من هم الإرهابيون في «باب التبانة»؟

سوسن الأبطحsawsan

الفقر وحده لا يصنع إرهابا، ولنا في الهنود – الذين لا تزال غالبيتهم الساحقة توسم بأنها من أفقر أهل الأرض – عبرة، لأنهم بقوا من أكثر الشعوب سلاما وسكينة. واحتمل الصينيون الصابرون مع الفقر المدقع الديكتاتورية، وقبضة الحكم الحديدية، ولم يتطرفوا ويتشددوا ويهددوا بتفجير البسيطة وتحويلها إلى خراب، بل جاهدوا وثابروا، كما النمل الجرار، وهم ماضون في حربهم السلمية، الصامتة لإخراج بلادهم من محنتها.
ما تدفق على منطقة «باب التبانة» في طرابلس اللبنانية، وحدها، من مئات ملايين الدولارات في السنوات الست الأخيرة، وهي في مساحتها وعدد سكانها لا تعدو أن تكون زقاقا صغيرا في بكين أو دلهي، لا يحلم بفتاته فقراء تلك البلدان الآسيوية القابضة على جمر العوز. لكن أهل المعروف قدموا أموالهم في غالبيتها سلاحا مدمرا ورشاوى متفرقة لشراء الذمم وسواعد رجال المنطقة وفتيانها، بدل أن يجعلوها مدارس ووظائف وخلاصا للمعذبين. كان بمقدور سياسيي الخير، بربع المبالغ التي أهدروها ونذروها للموت والدمار، أن يبنوا مصنعين كبيرين، وعددا من المدارس، لتنشغل التبانة ومعها جبل محسن عن فتنتها وتنصرف عن غلها وبغضائها.
تكمن أهمية «باب التبانة»، التي طبقت شهرتها الآفاق، بأنها نموذج، له ما يشبهه وقابل للتفجير، في مناطق لبنانية عدة. منطقة مهمشة، تراكمت عليها المظالم، وأنهكتها الحروب والضغائن، وأبقيت بعد انتهاء الحرب الأهلية جرحا مفتوحا، رغبة في استغلالها حين تحين الحاجة.
منذ ثمانينات القرن الماضي وهذه المنطقة الصغيرة تنكب وتدمر، ويقتل أهلها، ثم يأتي من يوهمها بأنه يحنو عليها ويبلسم جراحها، مرة برشاوى مالية صغيرة، ومرة أخرى بإعاشات غذائية، أو صرف فواتير استشفائية، دون أي إرادة حقيقية في انتشال هؤلاء من الحفرة التي هم فيها. توقفت الحرب في كل لبنان، وأبقي جرح باب التبانة نازفا، كي يسهل لحظة الحاجة شراء أهلها بأبخس الأثمان.
لن أنسى مشهد الأب الذي ذرف دموعا وهو يخبرني كيف أنه تعب من التذلل على أبواب السياسيين ليدخل أطفاله إلى المدرسة حتى نهشه اليأس، ولا الشاب الذي يروي أنه يقاتل ويحمل السلاح كي يؤمّن ثمن «تشريج» هاتفه الجوال، أو مشهد شاب آخر يحكي كيف أنه ورفاقه يطلقون آلاف الرصاصات في الهواء في الليلة الواحدة، رغم أنها تروع الأهالي، عند ظهور إحدى الشخصيات على التلفزيون، لأن ثمة من يمدهم بالذخيرة ويطلب إليهم ذلك، ويدفع لهم بدل أتعابهم. ليس ما نقوله بجديد، بل هو معروف ومستمر بوقاحة. هناك ليال قتالية معلوم أنها كلفت نصف مليون دولار من الذخيرة. وما عليك سوى أن تحتسب 20 جولة دام بعضها 15 يوما وأكثر، كي تقدر كم من الأموال صرف للتدمير، وحجم الألاعيب الخبيثة وخطورتها.
باب التبانة التي تمترس فيها إسلاميون متشددون، وقاتلوا الجيش منذ أيام، وعرف أنهم كانوا على تواصل مع مجموعات أخرى على طول لبنان وعرضه، ونجا من مشروعهم الانقلابي الشمال اللبناني كله، كانوا محتضنين من بعض سكان باب التبانة. الاعتراف بذلك بات ضرورة، لا لاتهام الأهالي الذين كانوا بحاجة لفتات مساعدات يقدمها هؤلاء لهم، وإنما للتذكير بأن من يريد إنهاء حكاية الإرهاب عليه أن يتوقف عن تحويل الناس إلى شحاذين، ومن ثم ضخهم بالخطابات التحريضية، وحقنهم بالبغضاء، وشحنهم بالأفكار المشددة، ثم تمنينهم بتزويدهم بالسلاح كي يدافعوا عن أنفسهم ضد «الأعداء»، وعندما تهدم بيوتهم ويقتل أولادهم يأتيهم بلباس المنقذ والمسعف ليلعب دور «البطل المخلّص» الذي يستحق أن يفوز في الانتخابات. هذه الحلقة المفرغة هي الوصفة التي تتكرر منذ سنوات.
بعد حرب الأيام الثلاثة مع الإسلاميين الأسبوع الماضي دمرت التبانة كما لم تدمر من قبل، وشرد أهلها في ليلة ظلماء كما لم يحدث سابقا، وتبين أن المنطقة نجت بأعجوبة من مجازر بعد أن كشفت 17 عبوة مفخخة زنة إحداها 20 كيلوغراما، زرعها المسلحون، للإيقاع بالجيش، وكانت كفيلة بإحداث مجازر هائلة بين المدنيين.
غاضبون أهالي باب التبانة، ويشتمون الجميع. يعرفون أنهم ضحايا، لكنهم يجهلون كيفية الخروج من الدائرة الجهنمية التي حيكت حولهم. ها هي ملايين الدولارات ترصد من جديد، يقال إنها هذه المرة ذاهبة للإعمار. البعض يرى أنها ستصل إلى أكثر من مائة مليون دولار، وغالبية تعرف أنها ستذهب سرقة لمقاولين ومتنفذين، ومنتفعين. لا أحد حتى اللحظة يتحدث عن أي مشروع لإيجاد فرص عمل، ربما على الأهالي أن ينتظروا مائة سنة إضافية ليمنحوا ترف الحصول على مدخول يحصّن كرامتهم.
استغلال الفقر يجب أن يعاقب عليه القانون. والتواطؤ المتواصل، على الفقراء، لإبقائهم هم وسلالاتهم من بعدهم بائسين، معوزين، ليسهل توظيفهم بأبشع المهمات وأفظعها، هو بمثابة ارتكاب جريمة جماعية. كل ما يقال عن التآمر السياسي الذي يتعرض له أهالي باب التبانة ليس كافيا. أي كلام عن أن سياسيي طرابلس بدّلوا من سلوكهم ليعيدوا الكرامة إلى أكثر أهالي مدينتهم حاجة إليهم، لا يزال غير مقنع على الإطلاق. فالكلام تكذبه الأفعال. والخوف كل الخوف، بعد أن بدأت المعارك تنتقل إلى السوق التاريخية العتيقة، المركز الاقتصادي الأهم، وصولا إلى وسط المدينة، أن يكون الهدف هو تحويل طرابلس بأمها وأبيها إلى «باب تبانة» كبيرة ومخيفة. لذلك، على أهالي العاصمة الثانية أن يحذروا مما ينصب لهم من شراك قاتلة، قد تودي، إذا ما وقعوا بحبائلها، بلبنان كله.
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الانشغالات الراهنة في الواقع السوري!

