يايما انطيني الدربين

محمد الرديني

“الدربين” ايها السادة هو المنظار الذي يستعمله من يريد ان يرى ابعد من انفه.. يستعمله قبطان السفينة وصائد الطرائد في الغابات، والأطفال في ايام الاعياد.. ولكننا لم نسمع ان السياسي فكّر باستعماله.

بعيدا عن هذا الدربين الان اولاد الملحة يسألون:

هل نحن بحاجة الى حروب جديدة؟.

لننظر بالدربين ونرى..

من السخف ان يطرح احد اولاد الملحة هذا السؤال خصوصا وان شعبنا عانى ومازال يعاني من ويلات الحروب منذ العام 1948 وحتى الان.

الرسالة التي وجهها الناطق الرسمي في حكومة كردستان الى نوري المالكي والتي وصفتها وسائل الاعلام بانها قاسية جدا تحمل في طياتها شرارة البيان رقم واحد.

اولاد الملحة ليسوا ضد ان يقول الناس او المسعولين رأيهم بالحكومة المركزية ولكن هذه الرسالة بالذات تحمل اشارة خاصة تقول:ان ايام المالكي باتت معدودات.

انه خبر مفرح اذا تحقق ذلك وجاء من بعده مسعول يضع مصلحة الشعب فوق مصلحته،ولكن المشكلة ليست في المالكي وحده ،انها في طابور من الفاسدين والمفسدين في كل وزارة تقريبا بل في كل مؤسسة حكومية حتى شملت الفراش الذي يقدم الشاي الصباحي الى المدير العام،فهل ستكون ايام كل هؤلاء معدودات؟.

يقول المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان: في الوقت الذي اصبحت رائحة الفساد المستشري في كل الميادين تزكم الانوف، ومنها صفقات الاسلحة الفاسدة، ابتداءا من مكتب المالكي ومن حواليه، فانه يخرج علينا بتصريحات بعيدة عن الواقع ومخالفة للحقيقة، فهو لا يكاد يخرج من ازمة حتى يصنع غيرها، ليوحي للاخرين ان ازمته فقط مع اقليم كوردستان، بينما تمتد ازماته من شمال البلاد حتى جنوبها ومن شرقها الى غربها، متناسيا بدءا ذي بدء كيف تأسست الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الاولى؟ وهي القائمة على الشراكة اساسا والتي تخلى عنها اسلافه كما يفعل هو الان.

نقطة نظام 1: ليست ازمة نوري المالكي مع حكومة كردستان فقط ولأنه بياع ازمات فقد ارتاح الى هذا الوضع ليشغل الشعب عن مشاكله الكثيرة.

وتابع البيان: منذ توليت الحكم عبر توافق سياسي وليس بانتخابات مباشرة أو انقلاب عسكري، وأنت تقصي شركائك السياسيين في سلوك أبعد ما يكون عن تطبيق الدستور والتوافق.

– لقد جرى تبديد اكثر من ستمائة مليار دولار من ميزانية العراق، وما يزال المواطن العراقي يئن تحت وطأة التخلف المريع في كل ميادين الخدمات، من الماء الصالح للشرب والكهرباء والطرق المعبدة والصحة والتعليم ومعظم البنى التحتية، فأين ذهبت كل تلك الأموال، وانت تريد ان تزعزع الثقة باقتصاد كوردستان، بتكهنات لا اساس لها من الصحة، حيث يتمتع الاقليم بازدهار مضطرد بشهادة العراقيين والعرب والاجانب اذ بلغت الاستثمارات فيه اكثر من 23 مليار دولار معظمها من الدول العربية واكثرها من دولة الكويت الشقيقة.

– لقد شكلتم جيشآ مليونيآ وأكثر، وما يزال الأمن مفقودآ في كل أنحاء العراق، خارج اقليم كوردستان، ثم انكم لم تعينوا قائد فرقة واحدة في الجيش بموافقة البرلمان، كما ينص عليه الدستور، فعن أي جيش عراقي تتحدث؟

– هل فكرت جيدآ بتبعات كلامك الخطير والخطير جدآ، عندما تدعو الى حرب عربية كوردية؟

– لو كان لديك شعور بالمسؤولية، لقدمت استقالتك والعراق بهذه الحال المزرية، حيث تحولت البلاد بفضل “صولاتك” الى أفسد بلد في العالم(انتهى البيان).

لايريد اولاد الملحة ان يقفوا عند كل كلمة ذكرها البيان لأسباب يعرفها الجميع ولكن يقفون عند المحطات التالية:

نقطة نظام2:منذ 10 سنوات اهدرت الحكومة ومجالس المحافظات 600 مليار دولار على ما يسمى بالخدمات وبما ان خيمة هذه الخدمات هو قانون البنى التحتية والذي لم يصدر لحد الان فالسرقة باتت واضحة وضوح الشمس.

تستعد بغداد حاليا لأستضافة المهرجان الشعري تمهيدا لأن تكون بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام المقبل(من دبش) وتم رصد 30 مليون دولار لهذه المناسبة وقبلها اختفت ملايين الدرلارات بعد ان تم الغاء مدينة النجف عاصمة الثقافة الاسلامية وقبلها السرقات الكثيرة والكثيرة جدا.

كل هذا لايقف امامه قليل من الحياء حين تخرج علينا محافظة بغداد امس لتعلن ما يقارب الـ(600) الف مواطن يسكنون في 225 عشوائية ضمن الحدود الادارية للعاصمة.

طبعا هذا الرقم غير دقيق لأن الشباب في المحافظة اياها لايعرفون فك الخط العربي فكيف احصوا هؤلاء السكان؟

العشوائية كلمة مهذبة والادق كلمة صفيح ،يعني جينكو يا”بكم” وتريدون ان تستضيفوا فيها ادباء العالم العربي والاسلامي والعالمي؟.

افتتح محل جديد بالشورجة يبيع “الغيرة” وباسعار منافسة خصوصا وانه صناعة انكارية معتبرة.. فسارعوا الى الشراء قبل ان تنفذ الكمية.       تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.