هل نحن داعش؟

العربي الجديد

الطفل علي يضرب الطفل السوري بتحريض والده الطائفي

الطفل علي يضرب الطفل السوري بتحريض والده الطائفي

عرضت محطات التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي شريطاً مصوراً لشاب لبناني يحمل سكيناً، يهدد به أطفالاً يرتجفون هلعاً، وهو يسألهم بالتتابع، والسكين تقترب من حنجرة كل منهم: هل أنت داعش؟ ومن تريد أن يكون أول من يذبح؟ فيما بعد، علمنا أن أم الأطفال تركتهم في عهدة الشاب، ريثما تعود من السوق، وأن كل طفل رد على سؤال حامل السكين، متوسلاً أن لا يكون أول المذبوحين.

هل نحن “داعش”؟ هل السوريون جميعهم “داعش”؟ ألسنا متهمين بـ”داعش”، مع أنها لم تنشأ عندنا، ودخلت بلادنا عنوة واقتداراً، ومن دون إذن منا، وكنا أكثر ضحاياها عدداً، ولم تقاتل أحداً كما قاتلتنا، ولم تقدم لنا أية خدمة غير إخراج الجيش السوري الحر والمقاومة من مناطق كانا قد طردا النظام منها، لكننا، وعلى الرغم من ذلك، متهمون بأننا “دواعش”، لمجرد أننا سوريون!

لماذا يعتقد لبنانيون كثر أننا “دواعش”، بدءاً بالشاب، الذي زعم أنه كان يمازح الصغار، وصولاً إلى حزب الله، الذي لا يمازحنا أبداً، وقطاع كبير من لبنان الشعبي والرسمي كان قد استقبل لاجئينا بالتعاطف عند قدومهم إلى لبنان، ثم بدأت الشكوك تساوره حول ما إذا كانوا إرهابيين أو مشاريع إرهابيين، قبل أن تتحول تهمتهم إرهابيين إلى واقعة مثبتة، جعلت شاباً غير مسيس، لا يجد وسيلة لـ”ممازحة” سوريين صغار غير تهديدهم بالذبح، لأنهم ليسوا فقط من “داعش”، بل هم “داعش” نفسها؟ وهل اعتقد هذا الغرّ أن ذبح أطفال سوريين يعني ذبح “داعش”؟ ألهذا الحد، صار السوري يتماهى مع الإرهاب والإرهابيين، حتى وهو طفل صغير؟

لا أعرف إن كان في الأمر تضخيم للأمور، لكنني أعلم أن صورتنا، كسوريين، تعرضت لتشويه خطيرٍ، لأسبابٍ بينها سرعة تحول ثورة قمنا بها، طلباً للحرية، إلى اقتتال متعسكر/ مطيف وممذهب، والسهولة التي تم بها هذا التحول، الذي لم يلق ما كان يستحقه من مقاومة شعبية ووطنية، وعلى يد هيئات وجهات ومجالس وائتلافات وأحزاب وشخصيات غير أصولية، لطالما ادعت تمثيل الثورة ومعاداة الإرهاب، واعتقدت أن كل من ليس أسدياً وحمل بندقية هو مع الشعب وحريته، حتى إن تبنّى أيديولوجية مذهبية ورؤى تكفيرية، وأعلن عداءه الصارخ للحرية والديمقراطية ولدولة ومجتمع سورية. بدل أن يصارع “ممثلو” الشعب هؤلاء، وخصوصاً منهم رجال الدين الإسلامي، التيار التكفيري/ الأصولي عقائدياً وإعلامياً، وينبهوا إلى تعارض خياراته مع الإسلام ورهانات الثورة، ويشرحوا للشعب تناقض ما يدعو إليه مع عقيدة الحرية عميقة الجذور في روح المؤمن، وما ينبثق عنها من قيم ومعايير، مغايرة جذرياً لقيم الأصولية ومعاييرها، لفلفوا القصة، وقفزوا عن الخيارات المتناقضة، التي يفضي التياران إليها، والأوضاع المتعارضة التي ستترتب عليهما، بحجة الحرص على وحدة من يقاتلون الأسد، والخوف من إضعاف “الثورة”، مع أن المذهبيين كانوا يعلنون رفضهم إياها في كل كلمة يقولونها، ويلاحقون أتباعها، ويجتثون حاضنتها المجتمعية في جميع المناطق التي سيطروا عليها.

بسبب تقصير الهيئات الدينية الرسمية والشعبية، وجمهور السياسيين والمثقفين، ودفاع بعض قادة المعارضة عن الأصولية، ورفضهم طرح قضيتها على بساط النقد، ترسخ الانطباع بأن الثورة لم تكن غير ما قاله بشار الأسد: مجرد غطاء لأصولية استغلت شعارات الربيع العربي، كالحرية والعدالة والمساواة، كي تفقس في حاضنة مجتمعية واسعة، قبل أن تسفر عن هويتها الحقيقية، وتأكل غطاءها، وتقتل أو ترعب أنصار الحرية الحقيقيين. بسبب هذا التطور، صار من المشروع أن نطرح سؤالاً مليئاً بالدلالات المفزعة: “ألسنا حقا داعش”؟

يقول بعض متابعي الشأن العام إن قرابة ثلث السوريين يؤيدون “داعش”، ويسوغون فظائعها. ويقول تحليل دولي معتمد في أميركا والغرب وقطاعات واسعة من العالم الإسلامي إن “داعش” هي التعبير السياسي والعسكري عن رفض أهل السنة إقصاءهم عن الحكم والسلطة، والرد على التنكيل، الذي تعرضوا له في نصف قرن، وخصوصاً في العراق وسورية، حيث ظهرت ونمَتْ بسرعة. ويضيف التحليل إن “داعشيتنا” ليست فقط مشكلة محلية، بل دولية أيضاً. لذا، كان من الضروري أن يأتي ردنا واضحاً وقاطعاً عليها، كي لا نجد أنفسنا، ذات يوم، متهمين دولياً بما هو أكثر من قبولنا إياها بصمت، ومعاقبين على ما ليس منا، ولسنا منه، خصوصاً وأن قصة “داعش” تكتسب أبعاداً نرى بدايتها، ولا نعرف نهاياتها.

إذا كنا لا نريد حقاً أن نكون “داعش”، لا يكفي من بدء الحرب ضدها فصاعداً أن ننكر انتسابنا إليها ومعارضتنا إياها. ولا بد من أن نبادر إلى القيام بخطواتٍ، تتجاوز مجال علاقاتنا المباشرة معها أو ضدها، وأن نطور رؤية واستراتيجية تقنعان العالم بأننا نعمل ما علينا لتحصين أوضاعنا، ووضعه ضد الإرهاب، ونعمل لدحره في مكامنه المجتمعية ومنابعه الايديولوجية: المذهبية القديمة المرتبطة بالحراك الأصولي، والحديثة المرتبطة بنظم “تقدمية” و”ممانعة” و”ثورية” و”علمانية” تقتل الناس بالجملة، ولا تقل إرهابا بأية حال عن أية اصولية إرهابية، إن لم تكن أكثر إجراماً منها بكثير، أبرزها وأخطرها النظام السوري.