wisamsaraفايز سارة

يمثل الواقع السوري، إحدى أهم الساحات التي شغلت العالم في السنوات الأربع الماضية في المستويات السياسية، وتبدو خلاصة الانشغالات اليوم كما يقدمها رجال السياسة والإعلام بمؤسساته وأجهزته في ثلاثة مستويات متراتبة؛ أولها المستوى الدولي، وثانيها المستوى الإقليمي، وثالثها المستوى المحلي، وفي كل واحد من المستويات تفاصيل وحيثيات، تبين بعضا من الاختلافات، التي تحمل تقاربات واختلافات في الطروحات حول الواقع السوري.
ويركز الانشغال الدولي حول سوريا بصورة أساسية على موضوع الحرب على الإرهاب، انطلاقا من تنامي نفوذ الجماعات الدينية المتطرفة ولا سيما تنظيم داعش وجبهة النصرة في بلاد الشام، وهو الأمر الذي ولد في مواجهته التحالف الدولي ضد الإرهاب، قبل أن يطلق الأخير هجماته الصاروخية والجوية على مواقع مختلفة في سوريا ولا سيما في شمال وشرق البلاد بهدف تدمير مقرات ومعسكرات «داعش» وأخواتها من النصرة وخلية خراسان. وفي غمرة الاهتمام بموضوع الحرب على الإرهاب، تتم مقاربات محدودة في علاقات الأطراف الإقليمية والسورية بموضوع الحرب على الإرهاب وخاصة فيما يتعلق بموقف نظام الأسد والمعارضة السورية في شقيها السياسي والعسكري.
وبالتوازي مع الموقف الدولي في النظر للوضع السوري، يبدو الموقف الإقليمي في انشغالاته بموضوع الحرب على الإرهاب وتنظيماته، وهذا موقف أكثرية الدول القريبة أو المحيطة بسوريا، وإن كان ثمة تمايزات، فإنها تكاد تكون قليلة في موقف قلة من الدول مثل إيران التي تربط الحرب على الإرهاب بضم نظام الأسد إلى تلك الحرب بخلاف جارتها تركيا، التي ترى أن الحرب على الإرهاب ينبغي أن تشمل نظام الأسد، فيما تبدي مصر تحفظا مكتوما على فكرة أن تؤدي الحرب على الإرهاب إلى إسقاط لنظام الأسد بالقوة من خلال تلك الحرب.
وبطبيعة الحال فإن الواقع السوري، يتضمن طيفا واسعا ومتناقضا في انشغالات أطرافه بما يجري في سوريا وبصددها من سياسات ومواقف. فنظام الأسد يركز من جهة على الحرب على الإرهاب وجماعاته وضرورة صيرورته شريكا في تلك الحرب كطريق لاستعادة شرعيته ومكانته الإقليمية والدولية، لكنه في الجهة الأخرى يركز في حربه الدموية على تغيير ميزان القوى على الأرض عبر هجمات في مختلف جبهات الصراع ضد قوى المعارضة العسكرية من الجنوب في درعا والقنيطرة إلى ريف دمشق، وجبهة حماه الغربية إلى حلب في الشمال محاولا استعادة سيطرته على المدينة عبر حصارها.
أما المعارضة السورية بالشقين السياسي والعسكري فمشغولة بالبحث عن مكانة لها في الحرب الدولية على الإرهاب وما يمكن أن تتمخض عنه من نتائج على القضية السورية والمعارضة سواء في شقها السياسي على نحو ما عليه حال الائتلاف الوطني السوري أو في الشق العسكري كما في حال التشكيلات العسكرية للمعارضة ومنها جبهة ثوار سوريا وحركة حزم وغيرها، دون أن يمنع ما تقدم انشغال تلك الأطراف بموضوعات ذات اهتمام خاص مرتبطة بالتطورات الراهنة، كما في انشغال الائتلاف الوطني بمشاكله الداخلية ومنها موضوع الصراعات بين كتله وفي تشكيل الحكومة السورية المؤقتة، ووحدة تنسيق الدعم، والأوضاع التنظيمية داخل الائتلاف، ومثل ذلك انشغالات التشكيلات العسكرية بالصراعات والتناحرات فيما بينها كما هو الصراع على تشكيل المجلس العسكري الأعلى الذي حله رئيس الائتلاف قبل أكثر من شهرين والمجلس العسكري الأعلى الذي تشكل بمبادرة من رئيس الحكومة السورية المؤقتة بمساعدة بعض الأطراف في الائتلاف الوطني السوري في محاولة للتأثير على نتائج اختيار رئيس الحكومة المؤقتة في اجتماعات الائتلاف الأخيرة.
