وداعية

Foad Salim 128

حفل تأبين فنان الشعب فؤاد سالم‎

وداعية
أهو الفراق؟
سترجع لمن غيت بلا انقطاع
للارض التي طويلا نحت عليها
و بكيت لحضن الاهل و الرفاق
لعشق كالسراب
لتلك اللعنة الابدية
للحظة اللقاء الازلية
للاختناق… للعناق… للعراق
لمن نثر في سماء الكون مبدعيه
أقمارا ووهج ضياء
لمن لا مأمن فيه
وفي كل يوم دم يراق
أهذا من غنيت…. أهذا من أحببت
و كان لروحك دواء
تغرورق عيناك بالدموع
ويتحشرج الصوت في الحنجرة
من اللوعة و الاشتياق
كنت دائما تخاف من الظلام
وتهرع لحضن امك كي تنام
تلوليلك, بصوتها الحنون
لتبعد كيد العدى
و تبعث في نفسك السلام
كل شيء مختلف في بلادي
حتى النور و الظلام
بصوت مبحوح خفيض
رحت تتمتم بالكلمات
و تسرح الفكر ليعبث بخزين الذكريات
شمسنا سوار الذهب, توج الله العراق بها
حينما بدئت تصعد اليه الصلوات
أحن لنبع من الفردوس على الكراهة أفارقه
على صفحاته البيض الابلام و العشار طافيات
كم وددت لو من رخيص اشرعته البيض
يخاط لي كفننا اطوى به في لحظة الممات
و أغرس في ارضه كبذرة البرتقال حين تقدح
في نيسان وردا يحمل عطره فوق أجنحة النسمات
غريب الاهل و الدار اما آن أوانه
أما آن لدورة الاقدار ان تقف و ترجعه مكانه
رجع الغريب الى المديبة
في ليلة شتاء طويلة
يمد البصر, لاشيء هناك
سوى مقابر و عيونا حزينة
اين الامل…. اين الحلم
ام ان هذا هو مخاض المدينة
انصت لاصوات البكاء و العويل
تهز صداها السعف في النخيل
عدت اليكم, فخذوني أغنية او فكرة
أحمل في طياتها الكون و سره
كم حياة …. سأحيا: وأن انزلتموني في حفرة
فأن كل قطرة من دمي ستكون بذرة
تصنع جيلا من الناس… مستقبلا
للعراق و أهله
أروى السامرائي

About أروى السامرائي

شاعرة وأديبة عراقية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.