هل نحن، كقوى سياسية وعسكرية، وكائتلاف ومجلس وطني ومعارضة، في وارد عمل كهذا؟ هل نحن، إذا لم نكن كذلك، إذن، “دواعش”، وسنظل ننتج الداعشية، التي ما سكتنا عليها، وتعاطف كثيرون منا معها، إلا لأنها تعبر عنا وعنهم، مهما حاولنا نفي ذلك وإنكاره!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

ما الفرق بين التلفزيونات المصرية والارهابيين؟

 تجميع الردود على قنوات التلفزيون المصري من قبل المضيفين والمعلقين على الهجمات الإرهابية الأخيرة في سيناء. وقال أحمد موسى، على شاشة “صدى البلد”: “أريد أن أرى الدم من إعدام للعشرات والمئات … أريد أن أرى الجثث, الجثث للإرهابيين والقتلة”. وقال “عمرو أديب “على قناة “اليوم”: “لن يهدأ لنا بال حتى ننتهي من أبناء الكلاب
This video-clip presents a compilation of responses on Egyptian TV channels by TV hosts and commentators to the recent terror attacks in the Sinai. TV host Ahmad Musa said, on Sada Al-Balad TV: “I want to see the blood from executions in the dozens, in the hundreds… I want to see corpses. Corpses of terrorists, of murderers.” TV host Amr Adeeb said, on Al-Youm TV: “We will not rest until we finish off those sons of bitches.” The responses aired between October 22 and 30, 2014.

le_dictateur_480

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

سوريا اصبحت محتلة من قبل ايران

muf17سوريا اصبحت محتلة من قبل ايران

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

يعيبون علينا فراق الوطن

يعيبون علينا فراق الوطنpoemasswad

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | 1 Comment

DNA 10/11/2014- عون بعد التمديد: انا او لا احد

ayatollahaounDNA 10/11/2014- عون بعد التمديد: انا او لا احد

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

طفل بطل سوري يخدع القناص مرتين لينقذ شقيقته

يارب ترجع البسمة لاطفال سوريا

يارب ترجع البسمة لاطفال سوريا

طفل سوري يخدع القناص مرتين ويتظاهر بالاصابة ليصل الى شقيقته المصابة وينقذها من الموت هذا الطفل هو بطل حقيقي

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

خطر الأحلام الإيرانية.. إقليماً ودولياً

walifaqihأحلام اكرم

سمعت الكثير عن المذهب الشيعي.. ولكني لم ولا أريد أن أفهمه.. فأنا أؤمن إيمانا مطلقا بأننا بشر.. لم ’نخيّر بشيء.. وأن هذه الحقبة المليئة بالكوارث والأزمات ليست من ’صنع أحد سوى عدم التطوّر وعدم الوعي والفهم العميق للتغيرات العالمية.. اما التنصل المستمر من مسئولية ما يحدث.. فليس سوى الخوف من مواجهة النفس والتعامل بمسؤولية وموضوعية بحته.. بإيجابياتها وسلبياتها.. عما جرى وما يجري من حولنا.

حقيقة أن هناك مسؤولية كبيرة تتحملها الأنظمة السياسية التي ولّت نفسها كافلآ وكفيلآ للإنسان العربي.. وعملت على عدم تأهيله كبشر للتغيرات.. ولكننا مسؤولون أيضا أمام ضمائرنا عما يجري وما قد يواجه أجيالنا مستقبلآ.

لنأخذ التاريخ الحديث حقبة.. حقبة.. بدءا من تخلص المنطقة العربيه من الإحتلال العثماني الذي ترك المنطقة في ظلام دامس.. ثم عهد الإستقلال.. وما تبعه من تقسيم المنطقة لدول ودويلات.. ’شرّعت بحدود رسمها سياسيون غربيون.. ونصّبوا عليها كل من يستطيع ويتقبّل التعامل معهم وحماية مصالحهم الإقتصادية.. ورضي الإنسان العربي بكل هؤلاء الحكام.. ولكن وأيضا وحسب التعاليم الدينية والثقافة العاقرة.. أطاع وصبر.. وبجهل ’مطبق رضي بفسادهم.. وبإنعدام العدالة الإقتصادية.. والفشل السياسي.. والشروخات الإجتماعية.. وغيرها.

أول ضربة.. كانت النكبة الفلسطينية.. وكلنا يعلم بتواطؤا بعض الحكام العرب فيها.. وأيضا بمحدودية الوعي العربي آنذاك..الذي رفض أي من أنصاف الحلول.. بدءا من الورقة البيضاء التي عرضتها بريطانيا بعد وعدها المشؤوم ( وعد بلفور 1917 ) في محاولة إصلاح ما أفسده هذا الوعد.. ثم رفض قرار التقسيم 181.. والتعنّت الإسرائيلي الحالي ومسلسل التنازلات المتأخرة.. وإستمرار النكبة حتى يومنا هذا.

الضربة الثانية.. كانت هزيمة 67.. بعد أحلام القومية العربية.. التي زرعتها خطابات عبد الناصر.. والذي وبرغم حسن نواياه.. إلا أنه أفلس الخزينة المصرية على حروب لا نتيجة لها سوى إستعداء قسم كبير من الدول العربية.. التي تبنت حركة الإخوان المسلمون خوفا من طموحاته وأحلامه التي لم يضع لها إستراتيجية مناسبة تعتمد مخاطبة الإنسان والأنظمة العربية بخطاب ’يلبي طموح وإستقرار كل منهما.. و’بعد نظر في التعامل مع المتغيرات الدولية آنذاك.. وبرغم ’بعد نظرة في تحجيم المد الإخواني آنذالك إلا أن إقتصار خطاباته على دغدغة المشاعر العربية بإستعداءها على الدول الغربية.. بدون النظر إلى المصالح الإقتصادية المشتركة بينها.. أدى إلى إستعداء العالم الغربي أيضا.. خوفا على مصالحه الإقتصادية. والتي لا يستطيع إنسان العيش بدونها. فما بالك بحكومات مسؤولة عن توفير أقصى ما تستطيع لحماية مواطنها إقتصاديا.. لكي تضمن الإستقرار والإستمرارية.

الضربة الثالثة.. كانت في قرار الرئيس السادات.. في سعيه للحفاظ على الكرامة المصرية من خلال توقيع معاهدة كامب ديفيد ثم مفاوضات ادت إلى الإنسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء.. بينما تخلت كل الدول العربية عنه..مما أدى إلى إدراة ظهر حكومة السادات للعالم العربي سعيا وراء حماية المصالح المصرية والأمن المصري.. ولكن فشله الذي ’يحسب علية ودفع حياته ثمنا له.. كان في فتح الساحة المصرية الأبواب على مصراعيها لحركة الإخوان.

الضربة الرابعة.. وربما القاضية على منطق القومية العربية وفكر الأمة العربية الواحدة.. كانت في الثورةالإيرانية 1979… التي تحايل فيها الخميني على الدولة الفرنسية حين أقنعها بأنه سيعمل على تثبيت حكم ديمقراطي مماثل لما هو قائم في فرنسا.. إلا أنه وبعد عودته إلى إيران..غيّر من أولوياته.. بحيث قرر بأن الدين هو الطريق الوحيد الذي سيؤدي إلى هيمنة إيران إقليميا.. ثم دوليا وهو الحلم الذي طالما راود الدولة الإيرانية..للإرتقاء بالإسلام إلى مستوى العالمية.. والمشاركة في صنع القرارات الدولية.. ولكن وبرؤية دينية بحتة.

الثورة الإيرانية لم توقظ جني الطائفية النائم في القمقم العربي فقط والذي عانى من التهميش وعدم مساواة حقوقه مع المواطن السني في وطن واحد, بل عملت على تصدير الإسلام السياسي إلى دول الجوار.. متلازما مع قصر نظر المملكة السعودية الغنية وإستعمال جزء من ثروتها البترودولارية في نشر الإسلام عن طريق المدارس الإسلامية في كل بقاع العالم.. كلاهما تنافس في تصعيد الإسلام السياسي وإن كان بإختلاف الطريقة والنية.