أما انشغالات جماعات التطرف السوري وفي مقدمتها تنظيما «داعش» والنصرة، فإن انشغالها الأساسي مركز على تمددها وخاصة في المجال العسكري، حيث تواصل «داعش» حربها للسيطرة على عين العرب (كوباني) في حرب ضروس ضد القوات الكردية الـpyd وقوات الجيش الحر، التي انضمت إليها للدفاع عن المدينة الصغيرة، فيما تقوم قوات جبهة النصرة بالتمدد في مدينة إدلب ومحيطها في حرب مزدوجة ضد قوات النظام بمدينة إدلب من جهة وفي مواجهة قوات جبهة ثوار سوريا المصنفة في عداد الجيش الحر.
وسط انشغال الأطراف المختلفة الدولية والإقليمية والمحلية بالموضوع الرئيسي وهو الحرب على الإرهاب وتنظيماته، والانشغالات التفصيلية للأطراف السورية، يبدو أن الجميع يركزون على إدارة الأزمة السورية ومتابعتها بدل الذهاب إلى حل القضية السورية سواء في التوجه إلى حلها سياسيا أو عسكريا، أو توظيف الجهد العسكري للضغط على النظام من أجل الذهاب إلى حل سياسي، وهو الأمر الذي يضمن إذا تم تحقيقه تجاوز الأهم في الانشغالات الراهنة سواء كانت رئيسية أو تفصيلية، لأن من شأن التوجه إلى حل للقضية السورية، تحقيق سلام في سوريا وحولها أو التمهيد له، وتوفير بيئة أفضل للانتقال نحو نظام جديد، لا يكون فيه مكان للتطرف وللإرهاب سواء كان من جانب النظام أو الجماعات المتطرفة، ووضع سوريا والسوريين على عتبة استعادة حياتهم ومسارهم نحو الحرية والعدالة والمساواة.
ومما لا شك فيه أن الأخطاء والخطايا القائمة في التعامل مع القضية السورية من قبل الأطراف المنخرطة فيها أو القريبة منها، ينبغي وضع حد لها، ليس من أجل وقف مسار الدم والدمار في سوريا فقط، بل لأن تداعيات القضية السورية الإقليمية والدولية، يمكن أن تزداد وتتزايد على طريقة كرة الثلج المتسارعة في منحدر حاد لا قرار له لتأخذ العالم من القريب إلى الأبعد إلى تطورات يصعب معالجتها.

نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل من العدل ان يعيش المبدع مشردا وسارقه منعماً؟

bhnsريان  مشرد يعيش في الشارع منذ 30 عاما يلعب على البيانو وسط مدينة إدمونتون في مقاطعة البيرتا بكندا، في ساحة تشرشل، لا أحد علمه العزف، ولكنه يمكن فقط. يكتب ويعزف على البيانو موسيقى ابداعية لا تقل جمالا عن روائع الموسيقى العالمية ويعيش تسولا من صدقات المارين بالطريق, وفي الجهة المقابلة هناك الموسيقيون العرب عديمي الابداع والموهبة يسرقون من الموسيقى الغربية ويجنون الاموال الطائلة من خلالها ! هل من العدل ان يعيش المبدع مشردا وسارقه منعماً؟ استمتعوا بالفيديو والموسيقى

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

أي نوع من الإسلام نريد؟ الاتجاه المعاكس 1997

muf41

مناظرة تاريخية بين مفتي سوريا الآن أحمد حسون والداعية المغربي محمد بن محمد الفزازي. شاهدوها لتروا كيف ضاع حسون بين حانا ومانا

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

المسجد الأقصى مَعْلَمٌ سياحيٌ

صورة قديمة للقدس - بين 1800 الى 1900 م

صورة قديمة للقدس – بين 1800 الى 1900 م

نريد أن نريح أعصابنا من مسألة المقدسات الإسلامية باعتبارها أماكن سياحية وليست أماكن عبادة, والمسجد الأقصى يجب أن يتحول هو ومكة والمدينة المنورة وجبل عرفات إلى أماكن سياحية يأتيها السواح من شتى مختلف أماكن العالم, ليستمتعوا بجمال منظرها وليقفوا على قصة شعب أهدر دم الشباب في الدفاع عن مقدسات وهمية وهم يعتقدون بأن الملائكة وإبراهيم الخليل قد بنوها بمساعدة بعضهم البعض في حين لا يعدو كونها أماكن أثرية بناها رجال من القرون الوسطى كان همهم الاتجار بالدين.

