك بابل وليد اعدائهم وليد طالبي نفوسهم فيضربهم بحد السيف.لا يترأف عليهم ولا يشفق ولا يرحم
حزقيال (9-6): ” الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك ولا تقربوا من إنسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي فابتدءوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت”
*لوقا(12-51):” أتظنون أني جئت لأعطي سلاما على الأرض كلا أقول لكم بل انقساما”
يو 18:10 ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى.وكان اسم العبد ملخس.
ثم أين أنت من الصراع بين المسيحية واليهود والذي لم يخمد الا بعد أن ان تمكن اليهود من مفاصل الحكم في العالم الغربي هل سمعتي باحكام الكاثوليك تجاه اليهود :
فالكاثوليك يعتقدون أن اليهود كفار ولهذا أجري عليهم عدة أحكام . منها :
1) من حمى يهوديا ضد مسيحي خرج عن الملة .
2) لا يعطى يهودي منصبا في دولة من الدول .
3) لو كان المسيحي عبدا ليهودي فهو حر .
4) لا يأكل أحد مع يهودي ولا يتعامل معه .
5) أن تنزع أولادهم منهم ويعتنقون العقيدة المسيحية .
الاسلام ينبذ العنف ( كتب عليكم القتال وهو كرها لكم ) الاية
يا صديقتي لقد التبس الامر عليك ولا اعلم من دفعك و غرر بك لتخوضي في امر لا تملكين فيه من المعرفة والعلم ما يكفي لتبحري فيه
انا تابعت مسيرتك السياسية بالمعارضة ولمست التخبط الذي انت فيه وانتقالك من ضفة الى ضفة هذا يدفعك الى تبني مواقف انت تجهلينها تماما ومن ثم تعودين الى رشدك و سرعان ما يجرفك تيار اخر الى ضفة اخرى
اليوم هنالك من دفعك الى ان تكوني في صف المشككين بالاسلام فهل انت على علم بذلك
اسأل الله بحكم الصداقة التي بيننا ان يهديك ويعيدك الى رشدك
Posted in فكر حر
Leave a comment
سؤال جرئ 382 الإسلاموفوبيا : حقيقة ام خرافة ؟
هل يحق للناس الخوف من الإسلام كعقيدة تهدد حياتهم؟ هل ظهر هذا المصطلح كمحاولة لإسكات الناس؟ هل ينبغي تجريم انتقاد الإسلام كما يتم تجريم من يعادي السامية؟
Posted in ربيع سوريا, يوتيوب
Leave a comment