الضربة الخامسة.. كانت في الغزو الأميركي للعراق.. والذي مهد لفتح الباب على مصراعية للنفوذ الإيراني للدخول وإستغلال وجود الطائفة الشيعية ومساعدتها على الوصول إلى السلطة. بحيث تحوّلت الطائفية إلى مؤسسات سياسية بدون أي إعتبار لمبدأ المواطنية والمحاصصة مع السنة.

الضربة السادسة… والتي جاءت نتائجها بما لا تشتهي السفن.. بسبب عدم الوعي التام بمبادىء الديمقراطية.. وإستغلال الإسلام السياسي كل الطرق للوصول إلى السلطة.. بداية مرحلة الإنهيار العربي.. بعد الآمال الكبيرة التي حملتها مرحلة إنطلاق الإنتفاضة العربية.. عام 2010.. في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا..، وبداية مرحلة الإنهيار العربي التي نعيـشها الآن، مرحلة السقوط العربي الذس لا يستطيع أحد التكهن بإنتهاؤه أو إيقافه.. خاصة ومع إستمرار عدم وجود حل للمصيبة السورية.. والتي إستنفرت لها إيران ووقفت بالمرصاد لمنع سقوط النظام السوري.. لأنها تهدد نفوذها في المنطقة.. سواء في العراق. أو في لبنان.. ومحاولاتها المستمرة في التسلسل للمنطقة الخليجية…. وتقف عقبة في طريق تحقيق حلمها الأكبر… السؤال الهام الذي يواجه المنطقة.. فيما إذا كانت أميركا ستتخلى عن تحجيم النفوذ الإيراني والطموحت النووية الإيرانية.. في سبيل القضاء على التطرف السني الممثل بالدولة الإسلامية.

سيدي القارىء،

تتساءل ما هي الحلول.. كيفية الخروج من مأزق الطائفية.. كيف نستطيع تحجيم النفوذ الإيراني.. كيف نستطيع القضاء على فكر الدولة الإسلامية التي تهددنا جميعا.. بالتاكيد ليس هناك من حلول سحرية.. ولكن بالتاكيد هناك خطوات تساعد في الوصول إلى حلول.. على قمتها يركن الإعتراف بالواقع الإقليمي والواقع الدولي بمتغيراته.. الواقع الإقليمي يؤكد رفض الهوية الإسلامية التي تسببت بإحراج المسلمين.. وفي ذات الوقت يؤكد على إختلافنا مهما تشدّقنا برومانسية وحدتنا, فهناك المصري.. والسوري.. والأردني.. والقطري.. والكويتي.. وغيرهم… وفي كل قطر فيه مسلمون ومسيحيون ومعتنقي ديانات أخرى.. تجمعنا صلات المواطنة وإحترام حرية الآخر والقدره على التعايش في الدولة الواحدة.. ولكن وفي الإطار الإقليمي تجمعنا المصالح الإقتصادية لأننا في منطقة واحدة.. لقد نجحت الوحدة الأوروبية حين رسخت في وعي مواطنيها المختلفون بأنه ورغم إختلاف لغاتهم وبعضا من ثقافاتهم..فإن مستقبلهم مرتبط.. وهذا المستقبل لم يكن السياسي ( الذي روّج له عبد الناصر ).. بل كان الإقتصادي.. الأمن الغذائي…. والتخلص من البطالة.. ولكن وعلى قمة ذلك المواطنة…المساواة بين المواطنين في الوطن الواحد.. لا تتحقق بدون نظام ديمقراطي.. بدون قانون واحد يحتكم إلية المواطنون جميعا.. بمساواة. وبعدل يضمن الإستقرار السياسي لكل دولة على حدة… بهذا نستطيع تقوية الجبهة الداخلية ضد تطرّف الدولة الإسلامية.. وضد النفوذ الإيراني الذي يسعى للهيمنة على الإنسان العربي. والأنظمة العربية!

– منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المال والسلاح وعقلية البحث عن الانتصارات العسكرية

iraq-securityضياء الحكيم

الحالة العراقية أسوأ بكثير مما تبدو. وأعمق مأساة للعراقيين مما يصوره الأعلام الحلي والدولي ومن يصل الى السلطة. الصورة المشوهة في العراق ليست في حقيقتها نزال تاريخي ولا صراع على الخلافة ولا أنتصارات على عدو وهمي، وقد تكون الصورة أسوء من تصريحات الكرد “نريد أسلحة وعتاد كي نقاتل” وأسوأ من طلب سعدون الدليمي وحثه لسفير موسكو في بغداد ” ألأسراع بتسليم أسلحة “، وما يدور في مخيلة زعماء العرب والكرد ونوابهم في قيادات الشيعة والسنة بأن السلاح وحده سيميل الكفة وتتحقق الأنتصارات.

لايوجد في العراق غير النزاع الأبدي الدائم وأكاذيب رواده في عقول متربة تبحث عن نصر. عشائر تتهيئ مع أبناءها لصراعات الحلبة السياسية القادمة وتعلو أصواتها بشكل نشاز لمبايعة شخص، حزب، حركة، شيخ، أو رجل دين معمم. أحزاب وقبائل مع منتسبيها تتهيئ للصراع الدموي القادم و سبل التدمير. ومليشيات وزمر الأرهاب ومجنديها تتهيئ كذلك للصراعات القادمة. وبصراحة، فأن هذا التهيؤ الجنوني لأستباق عمل الحروب وادامة المحن دافعه الحقيقي المال وهو المحرض الأول للأستئثار بالسلطة السياسية وبعقلية الأنتصارات العسكرية التي أصبحت تعلو على صوت الحكمة والعقل والحنكة السياسية وسلوك الطريق السليم.

قسط و جهد وافر من طاقات عراقية تُصرف بعقلية إجتماعية تمخضت في حرق شعب العراق المقسم الى ثلاث فئات وطنية لاتعترف ببعضها وتغذيها نار التخلف والعدوانية والطائفيه وتدخّل دول الجوار وإرسالهم المجندين لمباركة المناخ للقتله والعصابات في زيف الصراع على الخلافة وأدامة سعيره.

متابعاتي السابقة تزيح الستار عن شخصيات لاتأبه لما يجري في هذا البلد المقسم عملياً ومذهبياً وقومياً، حيث يجلس قادة العراق في قاعات الجمود يباركون جهات لا وجه لها لاتعريف بها ولجان عمل لاعمل لها ومصادر أخبار روتينية وهمية تضيف أنتصارات يومية لصنوف القوات المسلحة وقادتها الميامين وأحاديثهم اليومية الغير منسقة ولاطائل منها ودون جباية لنتائج سريعة مثمرة. وعند الحديث الى السياسيين المنتخبين المفروضين قسراً وجلب إنتباههم بأصوات مدوية في آذانهم وتعريفهم بحقيقة رسالة تجار تهريب الأسلحة والنفط والاموال وعشائرية الصراع العسكري الحالي ومخاطره، فأننا نتبين أمرين:

1. زيادة انغماس بعض الشخصيات السياسية مع اللصوص في السرقة والأختلاس وتبريره بالخدع الكلامية المعتادة.

2. أدارة شؤون الدولة ووظائفها الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية بعقلية القرن الهجري الأول بأعتبارات ضرورة تكرار النزاع التاريخي لخلافة علي ومعاوية. وتربية الشباب بعقائد جذبهم الى أرث الخلافة السنية تاريخيًا تخالفه تربية إرث أحقية الخلافة الشيعية.