من الممكن أن نعتبر المسجد الأقصى شيئا آخر يختلفُ عن قدسيته,فالقداسة الهائلة التي يعتبرها المسلمون له لا صحة لها من ناحية علمية تاريخية , يجب أن نتجرأ جميعا إلى هذا المستوى من كشف للحقائق لنقول حقيقة تلك الأبنية الأثرية التي أكل الدهرُ عليها وشرب,ومن المعروف تاريخيا أن الأمة التي تنتصر على أمة أخرى تقوم بطمس معالم الأمة المهزومة وذلك عبر بناء معابدها الجديدة على قواعد وأسس المعابد القديمة للأمة المغلوبة, إن معظم خلافاتنا ومشاكلنا مع إسرائيل ومع أنفسنا هي بسبب الحقيقة المزيفة لطبيعة المسجد الأقصى ولطبيعة بناءه, ويجب أن لا يتعدى في هذه المرحلة,نعم, يجب أن لا يتعدى دوره إلا دورا سياحيا ومعلما أثريا مثل المعالم اليهودية في الأردن, فمثلا هذه إسرائيل الصديقة والمجاورة لنا لا تطالب بجبل (نيبو) وتعتبره الحكومة الأردنية معلما سياحيا دينيا ليس أقل ولا أكثر لأنه واقع في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الأردنية, والمسجد الأقصى أيضا واقع ضمن الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل ويجب أن تعتبره الحكومة الإسرائيلية معلما سياحيا دينيا أثريا مثله في ذلك مثل الآثار الرومانية في كافة أنحاء الشرق الأوسط, ومثله مثل المعالم الأثرية السياحية اليونانية الأثينية, إن مشكلتنا أننا لا نتعامل مع المسجد الأقصى أو قبة المسجد الأقصى كما تتعامل كل الدول المتحضرة مع الأماكن السياحية في العالم كله, نحن نتعامل مع الأقصى على اعتبار أنه مقدس دينيا في حين أن الذي بناه هو رجل أو ملك من ملوك دولة بني مروان الأموية ولم يبنيه محمد نفسه ولم يبنه أي خليفة من خلفاء المسلمين, فكيف أصبح بين يوم وليلة مسجدا بنته الملائكة كما يتوهم المسلمون؟.

والمشكلة الأخرى أن مناهج التدريس في الدول العربية الإسلامية هي التي تصنع المشاكل في المسجد الأقصى كون تلك المناهج لا تقوم بإظهار حقيق ة من بنا المسجد الأقصى وهنا تقع الطامة الكبرى, وأنا أتحدى كل الدول العربية الإسلامية بأنها لو أجرت استطلاعا واختبارا على طلبة العلم من الصف الأول الابتدائي إلى المرحلة الجامعية وسألت الطلاب في اختبارها عن(رجاء بن حيوه) وعن: طبيعة الخلاف بين عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان أو الوليد بن عبد الملك فإن النتيجة ستقول: بأن معظم الطلاب متوهمون بأن الملائكة بنت المسجد الأقصى وبأن محمد حينما أسرى به من مكة إلى القدس-حسب ما يعتقدونه-,نعم, بأن محمد حينما أسري به كان المسجد الأقصى مقاما ومبنيا منذ الأزل, وهنا تقع المشكلة التربوية.

يجب أن نعترف بأن المسجد الأقصى معلما سياحيا بنته الدولة الأموية سنة 62-أو65 هجريا, حسب ما تفيد المصادر التاريخية به ولم يكن منشئا قبل ذلك, وهو بهذه الحالة عبارة عن رمز سياسي لقوة الدولة الأموية التي بنته بأموال قبطية مصرية وهو من تعب الفلاحين المصريين المسيحيين ومن عرق جبينهم, ولم تساهم الأموال العربية في بنائه مطلقا فقد جلب الأمويون أمواله من الجزية ومن الضرائب ومن أموال الزكاة التي أجبروا المسيحيين الأقباط على دفعها للدولة الأموية الإسلامية بعد أن أجبروهم على الدخول في الإسلام, والمهم والأهم أنه لم تبنه لا الملائكة ولا إبراهيم ولا العرب ولا المسلمون وإنما بُني بأموال قبطية والملاحظة الأخيرة أن البناء تم على قواعد الهيكل القديم من أيام داوود وسليمان .

