ولاة الأرض

هو من يبتدئ الخلق

وهم من يخلقون الخاتمات! 

هو يعفو عن خطايانا

وهم لا يغفرون الحسنات! 

هو يعطينا الحياة 

دون إذلال

وهم، إن فاتنا القتل،

يمنون علينا بالوفاة! 

شرط أن يكتب عزرائيل 

إقراراً بقبض الروح

بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!

** 

هم يجيئون بتفويض إلهي 

وإن نحن ذهبنا لنصلي 

للذي فوضهم 

فاضت علينا الطلقات 

واستفاضت قوة الأمن 

بتفتيش الرئات 

عن دعاء خائن مختبئ في ا لسكرا ت 

و بر فع ا لـبصـما ت 

عن أمانينا 

وطارت عشرات الطائرات 

لاعتقال الصلوات

*******

ربنا قال 

بأن الأرض ميراث الـتـقـاة 

فاتقينا وعملنا الصالحات 

والذين انغمسوا في الموبقات 

سرقوا ميراثنا منا 

ولم يبقوا لنا منه

سوى المعتقلات!

**

طفح الليل.. 

وماذا غير نور الفجر بعد الظلمات؟ 

حين يأتي فجرنا عما قريب 

يا طغاة 

يتمنى منكم خيركم 

لو أنه كان حصاة 

أو غبارا في الفلاة

أو بقايا بعـرة في أست شاة. 

هيئوا كشف أمانيكم من الآن

فإن الفجر آت.

أظننتم، ساعة السطو على الميراث،

أن الحق مات؟!

لم يمت بل هو آت!!  أحمد مطر (مفكر حر )؟‎

About أحمد مطر

أحمد مطر شاعر عراقي الجنسية ولد سنة 1954 ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي. يجد كثير من الثوريين في العالم العربي والناقمين على الأنظمة مبتغاهم في لافتات أحمد مطر حتي أن هناك من يلقبه بملك الشعراء ويقولون إن كان أحمد شوقي هو أمير الشعراء فأحمد مطر هو ملكهم وفي رحاب القبس عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره مايكره ويحب مايحب، وكثيراً ماكانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا. وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي الذي اغتيل بمسدس كاتم للصوت، ليظل بعده نصف ميت، وعزاؤه أن ناجي ما زال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.