شؤون العراق الداخليه لاتدار بعقلية القرن الحالي وكبح العنف والجريمة والرشوة والتهريب والأختلاس يختلف في مفهومه ومعالجته عن العقل المدبر لتطهير أرضه من قوى مناوئة شريرة ترفع رايات الأسلام الجهادي خداعاً وتنزل به الى الميدان العسكري. والأعلام الحكومي يسرد الحوادث المرثية كواقع يومي متوقع ويتهيأً مسؤول هنا وهناك لشجبه، وبهذه العقلية يعود النعيم الى الأرض.

وأقول كباحث بمقارنة الحضارات التاريخية القديمة والافكار السائدة اليوم في عراق “مهد الحضارة ومحط الانبياء ومرقد الاولياء” أننا نسلك الطريق الخاطئ المدمر لحضارتنا وتاريخنا ومجتمعنا بحشد السلاح والعتاد وتجهيزه للشباب العربي والكردي. أنها حالياً، حضارة شعب مضطرب القرار، واهي العزيمة الصادقة، بلا ركيزة فكرية مجتمعية ثابته، وبالتأكيد شعب بلا قيادة حقيقية.

هذه العقلية السياسية المجتمعية التي زرعتها الأحزاب والعشائر والمنظمات الجهادية وطرق التدريس والتربية الوطنية منذ أكثر من 60 سنة أثرت سلبياً حتى بدت الصورة أعتم مما يتصوره بعض السياسيين ومعتقداتهم، وقد أطلق عليها بعض الأخوة العرب في إشارة الى الشخص “صَدام العراق” والدولة “الصِدام العراقي”. فالطبقات السياسية العسكرية والحزبية والعشائرية والدينية التي وصلت للحكم وباشرت السلطة أتت ومعها أصول إجتماعية لأرث قديم ومقتبس من عادات وتصرفات غامضة هجينية عثمانية وفارسية وعربية غير مفهومة ولا مثيل لها، وتتغير بأنتهازية سيلان اللعاب للمال وألاستئثار بالسلطة السياسية.

طقوس التخلف الحضاري والشعوذة تقاس بما يخالفها ويناقضها العلم والعلوم، وحتى في قوله تعالى ” وقل ربي زدني علماً ” المُمثَلة في البحوث المختبرية لتطوير الطاقه الكهربائية النووية وإضافة العلوم الطبية والهندسية والصناعية والمياه الصالحه للشرب وترميم السدود وتطويرها وتحسينها لخدمة المجتمع، والعكس منها طقوس التمسك بالصراع وعقلية القتال المجتمعي و”نريد أسلحة وعتاد كي نقاتل” والأنتصارات العسكرية التي تملأ وسائل الأعلام برغبة الحاكم وحزبه، رجل الدين ومذهبه وشعائره، رئيس العشيرة ومايعوزه، أمير وضابط يحلم بدولة الصراع والعلم ويعتقد بنفوذه وقوة دعواته للأستئثار بالسلطة السياسية وألتفاف رموز التخلف والهمجية من حوله ويرفع في( أمران لايجتمعان) شعائر الله ” وقل ربي زدني علماً “.

كيف نضمنُ للعراق نجاحه بعقلية “نريد أسلحة وعتاد كي نقاتل ” والطلب الى الدول في الأسراع بتجهيزها التي تجري في عروق كل عراقي ومن حكم العراق، وتسري على عقله في كل إجتماع مخصص يهيئ له الحاكم وأولياءه المطيعين والمؤيدين للنفخ في إنتصارات وهمية وماهي في حقيقتها إلا تهدئة وقتية يعلوها التلفيق والكذب ولا تُغني ولاتُسمن. أنظر في تاريخهم المُسجل بالأنتصارات الكاذبة من الفريق عارف الى المهيب صدام والى الحكومات التي تلته وصولاً الى الحالي حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي الذي أكد لدى استقباله وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في بغداد، أن القوات العراقية تحرز انتصارات كبيرة على تنظيم “الدولة الإسلامية.”

ما هذه الحكومات وكيف انتخبها البعض ؟.الم يكتوا بنار السنوات الماضيه ؟ ماذا قدموا للشعب طيلة السنوات المنصرمه الى جانب الأنتصارات الوهمية ؟

وتقوم الواجهات السياسية الأخرى بنفس المهمة وبهمة كبيرة. رئيس جمهورية العراق السيد فؤاد معصوم له نانبان النجيفي والمالكي، ويستقبل في قصر السلام ببغداد نائبه نوري المالكي على حدة، دون حضور النجيفي نائب الرئيس الأخر “ويتبادل معه الآراء على حدة” بشأن مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، ومايسمى بالانتصارات الأخيرة التي تحققت ضد تنظيم داعش الإرهابي. ثم تنقل وسائل الأعلام الخبر نفسه بأضافة جملة معادة ومكررة تنقض الأنتصارات ونصها ((ويشهد العراق تدهوراً امنياً ملحوظاً منذ إعلان حالة التأهب القصوى في 10 حزيران يونيو 2014 وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم داعش على محافظة نينوى بالكامل)). فأين الأنتصارات الأفتراضية ولماذا لم يحضر النجيفي أجتماعات النصر؟

تقاد الأنتصارات ضد داعش بطريقة التخمين والأفتراض والتوقع والأمل وتكديس السلاح وشرائه من مصادره وإنتظار شروق الشمس ومع من يقف الله سبحانه تعالى.

تعطيل الدوله وتجميد عملها ووظائفها موجودة في كل الدول العربية والأسلامية والمشعوذون في كل مِلة وفي كل مكان، وممارسات الكذب وإستعراض القوة وتحويل الدولة الى ساحة صراع داخلي وإقليمي والتركيز عليه وتبريره بحجج خروج بعض المسلحين والأرهابيين والجهاديين عن الطريق القويم هي حجج أشخاص لايمتلكون الفكر المجتمعي السليم ولا يتمتعون بملكة القيادة لتوحيد صفوف الأقليات والأكثرية وخاصة في العراق وما يتطلبه العمل والحاجة لتقليل التشنج المذهبي، وهي الظاهرة الموجودة في كل الدول وتتعامل معها الحكومات الاجنبية بالتربية والخلق والتوجيه المجتمعي المدرسي التعليمي والشفافية الحكومية ونظام المحاسبة، لا بعقيدة عبيد تكديس السلاح وإستعراض العضلات والقوة والدعوة الى الأستمرار بجنون الصراع الأبدي.

بارزاني يستعرض قوة مُرسلة الى كوباني السورية

وحيث عرفنا ومررنا بأصناف من الكذب والشعوذة والواضح منها في سلوكية وتصرفات هؤلاء الأشخاص و حججهم للصراع وتوقيته عندما تتوقف ثقافتهم عند حد الصراع والقتال وتوجيه الجيل لحمل السلاح ونقل العتاد في مهمة حياتية تبدأ منذ مراحل الطفولة. ومن توقفت ثقافتهم عند عقلية البحث عن المعارك والأنتصارات العسكرية (( ولو كانت وهمية )) ليس لديهم خطط ومشاريع إنمائية لأقاليمهم وللدولة لايهمهم مصير مواطنيهم المستقبلي. نظرة واحدة الى خارطة الدول المستقرة ومقارنتها بدول الاحتقان المذهبي المضطربة أثنياً وقومياً تعطيك فكرة عامة عما يجري في بلادنا من نحت الأخبار وكذب رواتها ” إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ( النحل 105 ) وتوجيه الشعب لصراع مراكز ونفوذ ومحافظات أدارية ضد محافظات وقوة عسكرية عراقية ضد قوة عراقية أخرى تلبية لأوامر قياداتها عشائرها ومفاوضاتهم وندائهم المستمر للدول “نريد أسلحة وعتاد كي نقاتل!!!! “.

