يضحكون وماهم يضحكون ولكن عذاب الله شديد

 يبدو ان التصريحات الخجولة التي اطلقها عدد من النواب(3 حتى كتابة السطور) وفحواها بان الجلسات المقبلة للبرطمان ستكون هادئة مازالت خجولة حتى هذه اللحظة.

ترى ماذا تعني كلمة هادئة؟.

في العرف الاجتماعي حين يقول الاب او ولي الامر ذلك فانه يعني ان ابنه المراهق سيتعدى هذه المرحلة ويكون هادئا.

ترى هل ان بعض اعضاء البرطمان مراهقين حتى كتابة هذه السطور؟.

لاشك ان الجواب سيكون لدى اولاد الملحة رغم انه بات معروفا لاسباب سنوردها بعد قليل.

اذا كان هؤلاء النواب الثلاثة يؤكدون “هدوء الجلسات النيابية” مستقبلا فعليهم ان يقدموا تقارير طبية صادرة من مختصين في علم النفس والقانون والاجتماع والسياسة تثبت ان اعضاء البرطمان تعدوا مرحلة المراهقة وبدأوا يلتفتون الى شعبهم والا فسيتصدى لهم اولاد الملحة ويقدموا بلاغا الى مراكز الشرطة بتهمة ترويج الاكاذيب واقلاق راحة المواطن وهو في عز نومه في الظهيرة.

وعليهم كذلك ان يلزموا رئاسة البرطمان بخلع كل نائب حذائه قبل الدخول الى القبة اياها مع سحب شهادات الملاكمة او الكاراتيه من ملفاتهم.

اتحدى هذا البرطمان الاعرج ان كان قدّم او صادق على أي مشروع لصالح شعب العوراق العظيم.

هاهو قانون البنى التحتية مرمي في الادراج بينما تقاعد الاعضاء صدر بسرعة تفوق سرعة السوبرمان الامريكي.

هاهي الكهرباء مازالت حلم اهالي الهور والارياف بينما تم اصدار قرار بمنح الاعضاء جوازات سفر دبلوماسية لهم ولعائلاتهم ومن ضمنهم الطفل الرضيع.

هاهي البصرة تناضل من اجل تقليص نسبة الملوحة في المياه الصالحة للشرب بينما اصدروا قرارات عدة بصرف مخصصات الى رجال حمايتهم.

وهاهي مدن عراقية اخرى….!

سوف اكسر “الكيبورد” وانقطع عن الكتابة اذا ذكر لي احد ان هذا البرطمان سعى الى الضغط على الحكومة،ليس بالكلمات طبعا، من اجل توفير الحماية للمواطنين.

وماذا بعد ذلك عن هئية النزاهة التي “تخرب” ضحك من تصريحات مسؤوليها؟.

نعرف تماما ان اعضاء هذه الهيئة تعلموا فن اللطم السريع قبل سنوات من اجل تخدير فئة كاملة من الاميين.

فهم يلطمون ب”اكتشفنا … واحلنا.. ويوجد فساد في .. وتمكنا من استدعاء …”

استحوا على حالكم ياهيئة النزاهة، فكلما ترصدون فاسدا يحال بقدرة قادر الى التقاعد، ولو بيكم خير كان تصديتوا الى مستر “شعبان الجبوري” ومن وقف وراء اعتقال محافظ البنك المركزي ومساعده.

احسن لكم اما ان ترجعوا الى بلدان مهجركم او تبيعوا شاي بعد منتصف الليل في ساحة السعدون.

قد يسكت لكم اولاد الملحة دهرا ولكن للصبر حدود ايتها “النزاهة” البعيدة جدا عن النزاهة.

فاصل شخصي جدا ومعذرة: نبهني قارىء عزيز الى ان عدد قرائي قد اجتاز حاجز المليونين وقدّم لي تهانيه، ولكني قلت له :ليس الفضل لي فهناك رجال ونساء في هذا الموقع يعملون بصمت ولهم الفضل الاول، كما هناك القارىء الملتزم الذي ظل لأكثر من 7 سنوات وهو يقدم الدعم المعنوي عبر متابعاته،فشكرا للجميع.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.