وطني وطن الناي الحزين .. لما أنت

   وطني وطن الناي الحزين .. لما أنت 

 وطني … وطن الناي الحزين أنت
وطن العشاق والشعراء أنت  
فلقد عشقت فينا كل شئ  
كماعشقنا فيك النبض والإباء  
فكلانا عاشق

نتبادل العناق دائما … ونتباري القبل علنا  

***  
وطني

دعنا نتسامر مر الحديث  
فللأحاديث ذكريات وشجون
تمر كنسيم الروابي
تنعش الفؤاد حينا وحيننا تبعث لوعة وأنينا
فالذكريات فيك كالألوان 
لون فيك ينبض كالقلب وأخر ينبض كالشريان 

***
وطني

 أيها الجرح النازف من زمان
لقد صبرت وصبرنا والصبر أمسى ملحمة
أغنية حزينة العنوان  
نتغني بها عند الفراق واللقاء

كما الفرات يلاقي دجلة في كل مساء   
***

وطني

 أيها الجرح النازف في كل مكان
دعنا نضمد جرحك .. دعنا نقبل ثغرك
رغم غابات ألأهات وألأحزان وألأشلاء  
فالدم النازف منك يا وطني خمرة معتقة
لن يقوي على إرتواءها الجميع
لأنها خمرة عشاقك   
***

وطني

أنت لم تعودنا البكـــــاء
ولم تعودنا غير البقـــاء
فرسان لحظاتنا
رغم حلكة الليل وضراوة المحــن 
إلا رجالا مخلصين لـــــك
مسطرين لتاريخك المجد والعنوان  
ومعيدين له لونه وبريقه  
وناثرين الورود والزهور في كل دار  
وفي كل شهيد يأتيك مكللا بالغار  
 أيها الوطن المصلوب

على خشبة الليمون والعــــار 
التي إشتهي عشاقك عناقها
لحظة الفوز بك والثــــــــــار  
***
وطني

 أنت لم تعلمنا غيرلغة التضحية والفــــــــداء 
إن العواطف تتراقص خجلي في وجداننـــا

 كطبع الخريف أن تتساقط أوراقه
فهذا سر خلودنا وبقاءنا  
لأن لحفيف ألأوراق المتساقطة نشوة    
كنشوة الجرح يقطر دمـــــــــــا
***

وطني
وطن الناي الحزين لما أنت   
إن لينائك الحزين قشعريرة

كقشعريرة الحمة تمر على الجسد العاري
نعم لقد دنا الشتاء وطغى السكون 
حتى خلد كل شئ فيه حتى أوصالنا
ولكن فجأة في جوف الليل سمع صوت   

أهات وتنهدات وزفرات موت تزحف   
إنه يوم عرسك أيها الوطن المصلوب 
فاليوم تزف لك الجروح من جديد
رايات حب وفرح وأحلى عيد وتغريد   
وصولات تهب من قريب وبعيد 
على مسخ أراد لشعبه أن يكون عبيد

فالتمزق ألأكفان
وليقبر الخوف والخضوع والخذلان
وليزهر في وطني كل شئ  

أب وتموز وحزيران 
لأن ليلك لم يكن ليلا منسيا 
فالموت فيه مرعلى الجميع قسريا
حتي أمسى كل شئ فيه مقيدا 
فالقناص في ترصد لكل شئ يدب
إنه الموت ألأزرق إنه الطوفان
***
وطني
ها قد إنشق الفجر ودنا الصباح مستبشرا

بشمس جديدة زاهية ألألوان
بشمس جديدة عفيفة الوجدان
ناهضة بجروح الشهـــــــداء
وبأحلام البراعم وكل عذراء  
وبمراثي الشيوخ والكهول    
شمس ليست كالتي إعتدناها
خجلى وخرساء

لم نكن نرى منها سوى أهدابها
إنها شمس المخاض والعنوان   
شمس أشرقت مع وليدها
فالجميع يحب الرقص على سور راحتيها

كالنجوم حولها والكواكب شهب يقودها فرسان
إنها كعطر ألأرض تملأ المكــــان
حمراء كالدم .. كشقائق النعمان
فكما عودنا عشق الحياة الموت    

عودنا عشقك الصمود والثبات 
فتنهداتنا لم تعد تحرث صلب ألأرض 
بل إنها تحرث صلب القلب والطغاة

فطوبى لساعين فيك للحب والخير والسلام
وطوبى للناثرين الورود في دروبك والوئام
والف طوبى للذين يوقدون شمعة 

قبل أن يلعنو الظلام  

***
سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية

About سرسبيندار السندي

مواطن يعيش على رحيق الحقيقة والحرية ؟
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.