وبالتالي فإن هذه الحقيقة يجب عليها أن تدفعنا للقول بأن المسجد الأقصى معلما أثريا وسياحيا وهذه هي حقيقته, وهذا بعد أن أزال عنه البحث العلمي الغلاف الديني الزائف الذي كان يلفه من معظم جوانبه, وبالتالي الدفاع عنه فيه شيء من خداع للتاريخ وللضمير الإنساني, من الممكن مثلا أن نعتبره مركزا سياحيا, مكانا للسياحة وللسفر وللتنزه حوله وداخله, ومن الممكن أن نعتبره مركزا حضاريا لأمة عربية مارست سيادتها عليه لعدة قرون, من الممكن أن نعتبره مركزا سياحيا من العصر الأموي, تم بناءه أثناء فترة الاضطرابات السياسية التي عمت في منتصف القرن الأول الهجري معظم أرجاء الحجاز وبلاد الشام .

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

عفراء جلبي جرأة لمى الأتاسي وانتقاد المقدّس

lamaalatasiهنا صوتك

كتبت مؤخراً الناشطة السورية لمى الأتاسي انتقاداً حول سلوكيات شخصيات إسلامية تحتل مكانة مقدسة في مخيلة المسلمين من أمثال خالد بن الوليد وزيد بن حارثة، لتشير إلى الجذور النفسية والفكرية في سلوكيات داعش الحالية، فجاءت الارتكاسات شديدة في أوساط التواصل الاجتماعي، ومنابر الاعلام العربية.

لم كل هذا الصخب والارتكاس العاطفي العنيف؟

من حق لمى الأتاسي أن تتدفق في ذهنها تساؤلات عندما تدخل إلى أدبيات التراث، ومن حقها أن تُصدم، ومن حقها أن تعبر عن صدمتها تجاه ما سجله التاريخ. لكن الطريقة التي واجه بها الجمهور صدمتها الثقافية والفكرية وآلامها، أظهر تماماً الخواء الفكري والافلاس الأخلاقي عند كثير ممن أراد أن يدافع عن الإسلام.

شعوبنا غُيبت وهُمشت بشكل ممنهج ومتواصل عبر عقود طويلة، فصار من السهل أن ينتهك “الحريص” حدودا اسلامية مثل حد قذف النساء والتشهير بهن، في مقابل الحفاظ على تصورات ظنية الدلالة، قد يكون شابها الكثير من الخطأ عبر مراحل التسجيل والتوثيق.

عندما كنت صغيرة كان المفكر الإسلامي جودت سعيد يحذرني من الاقتراب من كتب التراث. كان يقول: “اقرئي القرآن واقرئي السيرة ولكن ركزي على قراءة التاريخ والفلسفة وما حدث من خطوات في رحلة العلوم البشرية، وتغير المفاهيم السياسية وتطور العلوم الإنسانية”.

كان يحذرنا دائماً من خطورة التوغل في التراث بدون أدوات وقائية ونقدية رصينة. كان يقول: “التراث أرض ملغومة إذا دخلها الشباب بدون أدوات جيدة ستنفجر بهم”.

بدأت لاحقاً بقراءة الطبري وابن كثير والبخاري بشكل جاد، وقرأت الكتّاب الأكثر معاصرة مثل سيد قطب. واجهت أشياء يشيب لها الولدان. كنت أصاب بصدمات ثقافية ونفسية، لأني كنت فعلاً كمن يدخل في حقول ملغومة، في تراكمات جيولوجية ضخمة تتطلب تفكيكات دقيقة وأدوات قادرة على فصل الغث من الثمين. لدينا تراث هائل لم يصلنا منه إلا الجزء اليسير. أُغرقت وحرقت وهدمت مكتبات ومؤسسات علمية عبر القرون، والذي في أيدينا جزء صغير مما نقحه المحققون وتم نشره.

أنتجت الحضارة الإسلامية المخطوطات العلمية والأدبية والدينية. وهي دليل غنى ثقافي وغزارة فكرية علمية. لكن المشكلة أنه بدل أن يلهمنا أجدادنا في هوسهم العلمي وغزارة إنتاجهم، صرنا مثل الحفيد المثقل بمقتنيات جده. لقد تحول تراثنا إلى سجن كبيرمحاط بالقضبان. ونفتقد الأدوات الرئيسية في تحرير هذه السجون التراثية. إن تضاريسها متعددة الأوجه، وهي تنفجر بالإسلاميين والعلمانيين على حد سواء. القراءة السطحية للتراث تقدم لكل منهما وجهة نظر ما. ينفر العلماني من لحظات سوداوية يدمغ بها الإسلام، ليقول: “هذا هو الإسلام فاجتنبوه”. في نفس الوقت يرى الإسلامي التراث حقائق تاريخية يرغب في استعادتها وإحيائها من جديد. فيقول “هذا هو الإسلام فالتزموه”. وهنا تكمن الإشكالات الرئيسة في التعامل مع التراث.

أولا، إن تراث أي حضارة قد سجلته أيدٍ كثيرة وفي ظروف متداخلة ومتعددة. والتراث الإسلامي كُتب معظمه ـ بما فيه كتب الحديث ـ بعد مائتي عام من موت الرسول (ص) بعد أن رجع المسلمون إلى الاحتكام إلى السيف بدلاً من العقل. أي إن معظم تاريخنا قد سُجل تحت سقف “النظام” القديم، ولونت فيه الطبقات الحاكمة والمستفيدة الحبر الذي استعمله المؤرخون والرواة لخدمة مصالح معينة (غالباً بلا وعي)، حيث تم معاقبة وتهميش من يتخطى مصالحها وتقديم العطايا والمنح والجاه لمن يخدمها. وهذا يعني أننا نحتاج لأدوات كثيرة للقيام بقراءات متواصلة نقدية لتفكيك السياق التاريخي وتقصي المصالح السياسية والأيدلوجية التي صقلت معظم نصوصنا.

