ويحدثوك عن عشيرة مجلس الوزراء

محمد الرديني

داخل المنطقة الصفراء تتواجد عشيرة متكاملة الأفخاذ والبطون والسيقان وحتى الارداف.

في هذه العشيرة التي يكثر فيها الاطفال الخدج توجد:

1-دائرة مالية يديرها موظف بدرجة مدير عام له مكتب سكرتارية وهذا المكتب يديره سكرتير له هو الآخر سكرتير مع خدم وحشم.

2-دائرة تسمى شؤون مجلس الوزراء تشرف على توزيع قرارات المجلس وبالاتفاق مع موزع البريد اليومي ولها طبعا مدير عام وله طبعا مكتب سكرتارية يشرف عليه سكرتير مع خدم وحشم.

3-دائرة اخرى تسمى ديوان مجلس الوزراء توزع قرارات المجلس وتعليماته الى الوزارات عبر مدير عام له مكتب سكرتارية يديره سكرتير ويتمتع الاخير بالخدم والحشم.

4-هناك افخاذ في هذه العشيرة اضافة الى البطون ولكنها لاتظهر الا في وقت الضيق، أي كل 3أو 4 اشهر مرة.

الذي يهمنا ليس افخاذ ولا بطون هذه العشيرة ولكن الذي يقرأ مابين السطور سيرى كم هو ساذج هذا الشعب الذي يعرف كل شيء ويغمض عينيه عن كل شيء.

بالامس فقط تساءل بعض الحشاشين من اولاد الملحة في جلسة صفاء وفي مكان حسن الاضاءة عن سبب فشل لجنة توحيد رواتب الرئاسات الثلاث في البرلمان في تفعيل قانون سلم الرواتب الجديد وبالاخص على موظفي عشيرة مجلس الوزراء وموظفي مجلس النواب.

ولم يدر هؤلاء المساكين ان هذا السؤال سيقود الى تناول الكثير من الحبوب المهدئة حتى على الاقل تتضح الرؤية رويدا رويدا.

وكان رأس الشليلة هو رفض كل من المستشار المالي ومدير عام الدائرة المالية ، الموافقة على توحيد رواتبهم مع الآخرين (ليش يابه عندكم دندولة زيادة؟).

رأس الشليلة الآخر كشف عن توزيع مخصصات إضافية ضمن السلم الجديد على موظفي الرئاسات الثلاث، وأن النواب سيتقاضون المخصصات وبأثر رجعي ابتداء من 24 تشرين الأول 2011 أي نحو 15 شهرا، وفق كتاب موجه للبرلمان من مجلس شورى الدولة.

ومابين رأسي الشليلة قال موظفون من داخل مجلس الوزراء من “ان اقرانهم في رئاسة الجمهورية يتقاضون ضعف رواتبهم ولم يفعلوا القانون حتى الان، واكدوا ان نظرائهم في البرلمان يتقاضون رواتب اقل بـ400 الف دينار من رواتبهم، مطالبين بتمييزهم، لانهم يبذلون جهدا اكبر من موظفي رئاستي الجمهورية والبرلمان.

في جزء ما من هذه الشليلة اشيع أن “موظفي الدرجات العليا في مجلس النواب يتقاضون رواتب اعلى من اقرانهم في الرئاسات الاخرى، فيما رواتب الدرجات الدنيا في مجلس النواب، تعد الأقل من بين موظفي الرئاسات الثلاث”.

واشيع ايضا،والحديث مايزال في داخل الشليلة، أن “السلم الجديد يعني تقليص مرتبات الدرجات الأولى والثانية والثالثة، باعتبار انهم كانوا يتقاضون رواتب اعلى مما يتقاضاه اقرانهم في ذات الدرجات من موظفي مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية، ولهذا رفض كل من المستشار المالي والمدير العام للدائرة المالية خفض رواتبهم”.

وقيل بعد سؤال لأحد اولاد الملحة فيما اذا كانت هناك رواتب اضافية ومخصصات تم توزيعها على النواب وموظفي المجلس أنه “لا توجد أي رواتب اضافية في القانون الجديد، وانما هناك مخصصات اضافية، وبكل تأكيد أنها تتفاوت من وزارة إلى اخرى”.

هذا السائل وهو شاب تخرج حديثا من مركز طويريج للتقنية خرج الى الشوارع نصف عار وهو يصرخ:ياعالم،ياناس، دلوني على الفرق بين المخصصات والرواتب الاضافية واذا لم اسمع الجواب الشافي سوف القي بنفسي في بحر دجلة الجاف.

ولكن احد اصدقائه المقربين اقترب منه وهمس في اذنه بأن احد المسعولين الكبار قال امس أن “مرتبات موظفي مجلس النواب، أقل من مرتبات مجلس الوزراء بحدود 400 الف دينار، واذا طبق القانون باثر رجعي، سيتم صرف مبالغ ضخمة لكل موظف على مدى ما يقارب 15 شهرا”.

ولكن الشاب نصف العريان صاح مرة اخرى بأن “موظفي المجلس تسلموا نصف راتب في نهاية العام الماضي، كمخصصات اضافية، في حين تقاضى النواب مرتبا كاملا بالرغم من مرتباتهم العالية”.

وعاد زميله الى الهمس قائلا أن “الأمانة العامة لمجلس الوزراء ألغت مخصصات الكسوة في موازنة هذا العام، والكسوة هي مخصصات فصلية كل 6 أشهر تعطى للموظفين كبدل ملابس باعتبار انهم ملزمون بارتداء البدلات الرسمية، وهذا يتطلب تخصيصا لشراء الملابس”.

عاد الشاب الخريج الى الصراخ: وشيكولون على مخصصات الخطورة؟.

أن “الخطورة أمر هام، فنحن نتعرض لاحراجات حتى مع زوجاتنا وابائنا وامهاتنا للتستر على مكان عملنا، فالموظفين منذ العام 2004 وحتى اللحظة تعرضوا لشتى انواع الاغتيالات والخطف والتهجير بسبب كشف مكان عملهم”.

اكو بعد ارزل من هاي العشيرة؟.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.