وليمة / للنقاط والفواصل.

تطاردني الذاكرة مثل نظارات سوداء،
sk

ترتدي معطفاً ” كبارد ينياً ” باهت الاصفرار.
كبقايا دخان سجائر عتيقة على حائط حانة كئيبة.
تطاردني الذاكرة اللعينة
تبحث عن مكان النقاط والفواصل
في نسيج أضلاعي المثلث.
حاولت الهرب،
من نشرة الأخبار
دسست يدي في جيبي الأول خلسة
ثم في جيبي الثاني.
اختفت يداي بلا إذن مني.
نتف من ذاكرة مجعلكة
استحمت مع ماء الصباح
ثم ُرحلٌ الماء مع وعد بالعودة ..؟
واحتفل متحف لندن
باقتنائه لوحة دير ياسين.
وأنا أراقب أثر طيفي الذي تضاءل
حتى اختفى .
تكور ظلي كما زمني.
بيد أن المسافة لا تهتم للزمن.
لماذا يبدو ظلي في معظم الحالات أطول مسافة مني ؟
ولماذا تبدو بعض الحانات كئيبة جداً مثل وطن شرقي
مستباح لأسوء أنواع الممثلين في العالم ؟
فمن فتح لهم باب الدار؟!
ولماذا يقذف البحر دائماً بأجساد بشرية غرقى؟
قيل أن الريح حرضت البحر على ” الثورة “!
ونحن نبحث عن طلاء جميل، لباب بيتنا المحترق.
ونواصل ” النق ” على الحديد.
لاشئ في الطريق.
اختفت أسماء الشوارع
سوى ما بين الخطوة والخطوة
نبض يتساقط، ودم ينزف
كمطر خفيف ، في يوم خفيف
وقبل اشتداد المطر
سأولم للنقاط والفواصل
لأن الحروف تمضي
ولا تبادلني نخب
حلول موسم الثلوج.
في الشرق الغارق في المأساة
حتى الظمأ.
أحان موعد تقبل العزاء..؟!

 

About سيمون خوري

سيمون خوري مواليد العام 1947 عكا فلسطين التحصيل العلمي فلسفة وعلم الأديان المقارن. عمل بالصحافة اللبنانية والعربية منذ العام 1971 إضافة الى مقالات منشورة في الصحافة اليونانيةوالألبانية والرومانية للكاتب مجموعة قصص قصيرة منشورة في أثينا عن دار سوبرس بعنوان قمر على شفاه مارياإضافة الى ثلاث كتب أخرى ومسرحيةستعرض في الموسم القادم في أثينا. عضو مؤسس لأول هيئة إدارية لإتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين فرع لبنان ، عضو إتحاد الصحافيين العرب منذ العام 1984. وممثل فدرالية الصحافيين العرب في اليونان، وسكرتير تجمع الصحافيين المهاجرين. عضو الهيئة الإدارية للجالية الفلسطينيةفي اليونان .
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.