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الامام المهدي والحرب السورية: قراءة نصرالله وفهم الجماهير

naserallah1المصدر: “النهار”
ف.ع

سيحتاج الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ما يزيد عن ليلتين عاشورائيتين لضبط اندفاع جمهوره الناسج حول “ظهور” الإمام المهدي- وفق المعتقد الشيعي- مروياتٍ متضاربة. لن يبدو كافياً شرحٌ تولاه بنفسه، مفاده أنّ “الظهور” قد يتأخّر، ولا ينبغي التسليم بتوقيتٍ دنا، يُرخي كسلاً في الهِمم أو رغبة في الاتكال على الإمام دون سواه للنجاة مما تواجهه المنطقة من وحشية. قدَّمَ العملَ (الجهاد بمعانية كافة) على الإذعان الأعمى لاجتهاداتٍ ليست على الأرجح دقيقةً كلياً، إذ يشوبها ربطٌ ما بين “الظهور” وعلاماتٍ منها المعركة على الأرض السورية و”صمود” النظام، وبأنّ نصرالله نفسه معجزةٌ، لعلّه اليماني أو الخراساني ممهِّد “ظهور” المُنتَظر. لافتٌ تداوُل جماهير بأقوالٍ تجزم بقُرب “الظهور”، مُلحَقةً بكمٍّ من اللامألوف في المنطق والعقل. يصبح متعمداً تكرار أننا في الأسفل الذي لا بدّ من بلوغه وإلا أطال الله غيبة الإمام. كأنّ بئس الحال تروق بعض الجمهور، إذ هي ضرورة لـ”ظهور” مَن يخلِّصهم من عدوّهم ويضمن لهم “عدالة” أرضية. أراد نصرالله طوال ليلتين عاشورائيتين أنّ ينبِّه الى خطورة أن تحوط الشائعات “ظهور” المخلَّص، داعياً الى التروّي والحدّ من الاندفاع. لعلّه تأخّر بعض الشيء في مصارحة جمهوره بواقع أنه ينجرف خلف توقٍ الى خلاصٍ قد لا يحلّ عاجلاً، وعادة قُصْر النظر أن يبعث في النفوس خيبة. بلغ المسُّ بالمصير مبلغاً باتت معه الحاجة ماسّة الى قائد متفوِّق، يطهِّر الأرض من أخطار تتربَّص.

فرضت الحرب السورية وضْعَ الحزب في مواجهة ميل الجماهير الى التمسُّك بقشَّة. قلما انتشرت في بيئة “حزب الله” هواجس من قبيل أنّ الإمام المهدي مؤازِر نصرالله في حربه، يده اليمنى مثلاُ أو مستشاره في شؤون الميدان، إلا بعدما أصبح الحزب طرفاً في المعركة الشرسة. أصبح من الصعوبة لجم كثافة التصديق بالمُعطَى غير المُدقَّق، المُفتقِر الى مرجعٍ يسنده. لن يناسب الحزب الآن زجّ جماهيره في الخانة المنادية بتصدير الأسطورة أو تكريسها نهجاً، من غير أن يسعى الى تصييرها شغلاً وهَمّاً والتجنُّد للحد من تبعاتها. لم تبلغ محاولاته مستوى مفروضاً، ولم تُوظَّف عناصرٌ تنشر بين البسطاء وعياً غيره القائم على الدمج المطلق ما بين الواقع والزعم. كاد أن يفوت الأوان أمام العودة الى السكة، ولعله فات. يتمدَّد نقاشٌ في أوساط الجماهير عن نوع الأسلحة التي سيُقاتِل بها الإمام فور ظهوره، أهي المتطورة أم السيف القاطع؟ وكما شارك المُنتَظر في حرب تموز 2006، ممتطياً جواداً أبيض، وفق مرويات شعبية، يشارك اليوم في الحرب السورية “ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً”، كأنه العون في تحمُّل أعبائها.

من هو المهدي وما هي علامات ظهوره؟
في المفهوم الديني، احتمالان: أن تؤمن أو لا، فإن أذعنتَ للأول، ستقبل أنّ المهدي إنسانٌ من طبيعتك التكوينية، مثلكَ من لحمٍ ودم، زمان ظهوره وفق بعض المراجع في يوم الجمعة الأخير من رمضان، ومكان الظهور مكة. عندها تبدأ معركةٌ يُجتثُّ في إثرها كلّ ظلمٍ يسود، تمهيداً لدولة العدل. نسأل الشيخ سعدالله خليل، من جمهور “حزب الله”، كما يعرف عن نفسه، هل القصد من الظهور يوم القيامة، وما يُحكى عن أرضٍ تزلزل زلزالها وتُخرِج أثقالها؟ ينفي ويصحح: “يحتاج الإمام الى 70 سنة لإعلان الدولة المهدوية العادلة، على أن تستمر مدّة 700 سنة، حينها يوم القيامة. والإمام حين يخرج من مكة، يعقد ما يشبه المؤتمر الصحافي، ليقسِّم العالم الى 313 ولاية، ويعيِّن على كلٍّ منها والياً [من هنا شعار “313 رافضي” المطبوع على سترةٍ أكثَرَ شبانٌ ارتداءها في عاشوراء]”.
نرجو فضيلته أن يقصّ علينا علامات الظهور، علّنا نتفهَّم الحاجة الى ربطها بالراهن. يعدِّد ما تيسَّر، شارحاً: “العلامات منها المباشر ومنها غير المباشر. تحديدها أمرٌ غير دقيق، فتبقى ضمن الواقع التقريبي. من العلامات، الصَيْحة، إذ يطلق الملاك جبرائيل صيحة من السماء بكل اللغات، منادياً بظهور المخلِّص، فيسمعها أهل الأرض أجمعين. ثانية العلامات ظهور السفياني [يبدأ الربط بمجريات الحرب القائمة]، حامل لواء الحرب على كل مَن ينطق بقضية أهل البيت [الشيعة]”. رجلٌ هو، أم نهج سياسي أم حقبةٌ من انحطاط وجَور؟ يجيب بأنه “إنسانٌ يخرج من الوادي اليابس في غور الأردن على رأس 50 ألفاً من المقاتلين. إنه قائد عسكري يستغلّ ضعف النظام العلوي في سوريا ويشنّ عليه حرباً”. فلندخل في الصُلب. إذاً، ثمة إقرار بكون الحرب السورية “مقدِّمة لظهور المُنتَظر”. يؤكد، ويتابع مستفيضاً في شرح الصلة: “من العلامات أيضاً، حدوث فتنتين: فتنة الشام الكبرى وفتنة تسبق ظهور الإمام. الفارق بين الفتنتين “حَمْل البعير” (أي 8 أشهر)، إذ يواجه النظام العلوي في سوريا [نسأله إن كان المقصود نظام الأسد، فيجيب بعدم الضرورة] فتنة الشام الكبرى، ويخرج منها أقوى مما كان، منتصراً، ثم يظهر السفياني مستغلاً الظرف، ويقاتل النظام العلوي، فتنقسم سوريا، مما يسمح بظهور الإمام، حينها يترك السفياني الشام”. يختزل ما وردَ: “لدينا اعتقاد بأنّ العلويين في سوريا سيحكمون حتى ظهور المهدي”.
الفتنة الكبرى تبدأ من سوريا، وفق خليل شبه الواثق بأننا “في آخر الزمان”. “لا نستطيع إلا أن نربط حال المنطقة بعلامات الظهور”، يقول، معرِّجاً على المزيد من “الدلائل”: “ستمهِّد الراية الخراسانية، وهي القوة الموجودة في بلاد فارس (الجمهورية الإسلامية)، عبر قائدها الخراساني، للظهور أيضاً، كما ستنشأ في اليمن دولة شيعية يرأسها قائد يماني، وقد تكون بدايتها حراك الحوثيين، والله أعلم”. يتابع بأنّ شروق الشمس من الغرب، إحدى علامات الظهور، مرفِقاً ذلك بـ”تقرير علمي” سمعه، يجزم بأنّ الشمس ستشرق “قريباً” من الغرب.
يا مولانا، أحقاً للأمر صلة ببقاء النظام في سوريا؟ كيف ذلك؟ “بقاء الأسد يعتبر معجزة وسط حروب المِلل والأجناس. هذا نوعٌ من التدخّل الإلهي. حصول غير المألوف يمهِّد للحدث غير المألوف: الظهور”.

