والله عيب.. عيب يا أهل الزبير

محمد الرديني

تظاهر امس الآلآف من مواطني قضاء الزبير في بلاد الكفار( المهجر سابقا)احتجاجا على سكوت اولياء امورهم وآمهاتهم وعشائرهم على مليارات الدولارات التي تحترق اجزائها امامهم كل يوم.
وقال شاهد عيان رافق احدى التظاهرات في تورنتو، انها للمرة الاولى في التاريخ ان يحتج الناس على اهاليهم في اوطانهم الاصلية مشيرا الى ظهور العديد من علامات التعجب لدى الكنديين الاصليين وخصوصا مندوبي موسوعة “جينيز” المشهورة.
واشار بيان تلقفته ايادي الجماهير المتفرجة الى ان هذه التظاهرة السلمية لاتطرح أي موقف سلبي من الحكومة العراقية ولا يريد اصحابها التدخل بالسياسة فأنها مستنقع يعرف جميع الشرفاء مدى آسنته.
واضاف البيان: ان المتظاهرين يريدون ابداء احتجاجهم (العنيف) ضد اهاليهم في الزبير(قضاء من اعمال محافظة البصرة) خصوصا والعراقيين بشكل عام بشخص وزير الكهرباء العراقي الحالي (ليس لنا الشرف ان نذكر اسمه) والحكومة العراقية بدءا من رئيس الجمهورية مام جلال مرورا برئيس وزرائها نوري المالكي (ونشدد على السيد النائب حسين الشهرستميغاوات) وانتهاء بفلاحي حدائق المنطقة الصفراء.
واضاف البيان: ان هذا الاحتجاج يتركز على اتلاف مليارات الدولارات المتمثلة باستيراد أجهزة كهربائية رميت في الصحراء القريبة من قضاء الزبير منذ اكثر من عامين ومازالت هناك.
نقطة نظام: قبل ان يسترسل البيان في سرد احتجاجه نقل احد المحتجين نسخة من حوار جرى امس بين مندوب قناة الحرة والسيد علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة العراقية هذا نصه (نورد الخبر قبل سرد (النص):
اعلنت وزارة الكهرباء ” ان الوحدات التوليدية الغازية المخصصة لمحطة الديوانية الغازية هي من نوع جنرال الكتريك بطاقة /125/ ميكاواط لكل وحدة وبعدد /4/ وحدات، من ضمن /56/ وحدة استوردتها الوزارة بموجب عقد ابرم نهاية عام 2008، خزنت خزناً فنياً متكاملاً في مخازن خور الزبيرالتي شيدت لهذا الغرض.
“يرجى الانتباه الى السطر الاخير من الخبر”.
نص الحوار:
المساحة المشغولة تقدر بملعب كرة قدم
المعدات متنوعة وضخمة ومتكاملة
الماركات سمنس وجنرال الكتريك.
المعدات تم استيرادها ووصلت قبل عامين وهي مركونة هناك ولاتعلم بها وزارة الكهرباء؟؟؟؟

المذيع يحاور علي الدباغ ( كالعادة علي الدباغ مستعجل).
المذيع : العراق بحاجة الى كهرباء والمعدات موجودة بميناء الزبير وتتعرض للتلف
علي الدباغ :نعم هناك اهمال وسوء ادارة من قبل وزارة الكهرباء ولكن هذه المعدات لاتتلف فقط الالكترونية منها قابلة للتلف؟؟؟
المذيع: ولكن كيف وصلت المعدات من سنتين ولحد لم تنصب وتشغل؟
علي الدباغ: نعم هناك سوء ادارة من قبل وزارة الكهرباء وللاسف لم نعلم بوصول المعدات..
المذيع ولكننا نتحدث عن معدات ضخمة كما اشار التقرير المصور وملعب كرة قدم ليس صغيرا؟
علي الدباغ : نعم كلامك صحيح ولكن وزارة الكهرباء لم تُبَّلغ بوصول الشحنات.. لهذا بقيت هناك مركونة.
المذيع :ولماذا لم يتم نصبها فالعراق بحاجة ماسة للكهرباء؟
علي الدباغ: المشكلة اننا لم نتعاقد مع شركات تنصب المعدات هذه ولهذا بقيت هناك وكان الافضل التعاقد مع شركات لنصبها يوم تعاقدنا على شرائها ( اويلي يابه .. اشك هدومي).
المذيع: مالحل الان؟
علي الدباغ: سنشكل لجنة لبحث عن شركات قادرة على نصب المعدات وقد تستغرق عملية النصب للمعدات اكثر من سنتين اذا تهيأ المكان لها؟؟؟؟( ترى مابقت هدوم عندي بالكنتور).
هذه الحكومة لاتدري ماذا يجري خارج المنطقة الخضراء اطلاقا.
المذيع:هذه كارثة يا عالم دولة لها علم وبرلمان و45 وزارة ولا تدري ان معدات ضخمة للكهرباء وصلت موانئها.. وتعلم انها في ضيق وحرج امام وعود قطعتها للشعب انها ستوفر الكهرباء عام 2010 وزارة كهرباء ونائب رئيس وزراء لشؤون طاقة اشتروا معدات ولم يوقعوا عقودا لتركيب معدات كهرباء…
اي بلد هذا.
فاصل انتحاري: آخر نكتة وزعت خلال المؤتمر الصحفي للسيد النائب(نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة).. طبعا تعرفون من هو.. النكتة تقول ، ان السيد النائب سيوزع الكهرباء المبذول مجانا في الطرقات هذه الايام على بلدان الجوار.
وسكت السيد النائب عن الكلام المباح.
متابعة: لأول في التاريخ ايضا يشترك رجال الشرطة المرافقين للتظاهرة مع المتظاهرين تأييدا لما احتجوا من اجله.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.