ثانيا، حتى لو استطعنا توثيق أشياء تم حدوثها وغلبّناها على الظن، فإن أي سلوكيات صدرت فيما سبق ليست ملزمة ولا معيبة لنا. فكل مجتمعات الجنس البشري حافلة بلحظات قاتمة ولحظات مضيئة. ولذا مسؤوليتنا تكمن في إعادة تشكيل علاقة جديدة بالتراث نصبح فيها قادرين على إخراجه من التقديس والوثنية وانتقاده بحيادية من حيث صحته ومن حيث صوابه الأخلاقي.

تراثنا يحوى ما يشفي وما يعيق، ما يشفي من أفكار حررت العقول وأنتجت مناهج علمية رصينة وما يعيق من ممارسات ظلامية لخلافة ادعت الوصاية فقمعت الأفكار ومزقت الأجساد. ما نحتاجه حقا في هذه الفترة هو أن نأخذ بأيدي بعضنا لتكريس أرضية علمية جديدة في طرح حواراتنا ومشاريعنا الفكرية، وأن يتحول خلافنا إلى نقاش رصين بأدوات علمية تتحرى الحق والصواب من أجل خدمة رحلتنا الإنسانية نحو العدالة والعودة إلى مسيرة العلوم والقيم الإنسانية. وعلينا أيضا أن نقوم بمساءلة دائمة لأنفسنا عن نوايانا ورغباتنا. فالدماء التي تسيل في المنطقة والشباب الذي تصهره بوتقة التطرف يستدعي كل طاقاتنا للعمل على خلق أرضية جديدة بعيدة عن المصالح لا إكراه فيها ولا تعصب إلا للعقل والحق والعدالة.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

عاهرون ،عاهرون،عاهرون

ropiraqueهل تغلب الانسان العراقي على الشيطان في العهر والوسوسة وارتكاب المعاصي؟.
يبدو ان الامر كذلك رغم ان هناك من يقول حتى العاهرة تمر في بعض الاحيان بصحوة ضمير وتراجع مااقترفته في حياتها.
سمعت قصصا كثيرة بهذا الخصوص، قصة تلك العاهرة التي قصت شريان يدها وهي في احضان هذا الغريب،واخرى رمت نفسها من الطابق السابع بعد ان كتبت رسالة تقول فيها”لقد مللت العفونة” واخريات قررن الانتحار الجماعي بعد ان وجدن لاعزاء لهن في هذا العالم ، و….والخ.
انها حالة وعي واستيقاظ عند النفوس البشرية ولكن المرء يقف مكبل التفكير وهو يرى ما يحدث تحت القبة الخضراء والوزارات الخدمية في العراق.
في محافظة بابل ناحية اسمها “ابي غرق” ولاندري هل جاء اسمها من جملة فعلية ام هي غارقة باهلها بفعل ما يفعل الزمان بها. في هذه الناحية ايها السيدات والسادة مدرسة واحدة تضم مرحلة الدراسة الابتدائية والمتوسطة وربما الثاتوية والجامعة مستقبلا.
في هذه المدرسة ايها السيدات والسادة والتي لايقبل ان ينظر اليها ابناء تورا بورا يتعلم 1050 طالب وطالبة،ويمكن لكم بعد قليل من الجهد الفكري ان تتخيلوا وانتم تشربون كأسا من عصير الرمان،ان وجد،ما هو العلم الذي سيدخل الى امخاخ هؤلاء الطلبة.
واذا قبلنا بهذا الوضع فهناك وضع اكثر ايلاما ،فسقوف الصفوف ايلة للسقوط واذا رحمتهم الامطار في هذه السنة فلن ترحمهم ابدا في السنة المقبلة.
قبل سنتين حرر احد الموظفين في الشؤون الادارية في وزارة التربية والتعليم كتاب ايفاد لمجموعة من ” الموظفين” لزيارة هذه المدرسة،وحين وصلوها ارتسمت على وجوههم ملامح الجد والعزيمة،لم لا، وهم قادمون من بغداد الى احد الارياف البابلية.
انشغل الموفدون بكتابة تقاريرهم الا واحدا منهم فقد كتب ” والله ياعمي،تيتي تيتي مثل مارحت جيتي،المهم فلوس الايفاد”.
وفعلا مرت سنتان وشقوق مدرسة ” ابي غرق” قد زادت بانتظار غيرة وزيري التربية السابق واللاحق. ( لكن من وين نجيب التربية ).
مدير هذه المدرسة يملك عقلية غلفها الحديد من جميع الجهات وهو مازال يعتقد ان موافقة المسؤول على نشر المعلومات هي افضل بكثير من موت عشرات الطلاب حين تنهار عليهم سقوف الصفوف.
اكرر: في هذه المدرسة يتعلم 1050 طالب وطالبة يضمهم 12 صفا فقط،ولاني لااعرف جدول الضرب فسأترك لكم سؤال : كم طالبا في الصف الواحد.
المشكلة الالعن هي في عدم وجود حمامات” تواليت او مراحيض او بيت الراحة او دورة مياه” وذلك تصديقا لفتوى الهيئة الشرعية في داعش بضرورة قضاء الحاجة في البراري وما اكثرها في بابل وغيرها بدلا من الحمامات الافرنجية.
اما قلتم لكم ان البعض منا عاهرون مع سبق الاصرار والترصد.
اما من هم فسأترك لكم ذلك وانتم ادرى بشعابها.
فاصل مفرح حقا: استغل بعض الشباب الواعي مناسبة عاشوراء ليخرجوا في موكب عزاء ولكن للعراق وكانت هتافاتهم ضد التعفن الحكومي،وسحقا للرداحين على الامام الحسين.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