دحض المغالاة في السلوك والربط
يُعقلِن السيد جعفر فضل الله، نجل المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، إشكالية الظهور، مُبقياً على الإيمان بأنّ الإمام سيظهر لا محالة. يراه “النموذج الإلهي لقيادة الحياة”، القائم على تفعيل الطاقات البشرية على ضوء القيَم. يحيلنا على “وعدٍ إلهي” يقول إنّ “رجلاً من أهل البيت سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً”. نناقش معه ماهية هذا الرجل، أهو مولودٌ في تاريخٍ محدد، وأطال الله عمره حتى ظهوره، أم أنّ ولادته لم تحدث بعد؟ يؤكد مكان عقيدة المهدي عند الشيعة الإثني عشرية، وبأنه “مولود من قبل، ومحفوظ من الموت، يواكب حركة المتغيّرات، وسيظهر عندما يأذن الله. ينبغي عدم الاستغراق في سرد العلامات. بعضها غير ثابت على نحو الحقيقة الدينية، وبعضها قد يكون مُخترَعاً. العلامات إخبارٌ عن الغيْب لا يمكن قبوله من أي رواية توظِّف علامات الظهور توظيفاً تاريخياً للترويج لأشخاص أو إضفاء شرعية لسلطات. إشكالية الظهور دقيقة للغاية تتطلّب دراسة. ما يجري تداوله عبر الانترنت ووسائل التواصل من إسقاطات لعلامات الظهور على الواقع يفتقر المعيار العلمي ويسيء الى القضية”. المطلوب، وفق فضل الله، تحمّل المسؤولية حيال الظرف الراهن، عوض الاستغراق في تعداد العلامات والتكهّن في دلالاتها. “هذه العلامات عامة. يجدر تصويب النظرة حيال الإمام الماثل في الأذهان بصورة عسكرية فحسب. لا. على العكس. هو مرتبط بمسار حضاري إنساني، ويواكب حركة صعود الحضارات وهبوطها، لتنطلق عملية تحقيقه المشروع الإلهي من خبرة وكفاءة واقعية وتسديد إلهي”.
ولكن سيِّدنا، لماذا الغيبة؟ وأين موطن الاختفاء؟ “هو ضمن مجال الكرة الأرضية. أما الغيبة فنعزوها الى ضرورة أن تمتلك دولة العدل مشروعية تاريخية متمثِّلةً – بحسب عقيدة المسلمين الشيعة – في أنّه ينتمي الى أهل البيت. انتماؤه الى ذلك الزمان ينفي الجدل حول مشروعيته. يريد الله من خلاله أن يؤكد أنّ قيادة الحياة نحو العدل ممكنة. سيستثمر المُنتظَر كل ما وصلت إليه البشرية من إنجازات. سيُعلن عن نفسه أيضاً عبر وسائل الاتّصال وأدوات العصر وربّما بطرق أخرى”. نخشى أنّ ظهوره يعني يوم القيامة وانقلاب البشرية رأساً على عقب، فيؤكد بالنفي، مشدداً مرة أخرى على اجتثاث اجتهادات تشوّه الدين، ورواياتٍ متناقلة من شأنها تكريس اللغط. نحاول، ثانية، علنا نقف منه على علاماتٍ للظهور المرتَقب. يكرر بأفضلية عدم الاستغراق في تفنيد العلامات وإسقاطها على ما يجري. نُسلِّم لرغبته في تفادي نقاشٍ من نوع عدِّد العلامات وتفضَّل بشرحها. نحمل إليه سؤالاً أخيراً عن كتاب الجفر. أنارَ الله دربك يا مولانا، أنِرنا. “يُقال إنه كان موجوداً لدى الإمام علي، وهو عصارة إخبارات الرسول محمد المتعلقة ببعض مستقبل العالم. لا دليل الى أنّ النسخ المتوافرة في الأسواق صائبة. الكتاب الأصل غير موجود، ولم يصل إلينا”. للشيخ خليل رؤية أخرى الى الجفر: “هو مجموعة وصايا للإمام علي، ينتقل من إمام إلى إمام، نعتقد بوجوده مع الإمام المهدي”. حسنٌ الإجماع على أنّ المُتداوَل منه في الأسواق زائف.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الغنج واللذة والصراخ

مفكر32الانسان يصرخ أثناء الشعور بالألم ويصرخ أيضاً أثناء الشعور باللذة.

ددقت الساعة تمام الحادي عشر, ونظر في عيون زوجته وكانت مستلقية أمامه تريد الاستعداد للنوم, فرمقها بعيونه قائلا: لو أراد رجل مثلي فيه كل معاني الشهامة والكرم والرجولة والفحولة الجنسية والثقافة والأدب والأخلاق بأن يأكل عشاء خفيفاً ليس دسماً, فماذا سيأكل, فقالت له بعد أن جحظته بعينيها المتورمتين من كثرة السهر : يعني عشاء الأدباء والمثقفين يختلف عن عشاء الناس العاديين؟أطلب عزيزي شو بتريد؟ فقال: أريد عشاء خفيفا ليس ثقيلا على المعدة يليق بمستوى كاتب كبير ومرهف الحس مثلي, أريد طعاما يزيد من إحساسي بالكون وبالناس وبالقضايا الساخنة عشاء يجعلني أتلذذُ عليه وأصرخ من شدة اللذة وأغنج مثل أنثى مستلقية على ظهرها كأول مرة في حياتها , فقالت: مثل شو؟, فأجابها وهو يتجدب ويداه خلف رأسه: أريد..أريد!! ..ما رأيك بحبتين من البندورة؟ البندورة تجعل قصتي القصيرة مثيرة وفيها كثير من الدراما الجادة, وأظن بأن (طاغور) كان يملك نفس مشاعري وأحاسيسي وكان يأكل على العشاء بندورة وكان من المؤكد بأنه تلذذ كثيرا وصرخ كثيرا وغنج بصوت عالي وبعد ذلك كتب قصة(فتاه بالوسط).

-معقول: نوع الطعام له علاقة بالكتابة؟

-طبعا, وهذا سر المهنة الذي لا أكشفه لأحد.

-طيب شو هو الطعام الذي يسد نفس الكاتب عن الكتابة؟

-لا,هذا سر أخطر من السر الأولاني, ولو قلت لك عنه لأطعمتني إياه حتى لا أكتب أنا أعرفك جيدا أنت تكرهين الكتابة, وهنالك مخاوف أخرى وهي ربما اكتشفت إحدى الحكومات العربية هذا السر واستغلوه لصالحهم حين يطعمون الكُتّاب من تلك الأطعمة فينهار النظام الثقافي في كل الوطن العربي , والرياضي إن تمكنوا من ذلك, علما أنه منهار نهائيا.

-يا رجل احكيلي السر الخطير الذي يسد نفس الكاتب عن الكتابة.

-انتهى الموضوع, أنا الآن أريد وجبة عشاء خفيفة على المعدة والقلب واللسان والرأس, بسببها أشعر باللذة والغنج.

– شو هو الرجل بغنج؟ عيب هذا الكلام, أطلب وأتمنى, أنت في منزلك المتواضع وأمامك زوجة مطيعة.

-مطيعة؟ امممممممم, مصطلح جميل يفضحني أمام المثقفين المعجبون بمطالبتي بالمساواة بين الجنسين, على كل حال أريد حبتين من البندورة, واحدة تجعلني أدوخ والثانية تجعلني أغنج وأصرخ.

-حبتين من البندورة؟

-ومع البندورة..أريد جبنه, هل يوجد لدينا جبنة بيضاء؟الجبنة تجعلني أغنج بصوت عالي ذلك أنني أتلذذ وأنا أأكلها.

-طبعاً يوجد.

-أممممممممممممممم…و…و بيضة مقلية, لا بل بيضتين, أريد العشاء أن يكون خفيفاً وليس دسما, أظن حبتين من البندورة مع قطعتين أو أربع قطع من الجبنة البيضاء وبيضتين مقليتين وصحن بطاطة مقلي وبجانبه (كتش أب حار) , سيكون ذلك عشاء لذيذا يجعلني أغنج وأنا أأكل, وأنت أثناء تناولي للعشاء وأثناء صراخي وهمهمتي افتحي النوافذ والأبواب أريد أن يعرف هذا العالم أنني تلذذت بحياتي واستمتعت.

-لذيذا؟؟ يا زلمه ما أنت حكيت قبل قليل تريد عشاء خفيفاً والآن تقول لذيذا, وقد أصبح هنالك فرق بين العشاء الخفيف واللذيذ؟

-أريد العشاء لذيذا لكي أغنج وأصرخ وأنا أأكل وأتلذذ.

-معقول, تريد أن تصرخ؟ يا فضيحتي, والله إنك مجنون ومهستر.

-شو مجنون لأنني أريد أن أتلذذ؟.

– يقطع حظي وبختي معك يا زلمه.

-طبعا كل الحيوانات التي على شاكلتي حين تشعر باللذة وهي تأكل تصرخ و(تغنج)بصوت عالي: القرود والضباع والأسود والذئاب والجراذين, وأنا أصرخ حين أشعر باللذة, كل الذين يتلذذون يصرخون بصوت عالي حين يصلون إلى قمة (الأورجازم) وهي اللذة والنشوة, حتى في الجنس يصرخ بعض الناس أثناء ممارسته نظرا لأنهم شعروا باللذة, أللذة تجعلني أصرخ صراخا عاليا, أريد أن أتلذذ وأريدُ أن أصرخ, لم أصرخ في حياتي أبدا.

-…………………….

– أريده لذيذا وخفيفا, لكي أأكل وأتلذذ وأصرخ بصوت عالي, أريد من كل الناس أن يعرفوا بأنه قد جاءني اليوم الذي أصرخ به من شدة إحساسي باللذة.

-لا, لا يجوز, إما لذيذا وإما خفيفاً, يجب التفريق بين الاثنين.

-لماذا تصرون على أن لا يكون عشائي لذيذا, ولماذا لا تريدون مني أن أصرخ مرة واحدة في حياتي, أنا أريد أن أصرخ من اللذة, طالما أنني طوال النهار أتألم فلماذا لا أتلذذ في عشائي, أنا أتألم على الإفطار وعلى الغداء وأريد تعويض آلامي بعشاء لذيذ, بالمناسبة (أرستبس) الفيلسوف الأثيني أبن ابنة سقراط الوحيدة, كان يصرخ ويغنج ويتلذذ.

-ما اختلفتش معك في شيء, ولكن حدد, هل تريد العشاء لذيذا أم خفيفاً.

-أريد..أريد الاثنين معا.

-…………….

-…………………

-صح..أريده خفيفاً لكي أنحف قليلا, ولذيذا لكي أصرخ كثيرا, أريد أن أصرخ وأنا أأكل وأريد أن أخرج من فمي أصواتا أثناء إحساسي باللذة أريد أن أقول: امممم نم اممنمن دندن+همهمهمهم+ اييي+أحيييه+ييييييههههييهيهيه+ دمنمدمهم, وأريد أن تخرج من كأسي أصوت شفط عالية مثل:فشش +ششش, أريده لذيذا وخفيفا, أتمنى لو أتلذذ مرة واحدة في حياتي وأن يغمى عليّ من شدة أللذة, أريد من عيوني أن تتشقلب ومن أذاني أن تنسد من شدة الضغط, أريد أن أموت وأنا أتلذذ ولا أريد أن أموت وأنا أتألم, وهل تعلمي بأن الطفل الذي يرضع من صدر أمه يرضع وهو يصدر صوت همهمه, ذلك أنه يغنج ويتلذذ بوجبته, والهمهمه هي الصراخ الذي يصرخه أثناء بلوغه قمة أللذة؟.

-يا زلمه مالك, شو هذا؟ في هذه الساعة المتأخرة تريد بيضاً وجبنة وبندورة, وأن تأكل وتصرخ بصوت عالي, شو بدهم الناس يحكوا علينا إذا سمعوك.

– أنا حر, أنا بدي (أغنج) نفسي أغنج في حياتي ولو مرة وحده أثناء شعوري باللذة, أنا لا أغنج لأنني لا أتلذذ .

-هههه شو روجين, أولا أسمه روجيم, وليس روجين, ثانيا الرجل عيب يغنج.

-ليش مين غير اسمه؟ بعدين بدي أغنج واللي يصير يصير وشو ما حكوا الناس يحكوا, بدي أغنج وأنا أأكل.

-ما حدى غير اسمه, هو من زمان اسمه روجيييييم.

(ثم قالت بصوت خافت): تدعي الثقافة وأنت ما معك منها شيء, روجين, شو روجين؟

-خلص أنا سامعك, ول شو هذا فضحتيني بين الأجانب, هذا لو قايل شيء عن الحكومة بتروحي تحكي عني, الحكومة أيضا تصرخ بصوت عالي, ورئيس الحكومة يغنج بصوت عالي.

-ماشي عزيزي, بس عشاءك مش عشاء خفيف.

-كيف مش عشاء خفيف: بندورة, جبنه+لبن+بطاطة مع كتش أب+فول مدمس إذا أمكن, هذا أظن بأنه خفيف ومناسب لرجل مثقف مثلي يريد أن يخرج من آلامه.

-يا زلمه هو كاين الأكل والشرب حسب الثقافة؟

-طبعا حسب الثقافة, هسع الرقاصات شو بتعشن؟

-بعرفش.

-أنا بعرف, بتعشن عشاء يناسب طبيعة المهنة الشريفة التي يعملن بها, وكذلك العاهرات, يأكلن طعاما يجعلهن يغنجن, أتدري لماذا يذهب الرجال إلى العاهرات؟ كل ذلك بسبب الغنج, المرأة التي تريد إسعاد زوجها يجب أن تكون في السرير عاهرة بكل معنى الكلمة, وكذلك الرجل حتى يستمتع يجب أن يكون عاهرا, العهر ثقافة أحترمها في السرير.

-هسع العاهرة صارت مهنتها شريفة وبتوكل من عرق جبينها؟! والله إنك مجنون.

– ما افهمتيني ولا راح تفهميني, المرأة مع عشيقها وحبيبها في السرير يجب أن تتلذذ وأن تجعل عشيقها يتلذذ, ولا يمكن أن نعبر عن أللذة إلا بالصراخ والغنج, لأن الألم المدفون في داخلنا يخرج من الصراخ إلى خارج فضاءات الروح المُعتقة بالآلام.
-…………..

– لا مش مجنون, مش العاهرة تتعب وتعرق؟ ألا تعرق العاهرة من جبينها؟ إذاً هي تأكل وتشرب من كفاحها ومن عرق جبينها, ولا تسرق, ولا تقتل, السارق والقاتل المأجور ذلك هو الذي يعمل عملا غير شريف.

-أي صدقني إنك خالص كازك.

-العشاء يتناسب مع مهنتي.

– شو مهنتك, صارلك ثلاثة أشهر ما اشتغلتش إلا اسبوع واحد.

-أنا مفكر, واستهلك كثيرا من السعرات الحرارية أثناء انطلاقة الفكرة من رأسي, وأريد الآن عشاء خفيفا, وأتألم كثيرا وأنا أكتب, وأريد أن أغنج وأصرخ بصوت عالي لكي يخرج الألم ذلك الشيطان.

-خفيفاً أم لذيذا؟.

-طبعا هذا عشاء عالخفيف.

– يا رجل هذا غداء دسم وليس عشاء, كمان اشويه قول بدي لحمة عجل.

-صح..ذكرتيني بلحمة العجل, هل يوجد لدينا لحم عجل؟ شو رأيك إذا كان متوفرا بأن تضعي لحم العجل مع البندورة المقلية, فبدل أن آكل البندورة حية, سآكلها مقتولة ومذبوحة مع لحمة العجل.

-يا زلمه, ما أنت حكيت عشاء على الخفيف, هسع أنا بدي في آخر الليل أطول من الفريزر لحمة العجل وأقليها؟

– قلي..نعم, قلي أفضل من السلق, العشاء خفيف جدا لا أريد أن أثقل على معدتي, وذلك لكي أنام وأنا مرتاح.

-يا رجل العشاء الخفيف مش هيك بكون؟.

-كيف بكون العشاء الخفيف؟.

-العشاء الخفيف بكون حبة بندورة مع لبن أو صحن من اللبن الطازج, وقطعة خبز يابسه.

-هذا هو العشاء الخفيف؟ هل هذا يجعلني أتلذذ وأصرخ ؟هذه مجاعة وليست عشاء خفيفا.

-آه هيك الناس بتعشوا.

-شو هيك الناس بتعشوا! أي هو كاين أنا في سجن قفقفا ! أم في مستشفى حكومي؟

– شو دخل السجن؟.

-في السجن جابولي –لما دخلته مره- نعم, جابولي ملعقة وحده من الفول المدمس, وقطعة خبز بحجم قبضة اليد, وفي المستشفى كمان جابوا عشاء لأمي يا دوب يطعم طفلة بعمر الخمس سنوات, أي والله هذا انتحار, أنا بنظري العشاء الخفيف يجب أن يتكون من صحن زيتون, وصحن جبنه, وصحن لبن وصحن بندورة وبيضتين مقليتين بزيت الزيتون الأصلي مع بعض المخللات مثل الخيار والفقوس والباذنجان المقدوس والمكبوس+ بطاطة مقلية,وبعد ذلك نأكل ونتلذذ ونصرخ ونعنج.

-بس؟

– بس..بس إذا كان في صحن صلصة, كمان مش غلط..

-هسع خلصني شو بدك تتعشى.

-بدي عشاء خفيف ولذيذ, بندورة مقلية مع بيض مقلي معها.

-بس.

-آه بس..على شان أنا شايف وضع البيت أصبح منهار وعلينا كثير من الديون, لنحسبها سوية, ….الخ, لذلك أنا لا أريد أن أكون عبئا على البيت أنا أريد أن أقتصد بالمصروف.

-بدك عشاء خفيف على شان تقتصد بالمصروف, أم على شان تعمل روجيم؟أم من أجل أن تتلذذ, أنت الآن لديك خلط في المفاهيم, أولا قلت عشاء خفيف وبعدين قلت عشاء لذيذ, وبعد ذلك تدعي أنك عامل (روجين) حسب مصطلحك ولفظك له من أجل تخفيف الثقل على القلب والعقل واللسان, وبعد ذلك تدعي بأن روجيمك من أجل الاقتصاد بسبب الديون.

– الموضوع ليس مختلفا عن بعضه, ولا أجد غرابة ولا فرقاً بين الاثنين, ثقل الجسد ليس مهما, المهم أن يكون قلبي مرتاح ورأسي ولساني مرتاحان معي.

-لا هنالك فرق كبير, اللي بسمعك بقول إنه الجوع قاتلنا, احنا اكويسين والحمدُ لله, ويجب أن تعمل روجيم من أجل تخفيف الكرش الذي أصبح ظاهرا, يجب أن تعود كما كنت قبل ثلاث سنوات حين كان جسمك رشيقا.

– لا احنا مش كويسين, عارفه ليش؟ لأننا لا نغنج, لو أننا متلذذون في الحياة لصرخنا من شدة الإحساس باللذة, لاحظي الأطفال الذين لا يستحون من إظهار مشاعرهم, إنهم يصدرون صوت همهمات أثناء شعورهم باللذة وهم يتناولون بالطعام وأحيانا يهزون أجسادهم طربا ورؤوسهم تتمايل , إنهم يغنجون من أللذة.

-ألله يعوض على أهلك.

– ما افهمتيني ولا راح تفهميني, تلذذي يا امرأة.

– يا زلمه يجب أن تأكل أكل خفيف حتى تعود إلى أيام زمان, أيام ما كانش لك كرش ظاهر.

-ايييه, اليوم الذي يذهب من حياتنا لا يأت مثله ,….طيب ولو بدي أعمل روجين كيف راح يكون شكل الروجين؟.

-أولا اسمه روجيم مش روجين, تدعي الثقافة وكل كلماتك بلدية وتصرفاتك بلدي جدا, تريد بندورة وبيض وجبنة بيضاء ولبن وبطاطة مقلية وفي النهاية تدعي بأن عشاءك عشاء خفيف.

-أوكي, أنا الآن أريد عشاء خفيفاً ولذيذا شو في عندنا عشاء خفيف؟

-بدك عشاء خفيف؟

-آه عشاء خفيف.

-العشاء الخفيف كسرة خبز مع حبة بندورة.

-وهذا كل يوم؟ ويجعلني أشعر باللذة؟.

-طبعا كل يوم, وبخصوص أللذة ليست ضرورية, ألمهم أن تأكل وتشرب وتنام دون أن تصدر صوتا يفضحنا.

-ماشي, هذا هو الروجيم؟

-آه هذا هو.

-طيب , كيف يتناول الناس الروجيم؟ قبل العشاء أم بعد العشاء؟

-ييي يا امصيبتي بعدين معك!! هذا هو الروجيم.

– أوكي قبل العشاء أأكله أم بعد العشاء؟.

Posted in الأدب والفن, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment