5- متى أكون عذراء النشيد

كتبها – Oliver

– متي أصبح أنا عذراء النشيد. أعرف أني سوداء في عيني و أعرف أنني جميلة في عينيك. متي يعز على أن أكون غريبة وسط قطيعك. يغضب بنو امي على و لكنك تراني كفرس في مركبات فرعون. أجهل أنا آثار غنمك و أنت تعد لي سلاسل الذهب و قلائد الماس.
– متي أكون عذراء النشيد التي تتمتع بحضورك فتفيح رائحتك وحدك. تملأ المكان و الزمان و القلب. ليعرف الجميع أنك حبيبي و أنك هنا كوعدك إلى انقضاء الدهر و ما بعده. متي تصنع لنا بيتاً لنا وحدنا. عوارضه عالية. من أرز لبنان تصنعها فلا يعرف الغرباء نقاط ضعفي و قدام سموها تستسلم الثعالب الصغيرة. متي تنساب منك روافدها كالسرو لأن فيك المحبة التي لا تغيرها الأزمنة.
– متي أكون سوسنة و لو أحاطتني الأشواك. متي أكون تفاحة و لو تمدد سياج شجر الوعر بعدى. متى يكون مرضى حباً و غيابي عن الوعى إنكار لذاتي فلا أنتعش إلا بأقراص الزبيب التي إحتفظت بها يداك منذ أن كانت كروم و الآن جفت فصارت زبيباً تشهد عنك كم بقيت يداك ممدودة لكي تنعشني و تنهضني.
– متى أراك حبيباً وحيداً. تسرع نحوي قافزاً على الجبال طافراً على التلال كالظبي إلي رفيقه. كالمشتاق إلى حبيبته. حتي لو صدمتك حوائطي الصماء فتوقفك لكنك تظل تغرد لى لأتعرف على حبك و أنتبه لصوتك. متى أراك الراعى بين السوسن طالما أنا السوسن. فتسكنني و لا نتفارق. إلى أن يهرب الظلام و تأخذني إلي مساكن النور على جبال المجد المتشعبة التي لا يعرف أسرارها و أوصافها سواك.

– متي لا يمنعني هزال الجسد عن حبك. فإن نمت أعود فأستيقظ و أجتهد إلى لقياك. أطلبك في كل الأماكن. فى الشوارع و المخادع و الأسواق و المدن لأنك حتماً تجول تصنع خيراً تصنع حباً. متى لا يعوقني الحرس الطائف و الضعف الجارف فأحتمي بجبروتك و أفتخر بقوتك يا من صلبت بالمحبة.
– يا من صنعت سريرك من خشب لبنان. هناك تسمرت عني و أسندت رأسك و أسلمت روحك حباً. تخت سليمان أيقونة عزاءي كل العمر. و ستبقي أعمدته فضة و نقاء و مقعده عرش الملك الأرجواني. تاجك يوم توجتك البشرية يبرق من مجدك وسط الأشواك. لأن هذا فرح قلبك.
– متي أسمع من شفتيك نشيد الخطوبة الإلهية. فتغسلني كلماتك و أتنقي حتي أنك تراني بلا عيب مع أنك وحدك كلك الجمال و الحُسن و الحب. حينها تعيدني إلى موطنك موطني. لن آكل ثمرة بغير إذنك بل سأترك لك الثمرة النفيسة تأكلها لي فأشبع و أعيش أنا. حتي أتجرأ و أحصد الشهد و أقطف البخور و اللبان و أنعم بتسبيحات السمائيين. متي أنام و قلبي يستيقظ.
– متي أراك أبيض و أحمر فوق العرش. أتجرأ بك و أقترب بك و ألمس عملك فأكون لك. أتأمل رأسك, عيناك , خداك , يداك, ساقاك . كل تفاصيلك لأعرفك كما عُرفت. فيا من جملتني بجملتي دعني أتعرف علي كل ما فيك . لكي إذا ما ناديتك حبيبي أكون صادقاً و إذا وصفت أنك كُلك حلو و مشتهيات لا أكون مدعياً.
– متي تغلبك عيناي الدامعتين. فأستكن فى حضنك منكسراً . متى أكون شولميث العائدة لحبيبها. و رقص صفين يزفها إليك. تنزل إلى و أنزل إليك فلا محبة بغير إتضاع. تستدرجني بجنائن الجوز لأجدني مصحوباً بين الشرفاء في طريقك. فإذا سألت هل أزهر الكرم و تفتح الرمان برقت من عينيك أنوار الخلاص.
– متي تراني الأرض و السماء أشهد لك . تبصرني الملائكة و أنا أعطيك حبي. أفتح نفائسي و هي نعمتك و أردها مع أرباحها كتاجر أمين لصاحب الكرم السخى. متي اصيح بدفوف و رقص قدام الجميع معلناً أن الجبار صار أخي. جذبتني أخوته إلي أبيه القدوس. هناك ألبس خاتمك بيد الآب. تكسونى محبتك بلا توقف . تتحقق شهوتك لي و شهوتي فيك حتى أننا توحدنا و توحدنا و توحدنا.

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.