ورتكم الان جعجعة ايها التيارون الصدريون .. ديروا بالكم

محمد الرديني

انها فرصة ذهبية قد لاتعوض لجميع الاطراف السياسية داخل وخارج العراق العظيم حين يحقق التيار الصدري وعده بالثورة على الحكومة الفاسدة.

امس حذر إمام وخطيب الجمعة في مدينة الصدر، الحكومة العراقية من “ثورة أبناء التيار الصدري إذا لم تنه خلافاتها”، في حين جدد انتقاده لقرار الحكومة رفض توزيع فائض النفط على المواطنين، مبينا أن أموال النفط العراقي تحولت الى قصور وفنادق وشركات وبيوتا ضخمة في الدول الأوربية والشرقية”.، داعيا الخصماء السياسيين الى الجلوس على طاولة الحوار.

ولعل ابرز ماقاله ناصر الساعدي إن “كل هذه الأزمات السياسية التي تعصف بالبلد ونقص الخدمات ونحن لم نقل شيئا ولكن أذا تطلب الأمر سنثور وثورتنا سيكون لها تأثير واسع”.

النيات السليمة والصادقة لاتنفع في عالم السياسة لأنها،ستجابه بشبكة من التحايلات لايستطيع كل رجال الدين ومنهم اعضاء التيار الصدري مجابهتها.

لنضع هذا السيناريو ونرى ماذا سيجري في العراق حين يثور التيار الصدري في هذا الوقت بالذات:

1-الثورة تحتاج الى اعتماد ثوار يقودون البلد في البداية الى بر الامان،بمعنى لايكفي ان يثور الناس بدون قيادة جماعية وطنية تنفذ ما وضعته لجانه الثورية من برامج والا ستسرق الثورة كما حدث في مصر وتونس وليبيا ومصر.

2-الكتل السياسية في الداخل والقوى الخارجية ستكون سعيدة جدا لهذه الثورة اذ ستستغل الاضطرابات الحاصلة وتعلن اهدافها على الملأ وهي محصورة اما في استلام الجيش للحكم وهو في معظمه غير موال للعراق ارضا وشعبا او استيراد قيادات من الخارج وهي تنتظر الان بفارغ الصبر او في وضع مقاليد الحكم بيد المرجعيات الدينية لتوريطها في الشأن السياسي حيث لاخبرة لها بادارة البلاد مدنيا (مصر نموذجا).

3-ستشتعل نار الفتنة ويصبح القتل ليس على الهوية فقط وانما تدخل فيها النزاعات العشائرية الشخصية وزعاطيط السياسة ممن يحملون كواتم الصوت مع رجال الحماية الذين يقتنصون الفرصة للأخذ بالثأر من حمايات الآخرين وهي ثارات لاحصر لها. باختصار سيكون العراقي شيعيا او سنيا او كرديا او تركمانيا هو الضحية بينما لاتجد لأصحاب القرار أي اثر يذكر فقد غادروا البلد منذ زمان.

حينها يتحسر اولاد الملحة على مافات ويقولون ياليتنا رضينا بالسرقة والنهب والسلب ولا هذا الوضع.

3-ولكن قبل هذا هناك هدف استراتيجي كبير رسمه هنري كيسنجر قبل 40 سنة وهو تفتيت منطقة الشرق الاوسط الى دويلات ومنها العراق وهاهي الفرصة قدمت برجليها وساقيها ويديها اليهم، حينها سيتم تحريض الكرد لأعلان دولتهم فيما سيبلع الجيش الطعم ويتقدم نحو الشمال ويشن الحرب على “العصاة” وتبدأ سبحة التفتيت تكر لتعلن كل محافظة بيانها المرقم (1) كدولة لها علم وسلام وطني.

4- واذا كان العراقي العربي لايستطيع الدخول الى اربيل الان الا بتاشيرة زيارة فعليه ايضا ان يتوقع وهو الساكن في بغداد ان يحصل على تأشيرة زيارة لدخول البصرة او أي محافظة جنوبية اخرى.

5-هل تقف قطر او السعودية او الكويت مكتوفة الايدي متفرجة على ما يحدث في العراق ؟لانعتقد ذلك وامامنا تجارب ماتزال طرية في بلدان عربية.

كان الاجدر بالسيد ناصر الساعدي ان يعلن التظاهرات والاحتجاجات ضد سياسة الحكومة بدلا من توقيت التهديد بالثورة في هذا الوقت بالذات..وقت الأنتخابات.     تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.