شيخ عشيرة البو نمر … نرحب حتى في اسرائيل لحمايتنا من داعش

syriamap5شيخ عشيرة البو نمر … نرحب حتى في اسرائيل لحمايتنا من داعش

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

هذا هو العراق الجديد!

iraqprisdentmlakiعلي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

كما قيل شر البلية ما يضحك. ربما الفلم الذي بثته قناة آفاق لصاحبها نوري المالكي جاء ليؤكد ـ لمن ما زال الشك ينتابه ـ بأن الحكومة الحالية هي فعلا حكومة آل البيت رغم فسادها وعفونتها. يظهر في الفلم الذي تناقلته المواقع الألكترونية وزير التعليم العالي والعالم النووي حسين الشهرستاني يقرأ المقتل الحسيني، وعلى الحانه الشجية يقوم منتخب آل البيت الحكومي برئاسة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ورموز حزبه المشبوه بمراسيم اللطم على الحسين الذي ألحقوا به كل خطايا البشرية كأنه لم يكفيهم موته مظلوما.
كالعادة دافع أتباع آل البيت عن هذه الممارسة غير الإسلامية، والتي تدخل في مجال البدع دفاعا مستميتا لأسباب طائفية فقط. ولأنهم لا يمتلكون الحجة الدينية على صحتها، لذا إستعانوا بالحجة الديمقراطية، واقحموا الحالة في خانة حرية المعتقد حتف أنفها! الحقيقة ان الإنسان العادي حر في تصرفه وممارسة الشعائر التي يؤمن بها طالما هي لا تتعارض مع القانون، وليس فيها مضرة ولو قليلة لبقية شرائح المجتمع، الوطن ليس حكرا على فئة محددة، ليس للوقف الشيعي أو الوقف السني، الوطن لكل العراقيين وبكل أطيافهم. كل إنسان حر في معتقده، وهذه الحرية أقرتها شريعة السماء قبل أن تقرها شريعة الأرض. فقد جاء في سورة الكهف/29 ((قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)).وفي سورة يونس/99 (( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)). وفي سورة البقرة/256(( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)). وفي سورة النمل/81 (( وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون)). هذا هو موقف الدين من بقية الأديان، ناهيك مع معتنقي الدين الواحد، وهو نص واضح وصريح يلجم أي قول معارض.
بغض النظر عن مدى صحة هذه الممارسات، ولكن ممارستها من قبل مسؤول يتبوأ منصبا كبيرا في الدولة كنائب رئيس جمهورية أو وزير، يحتاج إلى وقفة بل إلى وقفات طويلة وتفكير عميق. المسؤول الحقيقي لا يعتبر المنصب تشريف بل هو تكليف، وكم من عديمي الشرف تبوأوا مناصبا عليا سيما في العراق الجديد. المسؤول الحقيقي هو المثل الأعلى الذي يُقتدى به جميع المواطنون وليس فئة واحدة من دينه أومذهبه أو قوميته او عشيرته.
إذا كان منصبه كوزير خاص لطائفته لا غيرها فليفعل ما يشاء! ولكن عندما يكون نائبا لرئيس جمهورية العراق أو وزيرا، فهذا يعني إنه يمثل كل العراقيين وليس شريحة واحدة منه، وهذا ما أقسم عليه عند تبوأ مركزه الوظيفي. ويكون بموقفه الطائفي المنحرف، قد حنث باليمين الدستوري الذي أقسم به أمام البرلمان على أن يخدم الوطن والشعب العراقي كله. فهو مسؤول أمام الله أولا، وأمام شعبه ثانيا.
وإذا كان المسؤول من هواة اللطم والتطبير، ولا يقدر أن يكبح جماح شهوته العقائدية حبا أو مرضا أو تزلفا، فلا بأس عليه، جسده وهو حر فيما يفعل به! يعذبه، يرفق به، يبيعه، هذا شأنه! ولكن على أقل تقدير بعيدا عن أعين الرقباء. أما أن يعلن موقفه على شاشات التلفاز لأغراض إعلامية بخسة فالمسألة تدخل في مجال التجارة وليس المحبة. ولا يخفي على احد أن الحسين أمسى علامة تجارية رابحة في سوق الدجل والرياء.
بلا شك إن نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ذو صبغة طائفية حادة، وله تأريخ حافل بالمواقف الطائفية البغيضة التي أدت إلى ضياع الوطن وثرواته وأرواح مئات الألوف. وآخر تصريح له في مدينة كربلاء قال فيه “ان الذين قتلوا الحسين لم ينتهوا بعد فهم موجودون الان والحسين مازال يستهدف من هؤلاء الطغاة، وانصار يزيد وانصار الحسين وعلى طول الخط يصطدمون حاليا في مواجهة شرسة عنيدة وهذا يعطي رؤية بأن الجريمة التي ارتكبت بحق الحسين لم تنته وانما لازالت فصولها هي التي نعيشها اليوم من قبل الارهابيين والطائفيين والحاقدين على الاسلام وعلى أهل البيت”. إبليس هو إبليس إينما كان وحل! وفي الوقت الذي يدعي إلتزامه بنهج الحسين يجعلنا هذا أمام إحتمالين أحدهما أمر من الآخر، أما إن نهج الحسين كان مبنيا على الفساد، وسار المالكي وجوقه على أثره بإمانة. أو إن منهج الحسين مبنيا على الصلاح، لكن حكومة المالكي وخلفه إنحرفوا عن طريقه وإرتصفوا مع أعدائه، وهذا يعني إنهم لا يحق له أن يمثلونه. ورحم الله إمرءا قدم لنا إحتمالا آخرا.
لسنا بصدد مناقشة مدى صحة اللطم والتطبير وغيرها من الأمور السادية التي تجري في عاشوراء، لأن الحجج على بطلانها موجودة في أحاديث الأئمة أنفسهم، في حال عدم إعتراف البعض بالقرآن والسنة النبوية الشريفة. ولا أحد يجهل إن هذه المراسم دخيلة على الإسلام وكلنا يعرف مصدرها ومتى جاءت ومن أتى بها ولماذا؟ رغم مخالفتها للقرآن والسنة النبوية.
ولكن نسأل سؤالا منطقيا:
طالما ان اللطامين هم من أتباع الولي الفقية في إيران، وكلهم إصرار على المسير وفق نهجه المقزز، ولا يحيدوا عنه قيد أنملة. حسنا! لماذا لم نشاهد في دولتهم الأم إيران، ممارسة أحمدي نجاد وروحاني وجنتي وجهنمي والسيستاني وغيرهم من الآيات شعائر اللطم في عاشوراء شأنهم شأن بقية العباد؟
إن كانت هذه المراسم صحيحة ولا تخالف الشرع فإن إمتناعهم عنهم يحرمهم من الأجر العظيم ويجعلوهم في موقف الريب عند الأتباع! عليهم ممارستها إحتراما لمن يقتدي بهم ويقلدهم.
وأن كانت هذه المراسم خاطئة وتتعارض مع الدين، فلماذا المسير وراء الخطأ؟ ومن الذي يتحمل ذنب إنحراف الجهلة والسذج لها؟
الأمر الذي يثير الأسف أن يكون قاريء المأتم الحسيني عالما نوويا ووزيرا لأكبر صرح علمي في العراق، إنه وزير التعليم العالي وتحت أمرته الآلاف من الدرجات العلمية العالية، فهل يليق به هذا الوضع الذي لا يفرقه عن باسم الكربلائي وبقية القراء ممن بعضهم لا يحسن القراءة والكتابة؟
لا نقول أين العلم من ذلك، ولكن نقول أين الحياء؟ صدق فولتير بقوله” من أصعب الأشياء ان تحرر السذج من الأغلال التي يبجلونها”.
أي دولة هذه التي يقرأ فيها وزير التعليم العالي المأتم الحسيني، ونائب رئيس الجمهورية يلطم على إيقاعه!
هل هذه الديمقراطية التي وصلها العراق؟
في برنامج تلفزيزني أمريكي نقل مقدم البرنامج لقطات من اللطم والتطبير والضرب بالزناجير في العراق الجديد! وقال متهكما هذا هو هدف العراقيين من تحرير بلادهم، اللطم وليس الديمقراطية والحرية. وقد صح رأيه رغم أن بلاده هي المسؤولة عن عودة ودعم هذه المظاهر الشاذة، وهي التي نصبت هؤلاء الشراذم زعماءا على العراق.
كان مشايخ العراق، يقولون: عجائب بغداد ثلاث: إشارات الشبلى، ونُكت المرتعش، وحكايات جعفر الخلدى، ونضيف لهم العجيبة الرابعة، ألاعيب المالكي.
علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

فيلم واحد اسمو سوريا مملكة الرعب

في كل سنة ، و في اليوم الأخير من شهر أكتوبر ، بيطلعوا الناس بالشوارع لابسين أقنعة احتفالاً بالهالويين..Happy_Hall
مصاصين دماء.. رجال مستذئبة.. زامبي.. جايسون ، و غيرها من الاقنعة اللي من شدة اللي شفناه في سوريا خلال اربع سنين ، فقدت القدرة على تخويفنا بهالليلة التشرينية المظلمة..
سوريا اليوم عم تعيش أضخم عمل سينمائي مرعب ، عجز هيتشكوك حتّى عن السماح لمخيلتو الواسعة انو توصل لهيك صور..
براميل الموت.. صواريخ الكيماوي.. برد المخيمات.. صقيع المياه تحت قوارب الهرب.. حيطان المعتقلات الرطبة.. لقاحات الأطفال .. الأمراض السارية.. الخوف من بكرة..
كلها في فيلم واحد اسمو سوريا مملكة الرعب، لمخرج واحد اسمو الجيش الاسدي، و شركة انتاج وحدة اسمها ايران ..
اما كاتب قصة هالفيلم الاسود الطويل فهوة بشار الاسد ، اللي قدر يوصل لهيك مخيّلة واسعة بالكتابة نتيجة اعظم صورة مرعبة assadmasskilerشافها و عايشها و كانت مصدر إلهامو..
صورة القذافي و العصا المدحوشة في قفاه ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment